سواليف:
2025-05-11@14:02:41 GMT

خواطر رمضانية

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

#خواطر_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

وزع أستاذ شريعة كويتي على طلبته نموذجا فيه أربعة فتاوي عن قضية محددة اُثنتان كانتا لإبن باز وابن عثيمين، والأخريان للقرضاوي والشعراوي، لكنه أبدل إسم المفتي بين ابن باز والقرضاوي وبين ابن عثيمين والشعراوي وكان السؤال أيها مقنعة لك أكثر.
الطريف أن الغالبية العظمى اختارت الفتاوي التي نسبها الأستاذ لابن باز وابن عثيمين والتي هي في الحقيقة للقرضاوي والشعراوي، وكان التبرير أنها أكثر انطباقا مع السنة.


الحقيقة أن ظاهرة الحكم المسبق بوحي من التعصب لفكر معين أو ضده، تحكم آراء أغلب الناس، وقليلا جدا ما هم الموضوعويون، الذين يُحيّدون عواطفهم وميولهم، او يناقشون الرأي بمعزل عن صاحبه.
هذه الظاهرة طبيعة بشرية عامة، لكنها أكثر ما تكون سطوعا في أمتنا، وبدأت في الظهور مبكرا ومنذ انقضاء زمن الوحي، فلم يكن بوسع أحد آنذاك أن يجادل أو حتى أن يجتهد، لكن ما أن انقضت ثلاثون عاما من الخلافة الراشدة، وتوسعت المدارك بتوسع رقعة الدولة، وتعددت المصالح بسبب الإزدهار، وأخذ الفقهاء باسترجاع ما تعلموه وما فهموه من معلمهم الأكبر، حتى ظهرت تباينات وخلافات انتجت انقسامات كلها كانت دوافعها سياسية وليست فكرية، وبهدف الإستحواذ على مكتسبات السلطة.
تميزت هذه الخلافات بأنها رغم أن أصلها سياسي إلا أنها ألبست لبوسا فقهيا، فأخذت الأطراف المتنازعة تلجأ الى احتكار فهم الدين وتمثيله، وتبحث عن أسانيد شرعية في القرآن فلا تجد إلا في لي أعناق الآيات أو وضع الأحاديث.
ولإحكام قبضة الحكام على السلطة أسرفوا في تكفير معارضيهم، وإخراجهم من الملة، واستعانوا على ذلك بفئة من الفقهاء سموا شيوخ السلاطين، وأصبح هؤلاء من ملاحق السلطة في كل العصور، يكيفون أحكام الدين ويفتون بما يريده السلطان.
هنا نشأت فكرة التكفير، وكانت أول خروج عن شرع الله، الذي لم يبح لأحد الحكم على إيمان الشخص أو نواياه، فبعد أن تقوّلوا على حدود الله واضافوا حد قتل من يُعتقد بكفره أو ارتداده عن الدين، جعلوا معيار ذلك مخالفة رؤيتهم التي يعتبرونها أساس الشرع، لذا فمن خالفهم فقد خرج من الدين.
فجرى التوسع في قطع رؤوس المخالفين بموجبها سواء مخالفين للسلطة أو للجماعات، فعاش الناس طوال التاريخ في رعب من الإجتهاد والبحث والإنطلاق الفكري، وما زلنا نرث هذا الخوف الى اليوم.
من قال أن عصر الحجاج الذي كان النطع والسياف حاضرين على الدوام في مجلسه قد انقضى؟، فها هم حكام المسلمين الحاليين لا تمر فترة إلا ويعلنون عن القضاء على خلية إرهابية، أليس النطع والسياف أرحم من مهاجمة البيوت ونسفها على رؤوس أهلها، أو قصف حي بكامله بذريعة وجود ارهابيين في مكان ما منه!؟.
وما الفارق بين تهمة الإرهاب وتهمة الردة عن الدين، أليس في الحالتين يحدد الحاكم أنه الدين والشرع، فمن يعارضه خارج عن الدين ويحل قتله وقتل أهل بيته معه أيضا.
لقد صنع هؤلاء الحكام من بعض الجماعات السلفية التي تواليهم وتدافع عن شرورهم أعوانا على الباطل، ومحامين مدافعين عن بطشهم وتنكيلهم بمعارضيهم، بذريعة الولاء لولي الأمر أو للولي الفقيه، وهؤلاء قد غسلوا عقولهم وأفسدوا ضمائرهم، فغدوا جندا للشيطان.
المفتي الذي أفتى لعبد الناصر بجواز إعدام سيد قطب بتهمة سخيفة هي تكفير المجتمعات، ألا يعتبر شريكا في الجريمة، والذي أفتى بجواز الإستعانة بالكفار لتدمير العراق ومحاصرة أطفاله ثم احتلاله ..هل يمكن أن يكون مسلما؟ ، وهل يعتبر عالما في الدين من سكت عن انخراط الأنظمة في الحملة الصليبية المسماة الحرب على الإرهاب، وبجواز منح القواعد العسكرية لجيوش الغرب التي تدعم وتحمي الكيان اللقيط وتشن الغارات على المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب.. هل يستحق هذا أن يعتبر من علماء المسلمين؟.
علماء السلاطين أشد ضررا على الإسلام من السلاطين الطواغيت، لأنهم أضلوا كثيرا من المؤمنين، فسكتوا عن الطواغيت بل أيدوا أفعالهم بذريعة طاعة ولي الأمر.
هؤلاء جميعا سيلقون عند العزيز الجبار حسابا عسيرا، ولن ينفعهم يوم الحساب حفظ قرآن ولا علم بالحديث عملوا بعكس ما دعاهم إليه، فليس بعالم من يخاف الحاكم أكثر من الله، ولا يستحق أن يكون من ورثة الأنبياء من يشتري دنياه بآخرته.

مقالات ذات صلة خواطر رمضانية 2025/03/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: خواطر رمضانية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

“حكماء المسلمين” يرحب بإعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان

رحب مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بإعلان وقف إطلاق النار بين جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا والعالم.

ودعا المجلس في بيان صادر اليوم الطرفين إلى الالتزام بتنفيذ هذا الاتفاق، والاحتكام إلى صوت العقل، والتحلِّي بالحكمة وتغليب لغة الحوار والتفاهم لتجنيب المنطقة عوامل التوتر، وترسيخ قيم التعايش بما يسهم في تحقيق تطلعات شعبي البلدين الجارتين نحو الاستقرار والازدهار.

وأعرب مجلس حكماء المسلمين عن تقديره لكافة الجهود الرامية إلى وقف الحروب والصراعات، وأن يحل السلام في العالم بأسره وتنعم الإنسانية بالخير، والرخاء، والأمن، والاستقرار.

 


مقالات مشابهة

  • جمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة تستنكر حملة التشوية لمواقف الأردن
  • “حكماء المسلمين” يرحب بإعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • بعد أن تصدرت “الترند” وأنهالت عليها الإشادات.. تعرف على الأسباب التي دفعت الفنانة فهيمة عبد الله لتقديم التهنئة والمباركة لزوجها بعد خطوبته ورغبته في الزواج مرة أخرى
  • نصائح نبوية لنشر السلام والمحبة بين المسلمين.. تعرف عليها
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • هل يجوز اشتراك أكثر من سبعة في بقرة أو شخصين في سهم أضحية؟
  • خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في الدين تجرؤ واستخفاف يقود للفتنة
  • ناطق حكومة التغيير يوضح جانبا من الإنجازات والجهود التي بذلت في التصدي للعدوان الأمريكي
  • العلامة فضل الله: نجدّد دعوة الدولة إلى تفعيل دورها الذي أخذته على عاتقها على الصّعيد الديبلوماسي
  • ماذا أفعل إذا سمعت أكثر من فتوى في مسألة واحدة؟ أمين الفتوى يجيب