رابط خطير يكشفه علماء بين عنصر غير مرئي يتسلل للدماغ والخرف
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
سلط باحثون الضوء على أدلة جديدة مثيرة للقلق حول تراكم الميكروبلاستيك في أنسجة المخ البشري، مما يوفر رؤى مهمة حول الآثار الصحية المحتملة واستراتيجيات الوقاية.
وكشف البحث الذي نشرته مجلة "ميديسين برين" أن أدمغة البشر تحتوي على ملعقة تقريبا من الميكروبلاستيك والبلاستيك النانوي (MNPs)، بمستويات أعلى بثلاث إلى خمس مرات لدى الأفراد الذين تم تشخيصهم بالخرف.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أنسجة المخ أظهرت تركيزات من الجسيمات النانوية الدقيقة أعلى بسبع إلى ثلاثين مرة من تلك الموجودة في الأعضاء الأخرى، مثل الكبد أو الكلى.
ويحتوي الدماغ على كمية من البلاستيك تعادل ملعقة بلاستيكية: "تكشف الأبحاث أن أدمغة البشر تحتوي على كمية من الجسيمات النانوية الدقيقة والبلاستيكية الدقيقة بحجم ملعقة تقريبا، مع مستويات أعلى بـ 3 إلى 5 مرات لدى الأفراد الذين تم تشخيصهم بالخرف.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أنسجة المخ أظهرت تركيزات أعلى بـ 7 إلى 30 مرة من الجسيمات النانوية الدقيقة مقارنة بأعضاء أخرى مثل الكبد أو الكلى".
وقال الدكتور نيكولاس فابيانو من قسم الطب النفسي بجامعة أوتاوا، المؤلف الرئيسي للتعليق: "إن الزيادة الهائلة في تركيزات الجسيمات النانوية الدقيقة في المخ على مدى ثماني سنوات فقط، من عام 2016 إلى عام 2024، مثيرة للقلق بشكل خاص. ويعكس هذا الارتفاع الزيادة الهائلة التي نشهدها في مستويات الجسيمات النانوية الدقيقة في البيئة".
وقالت المجلة إن الجسيمات التي يقل حجمها عن 200 نانومتر، والتي تتكون في الغالب من البولي إيثيلين، تثير قلقا خاصا، حيث تظهر ترسبا ملحوظا في جدران الأوعية الدموية الدماغية والخلايا المناعية. ويسمح لها هذا الحجم بعبور حاجز الدم في الدماغ، مما يثير تساؤلات حول دورها في الحالات العصبية.
ويسلط البحث الضوء على الاستراتيجيات العملية للحد من التعرض، مشيرا إلى أن التحول من المياه المعبأة إلى المياه المفلترة من الصنبور وحدها يمكن أن يقلل من تناول البلاستيك الدقيق من 90.000 إلى 4.000 جسيم سنويا.
وقال الدكتور براندون لو، وهو طبيب مقيم في الطب الباطني بجامعة تورنتو: "يمكن للمياه المعبأة وحدها أن تعرض الناس لعدد من جزيئات البلاستيك الدقيق سنويا تقريبا مثل جميع المصادر المبتلعة والمستنشقة مجتمعة. يمكن أن يؤدي التحول إلى مياه الصنبور إلى تقليل هذا التعرض بنسبة 90٪ تقريبا، مما يجعلها واحدة من أبسط الطرق للحد من تناول البلاستيك الدقيق".
وتشمل المصادر المهمة الأخرى أكياس الشاي البلاستيكية، والتي يمكن أن تطلق ملايين الجزيئات الدقيقة والنانوية في كل جلسة تخمير. كما يسلط الضوء على أهمية كيفية تسخين وتخزين الطعام. "يقول الدكتور ديفيد بودر، مقدم برنامج Psychiatry & Psychotherapy Podcast: "إن تسخين الطعام في حاويات بلاستيكية - وخاصة في الميكروويف - يمكن أن يطلق كميات كبيرة من البلاستيك الدقيق والنانوي".
ونصح بـ"تجنب تخزين الطعام في أوانٍ بلاستيكية واستخدام بدائل من الزجاج أو الصُلب المقاوم للصدأ هي خطوة صغيرة ولكنها ذات أهمية في الحد من التعرض. وفي حين أن هذه التغييرات منطقية، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى البحث لتأكيد ما إذا كان خفض تناول تلك المواد مع الطعام يؤدي إلى انخفاض التراكم في الأنسجة البشرية".
كما يستكشف فريق البحث مسارات الإخراج المحتملة، بما في ذلك الأدلة على أن التعرق قد يساعد في إزالة بعض المركبات المشتقة من البلاستيك من الجسم. ومع ذلك، يحذر الدكتور ديفيد بودر، مقدم برنامج Psychiatry & Psychotherapy Podcast، "نحن بحاجة إلى المزيد من البحث لفهم البلاستيك الدقيق - بدلا من لف أدمغتنا به - لأن هذا قد يكون أحد أكبر العواصف البيئية التي لم يتوقعها معظم الناس".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الدماغ البلاستيك خرف الدماغ البلاستيك المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البلاستیک الدقیق یمکن أن
إقرأ أيضاً:
علماء يوضحون علاقة شرب القهوة بمرض الزهايمر
أصبح شرب القهوة عادة يومية لملايين الأشخاص حول العالم، ليس فقط من أجل الاستيقاظ والنشاط، بل أيضًا لما تشير إليه بعض الدراسات من فوائد صحية محتملة، ومن بين هذه الفوائد، تأثير القهوة على صحة الدماغ والوقاية من أمراض الشيخوخة، وخاصة مرض الزهايمر، الذي يعد أكثر أشكال الخرف شيوعًا بين كبار السن.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن المواد المضادة للأكسدة الموجودة في القهوة، مثل الكافيين والبوليفينولات، تلعب دورًا في حماية خلايا المخ من التلف التأكسدي والالتهابات المزمنة، وهما عاملان رئيسيان في تطور الزهايمر. وقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن الأشخاص الذين يتناولون من 2 إلى 3 أكواب من القهوة يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالزهايمر بنسبة تتراوح بين 20 و30% مقارنة بمن لا يشربون القهوة.
يعمل الكافيين، المكون الرئيسي في القهوة، على تحفيز النشاط العصبي وزيادة اليقظة الذهنية، كما يساعد على تعزيز الاتصال بين خلايا الدماغ، وبالتالي دعم الذاكرة والانتباه. بعض الدراسات أظهرت أيضًا أن القهوة تقلل من تراكم البروتينات الضارة في الدماغ، مثل بيتا أميلويد، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور وظائف المخ في مرض الزهايمر.
مع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الاعتدال في شرب القهوة أمر ضروري، إذ أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى الأرق وارتفاع ضغط الدم وزيادة التوتر، مما يضر بصحة الدماغ على المدى الطويل. كما أن نوعية القهوة وطريقة تحضيرها تلعب دورًا؛ القهوة سادة أو مُفلترة أفضل من المشروبات المحلاة أو المصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون.
من النصائح المفيدة للوقاية من الزهايمر: شرب القهوة باعتدال، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والمكسرات، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على نوم جيد. الجمع بين هذه العوامل يزيد من قدرة المخ على مقاومة التدهور العصبي المرتبط بالشيخوخة.
في النهاية، القهوة قد تكون أكثر من مجرد مشروب، إذ تشير الدراسات إلى أنها صديقة للدماغ عند تناولها بشكل متوازن، وتعد إضافة طبيعية ضمن أسلوب حياة صحي يهدف إلى تقليل مخاطر الزهايمر والحفاظ على الذاكرة والنشاط الذهني.