نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة ثقافية بعنوان «يوم بدر: دروس وعبر»، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، وبالتعاون مع وزارة الأوقاف.
 

شارك في الندوة فضيلة الشيخ يوسف عثمان، وأدارتها سهام عبد الحميد، مدير إدارة المتابعة بالهيئة المصرية العامة للكتاب.


تناولت الندوة أهمية غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، باعتبارها أول مواجهة كبرى بين المسلمين بقيادة النبي محمد ﷺ وقريش. رغم قلة عدد المسلمين وضعف إمكانياتهم، فقد حققوا نصرًا عظيمًا بفضل الإيمان والتخطيط الجيد، مما جعلها محطة فارقة في التاريخ الإسلامي، تحمل الكثير من الدروس والعبر للأفراد والمجتمعات.
انطلق النبي ﷺ ومعه حوالي 313 صحابيًا لاعتراض قافلة تجارية لقريش، لكن المواجهة تحولت إلى معركة حاسمة ضد جيش قريش الذي بلغ عدده نحو 1000 مقاتل. رغم التفوق العددي للمشركين، حقق المسلمون انتصارًا ساحقًا، وقُتل عدد من كبار قادة قريش، من بينهم أبو جهل وأمية بن خلف، كما أُسر العديد من المشركين.

أبرز الدروس المستفادة من غزوة بدر، النصر لا يرتبط بالكثرة العددية، حيث أظهرت المعركة أن الإيمان والثقة بالله يمكن أن يكونا مفتاحًا للنجاح، حتى عند مواجهة خصم يفوق المسلمين في العدد والعدة.
وكذلك التخطيط الجيد والمشاورة، حيث اتخذ النبي ﷺ قرارات استراتيجية، منها اختيار موقع المعركة عند آبار بدر لحرمان العدو من الماء، كما استشار الصحابة، مما يعكس أهمية التخطيط والمشاركة في اتخاذ القرار، وأيضا التوازن بين التوكل على الله وبذل الجهد، فرغم دعاء النبي ﷺ المتواصل بالنصر، إلا أنه لم يكتفِ بالدعاء، بل أعد المسلمين جيدًا للمعركة، مما يؤكد ضرورة الجمع بين العمل والتوكل على الله، والقيادة الحكيمة في الأوقات الحرجة، حيث جسد النبي ﷺ نموذجًا للقائد الناجح الذي يجمع بين الحزم والرحمة، فكان قريبًا من جنوده وشاركهم المعركة، مما عزز روح الفريق بين المسلمين.

بالإضافة إلى الوحدة والانضباط قوة أساسية، والتزم الصحابة بالطاعة والانضباط تحت قيادة النبي ﷺ، مما جعلهم قوة متماسكة قادرة على مواجهة جيش قريش، والأخلاق والوفاء بالعهود في الحرب، فبعد النصر، تعامل النبي ﷺ برحمة مع الأسرى، حيث جعل فداء بعضهم تعليم المسلمين القراءة والكتابة، مما يعكس قيم الإسلام في التسامح حتى في أوقات الحرب.
أكدت الندوة أن غزوة بدر ليست مجرد معركة، بل مدرسة في الإيمان والتخطيط والتعاون والقيادة، وتبقى هذه المعركة مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق النجاح، بأن الإصرار والعمل الجماعي يمكن أن يصنعا الفارق في مواجهة التحديات.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين المزيد غزوة بدر النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

التعليم: إصدار البوكليت التعليمي العام المقبل لتقليل الاعتماد على الدروس والمصادر الخارجية

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إصدار "البوكليت التعليمي" بداية من العام الدراسي المقبل، كخطوة جديدة تستهدف الحد من اعتماد الطلاب على المصادر الخارجية المكلفة، وتخفيف الأعباء المادية عن كاهل الأسرة المصرية.

يأتي ذلك في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الوزارة لتطوير العملية التعليمية من خلال أدوات داعمة وفعالة تضمن وصول المحتوى العلمي للطالب بجودة مناسبة دون الحاجة إلى البحث عن بدائل خارج المدرسة.

ويعد "البوكليت" التعليمي بمثابة مرجع شامل للطالب، يتضمن شرحًا مبسطًا للمنهج ومجموعة من التدريبات المتنوعة التي تساعد على تثبيت المعلومات وفهمها بشكل تطبيقي، بما يعزز من قدرة الطالب على التحصيل العلمي ويهيئه لخوض الامتحانات بثقة واستعداد.

ويمثل هذا الإصدار محاولة جادة لسد الفجوة بين الكتاب المدرسي وما يحتاجه الطالب من تدريب عملي وتكرار للمفاهيم، وهو ما يلبي تطلعات العديد من أولياء الأمور الذين طالبوا مرارًا بتوفير بدائل داخلية تغني أبناءهم عن الدروس الخصوصية والملازم غير الرسمية.

وتحرص الوزارة على أن يكون "البوكليت" في متناول جميع الطلاب، من حيث السعر والمحتوى، مع ضمان إشراف تربوي وتعليمي على عملية إعداده ومراجعته، ليكون معتمدًا كليًا ضمن المنظومة التعليمية الرسمية.

ومن المتوقع أن يغطي البوكليت جميع المواد الدراسية في المراحل المختلفة، مع مراعاة الفروق الفردية واحتياجات الطلاب من مختلف البيئات التعليمية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق رؤية أوسع تتبناها الوزارة لإعادة ضبط العلاقة بين الطالب والمدرسة، ودعم الاعتماد على مصادر تعليمية حكومية معتمدة، ما يسهم في تقليل الفجوة التعليمية وتحقيق قدر أكبر من العدالة في فرص التعلم، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه كثيرًا من الأسر المصرية.

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، برئاسة المهندس معتز رسلان، تحت عنوان "تطوير التعليم الفني في مصر".

وشارك في الندوة المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي وسامح شكري وزير الخارجية السابق والفريق طيار محمد عباس حلمي وزير الطيران المدنى السابق والدكتور هاني هلال، الأمين العام للشراكة المصرية اليابانية للتعليم، وعدد من السفراء ونواب البرلمان المصري وخبراء التعليم وممثلي القطاع الخاص والمؤسسات الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • التعليم: إصدار البوكليت التعليمي العام المقبل لتقليل الاعتماد على الدروس والمصادر الخارجية
  • الرئيس السوري يعلن انتهاء الحرب مع الطغاة وبداية المعركة ضد الفقر
  • اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني
  • «منصة للتوزيع» تشارك بـ«كوالالمبور الدولي للكتاب»
  • وزير العدل يناقش مع بيدرسون واقع العمل القضائي وسبل مواجهة التحديات
  • حضور قوي في معرض بيروت الدولي للكتاب
  • إتحاد بلديات المتن: المعركة على نائب الرئيس
  • الحالة المدنية تحتاج لإعادة تقييم واستخلاص الدروس
  • معرض بيروت العربي الدولي للكتاب اختتم دورته الـ66: 60 ندوة و300 توقيع