لجريدة عمان:
2025-06-18@18:32:32 GMT

تجديد الحُكم في أموال بني نبهان

تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT

تجديد الحُكم في أموال بني نبهان

رأينا في المقالات السابقة كيف تَقَرَّر عند من كانوا يُعرَفون بأهل الحل والعقد الحكم بتغريق أموال بني نبهان أواخر القرن التاسع الهجري، والتغريق إن أردنا تبسيط تعريفه فيمكن أن نقول: هو مصادرة الأموال المغصوبة وردّها إلى أصحابها إن عُرِفوا، فإن لم تثبت لأحد حازها الحاكم ليضعها ضمن المال العام «عز دولة المسلمين»، وللفقراء.

ثم رأينا كيف أن الفقيه عبدالله بن مدّاد قد أقر ذلك الحكم قبيل أن يقرّه أبو عبدالله محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرّج قاضي الإمام عمر بن الخطاب الخروصي ومن حضر معه من العلماء. وبعد مضي مدة من الزمن تعاقب خلالها عدد من الأئمة في الحكم طرأ سؤال أموال بني نبهان ثانية عند الإمام محمد بن إسماعيل الحاضري (906-942هـ) حين توجه بالسؤال إلى الفقيه أحمد بن صالح بن عمر بن أحمد بن مفرّج عن وجه ذلك الحكم السابق في أموال بني نبهان، ونص جوابه كما جاء في الباب نفسه في كتاب (منهج الطالبين):

«بسم الله الرحمن الرحيم. ليعلم الواقف على كتابي هذا من المسلمين أن قد سألني الإمام المعظم الهمام المكرّم إمام المسلمين محمد بن إسماعيل عن أموال بني نبهان وحوز المسلمين لها ممن تقدمه من الأثمة مثل عمر بن الخطاب بن محمد، وكيف سبب حوزهم لها، وهل عندك حفظ ممن تقدم من المسلمين والأئمة الماضين أنهم بماذا أحلوها لهم، وبأي وجه دخلوا فيها، فأجبته بما حفظته ووجدته ونظرته في ورقة فيها خطوط المسلمين، وفي تلك الأيام علماء أخيار وفقهاء أحبار، أنهم نظروا في بني نبهان أنهم أخذوا أموال المسلمين وسفكوا دماءهم، وصار جميع ما اقترفوه من الأموال والدماء في أموالهم، ونظروا أموالهم فلم تَكْفِ جميع ما أصابوه من الأموال والدماء والقتل، وصاروا لم يعرفوا لكل ذي حق حقه ليعطوهم إياها، ولم يعرفوا لها أهلًا، وقد قال المسلمون إن كل شيء لم يُعرَف أهله فهو راجع إلى الفقراء، والإمام أولى بكل شيء مرجعه إلى الفقراء من صدقات ووصايا وغيرها، فهو أولى بذلك ويجعله في عز دولة المسلمين، وبهذه الحجة أجازوها وأحلوها للإمام عمر بن الخطاب، فجعلت تنتقل من إمام إلى إمام إلى يومنا هذا، ولم يعب أحد ذلك. وكان في ذلك الأوان جمّة من العلماء الأتقياء البلغاء الفصحاء، فهذا حفظي عنهم، ونظرت خطوطهم في الورقة المقدم ذكرها، والحق أحق أن يتبع، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولا توفيق إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. كتبه العبد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن صالح بن عمر بن أحمد بن مفرج بيده، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله وسلم. وقد أجزت للإمام المقدم ذكره -أعزه الله- حوز هذه الأموال المذكورة المقدَّم ذكرها اقتفاء لما تقدم من الأحكام من العلماء الأبرار الأتقياء الأحبار، ولا حجة لمحتج على الإمام في حوزه لها ومنعه إياها، إذ هو مُقْتَفٍ أثر غيره من الأثمة الماضين، وحكم العلماء المتقدمين، ولا عليه مطعن لطاعن ولا حجة لمحتج، والسلام على من اتبع الهدى. كتبه أحمد بن صالح بن عمر بن أحمد بيده، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله وسلم تسليماً كثيراً».

وتَبِع نص الجواب تصحيح عدد الفقهاء، وجاء أن تلك الشهادات نُقِلت من «الرقعة» أي الوثيقة الأصل، ونص ما جاء بعد الحكم أو الجواب: «ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه أبي القاسم بن شايق بن عمر: صحيح ما أفتى به الشيخ العالم أحمد بن صالح وأتى به وسطره في هذا الكتاب فهو الحق والصواب، كتبه العبد الفقير لله تعالى أبو القاسم بن شايق بن عمر بيده. ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه سالم بن راشد بن خاتم: صحيح عندي وثابت لدَيّ ما سطره الشيخ الفقيه العالم العلّامة الذي هو للفتوى هامة، أحمد بن صالح، في هذا الكتاب، وما تلقّفه عن علماء المسلمين فهو الثقة الأمين المأمون، وهو الحق والصواب، كتبه العبد الفقير لله تعالى سالم بن راشد بن خاتم بيده. ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه العالم أبي القاسم بن محمد: ثابت ما أفتى به الفقيه أحمد بن صالح في هذه الورقة، كتبه سليمان بن أبي القاسم بن محمد بيده. ومن الرقعة المذكورة بخط الفقيه خالد بن سعيد: صحيح ثابت ما أفتى به الشيخ العالم أحمد بن صالح في هذه الورقة، كتبه العبد الفقير لله تعالى خالد بن سيد بن عمر بن إسماعيل بيده».

ونقرأ بين سطور جواب أحمد بن صالح أنه استند إلى وثيقة كَتبَها من قبله في قوله: «ووجدته ونظرته في ورقة فيها خطوط المسلمين، وفي تلك الأيام علماء أخيار وفقهاء أحبار»، وعلى الأرجح هي عينها الوثيقة التي فيها حُكم القاضي أبي عبدالله محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرّج، مع العلم أن أحمد بن صالح هذا كان أحد الذين حضروا ذلك الحكم في زمان الإمام عمر بن الخطاب الخروصي سنة 887هـ، ويظهر أن العمر امتدَّ به ليشهد عهد الإمام محمد بن إسماعيل فيجيب مقرِّرًا للحكم السابق. والعجيب أن أموال بني نبهان التي صُودِرت قد بقيت أو بقي شيء منها حتى ذلك الزمن (أول القرن العاشر) كما نفهم من هذا الجواب، فهو يقول: «فجعلت تنتقل من إمام إلى إمام، إلى يومنا هذا». وقد جاء في المدوّنات التاريخية أنه بعد عمر بن الخطاب الخروصي بُويع قاضيه محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرّج إمامًا، وذُكِر غيره من الأئمة كانوا قبل محمد بن إسماعيل أيضًا، وهم: عمر الشريف، وأحمد بن عمر بن محمد الربخي، وأبو الحسن بن عبدالسلام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محمد بن إسماعیل عمر بن الخطاب أحمد بن صالح القاسم بن سلیمان بن بن عمر بن بن محمد إمام ا

إقرأ أيضاً:

اخرجوا من طهران.. هل يعلن ترامب ساعة الصفر من البنتاغون لإسقاط ولاية الفقيه؟

غادر الرئيس ترامب كندا، إثر اجتماع قمة مجموعة ال7 التي شهدت شبه تأييد عالمي غير مسبوق لنهجه من خلال البيان الختامي الذي اكد على “أن إيران لا يمكن أن تملك سلاحا نوويا أبدا، ونؤكد دعمنا لإسرائيل”، باستثناء التحذير الفرنسي الحاسم، حيث أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن الرغبة في تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون “خطأ استراتيجياً” فادحاً. عاد ترامب أدراجه إلى الولايات المتحدة. لكن هذه لم تكن عودة عادية. فبعد لحظات من وصوله، هزّ العالم بطلبه الصاعق من سكان طهران إخلاء مدينتهم، قبل أن ينتقل مباشرة إلى قلب البنتاغون، متصدراً رأس القيادة العسكرية. لم يكن هذا التحرك مفاجئاً تماماً لمن تابع التحشيدات العسكرية غير المسبوقة، من مدمرات ضخمة وطائرات حربية خارقة، كانت قد سبقت وصوله. إنها لحظة تاريخية، تتكشف فصولها بسرعة البرق.

 

بالتوازي مع هذه التحركات العسكرية والتحذيرات، تبرز مؤشرات على مساعٍ دبلوماسية مكثفة. فوفقًا لمعلومات، هناك اقتراحات قيد النظر يقدمها مستشارون للرئيس الأمريكي، وذلك على ضوء محادثات مرتقبة مع إيران هذا الأسبوع. وتهدف هذه المحادثات إلى بحث سبل إحياء الاتفاق النووي، بالإضافة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مما قد يفتح بابًا لخفض حدة التوتر وإنهاء دائرة التصعيد في المنطقة. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية ستنجح في كبح جماح الصراع المحدق.

 

في وقت شهد الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة تحركات عسكرية أمريكية مكثفة، تزامنت مع تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران. تظهر التقارير أن الولايات المتحدة نقلت أعدادًا كبيرة من طائرات التزود بالوقود إلى قواعدها الأوروبية، حيث وصل أكثر من 31 طائرة من “طراز KC-135 وKC-46 ” لدعم العمليات في المنطقة. كما جرى نشر حاملة الطائرات “نيميتز” نحو المنطقة، قادمة من بحر الصين الجنوبي.

 

وتحمل “نيميتز” على متنها أكثر من 90 طائرة، من بينها مقاتلات “F/A-18 Super Hornet ” متعددة المهام، والتي تستخدم في الهجمات والدفاع الجوي. كما تضم أيضًا طائرات”EA-18G Growler” االمتخصصة في الحرب الإلكترونية، والقادرة على التشويش على أنظمة الدفاع الجوي للعدو.

 

وعلى الصعيد البحري، أمرت البحرية الأمريكية المدمرة “توماس هودنر” بالإبحار نحو شرق البحر المتوسط، مع توجيه مدمرة أخرى للتحرك إلى المنطقة لتكون جاهزة للاستخدام إذا لزم الأمر من قبل البيت الأبيض. وتشير مصادر أيضًا إلى أن واشنطن تدرس إرسال سفن بحرية إضافية مزودة بأنظمة دفاع صاروخي إلى شرق المتوسط خلال الأيام القادمة. هذه التحركات تعكس بوضوح تعزيز الولايات المتحدة لقدراتها العسكرية والجوية في المنطقة، في إطار رفع مستوى الاستعدادات.

 

شهدت طهران منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية استهدافًا لعدة مواقع إستراتيجية وحيوية، مما يعكس حجم التصعيد. تعرض مقر الحرس الثوري الإيراني الرئيسي لضربات أدت إلى مقتل القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي. كما طال التدمير الجزئي مجمع “شهيد محلاتي”، وهو مجمع سكني محصن يضم كبار قادة الحرس الثوري. وفي مقر القيادة العامة للقوات المسلحة “خاتم الأنبياء”، قُتل قائد المقر اللواء غلام علي رشيد. ولم تسلم منشأة نطنز النووية من القصف بصواريخ دقيقة، مما أدى إلى تعطيل جزئي في أنظمة التبريد الخاصة بها. كذلك، كان مطار الإمام الخميني في طهران ضمن المواقع المستهدفة، وامتدت الضربات لتشمل أحياء سكنية في شمال طهران، مثل منطقة نوبنياد، حيث أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. توضح هذه الضربات حجم الاستهداف الذي طال مواقع حساسة في العاصمة الإيرانية، مما يشير إلى تصعيد كبير في الصراع.

 

في المقابل يتكتم الجيش الاسرائيلي على الاضرار والخسائر التي نتجت عن القصف الصاروخي الايراني الا ان المعطيات التي تظهرت تؤكد تعرض معهد “وايزمان للعلوم” في إسرائيل لأضرار جسيمة نتيجة الضربة الصاروخية الإيرانية، حيث اندلع حريق في أحد مبانيه البحثية، مما أثر على البنية التحتية العلمية في البلاد وتعرض ميناء حيفا لأضرار نتيجة الهجوم الإيراني الأخير. حيث أفادت مصادر أعلامية بأن حرائق اندلعت قرب محطة للطاقة في الميناء بعد سقوط صواريخ باليستية استهدفت البنية التحتية للميناء. كما أشارت التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول اعتراض الهجمات، لكن بعض الصواريخ فرط الصوتية تمكنت من الوصول إلى أهدافها، مما تسبب في أضرار مادية في المنطقة المحيطة بالميناء.

 

اما بالنسبة للمعطيات الأخيرة حول ما يمكن ان يتحقق في الساعات المقبلة فالمعطيات الأخيرة التي أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” تفيد أن الرئيس ترامب يقف أمام مفترق طرق حاسم في التعامل مع إيران. فخياراته المطروحة تتراوح بين المشاركة العسكرية المباشرة التي قد تصل إلى تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية بواسطة قاذفات B-2 الشبح وقنابلها الخارقة للتحصينات، وبين المسار الدبلوماسي الذي يشجع على المحادثات المباشرة مع الإيرانيين، وهو ما حث عليه نائبه ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.

 

ختامًا، مع تصاعد هذه الأحداث المتسارعة على الساحتين العسكرية والدبلوماسية، يتساءل العالم بحذر: هل سيضغط الرئيس ترامب على الزر الأخضر للتدخل العسكري المباشر؟ المؤكد أن الأمور تتجه نحو تصاعد دراماتيكي، مع ما يحمله ذلك من عواقب قد تغير وجه المنطقة والعالم. إن تغريدة ترامب على موقعه “تروث سوشال” بقوله: “كان ينبغي على إيران أن توقع على الصفقة التي طلبت منهم توقيعها. يا للعار وإهدار الأرواح البشرية. ببساطة، إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. لقد قلت ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا”، لا تُلَمِّح إلى إمكانية العودة إلى المفاوضات

مقالات مشابهة

  • الوحدات يضم اللاعب الفلسطيني وجدي نبهان
  • الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة، معتصم أحمد صالح: أطراف السلام وقّعوا ليكونوا شركاء في بناء الدولة لا ضيوفًا على موائدها
  • الأجهزة الأمنية تضبط 6 متهمين بجريمة قتل شخص في العرش بالبيضاء
  • البيضاء : ضبط ستة متهمين بجريمة قتل شاب من إب
  • اتحاد تنس الطاولة: الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية يبدأ مهامه أول يوليو المقبل
  • اخرجوا من طهران.. هل يعلن ترامب ساعة الصفر من البنتاغون لإسقاط ولاية الفقيه؟
  • المربع يتفقد جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة
  • وفيات الاثنين .. 16 / 6 / 2025
  • تأجيل محاكمة رئيس جماعة مولاي إبراهيم المتابع بجنايتي تبديد واختلاس أموال عامة
  • تجديد حبس متهم بتزوير المستندات والاستيلاء على أموال المواطنين