وزير الأوقاف لـ«البوابة نبوز»: أجريت دراسة عن الإلحاد وأسبابه من عام 2012 حتى اليوم
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن الحكم على الشيء بأنه أصبح ظاهرة يقتضي دراسات ميدانية دقيقة، لذا أتجاوز هذا التعبير إلى تعبير آخر من قبيل تعالي الأصوات المنادية بالإلحاد؛ وفي هذا الصدد أتخذ نهجًا استراتيجيًّا متكاملًا في التعامل مع الإلحاد، إدراكًا مني لأهمية التصدي لهذه القضية برؤية علمية مستنيرة، تعتمد على تحليل جذور المشكلة، وفهم أسبابها، ومن ثم وضع الحلول المناسبة التي تعالجها معالجة فكرية عميقة.
وأشار إلى أنه أجري دراسة للإلحاد وأسبابه من عام 2012 وحتى اليوم.
وأكد وزير الأوقاف -في حواره مع «البوابة نيوز»- للإلحاد أربعة أسباب رئيسية، أولها: قبح الخطاب الصادر عن تيارات التطرف، إذ أدى الخطاب الدموي العنيف الذي تروج له الجماعات المتشددة إلى نفور بعض الشباب من الدين برمّته، واعتقادهم بأن التدين يعني التشدد والعنف، وثانيها: التخلف الحضاري الذي تعاني منه بعض المجتمعات المسلمة، ما جعل بعض الشباب ينبهر بالنموذج الغربي، الذي يقوم في بعض أبعاده الفلسفية على إنكار الألوهية.
وثالثها: الأمية الدينية، لأن بعض الشباب يفتقر إلى الحد الأدنى من المعرفة الدينية الصحيحة، ما يجعلهم عرضة للشبهات والأفكار الإلحادية، وأخيرًا: الفضاء الإلكتروني المفتوح، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحةً لنشر الأفكار الإلحادية، وترويج الشبهات، دون وجود ضوابط علمية تحكم هذا الطرح.
وتابع «الأزهري»، بناءً على هذه الدراسة، تم وضع استراتيجية متكاملة لمواجهة هذه الظاهرة، ترتكز على عدة محاور أساسية، ولًا: تقديم خطاب ديني عقلاني وعصري، يخاطب العقول بالحجة والبرهان، ويستخدم المنهج العقلي في عرض القضايا الإيمانية، خاصةً مع الشباب الذين لا يعترفون بالنصوص الدينية كمصدر للحجة، بل يبحثون عن أدلة عقلية ومنطقية لإثبات الإيمان.
ثانيًا: تفكيك شبهات الإلحاد عبر الأدلة العقلية والعلمية، فبعد البحث والتأمل، وجدتُ أن شبهات الملحدين تنحصر في ثلاثة مجالات علمية رئيسية، هي علم الكونيات (Cosmology)، الذي تُطرح من خلاله إشكاليات حول نشأة الكون، وعلم الأحياء (Biology)، خاصةً نظرية التطور التي يستند إليها البعض لإنكار الخلق الإلهي، وعلم الأعصاب (Neuroscience)، الذي يناقش الوعي والإدراك وعلاقتهما بالإيمان، ونسعى لإعداد محتوى علمي متخصص، يعرض هذه القضايا بموضوعية، ويرد عليها ردودًا رصينة، بأسلوب يتناسب مع العقلية المعاصرة، دون استخدام خطاب تقليدي يعتمد على التخويف أو الترهيب.
ثالثًا: تعزيز الثقافة الدينية بين الشباب في المدارس والجامعات، فالأمية الدينية هي أحد الأسباب الرئيسية للإلحاد، وقد عملتُ على نشر الوعي الديني الوسطي في المدارس والجامعات، عبر تنظيم ندوات ولقاءات مفتوحة مع الطلاب، تتناول القضايا الإيمانية بأسلوب حواري تفاعلي، بعيدًا عن الخطاب الوعظي التقليدي.
رابعًا: استخدام وسائل الإعلام والسوشيال ميديا في نشر الفكر الوسطي، نظرًا لأن الفضاء الإلكتروني أصبح ساحة رئيسية لنشر الأفكار الإلحادية، وقد عززنا الحضور الإعلامي للخطاب الديني المستنير، عبر إطلاق محتوى رقمي، وبرامج تلفزيونية، وصفحات تفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم محتوى علميًّا موثوقًا، يرد على الشبهات بأسلوب منهجي رصين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور أسامة الأزهرى وزير الاوقاف الالحاد التطرف
إقرأ أيضاً:
تفاصيل اليوم الذي غيرت فيه القبائل اليمنية كل شيء
في لحظة فارقة من تاريخ اليمن، وبينما كان العدوان الغاشم يضغط بكل ثقله لإسقاط الجبهة الداخلية، جاءت فتنة ’’عفاش’’ في الثاني من ديسمبر كخيانة صريحة تستهدف الوطن من الداخل بعد فشله في اختراقه بكل أدوات العدوان العسكرية في المواجهة المباشرة، لكن القبائل اليمنية بخبرتها المتجذرة ووعيها العميق والتفافها حول دعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، للثبات أمام المؤامرات، قرأت تلك الدعوة منذ اللحظة الأولى باعتبارها امتداداً مخططاً لمشروع تفكيك الصف الوطني وإسقاط الانتصارات التي صُنعت بدماء أبنائها.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
ومع إدراكها لطبيعة المخطط، تحركت القبائل بسرعة وحسم، فأغلقت منافذ الفتنة، وحاصرت تحركات عفاش قبل أن تتوسع، وثبّتت الجبهات عبر إبقاء مقاتليها في مواقعهم لإفشال رهانه على انهيار الداخل، وبوعيها الاستراتيجي، وموقفها التاريخي المتماسك، تمكنت القبائل من إسقاط الخيانة خلال ساعات، مثبتة أنها الحصن الأول للوطن، وأن التضحيات التي قدمتها ليست مجالاً للمقامرة السياسية ولا ورقة في يد أي طرف يساوم على أمن اليمن وسيادته.
هذه الوقفة القبلية الصلبة، التي التقت مع رؤية السيد القائد في مواجهة العدوان وإسقاط المؤامرات، لم تنقذ صنعاء فحسب، بل حفظت وحدة البلاد، وأكدت أن اليمن محصّن برجاله ودمائهم، وأن الخيانات تُدفن حيث تولد، وأن الوطن فوق كل الأشخاص وكل الانقلابات وكل التحالفات العابرة.
القبيلة اليمنية .. ذاكرة دم لا تقبل العبث
على امتداد سنوات العدوان، كانت القبائل اليمنية، خصوصاً قبائل الطوق، تمثل الركن الأساس في حماية العاصمة والجبهات. وقدّمت خيرة أبنائها وأثمن الرجال دفاعاً عن دين الله وعن الأرض والكرامة، لذلك لم تتردد لحظة في اعتبار خطاب عفاش خطوة تستهدف تلك التضحيات مباشرة، بل وتحوّلها إلى ورقة لتمرير تحالفاته المشبوهة مع دول العدوان.
ومع الساعات الأولى للأحداث، كان الوعي القبلي أعلى من أن يُستدرج إلى صراع داخلي، وقد ظهرت ملامح ذلك في أحاديث الشيوخ ومجالس القبائل التي رأت في خطاب عفاش تكراراً لأسلوبه القائم على المقامرة السياسية حتى لو كان الثمن سقوط الوطن.
التفاف القبائل حول دعوة السيد القائد .. نقطة التحول الحاسمة
قبل اندلاع فتنة ديسمبر، كانت القبائل قد استجابت بقوة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي للثبات أمام العدوان وكشف المؤامرات التي تستهدف الداخل، وقد لعب هذا الالتفاف دوراً مركزياً في بناء جبهة صلبة موحّدة جعلت القبائل أكثر قدرة على كشف أي محاولة للاختراق الداخلي.
لقد استوعبت القبائل، عبر هذه الدعوة، أن المعركة ليست فقط في الحدود ولا في الجبهات، بل في وحدة الداخل التي كان العدو يسعى لإسقاطها بالمال والإعلام والتحريض السياسي.
ومن هذا الإدراك، تشكلت لدى القبائل قناعة أن أي دعوة تهدف لشق الصف أو خلق صراع داخلي ليست سوى جزء من استراتيجية العدوان، مهما حاولت أن تظهر بوجه وطني.
ولذلك، عندما خرج عفاش بخطابه، كانت القبائل قد بنَت لنفسها حصانة فكرية وسياسية تجاه المؤامرات، وأصبحت أكثر استعداداً لرفض أي تحرك يستهدف الثبات الداخلي الذي دعت إليه القيادة.
لقد كانت دعوة السيد القائد أحد أهم الأسس التي جعلت القبائل تتعامل مع خطاب صالح باعتباره امتداداً واضحاً لمخطط خارجي لا يمكن السماح له بالعبور.
قراءة القبائل للفتنة .. الخيانة بلا تورية
لم يمض وقت طويل بعد خطاب عفاش حتى اتضحت لدى القبائل العلاقة بين دعوته وتحركات إعلامية متزامنة صادرة عن قنوات دول العدوان كانت تنتظر لحظة انفجار القتال الداخلي.
وفي تلك اللحظة، باتت الصورة واضحة، أن ما يحدث ليس خلافاً سياسياً، بل خيانة صريحة تحاول فتح ثغرة للعدو.
وقد عبّر مشائخ القبائل عن ذلك بوضوح في اجتماعاتهم التي سارعوا إليها، مؤكدين أن خيانة الداخل أخطر من قذائف العدوان الخارجي، وأن أي قبول لمغامرة عفاش وخيانته يعني السماح للعدو بتحقيق ما لم يستطع تحقيقه في سنوات القصف.
موقف القبائل على الأرض .. سرعة في الحسم ودقة في التقدير
تحركت القبائل لإغلاق الطرق المؤدية إلى مواقع حساسة، ومنعت تحركات مجاميع عفاش التي حاولت استغلال الفتنة.
وفي الوقت نفسه، حافظت على تماسك الجبهات بإصدار أوامر واضحة لمقاتليها بالثبات، فأسقطت بالضربة الأولى أهم رهانات عفاش الذي اعتمد على انهيار الجبهة لتمكين مشروعه.
ومع تماسك الجبهات، وانتشار القبائل في محيط صنعاء، باتت الفتنة محاصرة من كل الجهات، وأصبح واضحاً أن مشروع الخيانة فقد كل أسباب نجاحه، وكانت النتيجة أن الخيانة تسقط والوطن يثبت .
خاتمة
في الثاني من ديسمبر، كشفت القبائل اليمنية أنها الحصن الذي لا يُكسر، وأنها تملك البصيرة التي تميز بين الخلاف السياسي والخيانة، وبالتفافها حول دعوة القيادة للثبات، وبموقفها الحاسم من دعوة عفاش، أكدت القبيلة اليمنية أن الوطن فوق الأشخاص، وأن تضحياتها ليست جسراً يمر عليه أحد لتحقيق طموحات شخصية.
لقد سقطت خيانة ديسمبر لأن قبائل اليمن قررت أن وحدة الصف هي خط الدفاع الأول، وأن المؤامرات تُدفن قبل أن تولد، وأن الوطن لا يُباع ولا يُسلَّم للعدو تحت أي ظرف.