رمضان الصاوي: العلم والعقل لا يستغنيان عن بعضهما فكلاهما مكمل للآخر
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، وكان موضوع حلقة اليوم: "مكانة العقل في الإسلام"، وذلك بحضور الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور عبدالفتاح خضر، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وقال الدكتور رمضان الصاوي إن العقل أحد مقاصد الإسلام الخمس، بل هو أهم هذه المقاصد، فمقاصد الإسلام هي: "حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال"، والعقل هو أهمها لأن المقاصد الأربعة الباقية لا تتم إلا به، والعقل وإعماله شرطان أساسيان للإيمان بالله ـ عز وجل ـ لذلك وجه سبحانه وتعالى العقل بقوله: " أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ"، وقال الأعرابي ببداهته وعقله: " الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير"، لافتا أن الله قد نهى الإنسان عن عدم التعقل واتباع الظن فقال: "إن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا"، فالعقل ونصوص القرآن الكريم داعيان إلى الإيمان بعد تفكير ومن ذلك قوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ".
وبين نائب رئيس جامعة الأزهر أن العقل للتفكير والتدبير، والسمع للنقل والنصوص، والشرع عقل في الخارج والعقل شرع في الداخل، لذلك منع الله تعالى الكفار من العقل، فقال سبحانه: "صم بكم عمي فهم لا يعقلون"، مع وجود العقل، إلا أنه لا يعمل ولا يفكر، والعقل شرع في الداخل لأن الله تعالى يقول: "فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم"، لهذا كان الاهتمام بالعقل من جانب الإسلام على أحكمه وأشده، فقد منع الإسلام كل ما يغيب العقل أو يؤثر عليه، حيث قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، ونهى نبينا "صلى الله عليه وسلم عن كل مفتر ومخدر، وقد ركز أعداء الله الذين دخلوا بلادنا على تغييب العقل، بإغراق الشباب في المخدرات حتى يغيبوه عن قضاياه الأساسية، فإذا غاب العقل لم يعرف الإنسان عدوه من صديقه، مؤكدا أن العلم والعقل لا يتسغنيان عن بعضهما فكلاهما مكمل للآخر.
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالفتاح خضر أن العقل تجري أموره في اللغة على الإمساك، لأنه يمسك الإنسان من أن يصنع القبيح، إلا أن هناك من يفهم كل شيء ويدرك كل شيء ويعي معظم الأشياء، إلا أنه ليس بعاقل لأنه فعل واخترع وتعلم وتعرف، لكنه لا يؤمن بالله، ومن ذلك قوله تعالى: " قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، وقوله تعالى: " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"، لافتا أن كل هذه لطائف ربانية أوجدها الله تعالى في الإنسان لكي يحيى سعيدا، ويصل إلى السعادة الحقيقية في الجنة.
وأضاف أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر أن السعادة المطلقة التي لا نسبية فيها تكون في الجنة، فالله استودعنا العقل من أجل أن نسعد، إلا أن بعض الناس جعلوا من العقل إلها يعبد، معتقدين أنه طالما كانت الحواس سليمة فالعقل سليم، ونقول لهؤلاء أن العقل ليس إلها، وإنما العقل يقف عند وجود الإله، ومن هنا كان العجز عن الإدراك إدراك، والعبث والدخول والبحث في ذات الله إشراك، فعلى المسلم أن يقف بعقله عند حدوده وأن يعلم أن السعيد هو من يسخر عقله لله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى الجامع الأزهر الأزهر الشريف العقل الدين المزيد إلا أن
إقرأ أيضاً:
عقلية القطيع ونتائجها المدمرة
#عقلية_القطيع ونتائجها المدمرة
#عقيل_العجالين
هذا المصطلح (عقلية القطيع )يستعمل في علم النفس والاجتماع؛ للدلالة على سلوك الاشخاص في الجماعة ؛ عندما يقومون بالتصرف بسلوك الجماعة وترك المنهج العقلي بالتفكير والتدبير والتذكير ؛ وبالتالي يتم تعطيل عقل الانسان وفهمه الذي وهبه الله اياه ؛ فحالته تصبح كمن تناول حبة من الافيون؛ فغاب عقله وضميره معا ؛…هذه العقلية نتائجها المدمرة تجد صورتها الاكثر وضوحا في المجتمعات العشائرية التي كانت قبل مدة من الزمن؛ فكان الفرد يتنازل عن ذكائه وفطنته ومقتضيات العقل والمنطق بحجة اتباع راي العشيرة ؛ فيتعطل العقل والتفكير مما يؤدي الى نتائج غير مرضية بالنسبة لهذه العشيرة والمجتمع على السواء؛ اما حاليا فان هذه العقلية قد تلاشت تقريباً لدى الغالبية في المجتمع ؛ وخاصة لدى اصحاب العقول الرشيدة والشخصيات الوازنه كابرا عن كابر في القبائل والعشائر؛ ومن ضمنهم اهل الثقافة والعلم الحقيقي لا المصطنع…. هذه العقلية (عقلية القطيع) تطلق في الاساس على تصرف الحيوانات في القطيع؛ فاذا كان هناك مجموعة من الخراف في سفينة في عرض البحر فان القيت بواحد منها وقفز في البحر؛ قفزت جميعها خلفه دون ادنى تفكير بعواقب الامور فغرق وغرقت جميعها معه.
بناء على ما تقدم؛ فانني اتوجه الى الشخصيات الوازنة ؛ واهل العلم والعقل السليم؛ في المكونات العشائرية الأردنية الكريمةجميعها ؛ على مستوى القبيلة وعلى مستوى العشيرة الواحدة من العشائر المكونةللقبيلة ؛ بأن ننتبه الى هذه الحالة ونتائجها المدمره التي اودت بخلق كثير ؛ قاموا بتعطيل عقولهم ؛ فكانت النتيجة قطع ما امر الله به ان يوصل ؛ بتقطيع نسيج المجتمع والأمة؛ وفرقة إجتماعية إلى حد التمزق ؛ وفقدان دور عقول نيرة وضمائر سليمة تم تحييدها.عن المشهد ؛ بطريقة عقلية القطيع ؛ فضاعت المصالح العامة ؛ وضاعت المصالح الفردية تبعاً لها ؛ بسبب الجري وراء أهداف وهمية قوامها اجتماع أفراد العشيرة على غير هدف… إلا هدف الإجتماع فقط… وبعد أن ينتهي هذا الإجتماع الوهمي تعود الخلافات بين هذه المجموعة والفرقة والخلاف وما يرافقها من الم…فقد ذهب مفعول حبة الأفيون…افيون المجتمعات الخطير الذي يؤدي إلى ذهاب العقل.
.انني انتمي الى القبائل والعشائر الأردنية جميعها؛ واتشرف بها حيثما حللت ورحلت؛ ولكن على طريق المنطق والعقل السليم ؛ والانتماء الى مصلحة حقيقية مشروعه ؛ ومقصد سليم ؛ بطريق اعمال العقل والمنطق؛ مما يؤدي الى الحفاظ على روابط واواصر المجتمعات والأمة جمعاء.
.في ختام هذا المقال…. فان عقلية القطيع منهي عنها شرعا وعقلاً ومنطقا ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دعوها فانها منتنه) كما وصف الدين الاسلامي الحنيف وشريعته الاسلامية الغراء هذه الحالة ؛ بان من يتبعها هو (الأمعه –بتشديد الميم ) هذا الأمعة في الدين الاسلامي هو الذي يتبع الناس فإن أحسنوا احسن وان أساؤوا أساء.
كما ان حفظ العقل هو من الضرورات الخمس في الاسلام؛ ولذلك فقد تم تحريم المخدرات والخمر؛ وكل ما يؤدي الى ذهاب العقل ؛فكيف لنا ان نتبع الوهم والهدف الوهمي الذي يتم السير اليه على غير طريق العقل والمنطق..؟!!! فهل نسير الى الجحيم. على اقدامنا كالخراف التي تسير إلى حتفها ؟!!!
……..والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
تم في تاريخ الثاني من شهر حزيران لعام 2025.