في قلب الليل العميق، حيث لا يرافق الإنسان إلا صمت الموت، ارتقى العقيد أحمد جاد شهيدًا، لكن اسمه ظل يلمع في سماء الوطن كما يلمع النجم في أعالي السماء، غير قابل للانطفاء.

كان مثالًا للقوة والشجاعة، ليس فقط في ميادين المعركة، بل في كل لحظة من حياته، فقد حمل في قلبه حبًا للوطن لا ينضب، وعينين لا ترى سوى درب الحق والعدل.

عاش أحمد جاد بيننا كأنما هو أسطورة، يبتسم في أصعب الظروف، ويلتف حوله من يذكرونه كأبٍ وأخٍ وصديق.

لم يكن مجرد ضابط في الشرطة، بل كان رمزًا للإخلاص والتفاني، قد يبدو أن الكلمات عاجزة عن وصفه، إلا أن كل حرف ينبض بمعنى العزيمة والإصرار الذي ميزه عن غيره. كان يتقدم الصفوف بلا تردد، يواجه الصعاب بابتسامة هادئة، ويلهم من حوله بأفعاله قبل أقواله.
في معركته الأخيرة، سار كعادته إلى الأمام، مطمئنًا إلى أنه على الطريق الصحيح، لا يلتفت وراءه، محققًا بذلك مبدأه الذي آمن به طوال حياته: "الوطن أولًا".

وبالرغم من فراقه الجسدي، إلا أن روحه تظل معنا، تحمل إرثًا من الشجاعة لا ينتهي، وإيمانًا لا يتزعزع بمستقبل أفضل.

يقولون إن الأبطال لا يموتون، بل يظلون في ذاكرة الأجيال القادمة وبالفعل، سيظل اسم العقيد أحمد جاد يتردد في أرجاء هذا الوطن، مثالًا لكل من يسعى لتحقيق العدل، ويتحلى بالشجاعة التي لا تعرف الحدود.
رحل أحمد جاد، لكن لا زال صوته يصدح في القلوب، يذكرنا بأن البطولة ليست مجرد كلمات، بل هي فعل مستمر يخلد صاحبه في التاريخ.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: شهيد رمضان شهداء الداخلية أحمد جاد

إقرأ أيضاً:

قصة صورة من الحرم.. بياض يُبهج وبكاء يُطمئن

في صورة التقطت لإحدى الصلوات اليوم داخل المسجد الحرام، تتجلى لحظة نادرة تجمع بين البهجة والخضوع في آنٍ واحد. بدا الحرم كما لو أنه قطعة من نور، اكتسى باللون الأبيض من أعلاه إلى أدناه، حيث امتزجت صفوف المصلين بثياب الإحرام، وتوحدت القلوب والوجوه في قبلة واحدة، تحت قبة السكينة والسكوت.

الآلاف سجدوا وركعوا في توقيت واحد، كأنما تماهت أجسادهم مع الدعاء، وتعمّدت أرواحهم بالرضا.

لحظة أظهرت عظمة المكان وقدسيته، وعمق الإيمان حين ينسكب صامتًا في عيون دامعة، وقلوب ترجف خشيةً ورجاء. تتسلل الآية الكريمة إلى هذا المشهد العابق بالسكينة: تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا، فتبدو الصورة وكأنها تفسير بصري للنص، أو تأكيد حيّ لما تقوله السماء.

اللون الأبيض لم يكن مجرد مظهر، بل دلالة على الطهر والتجرد من الدنيا، وعلى المساواة التي لا تفرق بين غني وفقير، ولا بين جنسية وأخرى.

وفي هذه اللحظات، يبدو أن الأرض تعانق السماء، وأن الدعاء يصل أسرع من المعتاد، لأن النفوس مهيأة، والقلوب خفيفة، والخشوع حاضر بلا استئذان.

المشهد أسرّ الناظرين بالفعل، لكنه أيضًا أيقظ فيهم شعورًا لا يُوصف، كأن من لم يكن حاضرًا هناك، تمنى لو كان. هي لحظات تتكرر كل يوم في الحرم، لكنها لا تتشابه أبدًا.


الحرم

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • رئيس رواندا يضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري بمقام الشهيد
  • "فلكية جدة": قمر ذي الحجة في طور التربيع الأول اليوم
  • فلكية جدة: قمر ذي الحجة في طور التربيع الأول اليوم
  • صورة نادرة لمدرسة بنات مصرية تُعيد الذاكرة إلى زمن الانضباط التعليمي
  • نادى سينما أوبرا الإسكندرية يعرض فيلم مدرسة الذاكرة
  • الحكماء.. والفضائح العائلية
  • إسرائيل وحربها الممنهجة
  • قصة صورة من الحرم.. بياض يُبهج وبكاء يُطمئن
  • كم مرة ضحى النبي في حياته؟
  • قُتل أم أنهى حياته بيده.. الطب الشرعى يحسم لغز وفاة أحمد الدجوى خلال أيام