الحب في زمن التوباكو (1)
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
مُزنة المسافر
صوتي يصدح، يصرخ، يسرح في أكبر مسرح عرفه شارعنا، وبلدتنا، علم الجميع أنني أغني، وغنائي هذا تصحبه خطوات سريعة في الرقص، أغني كل أغاني الماضي والحاضر الجميل، وأغني لأفراح الآخرين مع عمتي ماتيلدا، لنا طرق كثيرة في الرقص، والغناء. إنه الفرح والسرح، الرقص المتواصل الذي لا يتوقف، لكن إن سألتموني كيف نبدأ بالفرح سأخبركم، إنني لا أتذكر جيدًا إلا ما نحضره قبل كل حفلة.
غرفة تبديل الملابس التي تخص مسرح الشارع المنير للغاية، تناولني عمتي بضع ملابس.
ماتيلدا: غيِّري يا فتاة، رائحتك كروائح رجال المنجم.
جوليتا: بل هو رائحة التبغ الذي تدخنينه يا عمة.
ماتيلدا: لستِ نجمة بعد، حتى تكوني سليطة اللسان.
اذهبي وغيِّري!
لها دومًا أمور غريبة في إقناعي، أن أكون نجمة، رُبما الإهانة أكثر شيء يجعل من الإنسان يرغب في أن يسطع ويلمع، ويرفع نفسه الظمآنة للغنى بدل الفقر المُدقع.
إنه يُقرِف يُقزِّز الآخرين، فَقرُنا الذي نغني بعيدًا عنه، في أحياء أرقى في البلدة العريضة.. هكذا تقول عمتي أن الشهرة ليست صعبة في هذا المكان.
أحمر الشفاة، وصوت جميل، وشعر مستعار يناسب عمتي ووجهها المُجعَّد، وقلبها المرهق من الحياة، لكنها تخبرننا أن قلبها شاب وأنها جاهزة للوقوع في الغرام إن وجدت رجلًا أفضل لأن الحياة تأتي بالأفضل كل يوم، والأمس ليس مثل اليوم.
وهكذا خرجت أنا وشعري منسدل، وقلبي يخفق، وأنا اقترب من الميكرفون، وأردد كلماتٍ حلوة للسامعين، المخمورين الذين أشعرهم اللحن بالخدر، ووقعوا في غرامات متعددة لعالمنا الحي، الحي بالشعور الحقيقي، إنهم مُزيَّفون، بأغلفة عديدة تُغلِّف جُبنهم، وتُخفي وجدهم للعيش، بينما نحن نكون نحن، ولا ندّعي، ولا نرتوي إلّا من هذا اللحن.
الذي نغني به، ونشعر به، تقول عمتي.
ماتيلدا: فليحيا التوباكو، ومن اخترعه، بعد النبيذ طبعًا.
إن هذا التوباكو هو الإلهام بعينه.
تُردِّد عمتي هذا بعد أن ينتهي المساء، ويبدأ ليل الجرد والعد، فتعُد المبالغ التي جاءت في جيوب زوار المسرح الصغير.
جوليتا: كم يا عمتي؟
ماتيلدا: انتظري. ما زلت أعُد.
إنها تعُد ألف مرة، تخشى من الفئران أن تدخل فستانها وتتسلق إلى فمها وهي تُقبِّل الدولارات، والعملة المحلية، وتُقبِّل يديها وتشعر بالبركة لأول مرة.
جوليتا: ما هي البركة يا عمة؟
ماتيلدا: إنك البركة وصوتك يا ابنة أخي.
إنك تتمايلين، وتُحدثين العجب.
والشغب في قلوب الرجال.
تمايلي يا ابنة أخي، لنجني المال.
جوليتا: حقًا يا عمتي، ولماذا هنالك مغنيات أفضل مني؟
ماتيلدا: إنك نجمة يا جوليتا.
نجمة حقيقية دون غبار كَوْني حولك يا صغيرتي.
انظري للغُنج الذي تعيشينه كشابة.
انظري لهذا الشباب الذي يختبأ داخل جذعك.
جوليتا: يأتي النهار، ونسمع أمورًا كثيرة ليس لها علاقة بنا، هنالك شخص انتقل لمنطقتنا، هنالك شخص خرج من دائرة العائلة، وهناك من سافر هاجر وتركنا، كلها أخبار مُتناقَلة، مُتبادَلة بين الأفواه والشفاه الحلوة الرطبة الراغبة في تقبيل الحياة من جديد، والرقص والغناء.
كنت أفكر صباح اليوم هل سأكون نجمة مشهورة؟ أم سأكون إنسانة مغمورة داخل منجم آيل للسقوط، أو سأخرج كقطعة ذهب تود أن تلمع جيدًا، جيدًا أمام الجمهور الذي يرغب أن يدفع لفَنِنا، ويغرقنا بالنقود أنا وعمتي، ويصنع لنا غمامة من المال تغشي على أحلامنا القديمة، وستكون لنا أحلامٌ جديدة تناسب مسرحًا أكبر، وقطع ملابس أجمل، وقلوب راغبة في أن تنبض نبضًا حقيقيًا ليس إلّا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مسلم يتحدث عن معاناته في الحب خلال أغنيته الجديدة «سوء اختيار» (فيديو)
طرح المطرب مسلم، أحدث أعماله الغنائية التي تحمل عنوان «سوء اختيار»، وهي الأغنية السابعة من ألبومه الجديد.
«سوء اختيار»، من كلمات محمد عبد الرحمن، وألحان معاذ زين، وتوزيع موسيقى، إسلام شوقى، وهى من توزيع شركة "ديجيتال ساوند".
ويقدم مسلم فى أغنية «سوء اختيار» الطابع الدرامى، ويعبر فيها عن ندمه وحزنه الشديدين، ومعاناته فى حبه بعدما اكتشف حقيقة الخداع وعدم صدق المشاعر، وهى الأغنية السابعة من ألبومه الجديد، وتأتى هذه الأغنية استكمالا لقصص الأغانى السابقة التى قدمها مسلم، بداية بأغنية "غمة" التى طرحها فى فبراير الماضى، وهي الأغنية الدعائية والترويجية للفيلم السينمائي «درويلة»، و"واحد زيك" التى قدم فيها مدى قدرته على تجاهل حبيبه السابق، ورفضه الرجوع له مرة ثانية.. و"اتقابلنا" وقدم من خلالها فكرة انفصال حبيبين، تجمعهما مقابلة عن طريق الصدفة.. و"كفاية فراق" قدم فيها حالة حزن الإنسان على قلبه وعدم استقراره، و"واحشاك" وقدم فيها صورة لحوار افتراضى بين قلبه وعقله، وصراع داخلى عن الحزن بسبب فراق الحبيب، و"مش قادر انسى" وقدم فيها حزنه على فراق حبيبه وشوقه إليه..
وتقول كلمات «سوء اختيار»:..
خلصت خلاص
مفيش فرصه جديده ولا فيه كلام تاني
دا حبك ياما غرقني و اذاني
في غفله قلبي كان تايه و فوقته
رجعت لعقلي بفراقنا اللي جه وقته
و اعتبر مكانش حاجه بينا
و ان عمرنا يوم م اتقابلنا
م اللي عملته جيبت خلاص آخرنا
ماتحاولش تطلب السماح
ماتحاولش مالوش لازمه و كفايه
حبك صفحه كتبتلها النهاية
اه مبقيتش خلاص تفرق معايا
و الله بقى يعوضني على اللي راح
مات الإحساس
و لو ع اللي مبينا زمان انا نسيته
سوء اختيار و دفعت تمنه و وفيته
خدت القرار مبقاش بينا نصيب يجمع
و فات الوقت مهما تقولي ولا ينفع
https://youtu.be/r3rLma9z9Lk