«أبوظبي للغة العربية» يوقّع اتفاقية تعاون مع مكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
وقّع مركز أبوظبي للغة العربية ومكتبة الإسكندرية، إحدى أبرز المنارات الثقافية العريقة في المنطقة، اتفاقية تعاون لتعزيز الشراكة في المجالات المعرفية. وقّع الاتفاقية كل من الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور أحمد عبد الله زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور شخصيات ثقافية وإعلامية بارزة، من الكتاب والناشرين والمثقفين.
وتركز الاتفاقية على التعاون المشترك بين مركز أبوظبي للغة العربية ومكتبة الإسكندرية لتحويل مختارات من إصدارات المركز إلى نظام (برايل ديزي) الخاص بأصحاب الهمم، وتوفيرها عبر المصادر الخاصة بالمكتبة، ومنصات المركز، بالإضافة إلى تعزيز أطر التعاون في مجالات الترجمة من خلال مشروع «كلمة»، وتأسيس قاعدة بيانات مشتركة للإصدارات المترجمة من المؤسستين لتفادي التكرار، وتبادل اقتراح ترجمة مؤلفات جديدة تثري المكتبة العربية في تخصّصات مختلفة.
وتدعم الاتفاقية مشاركة نقل الخبرات الخاصة بترميم المخطوطات، إلى جانب العمل على رقمنة كتب وإصدارات المركز لتحويلها إلى نسخ قابلة للبحث، لتعميم الفائدة، وتوفيرها ضمن مصادر معلومات المكتبة، إلى جانب التعاون في مجال علوم المكتبات، وإدارة المكتبات المتخصّصة، وتبادل الخبرات بما يتعلّق بمجموعات الكتب، والتعاون المشترك في العديد من المجالات المعرفية والتعليمية والمهنية الأخرى.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «ما يجمع بين المؤسستين، مركز أبوظبي للغة العربية، ومكتبة الإسكندرية، كبير، وتقاطعات الرؤى بينهما نابعة من تقدير مشترك للتقاليد العريقة التي ترسيها الحضارات، والاهتمام باللغة العربية بوصفها روح الحضارة وعقلها».
وأضاف: «مكتبة الإسكندرية، واحدة من أبرز الصروح الثقافية في العالم»، مشيراً إلى أن العلاقات بين الإمارات ومصر تقوم على رؤية مشتركة واضحة وعميقة، وأن مذكرة التفاهم ستعين الطرفين على تحقيق هذه الرؤية الثقافية والعلمية».
وثمّن الدكتور أحمد عبدالله زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، الدور الكبير الذي يلعبه مركز أبوظبي للغة العربية وجهوده الرامية إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية، وإثراء الحراك الثقافي العربي، ودعم قطاع النشر، مؤكداً أن الاتفاقية تسهم في تعزيز العلاقات المشتركة بين المكتبة والمركز، وتخدم توفير المزيد من البرامج والمبادرات النوعية التي تلعب دوراً فاعلاً في النهوض بوعي، ومعارف المجتمع. وترسّخ الاتفاقية العلاقة الثقافية التاريخية التي تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، وتعزّز استدامة الإنجازات المعرفية للجانبين، كما تنسجم مع استراتيجية المركز في حشد وتطوير الجهود لتعزيز حماية اللغة العربية، وترسيخ حضورها، إلى جانب دعم المبادرات والأحداث الثقافية التي تخدم التعريف بالثقافة العربية، وخصوصيتها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية مصر الإسكندرية الإمارات علي بن تميم مركز أبوظبي للغة العربية مرکز أبوظبی للغة العربیة مکتبة الإسکندریة
إقرأ أيضاً:
رمز للتعددية الثقافية.. جولة داخل شارع العرب في لندن
في وسط لندن، تجد نفسك محاطا بالعرب من كل اتجاه في أحد شوارع لندن الشهيرة، شارع "إدجوير رود" (Edgware Road)، الذي يُشتهر في الأوساط العربية بلقب "شارع العرب" أو"ليتل أرابيا" (Little Arabia)، أو"ليتل بيروت" (Little Beirut)، أو"ليتل كايرو" (Little Cairo).
والشارع من الشوارع الرئيسية في غرب وسط لندن، حيث يمتد من منطقة "ماربل آرتش" (Marble Arch) -شمال/غرب- عبر "مايديا فيل" (Maida Vale)، و"كيل بيرن" (Kilburn)، وصولا إلى شارع إدجوير.
ما إن دلفت إلى الشارع حتى وجدتني محاطا بالزحام والضوضاء، وراحت تتسرب إلى أذني أصوات عربية، كما أن أغلب المحلات فيها بائعون يتحدثون اللغة العربية.
بعد أن تناولت الإفطار في مطعم لبناني وشربت قهوتي التركية، مررت بعديد من المباني القديمة فيه متأملة تاريخه الطويل.
الرومان وشارع العربالشارع جزء من الطريق "إيه 5" (A5)، وتذكر المراجع التاريخية أنه كان مسار طريق روماني قديم يُعرف باسم "واتلينغ ستريت" (Watling Street)، وهو الطريق الذي أنشأه الرومان لكي يربط بين لندن وشمال غرب البلاد. وظل هذا المسار ذا أهمية خلال العصور الوسطى وحتى اليوم.
مع انهيار الإمبراطورية الرومانية، استمر هذا الطريق ليكون ممرا مهمًا يجمع بين لندن والمناطق المحيطة، خاصة شارع "إدجوير" خلال القرن الـ19، حين بدأ يزدهر بوصفه محورا للمهاجرين، خاصة العرب، الذين بدؤوا بالاستقرار هناك، وإنشاء مطاعم ومحلات تجارية تخدم الجالية العربية.
أصبح شارع "إدجوير" كذلك رمزا للتعددية الإثنية في لندن، مع تزاوج الثقافات العربية، واللبنانية، والمصرية، والشمال أفريقية، فضلا عن وجود مؤسسات مجتمعية تعزز الهوية العربية واللندنية، إذ تجد به محلات الحلويات، ومطاعم الشاورما والشيشة، والعصائر، والمقاهي، التي لا يُعدّ وجودها غريبا عن المكان، بل إنه جزء من النسيج الثقافي للشارع.
إعلان رواد الشارعاكتسب الشارع الشهرة العربية، حيث يرتاد العرب والمهاجرون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الجزء الجنوبي من "شارع العرب"، خاصة من "ماربل آرتش" حتى تقاطع "مارليبون رود" (Marylebone Road).
وتعلق اللافتات العربية على واجهات المحلات جنبا إلى جنب الإنجليزية، وثمة جو ثقافي يجعل الزائر يشعر بأنه في جزء من الشرق الأوسط داخل لندن.
ويوجد في شارع العرب طعام وثقافة المساء: شوارع مأهولة بالمطاعم التي تعمل لوقت متأخر، ومقاهي الشيشة، وخيارات متنوعة من المطبخ اللبناني والسوري والمصري والمغاربي والباكستاني والهندي وغيرها.
كما يُعرف الشارع بأنه قلب الحياة الليلية العربية في لندن، فحيثما وجد العرب وجد السهر، يتحول الليل إلى نهار؛ إذ تغلق أغلب المطاعم في بريطانيا في الثامنة مساء ما عدا مطاعم "شارع العرب".
أهمية الشارعولأنه شارع مهم يربط أجزاء متعددة من لندن، فإن "شارع العرب" محاط بعدد كبير من محطات المترو والحافلات والفنادق، مما يزيد من إقبال الزوار، كما أن كثافة الأنشطة التجارية والسكنية فيه عالية.
ومن أشهر الأماكن التاريخية القريبة منه "ماربل آرتش" (قوس الرخام)، الذي يقع عند الطرف الجنوبي للشارع، مقابل بداية شارع "أكسفورد ستريت"، حيث تم نصب هذا القوس أمام قصر باكنغهام، ثم نقل إلى موقعه الحالي في منتصف القرن الـ19.
وقوس الرخام بمثابة معلم بارز تاريخيا وجماليا، هناك أيضا دور سينما مثل "أوديون ماربل آرتش" و"ريغال" و"أوديون"، وهذه الأخيرة كانت مسرحا سينمائيا شهيرا بواجهة كبيرة مطلية بالحجر البورتلندي، وكانت لهذه المؤسسة قدرة تقنية متطورة، وهي من بين المعالم المعمارية البارزة في "شارع العرب".
وكذلك هناك مسرح متروبوليتان (Metropolitan Theatre) الذي يقع في شارع إدجوير "بادينغتون 267″، وقد كانت تقدم فيه عروض مسرحية وموسيقية منذ القرن الـ19، ثم أعيد بناء المسرح عام 1897، على يد المهندس المسرحي فرانك ماتشام، ثم هُدم في ستينيات القرن العشرين نتيجة توسعة الشارع والمرافق.
وأما "ماربل آرتش بليس" (Marble Arch Place) فيعد مشروعا حديثا مختلط الاستخدام، يجمع بين السكني والتجاري والمكاتب، تم افتتاحه مؤخرا كجزء من تجديد المنطقة حول تقاطع "شارع العرب" مع شارع أكسفورد.
ويُظهر ذلك كيف تتجدد المنطقة مع الاحتفاظ بمعالمها، وأما "ماربل آرتش هاوس" (Marble Arch House) فهو مشروع معماري حديث أنشئ بين "شارع العرب" وشارع سيمور (Seymour Street)، ويجمع بين الأبنية الحديثة والمحفوظة على الطراز الفيكتوري، وفي الواجهات اهتمام وتركيز على جذب السائح.
من أكثر الأماكن جذبا للسياح المنطقة الواقعة بين "ماربل آرتش" و"بييز وتر" (Bayswater)، حيث الجزء الذي يضم محلات عربية ومقاهي شيشة ومطاعم متخصصة، التي يبحث عنها السائح العربي، أو أي زائر يحب الأجواء الشرقية.
إعلانإن كنت زائرا، فإن هذا الجزء يوفر تجربة حسية متكاملة: رائحة الأطعمة، والأصوات، والألوان، واللافتات بالأحرف العربية، وزيارة "قوس الرخام" (ماربل آرتش) نفسه، فالتوقف عند القوس، والمشي في حديقة "هايد بارك" (Hyde Park) القريبة، والتنقل إلى شارع أكسفورد للتسوق كلها أماكن مميزة قرب "شارع العرب".
المطاعم والمقاهي العربيةتستطيع تجربة مختلف الأنواع من الطعام العربي الأصلي، والشاورما، والكباب والمعجنات والحلويات، والمقاهي التي تُقدّم الشيشة، مثل مقهى الشيشتاوي وغيره، خاصة بالليل. وهذه الأماكن تجذب الزوار الذين يبحثون عن الأصالة.
هنا تحصل على تجربة ثقافية مختلطة، فالساحات القريبة والفنون المعمارية والتحف المعمارية والتصميم الجديد مقابل القديم، والمحلات التي تحوي اللغة العربية والإنجليزية، كل ذلك يعطي شعورا بتجانس ثقافي خاص، مثل العمل الفني الكبير "رابر" (Wrapper) قرب محطة المترو، الذي تستلهمه الفنانة "جاكلين بونسيليت" (Jacqueline Poncelet) من عناصر المنطقة.
وأما الطراز المعماري الهندسي لـ"شارع العرب"، فهو عبارة عن مزيج من الطرز المعمارية والعمارات الفيكتورية، والأبنية الجورجية، والمباني الحديثة، والأبراج السكنية والمختلطة الاستخدام، والمشروعات العقارية الحديثة التي تجمع بين الفخامة والتجديد.
أبنية بطراز قديمواجهات الأبنية القديمة في "شارع العرب" ما زالت محفوظة بالطراز القديم، بعض الأبنية تحافظ على واجهاتها التاريخية "فيكتوريان فاسادس" (Victorian façades)، خصوصا في المناطق القريبة من "قوس الرخام" وشارع سيمور.
وتم تجديد الداخل في الأبنية القديمة في الشارع أو البناء خلف الواجهة مع الحفاظ على الطابع البصري الخارجي، إذ استخدم في البناء مواد تقليدية وحديثة، والطوب، والطوب الأحمر، والحجر الجيري، والتيراكوتا، والزجاج الكبير في النوافذ، والأسطح الحديثة المعدنية.
في حين تميل الأبنية الجديدة إلى مزج هذه المواد لتعطي تباينًا جميلًا بين القديم والحديث. مثال على ذلك "ون ثري سكس" (OneThreeSix) وهو مشروع سكني وتجاري يقع على الزاوية، ويستخدم الحجر الجيري، والطوب، والتيراكوتا، مع نوافذ كبيرة تسمح بدخول الضوء الطبيعي.
زخرفة الأماكنالأبنية الجديدة في "شارع العرب" ذات ارتفاعات متنوعة، فبعض الأبنية منخفضة الارتفاع، بينما في التقاطعات المهمة أو المشاريع الحديثة تجد أبراجا أو مباني متعددة الطوابق ذات طابع سكني أو تجاري.
ومما يلفت النظر الإضاءات والتفاصيل الزخرفية، حيث لا تعد التفاصيل الزخرفية الباهظة متوفّرة في الأبنية كافة، لكن في المحلات والمطاعم العربية تجد زينة واضحة، ولافتات ملونة، وإضاءات لافتة، واستخدام ألوان دافئة تبرز في الليل، وتظهر أكثر في شهر رمضان، حيث تعطي للشارع جوا مميزا.
هذا الوصف بناء على ملاحظات ميدانية ومنشورات كتبها زوار ومهندسون وضعت في مداخل المباني، لكن بعض المشاريع الحديثة تشكل تحديا للحفاظ على الطابع التاريخي للمنطقة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المعيشة، أو تغيير هوية الشارع.
"شارع العرب" هو أكثر من مجرد شارع تجاري، فهو كيان ثقافي واجتماعي يعبر عن تاريخ طويل من الهجرة والتعددية الثقافية، ويمزج بنية تاريخية مع تجديد عمراني معاصر، ليكون عنصرا مهما في الحياة الحضرية في لندن، خاصة بالنسبة إلى المجتمعات العربية ومحبي الثقافة الشرقية.
إعلان خيارات السكنوكذلك يمثل شارع العرب وجهة لمن يركز على الطعام، والثقافة، مع الحياة الليلية، والمعالم المعمارية، وتستطيع أن تجد فيه السكن المناسب لميزانية رحلتك، تتراوح أسعار الغرف بين 80 جنيها وألف جنيه إسترليني، تشعر في أغلبها بالراحة التامة، وذلك لأن كثيرا منها بها عزل للصوت.
كما توجد بعض البيوت والفنادق الأخرى المحيطة بالشارع، كما أنك تستطيع أن تذهب من مقر إقامتك مشيا على الأقدام إلى عديد من الأماكن مثل "قوس الرخام"، وهو بداية شارع إدجوير من الناحية الجنوبية.
وفضلا عن شارع أكسفورد -وهو مكان تسوق رئيسي في لندن- يمكن لمن يزور "شارع العرب" أن يتوجه إلى أماكن جذب سياحية قريبة مثل منطقة "مايفير" (Mayfair) التي تقع شرقي شارع العرب، وهي منطقة راقية يسهل الوصول إليها، وهناك أيضا "مارليبون" (Marylebone) الذي يعد جزءا من "شارع العرب".