تعرف علي طريقة التخلص من العصبية الزائدة؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
#سواليف
#العصبية هي حالة من #التوتر_النفسي والجسدي المفرط تظهر على شكل انفعالات حادة وردود فعل مبالغ فيها تجاه المواقف المختلفة، وهي ليست مرضاً أو اضطراباً منفصلاً بحد ذاته، بل عرض يمكن أن يظهر مع العديد من الاضطرابات النفسية والجسدية المختلفة، أو نتيجة ضغوطات الحياة المتراكمة، مما يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والأداء المهني والصحة النفسية للفرد.
أعراض العصبية
تبرز سرعة الغضب كأحد أبرز الأعراض، حيث تتحول المواقف البسيطة إلى أزمات انفعالية، وقد تظهر نوبات غضب مفاجئة دون مقدمات واضحة، تتراوح في حدتها من التذمر البسيط إلى الانفجار العاطفي الشديد. يلاحظ على الشخص تقلبات مزاجية سريعة وحادة، فقد ينتقل من حالة الهدوء إلى الغضب الشديد ثم إلى الحزن في فترات زمنية قصيرة، مما يجعل سلوكه غير متوقع ويصعب على المحيطين به التعامل معه. يرافق العصبية الزائدة قلق مستمر وخوف من المستقبل والمجهول، مع ميل للتفكير السلبي والتوقعات المتشائمة، وغالباً ما تظهر أفكار سلبية متكررة حول المواقف المختلفة وتضخيم للمشكلات البسيطة. يعاني الشخص من صعوبة في التركيز واضطرابات في الانتباه، حيث تتشتت أفكاره بسهولة ويصعب عليه إنجاز المهام التي تتطلب تركيزاً مستمراً، مما يؤثر سلباً على أدائه في العمل أو الدراسة. تظهر مشكلات متنوعة في النوم، تتراوح بين صعوبة الدخول في النوم والاستيقاظ المتكرر خلال الليل، والاستيقاظ المبكر، أو النوم غير المريح. يعاني الشخص من توتر مستمر في العضلات، خاصة في منطقة الرقبة والكتفين والظهر، مما يسبب آلاماً مزمنة قد تزداد سوءاً مع ارتفاع مستويات التوتر والعصبية. تؤثر العصبية الزائدة على وظائف الجهاز الهضمي، مسببة أعراضاً مثل عسر الهضم، وآلام المعدة، والإسهال أو الإمساك، والغثيان، وفقدان الشهية أو زيادتها بشكل مفرط. يُعد الصداع والشقيقة من الأعراض الشائعة للعصبية الزائدة، حيث يظهر الصداع بشكل متكرر، خاصة في أوقات التوتر الشديد، وقد يستمر لساعات أو أيام في الحالات الشديدة. تظهر أعراض مثل خفقان القلب، وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت أثناء نوبات العصبية. يلاحظ زيادة في التعرق، خاصة في راحتي اليدين والقدمين وتحت الإبطين، حتى في درجات الحرارة المعتدلة، وهو ما يعكس نشاط الجهاز العصبي المرتبط بالاستجابة للتوتر. تؤثر العصبية الزائدة على جودة العلاقات الشخصية، حيث يميل الآخرون إلى الابتعاد عن الشخص العصبي تجنباً للمواجهات والتوتر، مما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة. يتأثر الأداء في العمل أو الدراسة مع العصبية الزائدة، حيث تنخفض القدرة على التركيز وإنجاز المهام، وتزداد الأخطاء، وتتراجع جودة العمل. قد يلجأ البعض إلى سلوكيات ضارة للتعامل مع العصبية، مثل التدخين، أو الإفراط في تناول الكحول، أو تعاطي المخدرات، أو الإفراط في تناول الطعام، كمحاولة لتهدئة المشاعر السلبية. مع تكرار المواقف التي يفقد فيها الشخص السيطرة على انفعالاته، يتطور لديه شعور بالذنب وتدني تقدير الذات والإحباط من عدم القدرة على التحكم في سلوكه.أسباب العصبية
مقالات ذات صلةاضرار العصبية على الصحة
تؤثر العصبية الزائدة بشكل عميق على صحة الإنسان، سواء على الجانب الاجتماعي أو الجسدي أو النفسي، ويمكن أن تسبب الأضرار التالية: تؤدي العصبية المستمرة إلى إفراز هرمونات التوتر بشكل مفرط ومستمر، مما يسبب إجهاداً للدماغ ويؤثر على وظائفه المعرفية، وتظهر هذه التأثيرات في صورة ضعف التركيز، وصعوبة اتخاذ القرارات، وتدهور الذاكرة، وانخفاض في القدرة على حل المشكلات المعقدة. تعد العصبية سبباً رئيسياً لاضطرابات النوم المختلفة، بما في ذلك الأرق، وصعوبة الاستغراق في النوم، والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، والاستيقاظ المبكر، كما أنها تؤثر سلباً على جودة النوم. ترتبط العصبية المزمنة بزيادة شدة نوبات الصداع والشقيقة، ويحدث ذلك نتيجة توتر عضلات الرأس والرقبة، وتغيرات في تدفق الدم الدماغي، وتفاعلات كيميائية عصبية معقدة. تؤدي العصبية المزمنة إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي تسبب انقباض الأوعية الدموية وزيادة معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. تؤثر العصبية بشكل مباشر على وظائف المعدة، حيث تسبب زيادة إفراز حمض المعدة، وتقلصات في عضلات المعدة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل حرقة المعدة، وعسر الهضم، والشعور بالانتفاخ والامتلاء، والغثيان، بالإضافة إلى تفاقم متلازمة القولون العصبي. تؤثر العصبية على الشهية بطرق مختلفة، فقد تسبب فقدان الشهية لدى بعض الأشخاص، بينما تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام لدى البعض الآخر، مما قد يؤدي إلى مشكلات في الوزن والتغذية. تؤدي العصبية المزمنة إلى إفراز مستويات عالية من الكورتيزول، الذي يثبط وظائف جهاز المناعة، مما يقللمن قدرة الجسم على مكافحة العدوى والفيروسات والبكتيريا. تزيد العصبية المزمنة من خطر الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب، نتيجة التأثيرات المستمرة على كيمياء الدماغ والناقلات العصبية، كما أن التجارب المتكررة للعصبية تؤدي إلى ترسيخ أنماط سلبية من التفكير والشعور، مما يسهم في تطور الاضطرابات النفسية. تؤدي العصبية المزمنة إلى اضطراب في إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يلعب دوراً مهماً في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك التمثيل الغذائي، ووظائف المناعة، وضغط الدم. يمكن أن تؤثر العصبية على إفراز الهرمونات الجنسية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء، وانخفاض الرغبة الجنسية، ومشكلات في الخصوبة لدى الجنسين.كيفية التخلص من العصبية
هناك العديد من الطرق والتقنيات الفعالة التي تساعد على التحكم في العصبية والتخلص منها، وتشمل:
التنفس العميق، وهو من أبسط وأسرع الطرق للسيطرة على العصبية، إذ يمكن ممارسة تقنية 4-7-8، وهي أخذ شهيق عميق لمدة 4 ثوانٍ، حبس النفس لمدة 7 ثوانٍ، ثم الزفير ببطء لمدة 8 ثوانٍ، وتكرار ذلك عدة مرات يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وخفض مستويات هرمونات التوتر في الجسم. الاسترخاء العضلي التدريجي، والتي تعتمد على شد مجموعات عضلية محددة ثم إرخائها بشكل متعمد، ويساعد ممارسة هذا التمرين لمدة 15-20 دقيقة يومياً على تقليل التوتر العضلي المزمن المرتبط بالعصبية. التأمل والاسترخاء الذهني، والذي يساعد على تهدئة العقل وتعزيز الوعي باللحظة الحاضرة، مما يقلل من القلق والتفكير المفرط المرتبط بالعصبية. النشاط البدني المنتظم وممارسة الرياضة، حيث تساعد على إفراز الإندورفين وتقليل مستويات هرمونات التوتر، و يُنصح بممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل، 5 أيام في الأسبوع. تحسين نظام النوم، حيث يلعب النوم الجيد دوراً حاسماً في تنظيم المزاج والتحكم في العصبية، ويُنصح بالالتزام بجدول نوم منتظم، وتهيئة بيئة مناسبة للنوم وتجنب الشاشات والكافيين قبل النوم بساعات، وممارسة روتين استرخاء قبل النوم مثل القراءة أو الاستحمام بماء دافئ. تعديل النظام الغذائي، إذ يُنصح بتناول وجبات متوازنة غنية بالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية والحبوب الكاملة، وتقليل استهلاك السكريات المكررة والكافيين والكحول التي قد تزيد من التوتر. تنظيم جدول المهام، لتقليل الضغوط والتوتر المرتبط بالمسؤوليات المتراكمة، ويُنصح بوضع قائمة بالمهام اليومية مرتبة حسب الأولوية، وتخصيص وقت للراحة والاسترخاء بشكل منتظم خلال اليوم. تعديل أنماط التفكير والسلوك، ويمكن استخدام تقنيات العلاج المعرفي السلوكي لتحديد هذه الأفكار وتحديها واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، كما تساعد تقنيات إدارة الغضب على التحكم في الانفعالات السلبية والتعبير عنها بطرق صحية. يساعد تطوير مهارات التواصل الفعال، مثل الاستماع النشط، والتعبير الواضح عن الاحتياجات والمشاعر، واستخدام لغة “أنا” بدلاً من “أنت” في المواقف الصعبة، على تقليل التوتر وتحسين العلاقات الشخصية والمهنية. يمكن أن يساعد التعبير الإبداعي عن المشاعر، سواء من خلال الكتابة أو الرسم أو الموسيقى أو أي نشاط إبداعي آخر، على تفريغ التوتر والمشاعر السلبية بطريقة صحية. وجود شبكة دعم اجتماعي قوية يمكن أن يقلل بشكل كبير من التوتر والعصبية، لذا يُنصح بالتواصل المنتظم مع الأصدقاء والعائلة، والانضمام إلى مجموعات الدعم أو الأنشطة الاجتماعية المشتركة. من المهم تخصيص وقت منتظم للاسترخاء والأنشطة المحببة كجزء من الروتين اليومي، مثل الاستماع إلى الموسيقى، أو قراءة كتاب، أو ممارسة الهوايات، أو الجلوس في الهواء الطلق والتأمل في الطبيعة.المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف العصبية التوتر النفسي التوتر والعصبیة هرمونات التوتر على التحکم فی تؤدی العصبیة تؤثر العصبیة القدرة على من العصبیة إلى زیادة یؤدی إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
من يصنع الرداءة والتفاهة وينشرهما في وسائل التواصل الاجتماعي؟
وتناولت حلقة (2025/6/11) من برنامج "موازين" موضوع التفاهة، وتساءلت عن أسباب انتشارها وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، وعن الجهة التي تقوم بصناعتها، بالإضافة إلى طريقة محاربتها.
وفي هذا السياق، ترى أستاذة العلوم السياسية والدراسات الاجتماعية هبة رؤوف عزت أن التفاهة ليست مسألة شخصية أو فردية، بل تسري في المجتمعات وتصبح منظومة ثقافية ونظاما يمكن يأخذ أبعادا دولية، حيث تحرص أطراف على الساحة الدولية على تسطيح الأمور على مستويات الفكر والاقتصاد والإنتاج المعرفي.
وتقول أيضا إن التفاهة غزت مختلف المجالات ومنها الحقل الديني، ومن تجلياتها في هذا العصر تغييب علماء مشهود لهم بالورع والصلاح عن الساحة، من خلال إزاحتهم معنويا وإعلاميا وتعريضهم للبطش والسجن، مقابل إبراز أصوات أخرى تجد طريقها إلى الساحة والسلطة بالتملق لا بالعلم والاستحقاق والكفاءة.
وتلفت -ضيفة برنامج "موازين"- إلى أن الفيلسوف الفارابي تكلم عن صنف من أهل التفاهة واسماهم " النوابت" محذرا من الناس الذين يقتنصون الفرص طوال الوقت ويصعدون ويمكن أن يصبحوا أصحاب قرار وهم لا يملكون الكفاءة.
طغيان السرعةوحسب الأكاديمية المصرية، فإن التفاهة تنتشر من خلال وسائل التواصل، فالأخبار والترندات تسري بسرعة البرق، ولا وقت للتمحيص التدقيق، وتقول إن طغيان السرعة على الأخبار والأحداث المتلاحقة قد يؤدي إلى عزوف الناس عن اليقين، حيث يستطيع الشخص أن يصدق كل شيء أو لا يصدق أي شيء على الإطلاق.
إعلانوأمام طغيان السرعة تدخل الأجيال الشابة -كما توضح الدكتورة هبة- في حالة عزوف، وهو ما يؤدي إلى خسارة الكثير من الكوادر الشبابية التي يمكن أن تكون في المستقبل فاعلة ورشيدة ومن أصحاب صنع القرار.
وتشير إلى أن الخوارزميات توجه الشخص إلى حيث هواه وتأخذه إلى مساحات الخفة دون رده إلى الأمور الرصينة، فعندما يتابع موضوعا معينا من باب الاطلاع يفاجأ أن صفحته على فيسبوك مثلا امتلأت بمواضيع مشابهة.
وفي هذا السياق، تنصح الأكاديمية المصرية بضرورة أن يكون لدى الشخص قدر من المعرفة بكيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
كما توضح أن الوصول إلى التفاهة على مواقع التواصل يصاحبه ظاهرتان: الأولى تتعلق بعدم وجود أي قيم أخلاقية لدى الشخص حيث يستسهل مثلا في السب والشتم، والثاني يتعلق بخيار التخفي وعدم كشف الهوية، فقد يشارك شخص ما في نقاش ويقول ما يشاء، ويمكن أن يأخذ الآخرون كلامه على محمل الجد دون معرفة هويته.
ثقافة الصورةوحسب الأكاديمية المصرية، هناك جيوش تدعم التافهين على مواقع التواصل لأن المسألة لا تتعلق بآراء بل بأموال، فكلما كان عندك متابعون كثر تتلقى مقابله أموالا، ومثال على ذلك منصة تيك توك القائمة على فيديوهات قصيرة وسحر الأعين بأشياء معينة دون سقف أخلاقي.
وعن إجراءات منع وتقييد الظواهر التافهة على مواقع التواصل، تقول الدكتورة هبة إنها مع التوعية وتربية العقول وليس الحظر، ومع تعليم الناس كيفية التعامل مع الأدوات التكنولوجية.
ومن جهة أخرى، ترجع الأكاديمية المصرية أسباب ارتباط الفن بالتفاهة إلى انتشار ثقافة الصورة والإنتاج الواسع في المجال البصري، وتقول إن صناعة السينما كانت تعتمد في السابق على المحتوى لكنها صارت تعتمد على الصورة والتسويق والأموال.
11/6/2025