مرة أخرى عن (المهرة) والمؤامرة..
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
استقرار محافظة (المهرة) ورفض أبنائها الزج بمحافظتهم في معترك أزمة البلاد أثار غضب البعض الذين ينظرون للمهرة كمحافظة مهمة وذات موقع استراتيجي ناهيكم عن ما تحمل في بطنها من ثروات إلى جانب موقعها المتميز على البحر العربي والمحيط، وهذا التميز يجعلها في أولويات اهتمام أطراف الصراع ومن يقف خلفهم ويمول نشاطهم التآمري، منذ تفجرت الأزمة في البلاد اختارت المهرة طريقا متميزا واستطاعت من خلال حراكها السلمي الحفاظ على استقلالية القرار المهري ولعب الشيخ علي سالم الحريزي دورا في استقرار المحافظة والحفاظ على استقرارها واستقلال قرارها، حين رفضت كل المشاريع التي تبناها أطراف الصراع وتمسكت بمواقفها الوطنية ومؤسسات الدولة رافضة العسكرة ورافضة أن تكون حاضنة ( للمليشيات) الحزبية أو ملاذا لقوات مشبوهة الهوية والدور والانتماء، هذه المواقف الوطنية لاشك أثارت غضب وحفيظة ترويكا النخاسة في الصراع الوطني، الذين تحركهم أطراف إقليمية هي بدورها مجرد ( بيادق) لدى قوى دولية نافذة.
حراك المهرة بقيادة الشيخ المناضل على سالم الحريزي وأبناء المهرة الأحرار شكلوا بحراكهم جدارا صلبا يحمي المحافظة وأبناءها من عبث الصراع الذي تشهده البلاد، وقدموا بمواقفهم هذه نموذجاً للعمل الوطني الخلاق والكيفية التي يجب أن يكون عليها أبناء الوطن عند اشتعال نيران الفتنة وأدخنة الأزمات.
اليوم هناك من يحاول أن يسلب من المحافظة أمنها واستقرارها وسكينتها ومن أبنائها قرارهم الوطني، من خلال الإيغال في احتواء المحافظة وتطويع قرارها الوطني وفتح الأبواب أمام مشاعل الفتنة التي أوقدت حول أسوارها مشفوعة بمزاعم لا علاقة لها بالواقع، ولكنها تعكس خلفها اطماعاً ونوايا خارجية تنفذ بأدوات من الداخل كحال كل أزمات الوطن.
شخصيا أتابع الحراك المهري منذ انطلاقته وكنت أتمنى أن تقتدي كل المحافظات اليمنية بحراك المهرة، لكن للأسف تفتقد العديد من المحافظات شخصيات كارزمية كشخصية وكارزمية الشيخ علي سالم الحريزي الذي استطاع بصدقه وإخلاصه لمحافظته وأبنائها أن يجمعهم حوله ويحشدهم في مواجهة المخططات التآمرية التي تستهدف محافظتهم، في سبيل تطويعها واستغلال موقعها لتحقيق أهداف جيوسياسية والتحكم من خلالها بشواطئها وموانئها الحاضرة في (خارطة طريق الحرير) التي هي اليوم المحرك الرئيسي للصراعات الجيوسياسية الدائرة على خارطة العالم والمنطقة.
أطماع ( دويلة الإمارات) بالسيطرة على المحافظة ومصيرها وقرارها، هي حصيلة تنافس محموم بين هذه (الدويلة) ودول أخرى في المنطقة منها (السعودية) التي بدورها تريد السيطرة على المحافظة وإخضاعها لمشروعها لتجعل منها ورقة مساومة على طاولة الخارطة الجيوسياسية الدولية، فالمحافظة تعد أهم محور في ( مشروع طريق الحرير الصيني) ولهذا نرى التسابق ( الإماراتي _السعودي) ومحاولتهما بسط هيمنتهما على المحافظة فيما هناك قوى أخرى محلية تحاول بدورها التسلل لداخل المجتمع المهري بحثا عن ورقة تساوم عليها كلا من السعودية والإمارات لتحقيق مصالحها الخاصة والضيقة لتثبيت وجودها على الخارطة السياسية وحتى تحصل على مكانة عند التسوية النهائية للأزمة في البلاد وعلى أي صورة كانت..؟!
أن ما تتعرض له محافظة المهرة جريمة وجريمة يصعب غفرانها وتتماهي مع الجريمة التي ارتكبها الساسة والنافذون بحق الوطن اليمني .
أن المجتمع المهري مجتمع مسالم معتز بهويته وانتمائه الوطني والمفترض أن ترفع الوصاية المحلية والإقليمية والدولية عن هذه المحافظة التي قدم أبناؤها طيلة سنوات “الأزمة _الفتنة” نموذجا راقيا في التعاطي مع الأحداث وحافظوا على أمن محافظتهم وأبنائها بجهودهم الذاتية وبوحدة قلوبهم وخطابهم، ومن المهم الاصطفاف إلى جانبهم ومؤازرة مواقفهم في مواجهة المؤامرات والمتآمرين ومن يرغبون بالتضحية بسكينة وأمن واستقرار المحافظة وأبنائها لتحقيق مصالح سياسية رخيصة، أو تقديمها كهدية لمحاور إقليمية ودولية بهدف ضمانة مصالح ذاتية رخيصة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فن ومرض وأشياء أخرى
المرض وارد لأي إنسان على وجه البسيطة، ولكنه يأخذ منحى شديد الخصوصية لدى الفنان، وذلك لاعتبارات كثيرة، منها شخصية الفنان وجنوحه نحو السرية في حياته الخاصة، وأيضا الخوف من البلبلة والقيل والقال، وقد يؤثر هذا على عمله مهنيا، وبالأحرى من أعداء النجاح والمتربصين والمتنمرين من كل صوب وحدب.
ولكن هذه الطريقة القديمة، الكلاسيكية والتقليدية في معالجة مثل هذه الأمور، بدأت تتراجع تدريجيا، فهناك من كسر هذه القاعدة وأعلن بكل شجاعة عن مرضه وعن خضوعه لجلسات علاجية مكثفة، كإعلان الفنان فاروق الفيشاوي عن مرضه وعن خضوعه للعلاج المكثف، وكالفنان نور الشريف الذي أعلن أيضا عن مرضه، وأنه يخضع للعلاج المنتظم.
ولكننا، على الصعيد الآخر، نجد في عالم الفن من يتمسك بالطريقة التقليدية كما ذكرناها، فنجد -على سبيل المثال لا الحصر- الفنان حسن عابدين الذي لم يُرد الإعلان عن إصابته بالمرض اللعين، برغم خضوعه للعلاج وبلوغه مرحلة متقدمة، وكذلك الفنان الكبير محمود ياسين، فلم تكن هناك تصريحات كافية لتثلج قلوب محبيه ومريديه، رحمه الله. أما عادل إمام، فهناك سياج حديدي حول حالته الصحية.
وننتهي إلى الفنانة أنغام، واللغط والأخبار المتضاربة وغير الحقيقية، والمبالغات المزيفة. بالطبع هي في العناية المركزة وتخضع لعلاج دقيق، ولكن دعونا نتفق أن مرض الفنان لا يخصه وحده، بل يخص أيضا محبيه ومريديه، ومن الأجيال التي توحدت مع هذا النجم أو ذاك، ولهذا وجب الاتفاق مع إدارة المستشفى لإصدار بيان عن الحالة الصحية كل ثلاثة أيام، مع بيان من أسرة الفنان للجمهور الحبيب.
وهذا التقليد ليس بجديد، فهو متبع مع كل الشخصيات العامة، سواء السياسية أو ذوي المناصب الهامة، وقد تتولى إحدى شركات تداول المعلومات تنظيم وإدارة الأمور، وهكذا يفعل العالم المتحضر.
ولهذا يجب أن ننظر بعين الاعتبار إلى هذه المحنة، فرغم قسوتها، إلا أنها يجب أن تُدار بعقل منظم يسمح بعرض المعلومات في الوقت والظرف المناسب، وسلامة الجميع من كل سوء.. ودمتم.