مع اقتراب مونديال 2026.. سفارة واشنطن بالرباط تحذر المغاربة من دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
نشرت السفارة الأمريكية بالرباط على موقعها الإلكتروني تحذيرا موجها لكل من يحاول دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.
و قالت السفارة أن الرئيس دونالد ترامب يسعى إلى ضمان أمن الولايات المتحدة وقوتها وازدهارها من خلال الحرص على الالتزام بقوانين الهجرة الأمريكية.
و ذكرت أنه سيتم تطبيق عقوبات جسيمة على كل من يحاول الدخول إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، أو يكذب للحصول على تأشيرة، أو يعمل بدون تصريح قانوني، أو يبقى في الولايات المتحدة بعد انتهاء مدة تأشيرته أو فترة الإعفاء من التأشيرة.
وتشتمل هذه العقوبات على السجن والترحيل والحظر الدائم من الحصول على تأشيرات أمريكية في المستقبل.
و دعت كل من لديه أصدقاء أو أفراد من عائلته متواجدين في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، أن يطلب منهم العودة إلى بلادهم.
و أكدت السفارة أنه سيتم القبض على كل من حاول الدخول إلى الولايات المتحدة أو البقاء فيها بشكل غير شرعي
و أشارت الى أن إدارة ترامب عززت أمن الحدود وزادت بشكل كبير من عدد الأجانب غير الشرعيين الذين يتم توقيفهم وترحيلهم.
و جاء في منشور للسفارة “في حال حاولتم عبور الحدود الأمريكية والبقاء في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، سيتم توقيفكم واحتجازكم وإعادتكم إلى بلادكم. وقد يتم أيضا حظركم من العودة إلى الولايات المتحدة في المستقبل، أو فرض الغرامات عليكم، أو توجيه الاتهامات الجنائية إليكم”.
و ذكرت السفارة أن “عملية منح التأشيرات الأمريكية هي الأكثر أمانا في العالم، ولكن على الرغم من ذلك، يحاول البعض خداع النظام من خلال استخدام مستندات مزورة، أو الكذب في الطلبات، أو البقاء في البلاد بعد انتهاء فترة التأشيرة. هذه بعض الأمثلة على عمليات الاحتيال المتعلقة بالتأشيرات، وهي تمثل جرما خطيرا. وستتم معاقبتكم في حال خالفتم القانون بهذه الطريقة وقد تمنعون من الدخول إلى الولايات المتحدة مرة أخرى.”
و اشارت الى أنه “يتعين على من يفكرون في الرحلة المحفوفة بالمخاطر للعبور إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي أن يدركوا أنهم يعرضون سلامتهم وحتى حياتهم للخطر، إذ تستهدف الجماعات الإجرامية والكارتلات والمتاجرين بالبشر المهاجرين غير الشرعيين بأعمال العنف والابتزاز والاعتداء”.
و ذكرت أن وزير الخارجية ماركو روبيو أعلن مؤخرا عن سياسة جديدة لتقييد منح التأشيرات للمسؤولين الأجانب – بمن فيهم موظفي الهجرة والجمارك وسلطات الموانئ – الذين يتخلفون عن وقف الهجرة غير الشرعية. وتبني هذه السياسة على قيود مماثلة قائمة ومفروضة على العاملين في مجالات النقل والسياحة، مؤكدة أن الولايات المتحدى لا ترحب بمن يهددون أمن الولايات المتحدة من خلال تسهيل الهجرة غير الشرعية.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: إلى الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
من أوسلو إلى حرب غزة.. كيف انهار النموذج القديم للعلاقة الأمريكية–الإسرائيلية؟
يطرح أندرو ب. ميلر، الزميل الأول في الأمن القومي والسياسة الدولية بمركز التقدم الأمريكي والمسؤول السابق في إدارات بايدن وأوباما، رؤية نقدية عميقة للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، معتبرا أن “الاستثناء الإسرائيلي” الذي ميز هذه العلاقة على مدى ثلاثة عقود قد شارف على نهايته، وأن السياسة الأمريكية بحاجة إلى إعادة بناء جذرية تعيدها إلى المعايير الطبيعية في التعامل مع الحلفاء.
فعلى الرغم من الدعم الأمريكي الواسع للاحتلال الإسرائيلي خلال حقبة التسعينيات من عملية السلام، والانتفاضة الثانية، وسلسلة حروب غزة ولبنان، ثم هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما تبعه من حرب على غزة؛ تكشف التجربة – بحسب ميلر – أن هذه العلاقة كلفت واشنطن كثيرا دون أن تفضي إلى تأثير فعال على سلوك الحكومة الإسرائيلية.
علاقة "استثنائية" خارج كل المعايير
يرى ميلر بمقاله المطول في مجلة "فورين أفيرز" أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب ليست “خاصة” كتلك التي تجمع الولايات المتحدة بالمملكة المتحدة، بل “استثنائية” إلى حد يجعل إسرائيل تتمتع بمعاملة لا يحصل عليها أي حليف آخر. فصفقات السلاح مع تل أبيب غالبا ما تستثنى من القوانين الأمريكية التي تطبق على بقية الدول.
كما أن القادة الإسرائيليين يظهرون تفضيلا علنيا لحزب أمريكي دون أن يواجهوا تبعات، وتذهب واشنطن إلى حد حماية سياسات الاحتلال في المؤسسات الدولية حتى عندما تتعارض مع مواقفها الرسمية.
لكن هذه “الاستثنائية” – بحسب ميلر – لم تخدم أحدا: فقد أعطت الاحتلال الإسرائيلي ضوءا أخضر لسياسات توسعية ومغامرات عسكرية، وأسهمت في استفحال الاستيطان وعنف المستوطنين وسقوط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين في غزة، إلى جانب المجاعة في بعض المناطق. كما قوض الدعم غير المشروط مكانة الولايات المتحدة وشوه صورتها في العالم.
تراجع التأييد الشعبي في الولايات المتحدة
تزامنا مع حرب غزة، سجل الرأي العام الأمريكي تحولا تاريخيا؛ إذ تراجعت شعبية الاحتلال إلى مستوى منخفض غير مسبوق عبر مختلف المكونات السياسية. ويشير ميلر إلى أن استمرار الوضع الحالي يهدد بعزل تل أبيب عن الشعب الأمريكي ذاته، وبإلحاق ضرر كبير بالمصالح الاستراتيجية لواشنطن.
يستعرض ميلر تاريخ العلاقة، مبينا أن الدعم غير المشروط لم يكن قاعدة دائمة. فحتى إدارة بيل كلينتون، كانت واشنطن لا تتردد في فرض عقوبات أو تجميد مساعدات لإجبار الاحتلال على تغيير سلوكه، بل دعمت في كثير من الأحيان قرارات أممية تنتقد السياسات الإسرائيلية.
لكن الإدارات التالية غيرت هذا النهج، إذ اعتقدت أن إسرائيل القوية المدعومة بلا حدود ستكون أكثر استعدادا للمخاطرة من أجل السلام. وبذلك، تخلت الولايات المتحدة تدريجيا عن أي أدوات ضغط فعالة.
نتنياهو.. استغلال الاستثناء بدل احترامه
يؤكد ميلر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعاد تشكيل العلاقة على نحو أحادي، إذ يستغل الالتزام الأمريكي بالعلاقة الاستثنائية لخدمة مصالحه السياسية الداخلية، كما حدث خلال مواجهته إدارة بايدن أو هجومه على اتفاق إيران النووي أمام الكونغرس في 2015. ويرى ميلر أن صعود اليمين الإسرائيلي المتشدد وتراجع الدعم الشعبي لحل الدولتين يعمقان هذا الخلل البنيوي.
تكشف الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2025 – وفق تحليل ميلر – هشاشة النفوذ الأمريكي. فعلى الرغم من الدعم العسكري والدبلوماسي الواسع، فشلت واشنطن في تغيير مسار العمليات الإسرائيلية أو الحد من الخسائر المدنية.
ويشير إلى أن الإدارة الأمريكية لم تستخدم أدوات الضغط المتاحة لها، بما في ذلك القوانين التي تمنع تقديم المساعدات للدول التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية.
ويقدم ميلر مثالين فقط استخدمت فيهما إدارة بايدن نفوذها بفعالية، حين هددت بخفض الدعم العسكري لتحسين تدفق المساعدات إلى غزة، فاستجابت إسرائيل بشكل مؤقت قبل أن تعود إلى القيود السابقة.
ترامب بين الاستثناء والبراغماتية
لم تختلف المقاربة الأمريكية كثيرا بعد عودة دونالد ترامب للرئاسة. فبعد بداية واعدة في الضغط على نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار مطلع 2025، سرعان ما تبنت إدارته نهجا يقوم على تفويض إسرائيل حرية واسعة في العمليات العسكرية.
وقد أسفر ذلك عن حصار شامل دام أكثر من شهرين، أدى إلى مجاعة واسعة النطاق في غزة، قبل أن تتدخل واشنطن لتعديل الآلية الإنسانية – وهي خطوة وصفت بأنها جاءت “متأخرة للغاية”.
كما منحت إدارة ترامب تل أبيب مساحة للتحرك العسكري في لبنان وسوريا وإيران، قبل أن تنخرط هي نفسها في ضرب مواقع إيرانية نووية، في استجابة يعتقد أن نتنياهو كان يسعى إليها منذ البداية.
نحو “علاقة طبيعية” وليس علاقة استثنائية
يدعو ميلر بوضوح إلى إنهاء مرحلة “الاستثناء الإسرائيلي”، ووضع إطار جديد للعلاقة يتضمن: ( توقعات وحدود واضحة - مساءلة حقيقية بشأن الامتثال للقانون الدولي والقانون الأمريكي - شروطا صريحة للدعم العسكري والسياسي - عدم التدخل في السياسة الداخلية الأمريكية - احترام المصالح الأمريكية بدل استغلالها).
ويرى أن هذا التغيير ليس مجرد خيار، بل “ضرورة استراتيجية وسياسية وأخلاقية”، وأنه السبيل الوحيد لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي، والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة، ووقف الانهيار الإنساني في غزة، وتفادي عزلة الاحتلال الإسرائيلي الدولية المتفاقمة.
يخلص ميلر إلى أن الاستمرار في النهج الحالي سيؤدي إلى كارثة لجميع الأطراف٬ الولايات المتحدة، إسرائيل، والفلسطينيين. أما إعادة العلاقة إلى إطار “طبيعي” يراعي المصالح المشتركة ويضع ضوابط واضحة، فهي الخطوة الوحيدة القادرة على حماية الاستقرار الإقليمي واستعادة التوازن الذي فُقد منذ ثلاثة عقود.