رئيس وزراء كندا: زمن التعاون الوثيق مع واشنطن "انتهى"
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إنه "من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا به" بالنسبة لبلاده.
وأعلن كارني أن عصر العلاقات الثنائية الوثيقة بين كندا والولايات المتحدة "قد انتهى"، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات.
وفي تصريح له خلال مؤتمر صحفي عُقد في أوتاوا يوم الخميس، أكد زعيم الحزب الليبرالي الجديد، الذي تولى مهام منصبه مؤخرًا خلفًا لجاستن ترودو، أن كندا ستضطر إلى "تقليل" اعتمادها الكبير على جارتها الجنوبية.
وقال كارني: "من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا به"، مشددًا على أنه حتى في حال تحسّنت العلاقات بين البلدين مستقبلًا، فإن الأمور "لن تعود إلى ما كانت عليه سابقًا".
وأكد رئيس الوزراء الكندي أن العلاقة التاريخية التي كانت تربط بلاده بالولايات المتحدة، والتي اعتمدت على تعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون الأمني والعسكري الوثيق، "قد انتهت".
وأشار كارني، الذي شغل سابقًا منصب محافظ بنك إنكلترا المركزي، إلى أن كندا بحاجة للبحث عن شركاء جدد لتعزيز علاقاتها الدولية. وفي هذا السياق، قام بزيارة فرنسا والمملكة المتحدة، وهما حليفان تقليديان لكندا، خلال أول جولة دولية له كرئيس للوزراء.
من جهة أخرى، أثار ترامب غضب الكنديين بتكراره الدعوة إلى ضم كندا كولاية رقم 51 للولايات المتحدة، كما ساهمت السياسات الجمركية التي فرضها بشكل جزئي بنسبة 25% على السلع الكندية في تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي تطور جديد، أعلن ترامب يوم الأربعاء عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع غيار السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ هذه الإجراءات اعتبارًا من أوائل أبريل القادم.
Relatedكيف ستؤثر الرسوم الجمركية على حياة مواطني الاتحاد الأوروبي؟ ردًا على رسوم ترامب الجمركية.. فيراري ترفع أسعار سياراتها في أمريكا حتى 10%ترامب يفرض رسومًا جمركية على واردات السيارات بنسبة 25% وامتعاض في أوروبا كنداكما أكد كارني أن اتفاقية منتجات السيارات المبرمة بين كندا والولايات المتحدة عام 1965، والتي وصفها بأنها "أهم اتفاق في حياته"، قد "انتهت" الآن. وأشار إلى أن صناعة السيارات في كندا بحاجة إلى "إعادة التصور" و"إعادة التجهيز" لمواكبة المستجدات. وأضاف، "سنرد على الرسوم الجمركية الأمريكية بإجراءات انتقامية تهدف إلى تحقيق أكبر تأثير داخل الولايات المتحدة وأقل ضرر على الاقتصاد الكندي".
وعلى الصعيد الدولي، انتقد قادة عالميون الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، محذرين من أنها قد تؤدي إلى تصعيد حرب تجارية عالمية.
ووصفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، هذه الرسوم بأنها "ضارّة بالشركات" و"أكثر ضررًا للمستهلكين".
وفي سياق متصل، هدد الرئيس الأمريكي بزيادة التعريفات الجمركية ضد كندا والاتحاد الأوروبي إذا تحركا بشكل مشترك ضد السياسات التجارية الأمريكية.
وصرح ترامب في وقت مبكر من يوم الخميس 27 آذار/مارس: "إذا تعاون الاتحاد الأوروبي مع كندا لإلحاق الضرر الاقتصادي بالولايات المتحدة، فسيتم فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، أكبر بكثير مما هو مخطط له حاليًا، على الطرفين".
وتحت قيادة مارك كارني، شهد الحزب الليبرالي انتعاشًا في حظوظه السياسية. فقبل استقالة جاستن ترودو في يناير/كانون الثاني، أشارت استطلاعات الرأي إلى احتمال تعرضه لهزيمة كبيرة أمام زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر في الانتخابات المقبلة.
ودعا كارني إلى إجراء انتخابات مبكرة في 28 أبريل المقبل، ليضع نفسه في موقع القائد الأكثر قدرة على مواجهة التحديات التي فرضها ترامب على كندا.
وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم كارني بفارق طفيف على منافسه بيير بويليفر، زعيم حزب المحافظين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كارني يذكّر الأمريكيين بموقف كندا في هجمات 11 سبتمبر فهل يفهم ترامب الرسالة؟ رئيس وزراء كندا يدعو إلى انتخابات مبكرة في نيسان المقبل حرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامب كندادونالد ترامبالرسوم الجمركيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا دراسة دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا دراسة كندا دونالد ترامب الرسوم الجمركية دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا دراسة الحرب في أوكرانيا محادثات مفاوضات فلاديمير بوتين سياحة إيران تايلاند الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة یعرض الآنNext بنسبة 25 رسوم ا
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء السنغال في جولة بغرب أفريقيا لتعزيز التكامل الإقليمي
بدأ رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يوم الخميس الماضي جولة دبلوماسية تشمل كوت ديفوار وسيراليون وغينيا كوناكري، وذلك في خطوة تعكس توجه الحكومة الجديدة في دكار نحو ترسيخ رؤية أفريقية تكاملية، من خلال تعزيز الشراكات الإقليمية بين دول غرب القارة.
وقد أُعلن عن الجولة الأسبوع الماضي على هامش النسخة الثانية من منتدى "استثمر في السنغال" الذي احتضنته العاصمة دكار بمشاركة واسعة من المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين في المنطقة.
استهلّ سونكو جولته في أبيدجان حيث التقى المرشح السنغالي السابق لرئاسة بنك التنمية الأفريقي، أمادو هوت، معبّرا له عن دعمه وتشجيعه بعد خسارته المنصب أمام المرشح الموريتاني. كما استقبل سونكو الرئيس الجديد للبنك، الموريتاني سيدي ولد تاه، وناقشا سبل تعزيز آليات التمويل والتنمية الاقتصادية في أفريقيا، بما في ذلك زيادة الاستثمارات في البنية التحتية وتحسين استغلال الموارد الطبيعية.
تعزيز العلاقات مع غينيافي غينيا، التقى سونكو نظيره الغيني أمادو أوري باه، حيث ناقشا سبل توسيع التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والأمن والتكامل الإقليمي.
كذلك أجرى لقاء مع الجالية السنغالية المقيمة هناك، أكد خلاله حرص الحكومة على تحسين أوضاعهم المعيشية وتسهيل الإجراءات الإدارية ضمن رؤية شاملة لتعزيز الروابط بين الشعبين.
إعلان رؤية للتكامل الإقليميوخلال كلمته في المنتدى الاقتصادي، عرض سونكو تصورًا لرؤية اقتصادية متكاملة في غرب أفريقيا، قائلًا "تخيّلوا ما يمكننا إنجازه من خلال الجمع بين الغاز السنغالي وبوكسيت غينيا أو حديد سيراليون. يمكننا تحقيق إنجازات غير عادية".
ودعا رئيس الوزراء السنغالي إلى بناء شراكات إقليمية فعالة تُعزز استغلال الثروات المحلية وتسهم في تنمية مشتركة تدعم السيادة الاقتصادية لدول المنطقة، وتؤسس لنهج جديد في التعاون بين دول الجنوب.
بداية مرحلة جديدةتُعد هذه الجولة أول تحرك إقليمي بارز لسونكو منذ تعيينه رئيسًا للوزراء في أبريل/نيسان الماضي، عقب فوز الرئيس ديوماي فاي في الانتخابات الرئاسية، مما يمثل بداية مرحلة سياسية جديدة في السنغال تتسم بميل أكبر نحو التعاون الأفريقي والتكامل الإقليمي.