المساجد التاريخية والأثرية في تونس.. روحانية العبادة وعبق التاريخ
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
المناطق_واس
تُعرف العديد من المدن التونسية بتراثها الروحاني، ويوجد بها مساجد تثير إعجاب الزوار. وتمثل هذه الأماكن إلى جانب وظيفتها الدينية، منبعًا للإبداع المعماري تسحر الزوار من جميع أنحاء العالم بروحانيتها العالية وتصاميمها الدقيقة، وشكلت هذه المعالم السياحية الساحرة نسيج المنطقة الديني والاجتماعي متمثلة في عناصر الإيمان والاتحاد.
وتشهد تلك المساجد خصوصًا التاريخية منها، توافد أعداد غفيرة من المصلين طيلة شهر رمضان، حتى أن بعضها لا يستوعب العدد الكبير من المصلين، مما يضطرهم للصلاة في الساحات الخارجية والشوارع المحاذية للجامع.
أخبار قد تهمك تونس تدين العدوان على قطاع غزة 19 مارس 2025 - 7:43 صباحًا مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد الروساء بالمجمعة 14 مارس 2025 - 4:30 مساءًيتجاوز عدد المساجد في تونس، وفقًا لإحصائيات وزارة الشؤون الدينية التونسية خمسة آلاف مسجد، لكن يبرز بعضها بعبقه التاريخي، لاسيما جامع الزيتونة المعمور الواقع في قلب المدينة العتيقة في تونس العاصمة والذي تأسس في عام 79هـ.
ويقع الجامع على مساحة خمسة آلاف متر مربع، ولديه 9 أبواب، وقاعته الداخلية تتكون من 184 عمودًا، آتية أساسًا من الموقع الأثري بقرطاج.
ولم يقتصر دور جامع الزيتونة على العبادة، وإنما اعتبر مقصدًا لطالبي العلم واشتُهر بتعليم أصول الدين، وتميز ارتياده عبر التاريخ من قبل كبار العلماء والمفكرين والمشاهير من أهل التقوى والورع ومن شهد لهم محيطهم بالصلاح.
وتتأتى قداسته من كونه كان معقلًا للمناضلين من أهل الحاضرة ضد الغزاة والمستعمرين على مر التاريخ، على غرار البيزنطيين والنورمانديين والإسبان والفرنسيين، وعرف ملاحم عديدة للدفاع عنه بوجه هذا الغازي وذاك حتى بات في الوجدان عنوانًا للدفاع عن الهوية التونسية.
ومن المساجد التاريخية المشهورة في تونس”جامع عقبة بن نافع” الذي يقع بمدينة القيروان وسط البلاد، والذي يُعد أكبر جامع في تونس، وبناه عقبة بن نافع أواخر القرن الثامن الميلادي، ويتميز بطراز معماري فريد، ويُمثل أضخم المساجد في الغرب الإسلامي وتبلغ مساحته الإجمالية ما يناهز 9700 متر مربع.
وتتميز القبة الأكبر في المسجد والمعروفة بباب البهو بـ 32 سارية من بديع الرخام ذي النقوش الغريبة والزخارف المختلفة، إضافة إلى مجموعة من القباب ذات الطراز المعماري البديع.
وبحسب المراجع التاريخية، فإن الجامع كان حين إنشائه بسيطًا صغير المساحة تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف. وحرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وتمت توسعته وزيد في مساحته عدة مرات ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلمًا تاريخيًا بارزًا ومهمًا.
ويحتوي جامع القيروان على كنوز قيمة، فالمنبر يعتبر تحفة فنية رائعة وهو مصنوع من خشب الساج المنقوش ويعتبر أقدم منبر في العالم الإسلامي ما زال محتفظًا به في مكانه الأصلي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة، كذلك مقصورة المسجد النفيسة التي تعود إلى القرن الخامس هجري وهي أيضًا أقدم مقصورة. فيما يوحي الشكل الخارجي للجامع أنه حصن ضخم، إذ إن جدران المسجد سميكة ومرتفعة وشدت بدعامات واضحة.
يقبل التونسيون على زيارة جامع عقبة ابن نافع او جامع القيروان في المناسبات الدينية وخاصة ليلة السابع والعشرين من رمضان لحضور ختم القرآن.
ومن المساجد التاريخية الشهيرة في تونس “الجامع الكبير” في مدينة سوسة الساحلية، الذي أمر ببنائه الأمير الأغلبي أبو العباس محمد عام 237 هـ وتم ترميمه وتغييره عدة مرات، والجامع مستطيل الشكل، ويتكون من صحن تفتح عليه قاعة الصلاة. وهو محاط بأروقة تستند إلى أعمدة. ولا يحتوي الجامع على مئذنة. ويمكن تفسير ذلك بوجود برج المراقبة بالرباط القريب والذي يؤدي دور المئذنة، إلى جانب دوره الديني، اضطلع الجامع بدور أمني من خلال مراقبة الشواطئ من أي هجوم محتمل.
ووسط جزيرة جربة ينتصب “جامع بن فضلون” الذي يعتبر من المعالم التاريخية في الجزيرة. يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن 14 اشتهر هذا الجامع بتدريس الدين ومراقبة المدينة من أجل حمايتها من أي تدخل خارجي أو هجوم، وقد اكتسب شهرته بفضل ما يسمى بالهندسة اللامتوازية التي اعتمدها من بناه، وهو متفرد في هذا المجال بالمقارنة مع التراث المعماري التونسي، فإذا شاهده الزائر من بعيد يبدو له متناسقا تناسق سائر المباني الدينية في الجزيرة أما إذا اقترب منه فانه سيعجب لتفكك مجموعة المباني وغياب النمطية والتوازي مما يوحي بالعظمة والعمق في بناء الأشكال المعمارية.
وفي مدينة تستور التابعة لولاية باجة وسط تونس، يقع “الجامع الكبير” أو جامع الساعة المعكوسة الذي قام المهندس الأندلسي محمد تغرينو بتشييده بين عامي 1610 و1630 ميلادية.
وعاش تغرينو، الذي فر من جنوب إسبانيا، وسط المجتمع المحلي في المدينة. ويفسر العلماء مسألة الساعة المعكوسة إلى أنها تحاكي الطواف حول الكعبة من اليمين إلى اليسار، والكتابة العربية من اليمين إلى اليسار.
ويُعد الجامع رمزًا لتجسيد فن العمارة الأندلسية، وخاصة الصومعة التي يظهر في أعلاها نقوش وهندسة معمارية أندلسية، كما تنفتح واجهاته بنوافذ صغيرة مزدوجة وغنية بالزخارف المصنوعة من الزليج، إضافة إلى ساعة ميكانيكيّة توجد في أعلى الصومعة كانت قديمًا تعدّل عن طريق ساعة شمسية موجودة في صحن الجامع، ويقترب مظهر الصومعة من أبراج الأجراس الأراغونية الموجودة في جنوب إسبانيا.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المساجد التاريخية تونس المساجد التاریخیة فی تونس
إقرأ أيضاً:
لندن: «ستارمر» سيعلن خلال قمة شرم الشيخ التاريخية 20 مليون جنيه استرليني مساعدات لغزة
أعلنت الحكومة البريطانية، أن رئيس الوزراء كير ستارمر سيحضر حفل توقيع خطة سلام غزة، الأمر الذي يمثل علامة فارقة تاريخية للمنطقة بعد عامين من الصراع والمعاناة، مشيرة إلى أن ستارمر سيعلن خلال قمة السلام المصرية التاريخية 20 مليون جنيه إسترليني من المساعدات البريطانية لضمان وصول خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة إلى عشرات الآلاف من المدنيين في جميع أنحاء غزة.
وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان، اليوم، أن هذا التمويل، المقدم من خلال اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي والمجلس النرويجي للاجئين، سيساعد أولئك الذين يواجهون المجاعة وسوء التغذية والأمراض.
ومن المتوقع أيضا أن يعلن رئيس الوزراء أن المملكة المتحدة ستلعب دورا قياديا في المرحلة التالية من خطة السلام، حيث تستضيف المملكة المتحدة مؤتمرا لمدة ثلاثة أيام حول تعافي غزة وإعادة إعمارها، بحسب البيان البريطاني.
وستجمع قمة ويلتون بارك البريطانية ائتلافا من ممثلي الشركات والمجتمع المدني والحكومات، لحشد جهود التخطيط والتنسيق الحاسمة لغزة ما بعد الحرب، ستغطي المناقشات أيضا جهود دعم برنامج التحول والإصلاح الخاص بالسلطة الفلسطينية لضمان قدرته على دعم تعافي غزة.
وستدعم المملكة المتحدة المرحلة التالية من المحادثات لضمان التنفيذ الكامل لخطة السلام، حتى يتمكن الناس من كلا الجانبين من إعادة بناء حياتهم بأمان وأمن.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، بحسب البيان: «لقد عملت المملكة المتحدة بكثافة مع شركائها الدوليين في الأشهر الأخيرة لتوليد الزخم الذي أفضى إلى مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام ولدعم وقف إطلاق النار الساري حاليا، لكننا الآن بحاجة إلى العمل بنفس القدر من الحماس والإلحاح لوضع خطة لإنعاش غزة وإعمارها».
وأشار البيان إلى أن وزيرة الخارجية ستواصل جهودها الدبلوماسية هذا الأسبوع لدعم تنفيذ مبادرة السلام التي تقودها الولايات المتحدة، بما في ذلك لقاؤها بالأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد الأردن في لندن. ولفت البيان إلى أن المملكة المتحدة قدمت 74 مليون جنيه إسترليني كدعم إنساني لفلسطين خلال هذه السنة المالية.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: مصر تصدرت المشهد العالمي بـ «قمة شرم الشيخ».. والرئيس السيسي يغلق «صفحة التهجير»
شرم الشيخ.. منصة مصر الدائمة للحوار والسلام
صحيفة قطرية: قمة استثنائية في شرم الشيخ للسعي نحو سلام دائم بغزة