مما لا يختلف فيه اثنان أن الوثائق مصدر أساسٌ في الدراسات التاريخية والحضارية، وبالنظر إلى الحالة العمانية فإن الكثرة الكاثرة من الوثائق المحفوظة اليوم قد لا يتجاوزها زمانها القرون الثلاثة الأخيرة، بل إن الأكثر منها لا يتجاوز المائة سنة. وعليه فإن الوثائق الأقدم التي بقي منها النص المنقول وذهب الوعاء الأصل إنما هي في مضانّ أخرى مثل الكتابات الصخرية، والكتابات الجدارية، والوثائق المنقولة في كتب التراث، وهذه الأخيرة هي التي تعرَّضنا لأمثلة منها في هذه السلسلة التي نختمها اليوم.
ولعل من بين ما ينبغي الاشتغال به في حقل الوثائق رصد الألفاظ الحضارية المنتشرة فيها، وضمّها إلى ما شاكلها في متون الكتب لتكون المحصّلة معجمًا للألفاظ الحضارية في التراث العماني. على أن كثيرًا من الوثائق العمانية تستدعي الدراية بأحوال المجتمع في العصور التي تنتمي إليها، وفي المقابل فإن بعض الوثائق المتأخرة يلزم لدراستها الإلمام بتاريخ العمانيين في البلاد التي هاجروا إليها تأثيرًا وتأثرًا، فعلى سبيل المثال تنتشر الألفاظ السواحلية في كثير من الوثائق الآتية من الشرق الإفريقي، وبالمثل تنتشر الكثير من أسماء البضائع والمنقولات في مكاتبات التجّار وسجلاتهم.
وحتى لا نبعد النّجعة عن الوثائق المبثوثة في نصوص التراث كما هو موضوع السلسلة، فإن كتب الجوابات عند المتأخرين داخلة هي الأخرى في مصادر الوثائق، وبذلك يسعنا أن نجمل القول بأن الوثيقة أينما وُجِدت فهي نص حي ناطق بشيء من التاريخ بصريح العبارة أو بدلالة مضمونها، ومن هنا فإن علينا أن نعيد صياغة مفهوم الوثيقة كي لا يبقى أسير الفهم السطحي الذي يحصر الوثيقة في رسالة أو حجة شرعية بأصلها المكتوب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من الوثائق
إقرأ أيضاً:
كونتي ونابولي.. وتتواصل الرحلة
روما (د ب أ)
أكد أنطونيو كونتي استمراره الموسم المقبل على رأس القيادة الفنية لفريق نابولي المتوج مؤخراً بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم، وذلك بعد لقائه مع أوريليو دي لورينتيس، رئيس النادي.
وأعلن المدرب الإيطالي الخبر رسمياً، حيث قال في تصريحات نقلها موقع «فوت ميركاتو» الإلكتروني، اليوم الجمعة: «لدينا عقد، وبما أن رؤيتنا للمستقبل تبدو متطابقة، فمن الصواب أن نستمر معاً».
وأضاف كونتي: «نحن جادون، ولذلك نمضي قدماً. خلال الأيام الأخيرة، قمنا بتحليل ما تم إنجازه جيداً، وما لم يتم إنجازه. كان الاحتفال بالدوري الإيطالي مع جماهير نابولي أمراً رائعاً، وهدفنا هو الاستمرار معاً لجعل هذه الجماهير أكثر فخراً».
من جانبه، أبدى دي لورينتيس دعمه الكامل لكونتي، حيث قال: «ليس لدي الكثير لأضيفه. نتجه الآن لدوري أبطال أوروبا، ولدينا أربعة أهداف بالغة الأهمية نسعى لتحقيقها في الموسم المقبل». وأوضح رئيس نابولي: «الفوز بالدوري الإيطالي يشكل أولوية بالنسبة لنا بطبيعة الحال. ينبغي أن ندافع عن اللقب. سأدعم كونتي في كل ما يريده لتحسين نابولي، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة».
واختتم دي لورينتيس حديثه قائلاً: «إن هذا يضفي كثيراً من الاستقرار للتعامل مع فترة ما قبل الموسم القادم». كان كونتي قاد نابولي إلى التتويج بلقب الدوري المحلي للمرة الرابعة في تاريخه هذا الموسم، بعد منافسة ساخنة مع إنتر ميلان، استمرت حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة.