حرب غزو وإحتلال السودان 15 أبريل 2023م.
نهب المتاحف ..
في تقديري أن هذه الحرب لم تكن فقط حرب كرامة بل كانت حرب وجود وحقيقتها أنها محاولة لغزو وإحتلال السودان وما الدعم السريع وحواضنه وإعلامييه إلا أدوات محلية تقوم بدور الفاعل المغفل النافع وظاهرة نهب المتاحف تؤكد ذلك ، ذلك أن عمليات نهب المتاحف من أهم وأول ممارسات حروب الغزو التي تقع حين يدخل الجيش الغازي لمدن وعواصم الدولة المستهدفة بالغزو ، وعمليات نهب المتاحف لا يمكن أن تقوم بها إلا جهات تدرك القيمة التاريخية والمادية التي لا تقدر بثمن للمنهوبات وتدرك معنى أن تجردك من الإثباتات المادية لتاريخك.


هناك جهات خططت وأسست مشروع الغزو ودعمت وتابعت وأشرفت ولا يمكن لسارق أن ينهب قطعة أثرية إلا وهو يعلم لها مشترين.

وللأسف فإن ظاهرة نهب القطع الأثرية لم تبدأ بعد الحرب بل بدأت قبل الحرب بسنوات.
بدأت حين إختفت شجرة الصندل من حديقة المتحف القومي وحين سرق مدفع النوردنفيلدت إحدى مدافع جيش هكس باشا 1883م من متحف شيكان في مدينة الأبيض.

شاهدت هذا المدفع حين زرت الأبيض في 2007م وشاهدت مثله في متحف بيت الخليفة في أم درمان في 2015م وقد كتبوا عليه مدفع مكسيم من معركة كرري فقلت لهم هذا ليس مدفع مكسيم هذا مدفع نوردنفيلدت من جيش هكس وهو جيل سابق لمدفع المكسيم.
هل هذا المدفع لا يزال موجودا أم نهب ؟

هذه المدافع القديمة التاريخية لها هواة ومعارض ومتخصصين يقومون بصيانتها وتجديدها وإعادة إطلاقها في معارض ومهرجانات تقام خصيصا للأسلحة التاريخية ، حتى الطائرات الحربية القديمة لها هواة ومتخصصين يصينونها ويؤهلونها ويطيرون بها في مهرجانات واستعراضات ومثل الطائرة التي قصفت الفاشر في الحملة ضد السلطان علي دينار في 1916م لا تزال موجودة وتطير.

إذن تسمية حرب الكرامة تسمية متواضعة جدا لما حدث ولم نصل بعد إلى نهاياته ونسأل الله السلامة والنصر وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: نهب المتاحف

إقرأ أيضاً:

أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات

كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد


٢٣ مايو ٢٠٢٣م
في العلاقات الدولية عادة ما يكون التلويح بإستخدام القوة رهين بمستوى مصلحة الدولة المباشرة تجاه الطرف أو الأطراف التي تمارس عليها تلك القوة، غني عن البيان أن القوة هي الأداة التي تمكن من ممارسة النفوذ الذي بدوره يجعل الطرف الآخر يزعن لتوجيهات وأوامر صاحب النفوذ.
ما لمح به وزير خارجية أمريكا أنتوني بلكن يوم ٢٣ مايو ٢٠٢٣ بالتلويح بإستخدام القوة لفرض الهدنة الموقعة في جدة بين طرفي الحرب في السودان تلويح غير مجد لأنها في الغالب ستحرك عقويات اقتصادية، وهذه بالطبع ممارسة للقوة الناعمة ولن تكون ذات أثر كبير ومباشر في إسكات صوت السلاح ولن تثني أطراف النزاع عن مواصلة الحرب، فالعقوبات حتى وإن فرضت لن تظهر آثارها الا بعد أن يكون السودان قد إحترق عمليا بالنظر لتصاعد وتائر العنف وضرواة الحرب في المدن خاصة في الخرطوم.. أما استخدام القوة الخشنة كوجود مراقبين مسلحين على الأرض Boots on the ground فهذا ما لن تقدم عليه أمريكا نظرا لعدم وجود مصالح تتهددها الحرب بشكل مباشر كالإستثمارات الكبرى أو كوجود مواطنين أمريكان يمكن أن تخاف على حياتهم ( لاحظ كيف تسرعت أمريكا بإجلاء رعاياها من السودان منذ الأيام الأولى للحرب)... أما قول بلنكن العودة لحكومة مدنية فهذا حديث يُلقى هكذا دون أن تحرك له مفاعيل حقيقية لاسيما وأن مسار التحول المدني الديمقراطي قد انقطع منذ إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م ولم تتحرك إلا ضمن الرباعية وهي آلية مغلولة وممهولة بالدرجة التي أوصلت الجميع لهاوية الحرب.
بأختصار أمريكا لا مصلحة لها في إطفاء حريق السودان إلا ضمن شرطية توازن القوى في المنطقة حال تمدد النفوذين الروسي و / أو الصيني واللذين عادة ما تنظر لهما بعين الريبة.
فكلما بوسع أمريكا أن تفعله الآن هو أن تتبرع ببضع ملايين من الدولارات للمنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين واللاجئين وهذا ما شرعت فيه فعلياً، وعندما تنضب تلك الأموال و المعونات ستصبح حرب السودان من الحروب المنسية.
د.محمد عبد الحميد
٢٣ مايو ٢٠٢٣م

 

مقالات مشابهة

  • دمار كبير في القطاع الصناعي سببه الحرب في السودان
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • حول قضية الأسلحة الكيميائية والعقوبات الأمريكية
  • جبريل ابراهيم: مشروع حكم السودان بـ”القوة الجبرية” انتهى
  • المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
  • السودان بين أقدام الفيلة-الحرب، والمصالح الدولية، والتواطؤ الصامت
  • أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات
  • السودان وفروقات الوعي السياسي
  • الحرب على كرسي السلطة الخالي
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م