تضم الحكومة السورية التي أعلنها الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يوم السبت، تكنوقراطًا وأقليات عرقية وعدداً من المقربين منه، استجابةً لضغوط قادة العالم لتشكيل حكومة شاملة.

تعيين الرفاعي أثار استياءً بين أتباع الشرع

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن الإعلان جاء في الوقت المناسب للوفاء بالموعد النهائي الذي تعهد به الشرع لتشكيل حكومة مؤقتة في مارس(آذار)، بعد أربعة أشهر تقريباً من إطاحة هيئة تحرير الشام،  بالرئيس السابق بشار الأسد، وتنصيب الشرع رئيساً.

وكانت حكومة تصريف أعمال، تتألف في معظمها من حلفاء الشرع، وقادت البلاد منذ أن أنهى هجومٌ هيئة تحرير الشام، 50 عاماً من حكم عائلة الأسد. وستحكم الحكومة الجديدة البلاد في الأعوام  الخمسة المقبلة بموجب أحكام دستور مؤقت وقّعه الشرع ليصبح قانوناً هذا الشهر. 
وأوضحت الصحيفة أن نصف المعينين الجدد لا ينتمون إلى تحرير الشام، وبينهم امرأة، وعضو من الأقلية الدرزية، وكردي، وعلوي، من طائفة الأسد، التي شكل أتباعها جزءاً كبيراً من حكومته وجيشه السابق.

Now Syria has started, with ministers from various sectors.

The new Syrian government:

???? 7 ministers were part of the Rescue Government team.

???? 9 independent ministers, some of them technocrats.

???? 5 ministers were part of the previous Assad regime team

The government… pic.twitter.com/7WZakSWAV9

— Omar Abu Layla (@OALD24) March 29, 2025

وتعرّض الشرع لانتقادات لاذعة لتركيزه السيطرة على الحكومة في يديه وأيدي  المقربين منه، وألغى الدستور المؤقت منصب رئيس الوزراء، ومنح الرئيس سلطة التعيين المباشر لثلث مقاعد البرلمان وجميع المعينين في أعلى سلطة قضائية في سوريا.

وأعلنت هيئة جديدة في مرسوم صدر هذا الأسبوع، هي الأمانة العامة للشؤون السياسية، تمنح الرجل الثاني بعد الشرع، وزير الخارجية أسعد الشيباني، سلطة واسعة لإدارة الوزارات والهيئات الحكومية، على غرار رئيس الوزراء.

ويقول المحللون إن هذه المركزية في السلطة كانت متوقعة بسبب الشك في مؤسسات الأسد وموظفيه المدنيين. لكن كثيرين يخشون أن يؤدي ذلك إلى إقصاء الفاعلين السياسيين الآخرين، وترسيخ التوجه الإسلامي في الحكومة، من خلال أحكام وزارة العدل، مثلاً.

Syria swears in new government months after Assad was deposed https://t.co/0pXVadhqMI

— FT World News (@ftworldnews) March 30, 2025


ومنذ صعوده المفاجئ إلى السلطة في ديسمبر(كانون الأول)، دعا الشرع السوريين في الخارج الذين فروا من حكم الأسد إلى العودة إلى ديارهم، والمساعدة في إعادة بناء البلاد، التي يعاني اقتصادها من الانهيار والفساد.

لكن الشرع واجه صعوبة في استقطابهم، إذ قال ثلاثة سوريين على الأقل التقوا مسؤولين حكوميين كبار لصحيفة "فاينانشال تايمز" إنهم مترددون في تولي وظائف في الدولة، خوفاً من تحول الوضع إلى استبداد، ما يؤدي إلى المزيد من العقوبات.

وسعى الشرع إلى الحصول على دعم القوى الغربية والإقليمية، التي شددت جميعها على الشمولية والتنوع شرطين للمشاركة والرفع الكامل للعقوبات. لكن هيئة تحرير الشام تكافح للحفاظ على سيطرتها على البلاد المجزأة: فقد أثارت المجازر الطائفية في الساحل في وقت سابق من هذا الشهر مخاوف على قدرة الحكومة على حماية الأقليات، ومواجهة التحديات الفيدرالية من الموالين للنظام على الساحل، والأكراد في الشمال الشرقي، والدروز في الجنوب.

كسب الوقت

وقال مالك العبدة، المحلل السوري المقيم في لندن: "يحتاج الشرع إلى كسب الوقت حتى تستقر الأمور، ليتمكن من إقامة تحالفات قوية لحماية نفسه". وأضاف أن الشرع عيّن في الحكومة"مؤهلين نظرياً". وهو من شأنه "أن يمنحهم بضعة أشهر أخرى من حسن النية"، وبعد ذلك سيتضح إذا كان المعينون في الحكومة الجديدة يتمتعون بسلطة حقيقية.

ومن بين المعينين، هند قبوات، وهي مسيحية بارزة، ناشطة في المجتمع المدني السوري، عُيّنت وزيرة للشؤون الاجتماعية، ورائد صالح، رئيس الخوذ البيضاء،  الذي عين وزيراً للطوارئ والكوارث.

وفي كلمات قصيرة في حفل أداء اليمين، تطرق العديد من الوزراء إلى أهمية استقطاب الكفاءات السورية من الخارج. وأكد بعضهم ضرورة تغيير الرسوم الجمركية، وهو موضوع شائك حديثاً بالنسبة للسوريين. وقال الوزير المسؤول عن الشؤون الإسلامية إن "كلمة الله" يجب أن تنتشر في جميع أنحاء سوريا.

ويشار إلى أن مفتي سوريا الجديد، أسامة الرفاعي، هو منتقد سابق لهيئة تحرير الشام، ولا يلتزم بالسلفية، يتبعه العديد من قاعدة دعم الشرع التقليدية، ومقاتليه. وقال عبده إن تعيين الرفاعي أثار استياء أتباع الشرع، مشيراً إلى أن "المتطرفين في قاعدة الشرع يرون أن من غير المقبول أن تكون لدينا ثورة ويموت الآلاف فقط لتكون السلطة الدينية" من مذهب آخر. لكن الأغلبية اطمأنت إلى الاسم المألوف رفاعي، الذي شغل منصب المفتي العام للمعارضة السياسية في الخارج منذ أن ألغى الأسد هذا المنصب في 2021.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

أيمن زيدان يشارك بمسرحية سورية في موسم الرياض

خاص

في خطوة فنية جديدة، أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، عن انضمام الفنان السوري أيمن زيدان لموسم الرياض من خلال عمل مسرحي سيتم عرضه قريبًا.

وقد شارك تركي آل الشيخ صورة تجمعه بالفنان أيمن زيدان عبر حسابه على منصة إكس، مصحوبة بتصريح قال فيه: ” النجم السوري الكبير أيمن زيدان في مسرحية سورية بإذن الله قريباً على مسارح موسم الرياض”، حيث يعتبر زيدان واحداً من ألمع نجوم الدراما السورية، وقد تميز بأعمال شهيرة مثل مسلسل “نهاية رجل شجاع” و”ليالي روكسي”.

ويأتي ذلك في ظل تركيز الموسم الحالي على دعم المواهب السعودية والخليجية، مع السماح بمشاركة محدودة لفنانين من سوريا والعالم، حيث أوضح آل الشيخ:” إن شاء الله، في موسم الرياض القادم، هناك اعتماد كامل تقريباً على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين في الحفلات الغنائية، مع اعتماد شبه كامل على المسرحيات السعودية والخليجية ، مع بعض الإضافات بمسرحيات سورية وعالمية”.

وحظي إعلان تركي آل الشيخ بردود فعل كبيرة من نجوم الفن، حيث أشار الكثيرون إلى تاريخ مواسم الرياض الغني بالعروض المسرحية والحفلات التي شارك فيها فنانون عالميون.

وعبر الفنان محمد هنيدي عن دعمه للقرار قائلاً عبر منصة إكس إنه كان من بين الفنانين الذين شاركوا منذ بداية موسم الرياض، معرباً عن تقديره للمملكة وقرارها: ” واجب علي أن أحترم قرار دولة احترمتنا وقدرتنا وقدرت فننا لسنين طويلة.. شكراً المملكة العربية السعودية، شكراً المستشار تركي آل الشيخ، وبالتوفيق”، أما المخرج محمد دياب، فقد اعتبر أن الانتقادات ما هي إلا محاولات لإثارة النزاعات بين الشعوب، مؤكداً أواصر الأخوة بين مصر والمملكة وأهمية التعاون الفني بينهما.

ومن جهته، عبر الفنان تامر عاشور عن دعمه لقرار اعتماد المواهب السعودية، مشيداً بموسم الرياض ودوره في دعم الفن العربي:” قرار اعتماد الموسم على الكوادر السعودية ده شيء إحنا لازم ندعمه كفنانين عرب عموماً.. وأنا أعلم جيداً كم تحب مصر وأهلها وفنانيها وعازفيها واحداً واحداً”.

ويذكر أن موسم الرياض يعد من أهم الفعاليات الفنية والترفيهية في المنطقة، ويجذب سنوياً جمهوراً واسعاً من داخل المملكة وخارجها.

مقالات مشابهة

  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • هل تثق الجماهير بالعلماء ودورهم؟ دراسة جديدة تجيب
  • جبهة أقليات جديدة تواجه الحكومة السورية بزعامة قسد
  • الحلو يدفع بقوات جديدة نحو الفاشر.. هل بدأت حكومة “تأسيس” اللعب بالنار؟
  • أكد أنه لا مبرر لوجوده خارج مؤسسات الدولة.. السوداني: حصر السلاح بيد الحكومة أولوية وطنية
  • السفارة السودانية بالدوحة: الحكومة تسيطر على معظم البلاد وترفض السلطة الموزاية
  • عدن.. هيئة الأراضي تمنح المستثمرين المتعثرين مهلة شهر قبل سحب الأراضي
  • الأمم المتحدة تستعد لتشكيل لجنة حوار سياسي جديدة في ليبيا
  • الصومال يعلن تحرير مدينة استراتيجية في جنوب البلاد
  • أيمن زيدان يشارك بمسرحية سورية في موسم الرياض