من كل #بستان #زهرة – 57-
#ماجد_دودين
قال صلى الله عليه وسلّم: “الريحُ مِن روحِ اللهِ. قال سَلَمَةُ: فروح ُاللهِ تأتي بالرحمةِ، وتأتي بالعذابِ، فإذا رأيتموها فلا تَسُبُّوها، وسلوا اللهَ خيرَها، واستعيذوا باللهِ مِن شرِّها. أخرجه أبو داود (5097)، والنسائي في الكبرى (10699)، وأحمد (9288)، وأخرجه ابن ماجة (3727) بدون لفظ من روح الله
لِلَّهِ عزَّ وجلَّ جنودٌ كثيرةٌ، ولا يَعْلمُ جُنودَه إلَّا هو سُبحانه وتَعالى، والرِّيحُ جُندٌ مِن جنودِ اللهِ عزَّ وجلَّ، جعَلَ اللهُ فيها رَحمةً، وجَعَل فيها عذابًا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “الرِّيحُ”، أي: الهواءُ، “مِن رَوْحِ اللهِ”، أي: مِن رحْمتِه وفرَجِه، يُرسِلُها ليُريحَ بها المؤمِنينَ، “قال سلَمَةُ”- وهو ابنُ شَبِيبٍ- أي: قال في رِوايةِ حَديثِه: “فرَوْحُ اللهِ تأْتي بالرَّحمَةِ”، أي: على المُؤمِنينَ والإغاثَةِ لهم، وبها يَنزِلُ المطَرُ النَّافِعُ بسَوْقِها وتَجْميعِها للسَّحابِ، “وتأْتي بالعَذابِ”، أي: على الكافِرين لإهلاكِهم، “فإذا رأيْتُموها”، أي: أدرَكْتُموها وأحسَسْتُم بها، “فلا تسُبُّوها”، أي: لا تلْعَنوها لضرَرٍ أصابَكم منها، “وسَلوا اللهَ”، أي: اسأَلوا اللهَ، “خيْرَها”، أي: مِن خيْرِ ما أُرسِلَت بهِ، “واستَعيذوا باللهِ مِن شرِّها”، أي: من شَرِّ ما أُرسِلَتْ بهِ.
أربعة يجب الدفاع عنها: الدين والشرف والوطن والمبدأ
أربعة يجب ضبطها: اللسان والأعصاب والنفس والمشاعر
أربعة يجب التخلّي عنها: التملق والوشاية والتبذير والكسل
أربعة مطلوبة:
بر الوالديْن الاعتراف بالجميل الصديق الوفي الوفاء بالوعدالتبذير هو إنفاق الطيّب في الخبيث … ولا خير في الإسراف ولا إسراف في الخير
لست أبكي على نفسي إنْ ماتت، إنما أبكي على حاجتي إن فاتت.
الناس ثلاثة: فرجل شغله معاده عن معاشه فتلك درجة الصالحين، ورجل شغله معاشه لمعاده فتلك درجة الفائزين، ورجل شغله معاشه عن معاده فتلك درجة الهالكين.
إذا أحسست بأنك ضعيف في يوم ما ومكسور، فاعلم انّك مبتعد عن الله كثيرا، كيف يقوى من ابتعد عن القويّ؟!، كيف يُجبر من ابتعد عن الجبّار؟! – مصطفى محمود
إلهي، إنْ كانت ذنوبي عظمت في جنب نهيك فإنّها قد صغرت في جنب عفوك. إلهي، لا أقول لا أعود لما أعرف من خلقي وضعفي. إلهي، إنك إن أحببتني غفرت سيئاتي، وإن مقتّني لم تقبل حسناتي.
للتائب فخر لا يعادله فخر في جميع أفخاره: فرح الله بتوبته.
من أكثر ذكر الموت لم يمت قبل أجله، ويدخل عليه ثلاث خصال من الخير: أولها المبادرة إلى التوبة، والثاني القناعة برزق يسير، والثالث النشاط في العبادة. ومن حرص على الدنيا فإنه لا يأكل فوق ما كتب الله له، ويدخل عليه من العيوب ثلاث خصال: أولها أن تراه أبداً غير شاكر لعطية الله له، والثاني لا يواسى بشيء مما قد أعطي من الدنيا، والثالث يشتغل ويتعب في طلب ما لم يرزقه الله حتى يفوته عمل الدين.
غنيمة الآخرة في ثلاثة أشياء: الطاعة والبر والعصيان. طاعة الرب، وبر الوالدين، وعصيان الشيطان.
ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً: إنْ لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمّه، وإن لم تمدحه فلا تذمّه.
مصيبتان للمرء في ماله عند موته لم يسمع الأولون والآخرون بمثلهما، يؤخذ منه ماله كله، ويُسأل عنه كله.
ألا إن العاقل المصيب من عمل ثلاثاً: ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه.
أخوك من عرَّفك العيوب، وصديقك من حذرك من الذنوب.
عجبت ممن يحزن على نقصان ماله، كيف لا يحزن على نقصان عمره.
على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك.
يا من يغضب على من لا يسأله لا تمنع من قد سألك.
اللهم إني جعلت الاعتراف بالذنب وسيلة لي إليك، واستظللت بتوكلي عليك، فإن غفرت فمن أولى بذلك منك، وإن عاقبت فمن أعدل في الحكم منك؟
يريد الله ان يملأ النفس المؤمنة برحمته، بحيث تواجه مصاعب الحياة وفى قلبها شعلة إيمان لا تنطفئ، هذه الشعلة هي أمل متصل بالله سبحانه وتعالى، أمل لا ينطفئ أبدا.
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ ما دامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ
دع المقادير تجري في أعنّتها ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها يغيّر الله من حال إلى حال
إِذا جادتِ الدنيا عليكَ فجُدْ بها على الناسِ طرا إِنها تَتَقَلَّبُ
فلا الجودُ يفنيها إِذا هي أقبلتْ ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ
“لذة العابدين في المناجاة، ولذة العلماء في التفكير، ولذة الأسخياء في الإحسان، ولذة المصلحين في الهداية، ولذة الأشقياء في المشاكسة، ولذة اللئام في الأذى، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد” السباعي.
قالوا عن الكتاب: إن وعظ أسمع. وإن ألهى أمتع. وإنْ أبكى أدمع. وإن ضرب أوجع. يفيدك ولا يستفيد منك. ويزيدك ولا يستزيد منك. إن جد فعبرة. وإن فرح فنزهة. قبر الأسرار ومخزن الودائع قيد العلوم. وينبوع الحكم ومعدن المكارم. ومؤنس لا ينام. يفيدك علم الأولين. ويخبرك عن كثير من أخبار المتأخرين. هل سمعت في الأولين أو بلغك أن أحداً من السالفين جمع هذه الأوصاف مع قلة مؤونته وخفة محمله. لا يرزؤك شيئاً من دنياك. نعم المدخر والعدة. والمشتغل والحرفة. جليس لا يطريك ورفيق لا يملك. يطيعك في الليل طاعته في النهار. ويطيعك في السفر طاعته في الحضر. إن أطلت النظر إليه أطال إمتاعك. وشحذ طباعك. وبسط لسانك. وجود بيانك. وفخم ألفاظك. إن ألفته خلد على الأيام ذكرك. وإن درسته رفع في الخلق قدرك. وإن نعته نوه عندهم باسمك. يقعد العبيد في مقاعد السادات. ويجلس السوقة في مجالس الملوك فأكرم به من صاحب. وأعزز به من موافق (الكنز المدفون).
شروط حدوث الحب، أن تكون النفوس خيّرة أصلا، جميلة أصلا، والجمال النفسي والخير هو المشكاة التي يخرج منها هذا الحب، وإذا لم تكن النفوس خيّرة فإنها لا تستطيع أن تعطي فهي أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه. – مصطفى محمود
إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء، فكذلك الظمأ إلى العدل لا بدّ أنه يدل على وجود العدل.. ولأنه لا عدل في الدنيا.. فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي.
الرجل يحب امرأة وينتحر من أجلها ويقتل ويختلس ويرتشي ويرتكب جريمة ويظن أن هذا هو منتهى الحب وهو لم يدرك بعد أن الحب هو أن يحب الكل.. أن ينظر إلى كل طفل على أنه ابنه وكل كهل على أنه أبوه.. وأن يكون حبه لامرأته سببا يحب من أجله العالم كله ويأخذه بالحضن. – مصطفى محمود
المال جزء من الرزق، ولكن هناك رزق الصحة، ورزق الولد، ورزق الطعام، ورزق في البركة، وكل نعمة من الله سبحانه وتعالى هي رزق وليس المال وحده.
يا نفسُ لا تَجزَعي مِن شدّةٍ عَظُمَت وأيْقِني مِن إلهِ الخلقِ بالفَرَجِ
كم شدّةٍ عَرضَت ثمّ انجَلَت ومَضَت مِن بعدِ تأثيرِها في المالِ والمُهَجِ
قبل أن تتكلم.. اسمع، وقبل أن تكتب.. فكر، وقبل ان تصرف المال. اكسب، وقبل أن تصلي.. استغفر، وقبل أن تجرح.. أشعر، وقبل أن تكره.. حب، وقبل أن تيأس.. حاول، وقبل أن تموت.. عش. – وليم شكسبير
إنّ الضربات المتواصلة ولو بأصغر بلطة كفيلة بأن تحطم أضخم أشجار الوجود.
لا يوجد في العالم وسادةً أنعم من حضن الأم.. ولا وردةً أجمل من ثغرها.
إذا بحت بأسرارك للريح فلا تلم الريح إذا باحت بها للأشجار.
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرار
بَينا يَرى الإِنسان فيها مُخبِراً حَتّى يُرى خَبَراً مِنَ الأَخبارِ
طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ
وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ
وَإِذا رَجَوتَ المُستَحيل فَإِنَّما تَبني الرَجاءَ عَلى شَفيرٍ هارِ
فَالعَيشُ نَومٌ وَالمَنِيَّةُ يَقِظَةٌ وَالمَرءُ بَينَهُما خَيالِ ساري
وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِكَ أَو أَبَت مُنقادة بِأَزمَّة الأَقدارِ
فاِقضوا مآرِبكم عُجَالاً إِنَّما أَعمارُكُم سِفرٌ مِنَ الأَسفارِ
وَتَراكَضوا خَيلَ الشَبابِ وَبادِروا إِن تُستَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَواري
فالدهر يَخدَع بِالمني وَيغُصُّ إِن هَنّا وَيَهدِمُ ما بَنى بِبوارِ
لَيسَ الزَمانَ وَإِن حرصت مُسالِماً خُلُق الزَمانِ عَداوَة الأَحرارِ
لا تتخذ تمساحاً صديقاً وإنْ سالت دموعه.
ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يستخف بهم: العلماء والسلطان والإخوان فمن استخف بالعلماء أفسد دينه، ومن استخف بالسلطان أفسد دُنياه، ومن استخف بالإخوان أفسد مُروءته.
قال حكيم: يا عجباً كل العجب: للشاك في قدرة الله وهو يرى خلقه.
يا عجبا كل العجب: للمكذب بنشور الموتى وهو يموت كل ليلة ويحيا.
يا عجبا كل العجب: للمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور.
يا عجبا كل العجب: للمختال الفخور وهو إنما خلقه من نطفة قذرة، ويحمل في جوفه العذرة ثم يعود إلى جيفة مستحقرة.
الحَيَاةُ بِلا أَمنٍ مُرَّةٌ وَقَاسِيَةٌ، وَحِينَ يَنتَشِرُ الخَوفُ في بَلَدٍ مَا، فَلا طَعمَ لِلشِّبَعِ حِينَئِذٍ وَلا قِيمَةَ لِلأَموَالِ، وَمِن ثَمَّ فَقَد جَعَلَ اللهُ الخَوفَ في مُقَدِّمَةِ مَا يُبتَلَى بِهِ النَّاسُ في هَذِهِ الحَيَاةِ، قَالَ – سبحانه -: {وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} وَحِينَ يُرزَقُ العِبَادُ مَعَ الأَمنِ في الأَوطَانِ عَافِيَةً في الأَبدَانِ، فَلا فَرقَ حِينَئِذٍ بَينَ غَنيٍّ وَلا فَقِيرٍ، إِلاَّ بِحَظِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهُمَا مِنَ القَنَاعَةِ وَالرِّضَا، قَالَ – عليه الصلاة والسلام -: (مَن أَصبَحَ مِنكُم آمِنًا في سِربِهِ مُعَافىً في جَسَدِهِ، عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَت لَهُ الدُّنيَا بِحَذَافِيرِهَا) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَابنُ مَاجَهْ وَغَيرُهُمَا وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: بستان زهرة قبل أن فی الأ
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قطع الطواف من أجل الصلاة المكتوبة
هل يجوز قطع الطواف من أجل الصلاة المكتوبة؟ سؤال أجابته دار الإفتاء من خلال الموقع الرسمي، في معرض بيانها حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبة.
حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبةيقول السؤال: ما حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبة؟ حيث إذا أقيمت الصلاة وأنا في الطواف؛ فهل يشرع لي قطعه، أو أتمه ثم أصلي؟ وإذا كان يشرع لي أن أقطعه ثم انتهت الصلاة، فهل يتم من المكان الذي قطعت فيه الطواف، أو أبتدئ الشوط المقطوع من أوله؟
وقالت: إذا أقيمت الصلاة المكتوبة على من يطوف طوافًا مفروضًا أو مندوبًا، فله أن يقطع الطواف ويصلي، ثم يبني على ما قطعه من أشواط الطواف ويستكملها، وإذا قطع الطواف في أثناء الأشواط فإنه يعيد هذا الشوط الذي قطع في أثنائه، ويبني على الأشواط السابقة.
وبينت أن الطواف هو: الدوران حول البيت الحرام؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158]، ومن الطواف ما هو واجب؛ كطواف الإفاضة، ومنه ما هو سنة؛ كطواف القدوم، ويشترط في الطواف الموالاة كالصلاة، فلا يقطع إلا لعذر؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم وَالَى في طوافه ولم يقطعه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» أخرجه مسلم، ولما رواه النسائي عن طاوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ».
حكم قطع الطواف من أجل الصلاة المكتوبةوأوضحت أن من الأعذار التي يقطع فيها الطواف إقامة الصلاة المكتوبة؛ لأن الطواف وإن كان واجبًا إلا أن الصلاة المكتوبة أوجب؛ لأنه متى تعارض واجبان يقدم آكدهما.
قال الإمام الزركشي في "البحر المحيط" (1/ 244، ط. دار الكتبي) في مسألة بعض الواجبات أوجب من بعض: [قال القاضي: يجوز أن يقال: بعض الواجبات أوجب من بعض؛ كالسنن بعضها آكد من بعض، خلافًا للمعتزلة؛ لأن الوجوب ينصرف عندهم إلى صفة الذات، وقال ابن القشيري: يجوز ذلك عندنا فما كان اللوم على تركه أكثر كان أوجب، فالإيمان بالله أوجب من الوضوء] اهـ.
ودليل أوجبية الصلاة، أنها من أركان الإسلام الخمس؛ أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شَهَادةِ أَنْ لَا إلِهَ إلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصوْمِ رَمَضانَ»، وما يؤكد على أهمية توقيتاتها قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ»، فدل ذلك على أن الصلاة المفروضة أهم من الطواف وأوجب.
كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعيما يترتب على قطع المكلف للطواف من أجل الصلاة المكتوبة
إذا تقرر مشروعية قطع الطواف للصلاة المكتوبة، فلا يخلو الأمر من احتمالات:
إما أن يبتدئ الطواف من أوله ولا يبني على ما فعل.
وإما أن يبني على ما فعل.
وإذا بنى على ما فعل ففيه احتمالان:
إما أن يلغي الشوط الذي قطعه في أثنائه، فيصلي ثم يعود إلى استكمال الأشواط.
وإما أن يبتدئ من الموضع الذي خرج منه.
وهذا مبني على أن الطواف كله عبادة واحدة لا تتجزأ، وهي كالصلاة من جميع الوجوه إلا جواز الكلام فيه كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم إن الطواف عبادة لها أجزاء، وأجزاؤها على سبعة أشواط، والترتيب أو الموالاة تكون في عبادة مختلفة لها أركان مختلفة، وهذه الأجزاء السبعة ليست مختلفة فيما بينها كالطهارة والصلاة، فالطهارة لها أعضاء مختلفة، والصلاة لها أركان مختلفة، ولكن الطواف بأشواطه السبعة لا اختلاف بينها، فلا ترتيب فيه، وهذا هو القول الأرجح؛ لما استشهد به الإمام الشيرازي في "المهذب": "أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يطوف بالبيت، فلما أقيمت الصلاة صلى مع الإمام، ثم بنى على طوافه"، وقال المالكية: يستحب إكمال الشوط إن استطاع الطائف ثم الذهاب إلى الصلاة.
قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (8/ 67، ط. المنيرية): [قال المصنف والأصحاب: إذا أقيمت الصلاة المكتوبة أو عرضت له حاجة لا بد منها وهو في أثناء الطواف قطعه، فإذا فرغ بنى إن لم يطل الفصل، وكذا إن طال، وهو المذهب، وفيه الخلاف السابق، قال البغوي وآخرون: إذا كان الطواف فرضًا كره قطعه لصلاة الجنازة ولسنة الضحى والوتر وغيرها من الرواتب؛ لأن الطواف فرض عين ولا يقطع لنفل ولا لفرض كفاية، قالوا: وكذا حكم السعي، وقد نص الشافعي رحمه الله في "الأم" على هذا كله، ونقله القاضي أبو الطيب في تعليقه عن الأم فقال: قال في "الأم": إن كان في طواف الإفاضة فأقيمت الصلاة أحببت أن يصلي مع الناس، ثم يعود إلى طوافه ويبني عليه، وإن خشي فوات الوتر أو سنة الضحى أو حضرت جنازة فلا أحب ترك الطواف لشيء من ذلك؛ لئلا يقطع فرضًا لنفل أو فرض كفاية. والله أعلم] اهـ.
وقال الإمام البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/ 483، ط. دار الكتب العلمية): [وإن قطع الطواف بفصل يسيرٍ بنى من الحجر؛ لعدم فوات الموالاة بذلك، أو أقيمت صلاة مكتوبة، صلى وبنى؛ لحديث: «إِذَا أُقِيمَت الصَّلَاةُ فلَا صَلاَة إلا المَكْتُوبة»، والطواف صلاة فتدخل في العموم، ويكون البناء من الحجر الأسود، ولو كان القطع من أثناء الشوط؛ لأنه لا يعتد ببعض شوط قطع فيه وحكم السعي في ذلك كطواف] اهـ.
وقال الإمام الخرشي المالكي في "شرح الخرشي على مختصر خليل" (2/ 316، ط. دار الفكر): [وقطع الطواف وجوبًا -فرضًا أو نفلًا- لصلاة الفريضة، أي: لإقامتها، ويبني، لكن يندب له قبل خروجه كمال الشوط بأن يخرج من عند الحَجَر، وإن خرج من غيره فقال ابن حبيب: يدخل من موضع خرج، قال في "توضيحه": وهو ظاهر "المدونة" و"الموازية"، واستحب ابن حبيب أن يبتدئ ذلك الشوط، قال بعض: وينبغي حمله على الوفاق كما هو ظاهر "الطراز". اهـ. ويبني قبل تنفله قاله في "الموازية" ابن الحاجب، فإن تنفل قبل أن يتم طوافه ابتدأه، قال بعض: وكذلك إن جلس بعد الصلاة طويلًا لذكر أو حديث؛ لترك الموالاة] اهـ.
وشددت عليه: فإذا أقيمت الصلاة المكتوبة على من يطوف طوافًا مفروضًا أو مندوبًا، فله أن يقطع الطواف ويصلي، ثم يبني على ما قطعه من أشواط الطواف ويستكملها، وإذا قطع الطواف في أثناء الأشواط فإنه يعيد هذا الشوط الذي قطع في أثنائه، ويبني على الأشواط السابقة.