تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الإعلامية الصينية ليانغ سوو لي  إن ممر G60 للابتكار العلمي والتكنولوجي يمتد على طول طريق G60 السريع في قلب دلتا نهر اليانغتسي، ليشكل نموذجًا صينيًا للتنمية الإقليمية المتكاملة، حيث يلعب الابتكار التكنولوجي دور المحرك الأساسي. 

وأضافت “لي” في تصريح لـ"البوابة نيوز" أنه منذ تأسيسه عام 2016، لقد تحول هذا الممر من تجربة محلية في منطقة سونغجيانغ بمدينة شانغهاي إلى منصة استراتيجية وطنية، تربط بين تسع مدن في أربع مناطق إدارية، من بينها جيانغسو، تشجيانغ، آنهوي، ومدينة شانغهاي.

يضم الممر أكثر من 54,000 شركة تكنولوجيا متقدمة، ويساهم بإنتاج 1/15 من إجمالي الناتج الوطني و1/12 من الإيرادات المالية الوطنية، مما يجعله نموذجًا حيًا للتنمية عالية الجودة في الصين.

وتابعت، أن الممر شهد تحولًا جذريًا منذ بدايته؛ إذ كانت سونغجيانغ قبل ثلاثة عقود منطقة زراعية تقليدية. ومع افتتاح طريق شينيونغ السريع، قررت المنطقة تبني استراتيجية جريئة، حيث تم تحويل الأراضي السكنية إلى مناطق صناعية مع التركيز على الصناعات التحويلية المتقدمة، وهي خطوة لاقت جدلًا واسعًا في حينها. ولكن، بعد ثلاث ترقيات استراتيجية، ارتفع إجمالي الإنتاج الصناعي في سونغجيانغ ليصبح الثاني على مستوى شانغهاي. هذا التطور يعكس رؤية الصين في تبني التنمية المستدامة القائمة على الابتكار، بدلًا من السعي وراء مكاسب قصيرة الأجل.

ويعتمد ممر G60 على الابتكار المؤسسي لتعزيز استدامته، من خلال إنشاء مكتب اجتماعات مشترك بين المناطق، يسمح بكسر الحواجز الإدارية وتعزيز التنسيق الفعّال بين الحكومة المركزية والمحلية. كما يعتمد على تحالف صناعي "1+7N+"، الذي يضم 16 تحالفًا صناعيًا، و15 منطقة صناعية تعاونية، و11 منطقة نموذجية لدمج الصناعة بالمدينة، مما يدفع نحو تطوير سبع صناعات رئيسية، من بينها الدوائر المتكاملة والذكاء الاصطناعي.

وقالت: "تُظهر الإحصاءات أن عدد شركات التكنولوجيا المتقدمة في المدن التسع يمثل 1/7 من إجمالي الصين، فيما تمثل الشركات المدرجة في بورصة الابتكار التكنولوجي (STAR Market) أكثر من 1/5 من الإجمالي الوطني، بينما تشكل طلبات براءات الاختراع الدولية (PCT) نسبة 2.5% من الإجمالي العالمي. وقد شكّل التدفق الحر للموارد الابتكارية "نظام الدورة الدموية" الفريد من نوعه".

وونوهت إلى أنه في إطار مبادرة الحزام والطريق، أصبح الممر حلقة وصل رئيسية في التعاون الصيني العربي. ففي نوفمبر 2023، تم افتتاح مركز التعاون والتنمية الصيني العربي لممر G60 للابتكار، ليكون منصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ونقل التكنولوجيا وتبادل المواهب. على سبيل المثال، تجمع منطقة التكنولوجيا العالية للتصنيع الذكي في مدينة سوتشو نحو 10 شركات تعاونية صينية-عربية تعمل في المركبات الكهربائية والتجارة الإلكترونية عبر الحدود. كما يخطط مركز هانغتشو لنقل التكنولوجيا لإنشاء المركز العربي لخدمات نقل التكنولوجيا لتعزيز تبادل الإنجازات العلمية والتكنولوجية.

إلى جانب ذلك، لعبت مجموعة تشينتاي، التي نشأت في سونغجيانغ، دورًا رياديًا في مشروعات الطاقة المتجددة بالدول العربية، حيث قامت ببناء محطات الطاقة الشمسية وتنفيذ مشروعات الهندسة والمشتريات والبناء (EPC) في الجزائر ومصر والعراق والأردن والمغرب والسعودية، كما أنشأت مصنعًا في مصر، مما يعكس التكامل بين التكنولوجيا الصينية واحتياجات السوق العربية. هذه الشراكات تعزز رؤية الصين لتعاون ابتكاري عالمي متكافئ.

وأكدت الإعلامية الصينية إلى أنه مع الوصول إلى عام 2025، يستهدف الممر أن يصبح "ممر ابتكار ذا تأثير دولي"، عبر تسريع تطوير القوى الإنتاجية الجديدة النوعية ومعالجة التحديات التكنولوجية الحساسة التي تعيق التقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة الخضراء. 

وفي الوقت ذاته، يخطط مركز التعاون والتنمية الصيني العربي لممر G60 لتنظيم زيارات وفود تجارية صينية إلى الدول العربية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة والتعاون التكنولوجي.
وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: "التعاون الصيني العربي ليس مقطوعة موسيقية منفردة، بل سيمفونية متناغمة". يعكس ممر G60 هذه الفلسفة، حيث يُظهر أن التنمية عالية الجودة في الصين ليست مجرد تحول داخلي، بل استكشاف لفرص جديدة عبر الانفتاح والتعاون الدولي. 

فمن "اقتصاد الممرات" إلى "اقتصاد المناطق الحرة"، يواصل الممر كسر الحواجز الإدارية بالابتكار المؤسسي وتعزيز الإمكانات الابتكارية بالتعاون والانفتاح، ليكون نموذجًا بارزًا في التنمية الإقليمية المتكاملة، لا يؤثر فقط في دلتا نهر اليانغتسي، بل يساهم في رسم فصل جديد في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر والعراق والأردن مشروعات الطاقة المتجددة الصینی العربی

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي يطالب إيطاليا بالاعتراف بدولة فلسطين

طالب البرلمان العربي إيطاليا بالاعتراف بدولة فلسطين باعتبار ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح الذي يساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشاد رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي خلال لقائه رئيس مجلس النواب الإيطالي لورينزو فونتانا، في روما، بتصريحات وزير الخارجية الإيطالي أمام برلمان بلاده والتي وصف فيها الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بأنه "أصبح غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا".

وأعرب رئيس البرلمان العربي عن أمله في أن تكون هناك سياسات وإجراءات على مستوى الدولة الإيطالية، تساعد في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف حرب الإبادة الجماعية وحرب التجويع التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني.

وتأتي زيارة رئيس البرلمان العربي إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في المؤتمر البرلماني الثاني حول الحوار بين الأديان، والذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع البرلمان الإيطالي.

كما تناول رئيس البرلمان العربي خلال اللقاء تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أنها تشهد توترا غير مسبوقا على خلفية الحرب بين إيران وإسرائيل، مؤكدا أن المنطقة لا تحتمل المزيد من التصعيد وأن الحلول الدبلوماسية هي الوحيدة القادرة على تحقيق الأمن والاستقرار.

كما تطرق رئيس البرلمان العربي إلى الأزمة الليبية، مؤكدا أن استقرار ليبيا يمثل ركيزة أساسية لاستقرار منطقة المتوسط بأكملها، مشددا على دعم البرلمان العربي التام لتنظيم انتخابات شاملة في أقرب وقت ممكن، بعيدا عن التدخلات الخارجية والمصالح الضيقة.

ومن جانبه أكد رئيس مجلس النواب الإيطالي -وفق بيان للبرلمان العربي- أن تعزيز العلاقات مع البرلمان العربي يوفر أرضية مهمة لتعزيز الحوار بين إيطاليا والدول العربية وفتح قنوات للتواصل الدائم على المستوى البرلماني.

وأكد رئيس البرلمان الإيطالي أن "ما يحدث في قطاع غزة لا يطاق" وما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني غير مقبول ويجب التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مشددا على أن إيطاليا تدعم بشكل ثابت حل الدولتين باعتباره المدخل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وشدد رئيس البرلمان الإيطالي على ضرورة وقف الحروب القائمة في المنطقة، محذرا من أنها لا تحقق إلا الدمار الشامل للشعوب، ولا سبيل آخر غير الحلول الدبلوماسية.

وأكد رئيس مجلس النواب الإيطالي على ضرورة ضمان أمن الملاحة البحرية في منطقة المضائق وفي البحر الأحمر، باعتبارها ضرورة استراتيجية ملحة لجميع الدول في المنطقة.

وتعد إيطاليا من الدول التي تتبنى موقفا داعما لحل الدولتين، لكنها تتردد في الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين دون اتفاق نهائي، وفي السنوات الأخيرة أبدت إيطاليا انتقادات متزايدة للسياسات الإسرائيلية خاصة الاستيطان في الضفة الغربية والعمليات العسكرية في غزة.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة القاهرة يبحث تعزيز علاقات التعاون المشترك بين جامعتى القاهرة وشاندونغ الصينية.
  • لتعزيز التعاون المشترك.. محافظ القاهرة يستقبل وفدا رفيع المستوى من مقاطعة شنشى الصينية
  • إمارة الجوف تحصل على شهادة ISO 9001 للعام الثاني على التوالي
  • محافظ القاهرة يبحث التعاون مع وفد مقاطعة شنشي الصينية
  • «تمويل العلوم والتكنولوجيا» تمد فترة التقدم لبرامج التعاون المصري الصيني
  • جمعية تمكين بتبوك تبحث من خلال “معمل الابتكار الاجتماعي” تسريع المبادرات التنموية وتحويل التحديات إلى فرص
  • رئيسا جامعتي بنها الحكومية والأهلية يستقبلان وفدًا من جامعة ووهان للتكنولوجيا الصينية
  • رئيسا جامعتي بنها الحكومية والأهلية يستقبلان وفدًا من ووهان للتكنولوجيا الصينية
  • لتعزيز التعاون: جامعتي بنها الحكومية والأهلية تستقبلان وفدًا من جامعة ووهان للتكنولوجيا الصينية
  • البرلمان العربي يطالب إيطاليا بالاعتراف بدولة فلسطين