سواليف:
2025-10-19@06:32:17 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبه

قد لا يعرف كثيرون قصة “إيلاف قريش”، التي وردت في كتاب الله، وأنها من النعم التي من ّ الله بها على قريش قبل نعمته الكبرى بنزول الرسالة الخاتمة فيهم، فبها أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
يجب بداية فهو ظروف الجزيرة العربية خلال القرون التي سبقت الإسلام، فقد كانت الأحوال المناخية قاسيه مما أنتج سنوات متتالية من الجدب، أكلت الأخضر واليابس، لدرجة أن الجوع كان عاما، وقلة قليلة كانوا يجدون قوت يومهم، ولما كانت العرب تأنف من الاستجداء ولو مات المرء جوعا، فقد سرت بينهم عادة اسمها “الاقتناع”، وتعني أنه حينما لا يمكن للمرء تدبير قوت عياله يخرج بأهله الى الصحراء، ويبقوا الى أن يموتوا.


وأحس “هاشم بن عبد مناف” زعيم قريش الذي كان يمتهن التجارة بخطورة ذلك على تناقص أعدادهم، فاقترح عليهم مشروعا تكافليا، بأن يعود كل تاجر على فقير في جزء من عائد تجارته، وبالمقابل عمل على تحسين ظروف التجارة لتنشيطها، حيث كانت أكبر المخاطر التي تتهدد القوافل التجارية هي قطع الطريق والسلب، فعقد اتفاقيات مع كل القبائل القاطنة على دروب التجارة بإشراكها.
كانت الظروف آنذاك مهيأة لتنشيط الحركة التجارية، إذ أن النزاعات والحروب البيزنطية – الفارسية عطلت طريق الحرير، وهي الطريق الرئيس للتجارة بين أوروبا وشرق آسيا، فصار البديل الوحيد هو عبر البحار الى اليمن ومنها عبر الجزيرة العربية الى الشام، فكان تجار قريش ينظمون رحلات في الشتاء الى اليمن، ورحلات الصيف الى بلاد الشام.
وزارهاشم قيصر الروم في الشام، وأقنعه بعقد اتفاقية تجارية معه بحيث يؤمن له تزويده بالبضائع بأسعار أقل، ثم واصل هو وإخوته عقد اتفاقيات شراكة تجارية مع كل القبائل في طريق التجارة، الى أن أصبحت التجارة آمنة ومربحة، وهذا هو الإيلاف.
أنتج كل ذلك ازدهارا وتحسنا في أحوال قريش المعيشية، وبذلك أكرم الله مجاوري بيته الحرام بأن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، مثلما أكرمهم قبلها بأن جعل محج الناس الى مكة لزيارة أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله، فكانت تلك أقدم وسيلة لتنشيط الاقتصاد وتحقيق الازدهار، زيادة على أن سدانة البيت وخدمة الحجيج حققت لقريش السيادة والزعامة بين العرب .
واذا عدنا الى قصة أصحاب الفيل، ونجدة الله لقريش التي تعرضت لعدوان من قبل الأحباش لم يكن لهم قبل برده، سنفهم كم كان فضل الله عظيما على أم القرى وما حولها، حتى من قبل البعثة، ورغم شرك أهلها وضلالهم.
لم تقتصر أنعم الله على العرب على ذلك، فقد بسط الله الأمان لكامل المنطقة المحيطة ببيته الحرام، بأن جعل في العام أربعة أشهر حرم، فيها يحرم القتال والصيد، كما جعل البيت مثابة للناس جميعا، من دخله كان آمنا.
وحمى الله تلك البقعة من عدوان الطامعين، فقد تعرضت كل بقاع العالم الى غزو الغزاة، إلا تلك المنطقة، فلم يحتلها غاز أجنبي طوال العصور.
ولما كان أعداء منهج الله الطامعين باستئصاله يعلمون ذلك، لذلك ابتدعوا حيلة خبيثة للسيطرة على هذه البقعة المقدسة من غير أن يحتلوها عسكريا، وأطلقوا عليها مسمى التطبيع، لذلك ينصب جهدهم الآن على انجاح هذه الخطة.
هم يمكرون لأجل تحقيق ذلك، ولكن الله لهم بالمرصاد، فقد كان مقررا لهذه المؤامرة أن تتم في الأسبوع الذي سبق عملية الطوفان، لكن لا بد أن ألله قدر موعد هذه المعركة لإعاقة التنفيذ.
تمارس الآن الضغوط لاستكمال المؤامرة، لكن معادي منهج الله وعملائهم من العربان الذين قالوا أسلمنا لكن لم يدخل الإيمان في قلوبهم، أطماعهم كبيرة، فهم يريدون قبلها للعدوان على القطاع أن يحقق مراده وهو القضاء على الروح الجهادية في الأمة التي أحيتها المقاومة الإسلامية الباسلة، وذلك لكي لا يبقى ما يهدد الكيان اللقيط او يقف في وجه أطماعه.
لذلك تبذل جهود الطرفين الآن لتمرير التطبيع مع تحقيق أهداف العدوان بنزع سلاح المقاومة بحجة أعادة الإعمار.
لكن الله المطلع على خبايا المتآمرين وكيدهم، ومثلما حمى الله بيته من دنس الغزاة طوال التاريخ سيحميه أيضا هذه المرة، لكن ليس بطير أبابيل، بل بتصدي المؤمنين الصادقين من أمته للمؤامرة وإفشالها.

مقالات ذات صلة في العمق 2025/04/05

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

التجارة العالمية تحذّر من التوترات بين أميركا والصين

حثت نجوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، الولايات المتحدة والصين على تهدئة التوترات التجارية، محذرة من أن تباعد الشقة بين أكبر اقتصادين في العالم قد يقلل من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سبعة بالمئة على المدى الطويل.
وقالت أوكونجو إيويالا، في مقابلة صحفية، إن المنظمة قلقة للغاية بشأن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأوضحت أنها تحدثت مع مسؤولين من كلا البلدين للتشجيع على المزيد من الحوار.
وأضافت "بوضوح، نحن قلقون من أي تصعيد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين"، مشيرة إلى أن الجانبين تراجعا عن أول تصعيد للرسوم الجمركية في وقت سابق من هذا العام، مما أدى إلى تجنب عواقب أكثر خطورة. وعبرت عن أملها في أن يحدث ذلك مرة أخرى.
وقالت "بالمثل، نأمل حقا أن يتوافق الجانبان معا وأن يتراجعا عن التصعيد، لأن أي توتر بين الولايات المتحدة والصين وأي انفصال بينهما (سيترتب عليه) تبعات ليس فقط على أكبر اقتصادين في العالم، ولكن أيضا على بقية العالم".
وذكرت أن كلا الجانبين يدركان أهمية العلاقات الجيدة، نظرا للآثار التي تترتب على ذلك بالنسبة للاقتصاد العالمي وللبلدان الأخرى.
وقالت إن أي نوع من الانفصال، الذي يقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين، سيؤدي إلى "خسائر كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى الطويل، بخسائر تصل إلى سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وخسائر فيما يتعلق بالرفاهية الاجتماعية للدول النامية (بمعدلات) توضع في خانتين".
خفضت منظمة التجارة العالمية، الأسبوع الماضي، توقعاتها لنمو حجم التجارة العالمية للبضائع لعام 2026 بشكل حاد إلى 0.5 بالمئة من تقديراتها السابقة البالغة 1.8 بالمئة في أغسطس، مشيرة إلى الآثار المتوقعة من رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورفعت توقعاتها لنمو تجارة السلع العالمية إلى 2.4 بالمئة لعام 2025.
وصدرت هذه التوقعات قبل أن يتبدد الهدوء النسبي، الذي ساد في الأشهر القليلة الماضية، الأسبوع الماضي عندما فرضت الصين ضوابط جديدة على تصدير المعادن الأرضية النادرة اللازمة لقطاع التكنولوجيا، ورد ترامب بفرض رسوم جديدة بنسبة 100 بالمئة على الواردات الصينية بدءا من الشهر المقبل.
وقالت أوكونجو إيويالا إنها أخبرت مسؤولين من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، مساء يوم الأربعاء، أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار مالي عالمي دون استقرار التجارة العالمية.
وأضافت للمجموعة "لم تهدأ الضغوطات على النظام وقد تزداد حدة.. الآثار الكاملة لأحدث الرسوم الجمركية لم تظهر بعد. التحول التجاري يؤجج المشاعر الحمائية في أماكن أخرى. ولا تزال التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطرا كبيرا".
وقالت أوكونجو إيويالا إن معظم أعضاء منظمة التجارة العالمية امتنعوا عن الدخول في حرب الرسوم الجمركية وإن 72 بالمئة من التجارة العالمية لا تزال تتبع قواعد منظمة التجارة العالمية.
وقالت إن النظام متعدد الأطراف القائم على القواعد أثبت متانته، رغم أشد صدمة سياسة منذ ثمانية عقود.

أخبار ذات صلة ترامب: سألتقي الرئيس الصيني قريبا الإمارات والصين تعززان التعاون في مجالي الرقابة والتدقيق المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الحيرةَ التي تعيشها أمةُ الإسلام جاءت بالتجرؤ على أولياء الله
  • ما حكم التجارة في جوزة الطيب؟.. الإفتاء تجيب
  • وزيرة التجارة تزور مشروع قصر المعارض الجديد
  • المكسيك: تحقيق تقدم في محادثات التجارة مع أميركا
  • حكم خلع النقاب للمرأة التي تضررت من لبسه
  • التجارة العالمية تحذّر من التوترات بين أميركا والصين
  • كيف علّقت إيران على الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت لبنان يوم أمس؟
  • حياة الرسول منهج لبناء جيل واعٍ ومجتمع راقٍٕ.. ندوة توعوية لوعظ الغربية بتجارة طنطا
  • بيروت تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من المناطق التي يحتلها في أراضيه
  • خطورة أداء العبادات التي تتضمن المشقة على الكبار والمرضى