15 دقيقة فقط.. استئصال لوزتين بتقنية "الكوبليشن" لأول مرة بالقصيم
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
تمكن فريق جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الرس العام، التابع لتجمع القصيم الصحي، من إجراء أول عملية جراحية من نوعها في المستشفى لاستئصال اللوزتين باستخدام تقنية ”الكوبليشن“ «Coblation» المتقدمة، وذلك لطفلة تبلغ من العمر سبع سنوات.
وأوضح تجمع القصيم الصحي أن العملية الجراحية، التي تعد الأولى من نوعها التي تُجرى بهذه التقنية في المستشفى، قد استغرقت وقتاً قياسياً لم يتجاوز 15 دقيقة.
أخبار متعلقة أحد أبناء الأسرة تزوج.. هل يستمر تلقي دعمه من حساب المواطن؟"الأرصاد" يُنبِّه من هطول أمطار على منطقة عسيروأشار إلى أن من أبرز مميزات استخدام هذه التقنية في العملية هو سرعة إفاقة الطفلة بعد الجراحة، وانخفاض مستوى الألم الذي شعرت به مقارنةً بالطرق الجراحية التقليدية المستخدمة في مثل هذه الحالات.
وأضاف التجمع أن الطفلة تمكنت من مغادرة المستشفى بعد سبع ساعات فقط من إجراء العملية، وهي تتمتع بحالة صحية مستقرة وجيدة، مما يعكس نجاح العملية وفعالية التقنية المستخدمة.جراحات استئصال اللوزتينووفقاً لتجمع القصيم الصحي، تُعد تقنية ”الكوبليشن“ واحدة من أحدث الأساليب الطبية المتبعة في مجال جراحات الأنف والأذن والحنجرة.
وتعتمد هذه التقنية على استخدام الترددات الراديوية ذات الحرارة المنخفضة بالإضافة إلى محلول ملحي، مما يسمح بإزالة الأنسجة المستهدفة، مثل اللوزتين، بدقة ولطف شديدين، ونتيجة لذلك، يقل الضرر الحراري على الأنسجة السليمة المحيطة بمنطقة الجراحة بشكل كبير مقارنةً بتقنيات الكي التقليدية.
ويساهم هذا الأسلوب الجراحي الدقيق واللطيف في تسريع فترة التعافي للمريض بشكل ملحوظ، ويمكّنه من العودة إلى ممارسة أنشطته اليومية المعتادة في وقت أسرع، مما يمثل تطوراً إيجابياً في جراحات استئصال اللوزتين التي يقدمها مستشفى الرس العام.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم القصيم مستشفى الرس العام القصيم تجمع القصيم الصحي السعودية
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي و”كابسولات الميوعة”..حين تتحوّل التقنية إلى سلاح لتفكيك الهوية المغربية
تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي طفرة غير مسبوقة تُحدث ثورة في عالم الإعلام والمحتوى الرقمي.
هذه التقنيات تفتح آفاقًا واعدة في التعليم والتواصل والإبداع، وتمكّن المستخدمين من إنتاج محتويات بصيغ مبتكرة وبسرعة مذهلة.
غير أنها في الآن ذاته تضع المجتمعات أمام تحديات غير مسبوقة، تتجاوز الجانب التقني لتلامس جوهر القيم والهوية، خاصة حين تُستخدم هذه الأدوات لتزييف الوعي الجمعي وضرب المرجعيات الثقافية والدينية عبر قوالب ترفيهية مخادعة.
التزييف العميق وتخدير الوعي:
ما نراه اليوم في عدد من الفيديوهات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي ليس مجرد محتوى ترفيهي عابر.
بل هي إنتاجات مصممة بعناية، تُستغل فيها تقنيات “التزييف العميق” (Deepfake) لتقديم شخصيات مغربية ـ رجالًا ونساءً وأطفالًا ـ في مواقف ومضامين صادمة لا تعكس لا واقعهم ولا ثقافتهم.
هذه المقاطع تُظهر أحيانًا أطفالًا يتحدثون بلغة لا تليق بأعمارهم، أو مراهقين يناقشون مواضيع جنسية أو سلوكية بمضامين خادشة، كل ذلك تحت غطاء الحداثة أو “الفكاهة” أو “حرية التعبير”.
واجهة تراثية… ومضمون منحط:
الأخطر من ذلك، هو أن هذا الخطاب يُقدَّم في غلاف تراثي جذّاب.
يظهر الجلباب والقفطان المغربي، أزقة المدن العتيقة، المعمار التقليدي، وحتى الأهازيج المحلية، كخلفية لمضمون يسوّق للانحلال والتفاهة.
كل تفصيلة ثقافية تُستخدم كطُعم. فمغربيتنا تُصادَر وتُوظَّف لتسويق نكتٍ تختزل الكرامة، أو رقصات تُحوّل الجسد إلى سلعة، أو مشاهد تُلبِس الفحشاء ثوب “المرح” العابر.
هذه ليست صدفة، بل هي خطة دقيقة توظف الذكاء الاصطناعي لا فقط في إنتاج المحتوى، بل أيضًا في مراقبة ردود الأفعال وتغذية المستخدمين بمزيد من المحتوى المشابه، وفق آليات خوارزمية تُحاصر الفرد في “فقاعة رقمية” تصنع واقعًا موازيًا يُكرّس هذه الصورة المُشوهة.
لماذا المغرب؟ ولماذا الآن؟
لأن الذكاء الاصطناعي “يعرفك أكثر مما تعرف نفسك”، ويُدرك جيدًا أن المدخل الأنجع لاختراق المجتمعات ليس هو الصدام، بل الاستدراج عبر الرموز المحببة.
فحين تُقدَّم مشاهد الانحلال مقترنة برموز مقدسة ـ كالزي التقليدي أو المعمار التاريخي أو اللهجة المغربية الأصيلة ـ ينكسر الحاجز النفسي، ويُصبح التلقي سهلاً، والتطبيع مع الإساءة ممكنًا.
الهدف؟ خلق صراع داخلي بين الانتماء الأصيل والصورة المشوهة للمجتمع، وبين الهوية كما نعرفها، والهوية كما يُعاد تصنيعها بصمت عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
قد تكون عمليةً “لإعادة برمجة هوياتية”، يتم فيها تفكيك المرجعيات واستبدال رموز القدوة ـ العلماء والمبدعين والفنانين الحقيقيين ـ بشخصيات رقمية تروج للتفاهة كخيار حياة.
التهديد الحقيقي: فقدان البوصلة
ما يُهددنا اليوم ليس الذكاء الاصطناعي في حد ذاته، بل انعدام الوعي بخطورته حين يُستخدم دون ضوابط أخلاقية أو تشريعية.
المشكل ليس في الأداة، بل في من يتحكم بها، ولأية غايات تُستخدم. إننا أمام معركة قيم ومعركة وجود، تتطلب منا يقظة فردية ومؤسساتية.
ما العمل؟
• أولًا: التثقيف الرقمي ضرورة وطنية، وليس رفاهية. المواطن يجب أن يتعلم كيف يفرّق بين المحتوى الحقيقي والمُزيَّف، بين الفكاهة البريئة والخطاب المنحل المقنَّع.
• ثانيًا: نحن بحاجة إلى مؤسسات رقابة رقمية تُواكب هذه التحولات وتسن تشريعات تُجرّم إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في تشويه المجتمع.
• ثالثًا: على النخب الثقافية والإعلامية أن تدخل هذه المعركة، لا بالتحسر، بل بصناعة محتوى مضاد، يحمل القيم المغربية الأصيلة بأسلوب عصري وجاذب.
الحرب الخفية على الوعي
نحن لا نواجه فقط مقاطع فيديو تافهة أو مشاهد غير لائقة.
نحن نواجه مشروعًا لتفريغ الإنسان المغربي من وعيه وهويته، واستبداله بكائن رقمي هش، منقاد، بلا جذور.
إنها ليست حرية تعبير، بل حرب ناعمة تُخاض بالألوان الزاهية، والمقاطع السريعة، والموسيقى الجذابة.
الرد يبدأ من عندنا.. من إصبع يُقرر ألا “يمرر” أي شيء.
من عقل يرفض أن يُستلب.
ومن مجتمع يُدرك أن الهويات لا تُباع في الريلز، بل تُصان بالوعي