أمسية فنية راقية تجمع بين الحضارة المصرية والموسيقى الإيطالية بالأكاديمية المصرية بروما
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
نظّمت الأكاديمية المصرية للفنون بروما، برئاسة الأستاذة الدكتورة رانيا يحيى، فعالية فنية وثقافية تهدف إلى تشجيع الجمهور الإيطالي على التعرف على الحضارة المصرية القديمة وقيمتها باعتبارها كنزاً إنسانياً عظيماً، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك في إطار دعم السياحة الثقافية إلى مصر.
. وكيف تخلصت منها من أجل الفن
استُهلت الفعالية بكلمة ترحيبية ألقتها مديرة الأكاديمية، حيث أكدت خلالها على أهمية المبادرة التي أطلقتها الأكاديمية تحت عنوان: “ثمانية أسابيع عن الحضارة المصرية القديمة”، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على جوانب متعددة من هذه الحضارة العريقة.
وعقب الكلمة، دعت مديرة الأكاديمية الأستاذ الدكتور إيمانويل شامبيني، أستاذ علم المصريات بجامعة “لا سابينزا” العريقة في روما، إلى المنصة لإلقاء محاضرته الشيقة. وقد تناول خلالها محاور متعددة حول الحضارة المصرية القديمة، مسلطاً الضوء على دورها في تعليم العلوم والفنون للعالم، ومبرزاً تفرد رموزها الهيروغليفية.
كما قام بشرح عدد من الرموز والنقوش التي تزيّن جدران المعابد المصرية، وعرض مجموعة من الصور لمسلات وتماثيل ومجسمات فريدة، موضحاً المعاني العميقة الكامنة وراء كل رمز وكل قيمة تمثلها هذه الحضارة العتيدة، كما عبر عن تقدم هذه الحضارة وتأثيرها المستمر، تواجدها الأصيل في إيطاليا كدولة تربطها مع مصر علاقات دبلوماسية وثقافية وحضارية متينة.
عقب المحاضرة العلمية، دعت الأستاذة الدكتورة رانيا يحيى، مديرة الأكاديمية المصرية للفنون بروما، الحضور للاستمتاع بحفل موسيقي مميز أحياه كل من المايسترو باولو شيبيليا، عازف البيانو الشهير ومدير الأوركسترا النسائية الدولية بمدينة سورينتو، والمغنية السوبرانو الإيطالية المتألقة جوليا ليبوري والذين حضروا خصيصاً من مدينة سورينتو لإحياء تلك الأمسية.
وقدّم الثنائي عرضًا موسيقيًا باهرًا، نال إعجاب وتقدير الجمهور، حيث أُبهِر الحضور بصوت السوبرانو جوليا ليبوري المتفرّد، وأداء شيبيليا الاحترافي على البيانو، الذي أضفى تناغمًا وانسجامًا موسيقيًا رائعًا، عكس مدى عمق الموهبة والإبداع والاحترافية لديهما.
تضمّن الحفل باقة من الأريات الشهيرة لمجموعة من كبار المؤلفين الموسيقيين العالميين، من بينهم بوتشيني، روسيني، فيردي، بيليني وآخرين، مما أضفى على الأمسية طابعًا فنيًا راقيًا وثراءً موسيقيًا متنوعًا.
وفي ختام الحفل، أعرب المايسترو باولو شيبيليا عن بالغ سعادته وتقديره العميق لاستضافته داخل الأكاديمية المصرية للفنون، مشيرًا إلى أنها تمثل صرحًا ثقافيًا متميزًا، ومنارة تعكس روح مصر الأصيلة، وتؤكد على عمق وقوة العلاقات الثقافية بين مصر وإيطاليا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأكاديمية المصرية للفنون الأكاديمية المصرية للفنون بروما رانيا يحيي فعالية فنية الحضارة المصرية القديمة افتتاح المتحف المصري الكبير الأکادیمیة المصریة الحضارة المصریة
إقرأ أيضاً:
المتحف المصري الكبير.. جسر حضاري يربط بين ماض عريق ومستقبل طموح بعدسة شابة
المتحف المصري الكبير يفتح بوابة المستقبل من قلب التاريخ عارضا كنوز الحضارة المصرية القديمة في لحظة فارقة يقف فيها المتحف الكبير شامخًا مشرعًا بوابة التاريخ للأحفاد والإنسانية، يطل من هضبة الأهرامات هامسًا بعبق حضارة سبقت التاريخ ليأتي بعدها ليروي قصة الإنسان، ومنه تبعث الحضارة من جديد.
بعد سنوات من العمل الدؤوب، يتهيأ هذا الصرح الثقافي العملاق لافتتاحه المنتظر، حاملا رسالة مصر إلى المستقبل، حيث تتقاطع عبقرية المعمار الحديث مع روح التاريخ الخالد، وقد رصدت عدسات طلاب الجامعات المصرية، قبل إغلاق المتحف تمهيدا للافتتاح الرسمي الذي سيشارك فيه قادة العالم ورموزه ومشاهيره، مشهدا فريدا من داخل المتحف، يوثق لحظة تلتقي فيها الحجارة بالعراقة، والزجاج بالضوء، ليولد من هذا التمازج مشهد يأسر البصر ويوقظ الوجدان، في لوحة تعكس عظمة المكان وروعة التصميم، وتجسد فخر الجيل الجديد بصرح يمثل وجه مصر المشرق أمام العالم.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى يعرض آثارًا، بل جسر حضاري يربط بين ماضي مصر العريق ومستقبلها الطموح، صمم ليحتضن التاريخ لا لينافسه، وليقدم كنوز الحضارة المصرية بأساليب عرض تفاعلية حديثة، تمزج بين التقنية والمعرفة، وتمنح الزائر تجربة استثنائية تحاكي روح الزمان والمكان.
بمساحته الهائلة ومقتنياته التي تتجاوز مئة ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، يتصدر المتحف قائمة أكبر المتاحف في العالم، جامعًا بين عظمة المضمون وروعة التصميم، ليجسد رؤية مصر في أن تكون مركز إشعاع ثقافيًا وحضاريًا على مستوى العالم.
لكن عظمة المتحف لا تقاس بحجمه أو مقتنياته فحسب، بل بفلسفته الجديدة التي تجعل منه منارة للبحث العلمي، ومركزًا للتفاعل الثقافي، ومنصة لإعادة تعريف السياحة الثقافية في مصر والمنطقة.
وما التقطته عدسات الطلاب إلا شهادة صادقة على وعي الجيل الجديد بقيمة تراثه، وحرصه على أن يكون شريكًا في صناعة المستقبل، لا مجرد متفرج على التاريخ، فهؤلاء الشباب يسجلون اليوم لحظة ميلاد عصر جديد من الوعي بالهوية والانتماء، مؤكدين أن الحضارة لا تورث فقط، بل تبنى من جديد بأيدي أبنائها.
المتحف المصري الكبير لا يروي الماضي فحسب، بل يفتح نوافذ على المستقبل، ليصبح عنوانًا لنهضة ثقافية شاملة، تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتعيد لمصر مكانتها الطبيعية في قلب المشهد الحضاري العالمي.