هل يجوز قضاء صيام رمضان في الاثنين والخميس؟ الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الحكم الشرعي في مسألة قضاء أيام رمضان في أيام الاثنين والخميس، وهل يصح الجمع بين نية القضاء ونية صيام السنة في يوم واحد.
قال الدكتور علي فخر: إن صيام أيام الاثنين والخميس سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أيام فاضلة يحبها الله ورسوله، ولذلك فإن قضاء ما فات من رمضان في هذه الأيام أمر جائز ومستحب، لكنه لا يعد جمعًا بين نيتين.
وأوضح أن النية في هذه الحالة تكون خالصة لقضاء الصوم الواجب، أي أن المسلم ينوي صيام ما عليه من رمضان، غير أن وقوع هذا الصيام في يوم فاضل -كاثنين أو خميس- يمنحه فضلًا زائدًا لأنه وافق سنة نبوية، فينال بذلك أجرين: أجر القضاء، وأجر الصيام في يوم فاضل.
وختم حديثه بالتأكيد على أن النية لا تُجمع هنا، وإنما الفضيلة هي التي تصاحب نية القضاء"، وهو ما يُعد توفيقًا من الله يجمع به المسلم بين الواجب والسنة دون تعارض.
هل يجوز الصيام بنية التطوع وإنقاص الوزن في نفس الوقت
مع تعدد أهداف الصائمين بين التعبد وتحقيق مصالح دنيوية، برز تساؤل حول مشروعية الجمع بين نية صيام التطوع ونية الحمية أو إنقاص الوزن، وهو ما تناولته دار الإفتاء المصرية بالتوضيح المفصل، مؤكدة أن الصوم يظل صحيحًا ويؤجر عليه المسلم إذا كانت النية الأساسية فيه هي ابتغاء وجه الله تعالى، حتى لو صاحبته نية أخرى ذات منفعة دنيوية، مثل التخسيس أو التداوي.
وأوضحت الدار أن الامتناع عن الطعام والشراب، وهو جوهر الصوم، يترتب عليه بطبيعته أثر بدني كخفض الوزن، سواء كان ذلك مقصودًا أم لا، وبالتالي لا يُعد هذا الأمر مفسدًا للإخلاص ولا باعثًا على بطلان الصيام..
واستشهدت بما ورد عن الحافظ السيوطي في كتابه "الأشباه والنظائر" (1/20-23، ط. دار الكتب العلمية)، الذي قسم حالات التشريك في النية، مبينًا أن الجمع بين نية العبادة ونية أخرى غير عبادة قد يبطل العمل في بعض الصور، وقد لا يؤثر عليه في صور أخرى، ومن أمثلة الجواز: نية التبرد مع الوضوء، أو الحمية والتداوي مع الصوم، حيث إن هذه النتائج تحصل بضرورة العبادة نفسها، سواء قُصدت أو لم تُقصد.
في السياق نفسه، تطرق الشيخ محمود السيد، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني، إلى بيان أهمية النية في الصوم، موضحًا أنها ركن من أركان هذه العبادة، وأن الأصل فيها أن يقصد المسلم بامتناعه عن الطعام والشراب وسائر المفطرات وجه الله تعالى وطلب الأجر والثواب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قضاء صيام رمضان قضاء الصوم صيام الاثنين والخميس دار الإفتاء نية صيام علي فخر الاثنین والخمیس
إقرأ أيضاً:
حكم استخدام الخبز البلدي المدعم في علف المواشي.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم استخدام الخبز البلدي المدعم الصالح للاستخدام الآدمي في علف المواشي وأكل الطيور، خاصة وبعض الناس لا يجدونه لإطعام أنفسهم وأولادهم. فهل يحق لهم ذلك؟ لأني أرى كثيرًا من المواطنين يأخذونه بطرق ملتوية ليكون في النهاية طعامًا لمواشيهم وطيورهم.
أجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: خلق الله تعالى الإنسان وكرمه ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ﴾ [الإسراء: 70]، وسخر له الكون لأداء الوظيفة التي خلقه وشرفه بها وميزه بها على سائر خلقه، وهي العبادة والعمارة: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13]، ومن هذا الكون المسخر لابن آدم الأنعام والدواجن، قال تعالى: ﴿وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَا﴾ [النحل: 5]، فهذه المخلوقات هي في خدمة الإنسان وهو المخدوم، وإذا تعارضت حاجة الخادم مع حاجة المخدوم قدمت حاجة المخدوم، وهو الإنسان: ابن آدم المكرم المكلف.
حكم استخدام الخبز البلدي المدعم في علف المواشي
وتابعت: ومن العجب أننا نرى بعض المواطنين يستأثرون بطعام إخوانهم المحتاجين ليعطوه لمواشيهم ودواجنهم وهم يعلمون مدى حاجة إخوانهم الماسة والشديدة لهذا الطعام، فلا هم احترموا إخوانهم ولا احترموا سنن الله تعالى في كونه التي أباحت ذبح هذه البهائم من أجل ابن آدم، فصار هذا البعض الجشع عمليًا وباستيلائه على قوت ابن آدم الفقير كأنه ذبح ابن آدم من أجل البهائم، وفي الواقع من أجل جشعه ومكسبه المادي.
أضافت: ألا ينظر هؤلاء إلى فعل الأشعريين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يقل طعامهم وزادهم: روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِى الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِى إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّى وَأَنَا مِنْهُمْ».
وبينت بناء على ذلك يحرم على هؤلاء ما يفعلونه من الاستيلاء على الخبز المدعم على الوصف المعروض في السؤال وحرمان المحتاجين له.