الصين تؤكد إقالة المسؤول الثالث في الجيش بتهم فساد
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الصينية طرد اثنين من القادة العسكريين الصينيين من الحزب الشيوعي الحاكم والجيش بتهم فساد، وهما أكبر ضابطين يطردان من الخدمة بعد حملة مكافحة الفساد التي بدأت في عام 2023.
ويعد هي وي دونغ، وهو ثاني أكبر جنرالات الجيش الصيني، والأميرال البحري مياووا، وهو أكبر ضابط سياسي سابق في الجيش، أحدث الشخصيات العسكرية البارزة التي يجري استهدافها في حملة ضد الفساد في جيش التحرير الشعبي الصيني.
كما أن إقالة هي وي دونغ أول إقالة لجنرال أثناء وجوده في الخدمة باللجنة العسكرية المركزية منذ الثورة الثقافية في الفترة ما بين عامي 1966 و1976.
ورغم أن الجنرال وي دونغ لم يظهر في العلن منذ شهر مارس/آذار الماضي، فإن هذه هي المرة لأولى التي تكشف فيها السلطات الصينية عن طرده والتحقيق في أنشطته.
تعيينات في اللجنة العسكرية المركزيةوفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع تشانغ شياوغانغ إن وي دونغ، ومياووا، و7 مسؤولين عسكريين آخرين وردت أسماؤهم في بيان للوزارة انتهكوا قواعد الانضباط في الحزب بشكل خطير، ويشتبه في ارتكابهم جرائم فساد شنيعة، تنطوي على مبلغ كبير للغاية من المال.
وأضاف البيان أن الجرائم التي ارتكبوها ذات طبيعة خطيرة، وتترتب عليها عواقب وخيمة للغاية، واصفا ذلك بأنه إنجاز كبير في حملة الحزب والجيش لمكافحة الفساد.
وتعتبر إقالة الجنرال وي دونغ (68 عاما) لها تبعات تتجاوز الجيش، إذ إنه كان عضوا في المكتب السياسي المكون من 24 عضوا، وهو ثاني أعلى مستوى للسلطة في الحزب الشيوعي الحاكم.
وجاء هذا الإعلان قبل أيام فقط من انعقاد الجلسة الرابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي، وهي هيئة عليا تضم أكثر من 200 من كبار المسؤولين، في بكين.
وقال وين تي سونج الزميل في مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي إن الرئيس الصيني "شي جين بينغ ينظف البيت بالتأكيد".
إعلانوأضاف أن الإقالة الرسمية لوي ديونغ ومياووا تعني أنه سيعين في الجلسة العامة أعضاء جددا في اللجنة العسكرية المركزية، التي كان نصف مقاعدها شاغرا منذ مارس/آذار الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات شفافية
إقرأ أيضاً:
أنت المسؤول عن قراراتك!
البعض لا يربط الظروف بالقرارات، لكنني أرى أن الظروف عامل مساعد في اتخاذ بعض الـ»قرارات» الحاسمة، خاصة إذا كانت هذه القرارات تأتي ضمن الأمور المستعجلة التي توجب البت فيها سريعا دون أن تحتمل الانتظار الطويل؛ فعلى سبيل المثال: في أروقة المستشفى يخبرك الطبيب أن عليك التوقيع على إجراء عملية عاجلة، ويخبرك بأن الوقت ليس في صالحك. فالتأجيل قد يزيد من معاناتك في المستقبل؛ ولذا فإن الخيالات أمامك تنحصر ما بين الموافقة أو الرفض، وفي كلا الأمرين عليك تحمل نتيجة قرارك لوحدك.
مثال آخر: بعض الموظفين بعد أن يجد نفسه محبطا أو يمر بظروف نفسية صعبة يقفز إلى ذهنه الخروج نهائيا من العمل، وترك الجمل بما حمل، ومع كثرة الضغوطات والحيرة التي تسيطر على عقله يبقى القرار بيديه كالماسك على الجمر خاصة إذا كان محاطا بالالتزامات.
في سياق الحياة اليومية يواجه الإنسان على مدار الزمن الكثير من الصعوبات في اتخاذ «القرارات» التي يراها البعض بأنها سهلة جدا فيما يراها الآخرون بـ»المصيرية «. وفي كل الأمور التي يتعرض لها الشخص يواجه خطورة نتائج القرارات التي اتخذها سواء كان هذا القرار ناجحا أو فاشلا؛ فكيفما جاءت الصورة النهاية فهي نتيجة للقرارات التي أقدم على اتخاذها، وفي بعض المرات تكون دائرة الاختيارات تضيق فإلى أبعد الحدود، وأمام الحاجة الملحة لاتخاذ القرار السريع والواجب التنفيذ دون تأخير أو تفكير طويل، ولهذا الأمر وغيره يرى الناس أن القرارات تعبر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لقناعاتنا؛ ولهذا تلعب القرارات دورا حاسما في رسم شخصياتنا أمام الآخرين، ونمط سيرنا في حياتنا ومستقبلنا.
يسدي الناشط السياسي الإنساني مارتن لوثر كينغ نصحا للبشرية بقوله: «عندما تتخذ القرار الصحيح لا تبالِ بقلبك. تألم يوما، شهرا بقرار عقلي صحيح أفضل من أن تتألم طيلة حياتك بقرار خاطئ من قلبك».
إذن بعض القرارات تكون ثقيلة كثقل الجبال على القلوب، وبعضنا يقع في فخ التردد والتوجس والخوف من النتائج اللاحقة؛ ولذا تجد أن البعض يتخذ بعض القرارات السريعة ثم سرعان ما يتراجع عنها ه حتى وإن حالفها الصواب، والبعض يقدم على القرار الفوري ثم سرعان ما يكتشف أنه قد ظل طريقه فيلقي بالأئمة على الغير أو يبدأ في جلد الذات!
وآخرون يدركون بأنهم قد أخطأوا في قرارهم، لكنهم يصرون على تكملة المشوار حتى النهاية حتى وإن بدأت نتائجها واضحة سلفا، كل ذلك بسبب العناد والحماس الزائد عن الحد المعقول أو التغاضي عن الخسائر التي يمكن أن تتحقق في نهاية المطاف.
الشجاعة شيء والفصاحة شيء آخر بمعنى أن البعض يقبل التحدي لكن الأمر لا علاقة له بالقوة على قبول التحدي، بل النظر إلى نقطة الفائدة سواء كانت على المستوى الشخصي أو الجماعي.
أحيانا بعض القرارات يكون أمرها محسوما سلفا ولا يمكن التنازل عن اتخاذها، حتى وإن وقعت في دائرة الخطر، إلا أنها طريق لا بد من السير فيه حتى النهاية، وبعض القرارات تكون حتمية لا تحتمل التأجيل تماما كحتمية «الحياة والموت».
في بعض المرات نسأل أنفسنا: كم يلزمنا من الجرأة لنحطّم حواجز الخوف لنمضي في الطريق لنكون كما نحب أن نكون، أو سعينا من أجل التجرد من مخاوفنا البشرية. أحيانا أخرى نرى مثلما يرى الآخرون بأن هناك ترددا كبيرا يعيقنا في اتخاذ القرار. سببه هو أننا نخاف من أن نصطدم مجددا بتجارب فاشلة عاشها من حولنا لم تجد نورا لمسارها الصحيح. نخاف من سطوة ذلك الوجع القديم والألم العميق الذي حاصر من سبقنا.
أن تحمل تبعات مسؤوليات أي قرار فاشل قد يكون شيئا صعبا. ولكن أحيانا لا خيار هناك سبيل آخر متاح أمامك؛ ففي هذه الحالة يصارع الإنسان أمواج الخوف الذي يعتريه والحيرة التي تسيطر على رأسه، يحاول أن يستجمع كل قواه في التفكير العميق ليصل إلى القرار الذي يراه مناسبا وصائبا.