شنت طائرات أميركية غارات على صنعاء والحديدة، مساء الأحد، في استمرار لحملة عسكرية تقول واشنطن إنها تستهدف معاقل جماعة الحوثي اليمنية.

وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" أن 4 أشخاص قتلوا من بينهم امرأتان، وأصيب 23 منهم 11 من النساء والأطفال، في القصف الأميركي على منزل وحي شعب الحافة بمديرية شعوب في صنعاء.

وقالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، إن "العدوان الأميركي السافر وقصفه للأعيان المدنية والمدنيين، جريمة حرب مكتملة الأركان تنتهك كل الأعراف والقوانين الدولية".

ولم تصدر الإدارة الأميركية أي تعليق حول هذا القصف حتى الآن.

وفي محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن، ذكرت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين أن الطيران الأميركي شن 4 غارات جوية على جزيرة كمران، كم دون الإشارة إلى وقوع خسائر حتى الآن.

وتواصل الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على مناطق متفرقة من اليمن، ضمن عملية عسكرية أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتصف شهر مارس الماضي، بهدف "حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر"، على حد وصفه.

واستأنفت واشنطن عمليتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، بعد أن أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، من أجل "مساندة غزة" التي تتعرض لهجمات إسرائيلية عنيفة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات صنعاء جريمة حرب الحديدة اليمن البحر الأحمر إيران الولايات المتحدة اليمن الحوثيون جماعة الحوثي إسرائيل قطاع غزة صنعاء جريمة حرب الحديدة اليمن البحر الأحمر إيران أخبار أميركا

إقرأ أيضاً:

استراتيجية اليمن الجديدة.. الدبلوماسية بقوة الردع

 

لا تعلن تصريحات رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط الأخيرة  مجرد تطور عسكري، بل ترسم ملامح استراتيجية متكاملة تدمج بين القوة الذكية والدبلوماسية الحازمة في مواجهة الكيان الصهيوني، هذه التصريحات – التي جاءت كتحذير مباشر للدول ذات السفارات في كيان الاحتلال – تعكس، أولاً: تحولاً نوعياً في أدوات المواجهة، تقدم التفوق العسكري اليمني كحقيقة قائمة، وتؤكد أن ضربات اليمن «ستكون مدروسة وفعالة وحيوية» وأن قوات صنعاء تحتفظ بالأفضلية والسيطرة على مسرح المواجهة، والأمر برمته  ليس تفاخراً، بل تأكيد لواقع فرضته عمليات الردع الناجحة، إنه إعلان أن القوة اليمنية أصبحت معطى استراتيجياً لا يمكن تجاهله.
ثانياً: يمثل هذا التصريح تحذيراً استباقياً غير مسبوق، فتحويل السفارات الأجنبية في الكيان المحتل إلى عنصر في معادلة الردع يمثل خطوة بالغة الذكاء والحسم، إذ أن مطالبة حكومة العدو «بإبعاد السفارات مسافة كافية» من الأهداف المشروعة للقوات المسلحة اليمنية، ونصيحة الدول بإخلاء سفاراتها إذا لم يستجب العدو، تمثل ضغطاً غير مباشر على الكيان لإجباره على الاختيار بين حماية علاقاته الدولية أو تعريض حلفائه للخطر،  إلى جانب كونه مسؤولية قانونية وأخلاقية تنقل صنعاء عبئها من حماية السفارات وأرواح الدبلوماسيين إلى الكيان المحتل الذي سيتحملها إن رفض إبعادها.
كما قد يفسر هذا التصريح القوي والذكي بأنه إقامة الحجة وتجنب التبعات الدولية المحتملة من خلال إظهار النية المسبقة لتفادي إلحاق الضرر بالسفارات إذا التزمت بشرط الابتعاد، وبالتالي فإن تداعيات هذا التصريح ستمثل بكل وضوح اعترافاً ضمنياً بفعالية الضربات، وكما هو معروف فأن التحذير مبني على يقين من قدرة الصواريخ اليمنية على الوصول بدقة لأهدافها داخل الكيان.
ثالثا: إن فتح قنوات اتصال مباشرة مع وزارات خارجية الدول عبر الخارجية اليمنية في صنعاء للتأكد من خلو محيط سفاراتها من أي هدف مشروع، وإعلان استعداد اليمن «لإفادة أي دولة عن وضع سفارتها»، يقدم بديلاً مؤسسياً للتواصل ويرسخ مكانة صنعاء كجهة رسمية على الصعيد المحلي والأقليمي والعالمي، كقوة قادرة على إدارة ملفات معقدة، ورابعا فإن تلك الشفافية تفضح عجز العدو، فالكشف عن مواقع الأهداف العسكرية المشروعة ضمنياً هو إظهار لشبكة الاستهداف الدقيقة التي يمتلكها اليمن.
ما حدث ليس مجرد ضربات عسكرية، بل تأكيدٌ على متانة معادلة الردع اليمنية القائمة على وحدة الجبهات، «يد واحدة للمقاومة، ومعركة واحدة من غزة إلى صنعاء». الكيان الصهيوني بات مجبرًا على مراجعة كل حساباته، فالجبهة اليمنية فرضت نفسها كخطر وجودي، حيث تواجه «إسرائيل» قوة إيمانية لا تعترف بزمان أو مكان، وتستطيع الوصول إلى عمق الكيان في أي لحظة.
واليوم لم يعد الردع اليمني حبيس الميدان العسكري فقط، لقد امتد ليشكل أداة ضغط سياسية ودبلوماسية فاعلة، اليمن، بقوة صواريخه وبراعة دبلوماسيته، يجبر العالم على التعامل مع حقيقة جديدة، وجود سفاراتكم في الكيان المحتل أصبح مرتبطاً بقدرته على حمايتها من ضرباتنا، إنها معادلة تضع الكيان وحلفاءه في مأزق وجودي إما الاعتراف بسيادة اليمن على خياراته المساندة لغزة وتحديد أهدافه العسكرية المشروعة في عمق الكيان، أو مواجهة عزلة دولية متزايدة عندما تبدأ السفارات بالمغادرة خوفاً من أن تصبح ضمن دائرة الردع التي لا هوادة فيها.
وبالإضافة إلى ما سبق، يواجه الكيان اختبارًا وجوديًّا أمام قوة يمنية أثبتت أن السماء المحتلة ليست حكرًا على الطيران الصهيوني، وأن زمن التفوق العسكري المطلق قد ولى، اليمن، بقيادته وجيشه وشعبه، يكتب فصلًا جديدًا في معركة التحرير، حيث لا عودة إلى الوراء، فالردع اليمني قد تجاوز ميدان المعركة، ليفرض واقعًا إقليميًا واستراتيجيًا جديدًا يهدد وجود كيان العدو الصهيوني واستمراره، بفضل ما يمتلكه اليمن من قدرات عسكرية متطورة تحرم العدو من قوته الجوية والبحرية وكل مناوراته.

مقالات مشابهة

  • غارات إسرائيلية على إيران وتداول لمشاهد القصف والدمار والحرائق
  • شهداء ومصابون بغارات جديدة على غزة
  • مخاوف أميركية من "الرد الإيراني".. كلمة السر "البالستي"
  • إسرائيل تبحث عن قاعدة عسكرية قبالة اليمن
  • صعوبات تواجه مرضى السرطان في اليمن
  • استراتيجية اليمن الجديدة.. الدبلوماسية بقوة الردع
  • واشنطن تجلي موظفين بالمنطقة بعد تهديد إيراني باستهداف قواعد أميركية
  • القصف لا يتوقف.. مجزرة جديدة قرب مركز للمساعدات في غزة
  • عقوبات أميركية وخنق مالي إسرائيلي.. تصعيد مزدوج يطال الفلسطينيين والمؤسسات الدولية
  • القاهرة الإخبارية: 55 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم