عبر الرئيس التنفيذي للأمم المتحدة لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، عن غضبه العميق من استشهاد 15 مسعفا وعاملا إنسانيا بنيران إسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة.

في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، بعنوان "قتل عمال الإغاثة التابعون لنا بوحشية وأُلقوا في مقبرة جماعية في غزة، قال تشاباغين،  إن ما يحدث يثير موجة من الحزن والغضب التي لم يعد بإمكانه تحملها بعد الآن.



وتساءل تشاباغين: أيهما كان الأكثر فظاعة؟ الانتظار المؤلم الذي دام أسبوعًا – الصمت الذي خيّم بعد اختفاء زملاءنا؟ أم تأكيد العثور على الجثث بعد سبعة أيام؟ أم التفاصيل المروعة لكيفية العثور عليهم وقتلهم؟


في 30 آذار / مارس، عثر على جثث المسعفين المدفونة تحت التراب في رفح، في ما وصفه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) بأنه "مقبرة جماعية".

وكان العديد من المسعفين الذين استشهدوا أثناء قيامهم بمهام إنسانية لا يزالون يرتدون سترات الهلال الأحمر التي كانت قد اعتُبرت رمزًا للحماية من الهجمات، ولكنها أصبحت الآن أكفانًا لهم.

وقال تشاباغين إن هذا يشير إلى الفظاعة التي تعرض لها هؤلاء الأشخاص أثناء محاولتهم تقديم المساعدة، بينما كان لهم الحق في الحصول على الحماية بموجب القانون الدولي.

أشار تشاباغين إلى أن هؤلاء الرجال لم يكونوا متهورين أو يتصرفون بدون فهم. على العكس، كانوا يعتقدون أن سياراتهم التي تحمل علامة الهلال الأحمر ستوضح من بداخلها وهدفها، وأنهم سيحظون بالحماية كما يقتضيه القانون الإنساني الدولي، وكانوا يؤمنون بأن مواقفهم كعمال إغاثة إنسانية تجعلهم محصنين من الهجمات، ولكن الواقع كان مريرًا: كان هذا الاعتقاد خطأ فادحًا، حيث تم استهدافهم وقتلهم بوحشية.

كما تحدث الرئيس التنفيذي للأمم المتحدة لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن الوضع الخطير في غزة، مؤكدًا أن العاملين في المجال الإنساني يستهدفون بأعداد متزايدة، وأن هذه الوفيات يجب ألا تُعتبر جزءًا طبيعيًا من المخاطر التي يواجهها هؤلاء العاملون.


وطالب تشاباغين بضرورة محاسبة من ارتكبوا هذه الجرائم، داعيًا إلى أن يكون هناك عواقب حقيقية وجادة لكل من يهاجم العاملين في المجال الإنساني.

وأضاف تشاباغين أنه لا يمكن قبول الإفلات من العقاب، وأنه يجب ألا يتم السماح بتكرار هذه الأفعال الوحشية. وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يتخذ خطوات ملموسة لضمان أن تكون هناك محاسبة فعلية لمن يرتكبون هذه الجرائم، وأنه يجب أن تتوافر تحقيقات مستقلة ونزيهة حول الحادث. كما شدد على ضرورة أن يحصل محققون مستقلون على إذن للوصول إلى غزة لتوثيق التفاصيل الكاملة لما حدث وتقديم تقرير شامل حول الحادث.

وفي وقت لاحق، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن روايته الأولية حول الهجوم على المسعفين كانت "غير دقيقة". وقال الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق إن الحادث قد تم تقييمه بشكل غير كامل في البداية.

واختتم تشاباغين، مقاله، مؤكدا على أن التزام المجتمع الدولي بالعدالة هو ما يمكن أن يحترم الذكرى والشهادة لأولئك الذين فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم تقديم المساعدة الإنسانية. وأشار إلى أن مبدأ "الإفلات من العقاب" إذا ما تُرك من دون محاسبة في أي مكان، سيؤدي إلى تفشي هذا الوضع في أماكن أخرى، وهو أمر لا يمكن قبوله أبدًا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية 15 مسعفا غزة الهلال الأحمر الاحتلال غزة الاحتلال الهلال الأحمر 15 مسعفا المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«محامون من أجل فلسطين»: الدعم الأمريكي لحماية إسرائيل مقبرة جديدة لحقوق الإنسان

أكد رئيس تحالف "محامون من أجل فلسطين" بسويسرا ماجد أبو سلامة، أن القرار الأمريكي بفرض عقوبات على 4 من قضاة المحكمة الجنائية الدولية يضع العالم أمام مرحلة جديدة من "مقابر حقوق الإنسان بيد أمريكية"، مثلما تشهده غزة الآن من ممارسات وحرب إبادة تعتبر مقبرة لكل القيم والقوانين الدولية.

وقال رئيس تحالف "محامون من أجل فلسطين" - في مداخلة مع فضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم، الجمعة، "إن الممارسات الأمريكية الإسرائيلية تنتهك حقوق الإنسان بشكل واضح، وتقف الولايات المتحدة وحدها مع إسرائيل لحماية سيادتها وحماية ممارساتها دون وجه حق، حتى من خلال محاولات عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية للحيلولة دون محاسبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو".

وأضاف أن تصريحات الاتحاد الأوروبي كانت صريحة فيما يخص العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وتقويض محاسبة إسرائيل في أروقة المحاكم الدولية، مشيرا إلى أن ما تستطيع المحادثات الأمريكية فعله هو داخل الأراضي الأمريكية فقط، لكن ليس لديها الكثير لتقوم به بأوروبا إلا من خلال دول قليلة تتعاون لحماية إسرائيل من المحاسبة.

وأوضح أن هناك ضغطا كبيرا ومقاومة شديدة ووعيا كاملا لحزم المسئولية والحفاظ على استقلالية محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، ورغبة عالمية في محاسبة إسرائيل، إلى جانب الصراع القانوني والسياسي على جميع المستويات من خلال المؤسسات الحقوقية والإغاثية والأمم المتحدة التي تؤيد قانونا محاسبة الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت - أمس - عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية على خلفية قضايا مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل، منها إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الحرب في غزة.

مقالات مشابهة

  • «محامون من أجل فلسطين»: الدعم الأمريكي لحماية إسرائيل مقبرة جديدة لحقوق الإنسان
  • الصليب الأحمر: غزة "أسوأ من الجحيم"... والقانون الدولي ينهار
  • “الديمقراطية”: اغتيال الصحفيين في مستشفى المعمداني جريمة حرب تستوجب محاسبة دولية عاجلة
  • مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية يكشف فسادا في البنتاغون.. احتيال بقيمة 11 مليار دولار
  • وفد مصر ينسحب أثناء إلقاء إسرائيل كلمتها بمؤتمر العمل الدولي
  • وزير العمل: إقرار فلسطين دولة مراقب خطوة تاريخية على طريق الاعتراف الدولي بها
  • المؤتمر الدولى للأطباء الجزائرين: استهداف المستشفيات فى غزة جريمة ضد الإنسانية
  • هيومن رايتس ووتش: استهداف ميناء رأس عيسى جريمة حرب
  • رايتس ووتش تتهم واشنطن باقتراف جريمة حرب في استهداف ميناء يمني
  • 52 مليون دولار دفعة جديدة تنعش آمال الإغاثة الإنسانية في اليمن