تشكل أزمة الطاقة في أوروبا، والتي اندلعت جزئياً بسبب القيود التي فرضتها روسيا على الطاقة قبل الازمة الاوكرانية ، تحذيراً واضحاً بشأن مخاطر الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وبحسب مجلة «فورين افيرز»، فإن الإجراءات التي اتخذتها روسيا في مجال تسلط الضوء على أن الاعتماد على الوقود الأحفوري لا يضر بالبيئة فحسب، بل يعرض الأمن والرخاء للخطر أيضاً.

وبينما نجت أوروبا من نقص الطاقة المباشر في فصل الشتاء الماضي، بسبب درجات الحرارة المعتدلة، فقد فشل القادة الأوروبيون في اتخاذ إجراءات مهمة للحد من التعرض لأزمات الطاقة في المستقبل، ويتعين على الحكومات أن تعمل على التعجيل بتحولها بعيداً عن الوقود الأحفوري لضمان عدم تكار أزمات الطاقة.

تكلفة الوقود الأحفوري تتجاوز تريليون يورو

وتؤكد الأبحاث، التي أجراها مختبر حلول المناخ في جامعة براون، على التكلفة الهائلة للاعتماد على الوقود الأحفوري في أوروبا، والتي تتجاوز تريليون يورو، مع حساب النفقات الناجمة عن ارتفاع أسعار الجملة والمساعدات الحكومية لمستخدمي الطاقة.

تكلفة الطاقة أكثر من عشرة أضعاف الدعم الأوروبي لأوكرانيا

وتزيد هذه التكلفة عن عشرة أضعاف الدعم الأوروبي لأوكرانيا، وأكثر من ثلاثة أضعاف الاستثمار الذي تتطلب استراتيجية الكتلة للانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتؤكد أزمة الطاقة في أوروبا على الحاجة الملحة التي يتعين على البلدان أن تسارع إلى الحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري، ورغم التقدم الذي تم إحرازه في مجال الطاقة المتجددة، إلا أنه من الضروري بذل المزيد من الجهود الطموحة.

معوقات امام الطاقة النظيفة

وتابع تقرير المجلة الأمريكية انه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي قد تجاوز أهداف الطاقة الشمسية، إلا أن هناك قضايا تعيق النمو الأسرع في طاقة الرياح مثل تأخير المشاريع، والتصاريح المعقدة، مع انخفض الاستثمار في طاقة الرياح المستقبلية بشكل كبير ، كما كشفت أزمة الطاقة عن العلاقة بين أمن الطاقة والتخلص من الكربون، ويتعين على القادة أن يدركوا الضعف المتكرر لأسواق الوقود الأحفوري في مواجهة الصدمات الجيوسياسية، على عكس اعتبار الأزمة قضية مؤقتة، وفي حين أن سلاسل توريد الطاقة المتجددة لها اعتبارات جيوسياسية، فإن مصادر الطاقة نفسها تظل محصنة ضد التدخل، ويتعين على الدول الأوروبية أن تعمل على تسريع تحولها بعيداً عن النفط والغاز.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوقود الأحفوري الأزمة الأوكرانية الطاقة الوقود الأحفوری أزمة الطاقة

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تتوسط لحل أزمة صربيا وروسيا بسبب حصة شركة النفط NIS

نقلت وكالة إنترفاكس عن رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، أن بلاده قررت تعليق عمل شركة النفط NIS تمامًا، وفي غضون ذلك، أفادت وكالة رويترز أن الحكومة الصربية ستسمح بالمدفوعات والمعاملات الخاصة بالشركة الخاضعة للعقوبات حتى نهاية الأسبوع، على الرغم من خطر فرض عقوبات إضافية.

وأشار موقع "SeeNews"، نقلًا عن الزعيم الصربي، إلى أن صربيا ستبدأ البحث عن موردين بديلين للغاز الطبيعي إذا لم تُبرم شركة غازبروم الروسية عقدًا بحلول يوم الجمعة 5 ديسمبر.

وفرضت الولايات المتحدة والغرب خلال السنوات الثلاث الماضية عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا شملت قطاعات حيوية وأساسية في البلاد مثل الطاقة والصادرات والواردات والتكنولوجيا والبنوك والأموال وغيرها. إلا أنه وخلافاً للتوقعات، شهد الاقتصاد الروسي تحسن ونمو ملحوظ وفقاً للخبراء الاقتصاديين ومعاهد الدراسات والإحصائيات، لعدّة أسباب أهمها الإدارة السياسية والاقتصادية الذكية للأزمات وحركة الأسواق والعلاقات الدولية.

وبطبيعة الحال فإن البلدان القريبة اقتصادياً وجغرافياً من روسيا تأثرت بشكل مباشر وغير مباشر بتلك العقوبات، حتى أن دول أوربا والدول نفسها التي فرضت العقوبات تأثرت بها. صربيا هي إحدى الدول التي تأثرت بالعقوبات بحكم الشراكة الاقتصادية مع روسيا وخاصة بقطاع الطاقة، ولكن وفقاً للخبراء فإنه يوجد دائماً حلول اقتصادية ذكية تساعد الشركات على الالتفاف على العقوبات والتخلص من أثرها مع تعدد الأسواق العالمية والمتعاونين الدوليين.

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركة النفط الصربية «NIS»، التي تعدّ من آخر أصول الطاقة الروسية المتبقية في أوروبا، في يناير الماضي. حيث تمتلك شركة «غازبروم نفط» الروسية حصة 44.9 في المائة، بينما تمتلك شركة «غازبروم» الروسية أيضاً نحو 11.3 في المائة في شركة «NIS». وتمتلك الحكومة الصربية حصة 29.9 في المائة.

وكانت وزيرة التعدين والطاقة الصربية دوبرافكا جيدوفيتش هاندانوفيتش صرحت بأن الولايات المتحدة طالبت رسميا بانسحاب كامل للمساهمين الروس من شركة النفط الصربية (NIS).

وتعتبر (NIS) واحدة من أكبر شركات الطاقة في جنوب شرق أوروبا، حيث توظف حوالي 14 ألف موظف، وتسهم بنحو 9% من ميزانية صربيا السنوية.

وكان الرئيس الصربي قد صرح بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين مطلع سبتمبر أن مسألة العقوبات الأمريكية ضد "NIS" سيتم حلها بشكل مشترك من قبل الجانبين الروسي والصربي.

الحلول المقترحة

وفقاً لتقارير وخبراء اقتصاديين، فإن هناك كثير من الخيارات لتجنب شركة النفط الصربية "NIS" للعقوبات وإنقاذ قطاع الطاقة الصربي من أزمات مستقبلية وخاصة أن "NIS" تهيمن على حوالي 80% من حصة السوق. وبحسب الخبراء فإن أحد هذه الحلول هي بيع الحصة الروسية من الشركة لجهة أخرى. 

وبحسب المصادر، وافقت «غازبروم نفط» والشركة التابعة لـ«غازبروم» «إنتليجينس»، اللتان تمتلكان 56.15% من الأسهم، على النظر في البيع ولكن فقط بسعر السوق. ووفقاً لمصادر صربية فإن أحد المرشحين الرئيسين لشراء الحصة الروسية هي شركة بترول أبو ظبي الوطنية (ADNOC). 

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن شركة بترول أبو ظبي الوطنية ADNOC)) تجري مفاوضات لشراء الحصة الروسية في شركة النفط الصربية NIS، في ظل ضغوط العقوبات والتي قد تُحدد مستقبل قطاع الطاقة في صربيا. 

وكانت وزيرة الطاقة الصربية دوبرافكا هاندانوفيتش قد أكدت بوقت سابق بأن روسيا وافقت على بيع حصة 56% التي تملكها في NIS، لكنها لم تكشف عن المشترين المحتملين.

الأهمية الاقتصادية والسياسية للعرض الإماراتي لبلغراد

تكمن أهمية الإمارات في الاستثمار بقطاع الطاقة في كونها مركزاً عالمياً للطاقة المتجددة والتقليدية، حيث تسعى لتنويع اقتصادها، كما أنها تلعب دوراً رئيسياً في استقرار أسواق الطاقة العالمية، وذلك عبر استراتيجيتها للطاقة 2050، وتعزيز شراكاتها الدولية في مجال الطاقة، وتنويع مصادرها، وربط شبكاتها الكهربائية مع الدول المجاورة. 

وبحسب خبراء، فإن شراء الإمارات حصة في NIS يمثل امتدادًا طبيعيًا لاستراتيجية التنويع الخاصة بها. ومن المهم أيضًا أن الإمارات مستعدة لشراء الحصة بقيمة السوق، وهو ما يتوافق مع موقف موسكو ويسمح لصربيا بتجنب التأميم الذي قد يبعد المستثمرين الدوليين عن صربيا لعقود قادمة. 

من جهة أخرى فإن رئاسة محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات لمجلس إدارة ADNOC سوف تلعب دور كبير في تعزيز العلاقات السياسية بين البلدين وتعزيز الموثوقية في صفقة الشراء. وبالتالي سيساعد ذلك في تخفيف الضغوط من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الحكومة الصربية. كما سيؤدي تلقائيًا لرفع العقوبات الدولية وجذب المستثمرين والوصول للتمويل الدولي، على عكس التأميم.

خبير: التأميم وخيارات بلغراد الأخرى ستكون أسوأ على المدى البعيد 

 بحسب الباحث والخبير الاقتصادي محمود الفاضل ، فإنه في رفض الحكومة الصربية بيع الحصة الروسية لشركة بترول أبو ظبي الوطنية ADNOC))، وخسارة ما يتبع صفقة البيع من ميزات، سنعكس سلباً جداً على قطاع الطاقة الصربي على المدى البعيد.

وأضاف الفاضل في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في حال ذهاب القيادة السياسية لبلغراد إلى خيار التأميم الذي يتم الترويج له، للتخلص من ضغوط العقوبات الدولية ولاعتبارات سياسية ذات منفعة شخصية للقيادة السياسية، قد يحمل مخاطر عالية على المدى البعيد، وقد يبعد المستثمرين الدوليين عن صربيا لعقود قادمة. 

وأي خطوة مفاجئة يمكن أن تُنظر على أنها محاولة للالتفاف حول العقوبات قد تشل سوق النفط الصربي. بالإضافة إلى أن ذلك سيكسب صربيا عداء موسكو وتبعات هذا العداء، كما سيؤثر سلباً على العلاقات الصربية الإماراتية. بينما خيار بيع الحصة الروسية للإمارات يمكن أن يجنب صربيا كل المخاطر السابقة.

واختتم، إنه بالحسابات السياسية والاقتصادية فإن خيار بيع الحصة الروسية لشركة بترول أبو ظبي هو الخيار الأمثل تبعاً للموازنات الدولية الحالية.

طباعة شارك صربيا NIS أبو ظبي الإمارات

مقالات مشابهة

  • برلمانية: مشروع أبيدوس 2 يعزز دور الصناعة المصرية ويواكب التحول للطاقة النظيفة
  • اتهام الدبلوماسية الأوروبية السابقة فيديريكا موغيريني بالفساد والاحتيال
  • زيارة ماكرون إلى الصين.. منعطف مهم في العلاقات الصينية الأوروبية
  • توجيه تهم الاحتيال والفساد لمفوضة الاتحاد الأوروبي السابقة موغيريني
  • أبوظبي تتوسط لحل أزمة صربيا وروسيا بسبب حصة شركة النفط NIS
  • الاتحاد الأوروبي يتوصل إلى اتفاق تاريخي لإنهاء الاعتماد على الوقود الروسي
  • تلوث الهواء يسبب 180 ألف حالة وفاة في الاتحاد الأوروبي
  • توقيف مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية السابقة بشبهة الاحتيال المالي
  • سفير الاتحاد الأوروبي يؤكد دعم ليبيا في مواجهة أزمة الهجرة
  • أزمة جديدة تضرب إيرباص وتطيح بأسهمها في الأسواق الأوروبية