في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، نجحت مصر خلال عام 2024 في تحقيق إنجاز اقتصادي غير مسبوق، تمثل في أكبر تراجع سنوي في حجم ديونها الخارجية. هذا التراجع التاريخي لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة إصلاحات جريئة قادها البنك المركزي، بالتعاون مع الحكومة المصرية، ضمن خطة استراتيجية تستهدف استعادة التوازن المالي وتعزيز الاستدامة الاقتصادية.

أرقام تؤكد النجاح

وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، انخفضت ديون مصر الخارجية بنحو 12.9 مليار دولار خلال عام واحد، لتصل إلى 155.093 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024، مقارنة بـ168.034 مليار دولار في نهاية عام 2023. ويعد هذا الانخفاض الأكبر في تاريخ البلاد من حيث القيمة السنوية، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في إدارة ملف الدين الخارجي.

تصريحات رسمية| الدين في النطاق الآمن

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن هذا التحسن جاء نتيجة مباشرة للإصلاحات التي تم تنفيذها خلال العام الماضي. وصرّح بأن مستوى الدين الخارجي عاد إلى النطاقات الآمنة، مشيرًا إلى أن الدولة عازمة على مواصلة المسار الإصلاحي، بما يضمن استقرار المؤشرات المالية الكلية.

خطط مستقبلية لخفض إضافي

لا تتوقف الرؤية الحكومية عند هذا الإنجاز، بل هناك توجه واضح نحو مواصلة خفض الديون خلال العام الجاري. وتستهدف الخطة تقليص المديونية الخارجية بما يتراوح بين 1.5 إلى 2 مليار دولار، عبر إصدار سندات سيادية ضمن إطار مدروس، يركز على إعادة التمويل بدلًا من الاقتراض التراكمي. الهدف هنا هو إطالة عمر الدين دون التأثير على حجمه الإجمالي، وهو ما يُعد خطوة استراتيجية ذكية لإدارة المخاطر.

سداد منتظم يُعزز المصداقية

من المؤشرات الإيجابية التي تعزز الثقة في الاقتصاد المصري، ما أعلنته الحكومة عن سداد 7 مليارات دولار من التزاماتها خلال شهري نوفمبر وديسمبر فقط، بينما بلغ إجمالي ما تم سداده خلال عام 2024 نحو 38.7 مليار دولار. هذا الالتزام الصارم بسداد المستحقات يعكس قدرة الدولة على الوفاء بتعهداتها، ويعزز من ثقة المستثمرين الدوليين والمؤسسات المالية العالمية.

بداية جديدة لاقتصاد أكثر صلابة

النجاح في خفض الدين الخارجي بهذا الشكل القياسي يعكس ليس فقط تحسن السياسات الاقتصادية، بل أيضًا تطورًا في منهجية التخطيط وإدارة الموارد. ومع استمرار الحكومة في تنفيذ استراتيجياتها المالية طويلة الأجل، يبدو أن مصر تسير بثبات نحو مرحلة جديدة من الاستقرار الاقتصادي والاستقلال المالي، ما يمهد الطريق لمزيد من النمو وجذب الاستثمارات خلال السنوات المقبلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر البنك المركزي النجاح دولار الدين الدین الخارجی ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

ساعات حاسمة تهز الأسواق.. الذهب يتراجع والدولار في مهب المجهول قبل إنذار ترمب للصين

انخفض مؤشر الدولار 0.2% إلى 98.073، وتراجع أمام الين إلى 147.46 ين، في حين شهدت العملات الرقمية موجة صعود قوية؛ إذ ارتفعت "بيتكوين" 3% إلى 121,909 دولار، و"إيثريوم" 2.1% إلى 4,307 دولارات، بدعم من قرار ترمب السماح باستخدام الأصول الرقمية في حسابات التقاعد الأميركية.

أما الذهب، فقد هبط 0.6% إلى 3,378.49 دولار للأونصة، متأثراً بتراجع المخاوف الجيوسياسية بعد إعلان قمة مرتقبة بين ترمب وبوتين في 15 أغسطس بألاسكا لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتتجه الأنظار غداً إلى بيانات التضخم الأميركي التي قد تحسم مسار الفائدة في اجتماع سبتمبر، وسط ترجيحات قوية بخفض جديد للفائدة قبل نهاية العام، ما قد يعيد إشعال بريق الذهب مجدداً.

مقالات مشابهة

  • الذهب يتراجع عالميا بعد استبعاد ترامب فرض رسوم على السبائك المستوردة
  • 4.61 مليار درهم إيرادات «أدنوك للإمداد والخدمات» خلال الربع الثاني
  • قرار جمهوري| تجديد تعيين وليد جمال الدين رئيسًا للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • “لوكو بير” تحتفي بالصيف عبر فعاليات ترفيهية بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي
  • الفريق ربيع يلتقي رئيس التمثيل التجاري المصري لبحث سبل التعاون في مجال التسويق الخارجي
  • ساعات حاسمة تهز الأسواق.. الذهب يتراجع والدولار في مهب المجهول قبل إنذار ترمب للصين
  • الاقتصاد المصري رهينة للغاز الإسرائيلي باتفاق جديد
  • ستاندرد تشارترد: تفاؤل بمستقبل الاقتصاد المصري وتحسن الجنيه وتباطؤ التضخم
  • المستثمرون الأجانب يضخون 2.5 مليار دولار بأسهم كوريا في يوليو
  • تجاوز 17 مليار دولار.. الهند تكسر حاجز الإنتاج الدفاعي القياسي