شهد ميناء سفاجا اليوم الثلاثاء نشاطًا ملحوظًا في حركة الصادرات، حيث يستعد لمغادرة السفينة "ANNA DOROTHEA" وعلى متنها شحنة ضخمة تقدر بـ 49 ألف طن من الفوسفات المصري عالي الجودة، متجهة إلى جمهورية الصين الشعبية.

يأتي هذا النشاط المكثف في إطار حركة تجارية منتظمة تشهدها موانئ البحر الأحمر، حيث أعلن المركز الإعلامي للهيئة أن إجمالي عدد السفن المتواجدة على أرصفة موانئ الهيئة بلغ 8 سفن، وقد تم تداول ما يقارب 57 ألف طن من البضائع العامة والمتنوعة، بالإضافة إلى حركة نشطة للشاحنات والسيارات، حيث بلغ عدد الشاحنات المتداولة 612 شاحنة و45 سيارة.

وفي تفاصيل حركة التداول، استقبلت الموانئ واردات تقدر بـ 2000 طن من البضائع، و356 شاحنة، و27 سيارة، بينما سجلت حركة الصادرات حجمًا أكبر بلغ 55 ألف طن من البضائع، و256 شاحنة، و18 سيارة، كان من أبرزها شحنة الفوسفات الضخمة المتجهة إلى الصين عبر ميناء سفاجا.

بالإضافة إلى ذلك، شهد ميناء سفاجا مغادرة السفينتين "أمل" و"سينا"، وكان قد استقبلهما بالأمس. كما غادرت الميناء السفينتان "بوسيدون اكسبريس" و"الحرية".

وفي ميناء نويبع، سجلت حركة تداول نشطة بلغت 700 طن من البضائع، و245 شاحنة، وذلك من خلال رحلات مكوكية منتظمة (وصول وسفر) للسفينتين "آور" و"آيلة".

وعلى صعيد حركة الركاب، سجلت موانئ هيئة موانئ البحر الأحمر وصول وسفر 1610 راكبًا عبر مختلف موانئها، مما يعكس حركة التنقل النشطة عبر هذه الشرايين الحيوية.

تؤكد هذه الأرقام والنشاط الملحوظ على الدور الهام الذي تلعبه موانئ البحر الأحمر في دعم حركة التجارة الداخلية والخارجية لمصر، ومساهمتها الفعالة في تعزيز الصادرات المصرية، خاصة في قطاع الفوسفات الذي يشهد طلبًا عالميًا متزايدًا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصين فوسفات موانئ البحر الأحمر ميناء سفاجا طن من البضائع ألف طن

إقرأ أيضاً:

محنةُ غزة... عيبٌ عربي

عبدالله بن سليمان العامري

عندما تقع محنة ما، ويدُب الخوف واليأس في الروح نستنجد بمن نظن أنهم أحياء. ونشعر في تلك اللحظة أن الحياة ستجري كالسيل في عروق الأمل. وسيسعفنا أكسجين الحياة من يصلنا بصلة الدين والدم. وسيظهر لنا من وراء ضباب اليأس لابسًا درع الإيمان بالله وسيف الحق والأخوة.

 ويخيّلُ لنا أن من يصلنا بصلة الدين والدم سوف يملأ الروح من جديد عِزّةً وأملا، في لحظةٍ يُفترض ألا يخيبَ الظن فيه. فمن طبيعة البشر أن يتداعى الناس للنجدة عند المحن ما عدا محنة غزة فلا قريب ولا غريب منجد. محنة غزّة هي حرب الإبادة والجوع لأنها تحب الحياة والحق والحرية.

معركة الأسود والجواميس

أتابع أحيانا أفلاما وثائقية عن البرية والغابات، فرأيت في أحد تلك الأفلام جيشا من الأسود الضارية وهي تهجم على قطيع من الجواميس البرية الضخمة، وأمسكت بواحدٍ منها فعاد القطيع وهجم على الأسود لإنقاذ أخيهم ودارت معركة حامية قتل فيها أسد وأصيب البعض إصابات بالغة.

فكيف بالأخ إذا هاجمت قطط أخيه في الدم والدين، هل النار تخلف رمادا؟ وهل عرب اليوم لا يُشعلون نارًا ولا يعرفون" الخفارة" إذا استنجد بهم قريب، وهل سينسى عرب اليوم ولاءاتهم التي سبقت الزمن والمحن؟ وما أشبه اليوم بالبارحة.

أينسون "النكسة" ولاءات الخرطوم التي دوت في سماء العرب في شهر سبتمبر من نفس العام:

١ - لا صلح مع إسرائيل.

٣ - لا تفاوض مع إسرائيل.

أشعلت تلك اللاءات حينها وجدان الشعوب، وإن لم تحرق عدوًا فعلى الأقل حركت الدماء بعدما جمَدتْ في حرب الأيام الستة.

وظن البعض في محنة غزّة أن النار تُخلِّفْ نارًا عند الشدة وليس رمادًا، وأن قيود اتفاقية كامب ديفيد وأوسلو واتفاقية وادي عربة، وما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" ستُكسر، لأنها لا تمنع أخ من نجدة أخيه في محنته.. وما كُسرتْ.

الصندوق الأسود

بعد كل تلك المخرجات المؤلمة وكل تلك المآسي التي سبقت انتفاضة الأقصى، إذ بالرياح تجري بما لا تشتهي السفن مرةً أحرى وتنسف ما تبقى من آمال.

فقبل ٢٣ عاما، وبعد سنتين من انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠، وفي حفل بهيج باسم "القمة العربية" أكرمَ العرب شارون بجائزة من الصندوق الأسود "مبادرة السلام" مقابل الجرائم التي ارتكبها، ودُفِنت لاءات الخرطوم والآمال، ورفض شارون التكريم.  فكتبت في ذاك الزمان مقالة في جريدة الوطن العمانية بعد رفض شارون للمبادرة، وختمتها بهذه الجملة: "مبادرة السلام العربية تحت أقدام شارون" وكان الأجدر أن أقول آنذاك "تحت أقدام اللاعبين الأساسيين بقضية فلسطين، زعماء الاحتلال وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن يلعب في ملاعبهم".

ومقالةٌ أخرى ختمتها بسبع لاءات، ليس رجمًا بالغيب، وإنما هي خلاصة ما يمكن قراءته من الحفل وما سبقه من اتفاقيات وأحداث وهزائم، فالكتاب يقرأ من عنوانه، ولا تزال الخفايا في الصندوق الأسود، وخلاصة لاءات التكريم هي:

١ - لا للحرب.

٢- لا لقطع العلاقات.

٣- لا تطوع ولا جهاد.

٤- لا لفتح الحدود.

٥ - لا لسلاح النفط.

٦- لا لسلاح الاستثمارات والأرصدة في الولايات المتحدة.

٧ - لا تسليح للفلسطينيين

وها هي حرب الإبادة في غزة قد قاربت على السنتين، ولاءات العرب لا تسمع أنات أهل غزة المجوعون ولا ترى الإبادة. فمن سيأتي بالنجدة ومن أين؟ لقد كشف طوفان الأقصى ومحنة غزة حقيقة اتفاقيات السلام المُذلة ولاءاتها المخزية.

محنة غزة وسباق المجوعين

محنة أهل غزّة هي الصمود أمام أهداف الإبادة والموت ليس لأجل غزة، بل لأجل فلسطين، وحفظ الدين، وتطهير الأقصى من الدنس والمدنسين.

يتسابقون إلى ميدان الموت من شدّة الجوع، وهم في الأنفاس الأخيرة، لجلب طعام إن وجد، والموت أقرب إليهم مسافةً من ميدان الموت.

يتسابقون لجلب طعام وقد ذاب شحم المجوعين، وأُكلَ اللحم، والتصقَ الجلدُ بالعظم، فالحي فيهم هيكل عظم في انتظار الشهادة، ويموت المتسابقون وتموت الهياكل، نراهم يتدافعون، أطفال وصغار وشيوخ ونساء، يمدون أوعيتهم لغرفة من عدس أو طحين، والوعاء مملوء ألم وحزن، وعذاب، وخوف من سقوط القذائف والقنابل على رؤوسهم.

يتسابق المسعفون لإسعاف ضحايا الإبادة، فماتوا ومات المصابون، استُنفِرَ الأطباء لإنقاذ من هم في الرمق الأخير، فمات الأطباء ومات من هم في الرمق الأخير. ونفذت الأدوية والأكسجين، فمات المرضى المنتظرون، مات المنجدون ومات المنتظرون.

الطريق مغلق

غزة العزَّة تُقتلْ بالقنابل والتجويع والحصار المجنون، جريمة دولية لا تغتفر.

غزة مشروع موت بأحدث الأساليب وأسلحة المجرمين الفتاكة، وبأحجام وكميات ليس لها مثيل، ومبادرة سلام.

غزة قصة الأخ الشريك في قتلها، والقريب المتفرج على سلب روحها، والعدو الشامت من محنتها.

غزّة قصة كل المحاولات لقتلها، لتموت وتموت فلسطين. غزّة لن تموت، غزّة تحب الحياة والحق. غزة تقاتل بـ"لا إله إلا الله" وبأوعية الطعام وبارود الأنفاق لتنتصر، ولتبقى لأهلها الصامدين، ولتبقى فلسطين أرض أولى القبلتين.

غزة قالت: الطريق مغلق أمام بقاء المحتل، فغزة ابنة التاريخ العربي القديم وابنة الحق.

غزّة كشفت جريمة العصر المشتركة، وما في الصندوق الأسود، وأسرار وألاعيب الأنظمة العربية في القضية الفلسطينية، غزّة كشفت أن النصر الذي يناضل من أجله الفلسطينيون آتٍ بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • الهند تتصدر سوق تصدير الهواتف الذكية متفوقة على الصين
  • تراجع أسعار الذهب وارتفاع الدولار وسط ترقب لمصير الهدنة التجارية الأمريكية مع الصين
  • بوابة تجارة آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.. ميناء نيوم يخفض 50 % من زمن الشحنات الإقليمية
  • محنةُ غزة... عيبٌ عربي
  • تداول 9 آلاف طن بضائع ووصول 2400 رأس ماشية حية بموانئ البحر الأحمر
  • خدمة شحن جديدة تعزز ربط ميناء جدة الإسلامي بموانئ الصين
  • إضافة خدمة الشحن “Bos” التابعة لشركة “Blue Ocean” إلى ميناء جدة الإسلامي
  • وفد من كتلة عزم النيابية يلتقي الإدارة العليا في شركة الفوسفات
  • «موانئ»: إضافة خدمة الشحن «Bos» التابعة لشركة «Blue Ocean» إلى ميناء جدة الإسلامي
  • “موانئ”: إضافة خدمة الشحن “Bos” التابعة لشركة “Blue Ocean” إلى ميناء جدة الإسلامي