النفط يرتفع بأكثر من 1% بعد تراجع بضغط من الرسوم الجمركية
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
طوكيو (رويترز)
ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1% اليوم الثلاثاء لتتعافى بعد عمليات بيع مكثفة جعلت النفط يقترب من أدنى مستوى في أربع سنوات في الجلسة الماضية بسبب مخاوف من أن تقلص الرسوم الجمركية الأميركية الطلب، وتؤدي إلى ركود عالمي، ومع ذلك حذر محللون من أن مخاطر الهبوط لا تزال موجودة.
وبحلول الساعة 05:35 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 72 سنتاً، بما يعادل 1.
وحتى أمس الاثنين، هبط برنت والخام الأميركي 14 و15% على الترتيب منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثاني من أبريل عن فرض «رسوم جمركية مضادة» على جميع الواردات.
وقال وارن باترسون، رئيس قسم استراتيجية السلع الأولية في (آي. إن. جي) إن أسعار النفط عوضت بعض الخسائر في انتعاش مدعوم بأداء أكثر ثباتاً في أسواق الأسهم.
وأضاف «شهدت السوق عمليات بيع مكثفة في الأيام القليلة الماضية، إذ بدأت في وضع انخفاض كبير في الطلب في الحسبان، ومع ذلك لا يزال حجم هذا الانخفاض في الطلب غير واضح إلى حد كبير».
وأشارت مذكرة صادرة عن (آي. إن. جي) اليوم الثلاثاء إلى أن المخاطر لا تزال تميل إلى الاتجاه السلبي بسبب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على سلع الصين إذا لم ترفع بكين رسوماً جمركية مضادة تبلغ 34% اليوم.
وجاء في المذكرة أنه «ليس من المرجح أن تتراجع الصين عن هذه السياسة، وبالتالي، من المرجح أن نشهد مزيداً من التصعيد، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم مخاوف النمو والقلق إزاء الطلب على النفط».
وفي جلسة أمس الاثنين، هبطت أسعار النفط 2% لتقترب من أدنى مستوى لها في 4 سنوات بسبب مخاوف من أن تزج الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب بالاقتصادات العالمية إلى الركود، وتقلل الطلب على الطاقة. ومع ذلك، تتوقع الأسواق وجود حد لتراجع أسعار النفط.
ويصر ترامب على أن الرسوم الجمركية من شأنها تسهيل إحياء القاعدة الصناعية الأميركية التي يقول إنها شهدت تراجعاً بسبب تحرير التجارة لعقود. وتبلغ الرسوم 10% كحد أدنى على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة مع نسب أخرى تستهدف دولاً محددة تصل إلى 50%.
وفي وقت تسعى فيه دول كثيرة إلى الحصول على إعفاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على الأقل، فقد أعلنت بعض الدول مثل الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، عن خطط لفرض رسوم جمركية مضادة.
وأعلنت بكين جهوداً مكثفة لتحقيق الاستقرار في سوق رأس المال لديها، وتعهدت بعدم الرضوخ «للابتزاز» من جانب الولايات المتحدة.
وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى «آي. جي» في مذكرة «إذا ظلت الصين متمسكة بموقفها، فإن إجمالي معدل الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة سيرتفع إلى مستوى مذهل يبلغ 104%، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى الحد من الإقبال على المخاطرة وانخفاضات حادة في أسواق الأسهم العالمية، وتسريع وتيرة انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود».
وتوقع استطلاع أولي لـ «رويترز» أمس الاثنين ارتفاع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بنحو 1.6 مليون برميل في المتوسط، في مؤشر آخر على أن السوق تتوقع ضعف الطلب.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أسعار النفط الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
خفض الرسوم الجمركية الأميركية إلى %15 يمنح هيونداي وجنرال موتورز دفعة قوية
تُعد شركتا هيونداي موتور وجنرال موتورز من أكبر المستفيدين من خفض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات من كوريا الجنوبية، بما في ذلك السيارات.
وتُعد هيونداي أكبر مورد للسيارات الجديدة من كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، تليها جنرال موتورز. وقد دفعت الشركتان مليارات الدولارات على شكل رسوم جمركية منذ بداية العام، بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الربيع رسومًا بنسبة %25 على السيارات المستوردة من كوريا الجنوبية ودول أخرى.
وأكدت إدارة ترامب خلال الأسبوع الجاري خططها لخفض التعريفات الجمركية على عدد من المنتجات، من بينها السيارات، إلى %15 من كوريا الجنوبية، وفق إشعار نُشر الأربعاء في السجل الفدرالي الأميركي بشأن تنفيذ الاتفاق التجاري. كما تفاوضت دول أخرى، مثل اليابان والمملكة المتحدة، على خفض مماثل للرسوم الجمركية مع الإدارة الأميركية.
وقبل خفض الرسوم، أعلنت هيونداي أن التعريفات الجمركية الأميركية كلّفت الشركة 1.8 تريليون وون (1.2 مليار دولار) خلال الربع الثالث، مقارنة بـ828 مليار وون (565 مليون دولار) في الربع السابق. وفي المقابل، قالت جنرال موتورز مؤخرًا إن التأثيرات الجمركية، ولا سيما من كوريا الجنوبية والمكسيك، من المتوقع أن تتراوح بين 3.5 و4.5 مليارات دولار في عام 2025.
وقال المدير المالي لجنرال موتورز، بول جاكوبسون، الأربعاء، إن الشركة كانت تتوقع أن تصل تكلفة الرسوم الجمركية على الواردات من كوريا الجنوبية إلى ملياري دولار، لكنها نجحت في تعويض جزء كبير من تلك التكاليف، مضيفًا أن الشركة تتوقع أن تنخفض الأعباء إلى نحو مليار دولار أو أقل في عام 2026.
وأوضح جاكوبسون خلال مؤتمر نظمته مجموعة UBS:
"نعتقد أن هذا التطور سيكون عامل دعم في العام المقبل، لكنه لن يعوّض كامل الزيادة كما كان متوقعًا سابقًا، إذ ستكون فاتورة الرسوم النهائية لكوريا هذا العام أقل بكثير من ملياري دولار".
ويأتي إعلان خفض الرسوم الأميركية بعد أن قدمت كوريا الجنوبية مشروع قانون في برلمانها للوفاء بتعهد استثمار بقيمة 350 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى عدة سنوات.
وقال وزير التجارة الأميركي، هوارد لَتنِك، في بيان نُشر يوم الاثنين عبر منصة "إكس":
"التزام كوريا بالاستثمار في أميركا يعزز شراكتنا الاقتصادية ويدعم الوظائف وصناعتنا المحلية. ونحن ممتنون للثقة العميقة التي تربط بلدينا".
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة هيونداي في أميركا الشمالية، راندي باركر، إن الرسوم لا تزال تمثل تحديًا، لكنها أفضل من %25، في وقت تستهدف فيه الشركة تحقيق عامها السادس على التوالي من المبيعات القياسية في الولايات المتحدة خلال 2026. وأضاف خلال مقابلة هاتفية مع CNBC:
"%15 لا تزال %15، لكن الوصول إلى هذا المستوى يُعد إنجازًا مهمًا… لقد كانت رحلة طويلة ومعقدة للوصول إلى هذا الاتفاق".
وشهدت هيونداي، بما في ذلك علامتها التابعة "كيا" التي تعمل بشكل مستقل في الولايات المتحدة، نموًا ملحوظًا في مبيعاتها وعملياتها داخل السوق الأميركية خلال السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال تستورد الغالبية العظمى من سياراتها — والتي يُقدّر عددها بنحو مليون سيارة هذا العام — من كوريا الجنوبية.
وتقدّر شركة GlobalData أن أكثر من 1.37 مليون سيارة، أي ما يعادل %8.6 من مبيعات السيارات في الولايات المتحدة هذا العام، كانت مستوردة من كوريا الجنوبية، ما يجعلها أكبر مُصدّر للسيارات المباعة في السوق الأميركية بعد المكسيك.
وتتوقع GlobalData أن تستورد هيونداي أكثر من 951 ألف سيارة في عام 2025، منها أكثر من 369 ألف سيارة لصالح كيا، ونحو 582 ألف سيارة لهيونداي وعلامتها الفاخرة "جينيسيس".
وتهدف هيونداي إلى إنتاج أكثر من %80 من سياراتها المباعة في الولايات المتحدة محليًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو %40 حاليًا.
وعلى الرغم من الرسوم الجمركية، تشير تقديرات GlobalData إلى أن جنرال موتورز ستستورد هذا العام نحو 422 ألف سيارة من كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، بزيادة %3.6 مقارنة بواردات قياسية بلغت أكثر من 407 آلاف سيارة العام الماضي.
وتعتمد جنرال موتورز بشكل متزايد على مصانعها في كوريا الجنوبية لإنتاج سيارات كروس أوفر صغيرة تحت علامتي شيفروليه وبويك، إذ ارتفعت مبيعات هذه الطرازات في الولايات المتحدة من 173 ألف سيارة في 2019 إلى أكثر من 407 آلاف سيارة العام الماضي.
وقالت جنرال موتورز في بيان عبر البريد الإلكتروني إنها "تُقدّر نجاح المفاوضين في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية"، مضيفة أن عملياتها في كوريا "تنتج سيارات عالية الجودة وبأسعار مناسبة تُكمل الإنتاج المحلي الأميركي، الذي سيرتفع قريبًا إلى مليوني سيارة سنويًا".
وتُنتج الشركة حاليًا سيارات Buick Encore GX وBuick Envista وChevrolet Trailblazer وChevrolet Trax في مصانعها بكوريا الجنوبية، وقد وصفت هذه الطرازات بأنها تمثل ركيزة أساسية لنموها الربحي في فئة السيارات الاقتصادية الأقل هامش ربح.