تدرس لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم فكرة "ثورية" تتمثل في إسناد مسؤولية اختيار حكام المباريات في الليغا وأمور أخرى إلى الذكاء الاصطناعي.

وأكدت صحيفة "آس" الإسبانية أن هذه الفكرة تُدرس بجدية في الاجتماعات الأخيرة للجنة، التي تأتي بالتعاون بين رابطة الليغا واتحاد اللعبة في إسبانيا.

???? La Comisión de Reforma del Sistema Arbitral apuesta por la tecnología.

⚽️ En la reunión celebrada en la @rfef se ha acordado explorar la introducción de herramientas de inteligencia artificial en @LaLiga y @LaLiga2, así como solicitar a FIFA el uso del sistema Football Video… pic.twitter.com/LlEOy2GuE0

— RFEF (@rfef) April 10, 2025

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أرقام كارثية لفينيسيوس لاعب ريال مدريد منذ إعلان "تحديه" عالم كرة القدمlist 2 of 2أغلى 12 مدافعا بالعالم في 2025end of list

المقترح الذي لا يزال قيد الدراسة لاقى ترحيبا أوليا من الجميع (الرابطة، الاتحاد الإسباني، الأندية)، وفي حال تنفيذه سيكون بمثابة تحول جذري في طريقة إدارة تحكيم المباريات في كرة القدم الإسبانية، التي تعرف باستمرار أزمات تحكيمية وشكاوى واعتراضات متزايدة من الأندية.

وعرضت رابطة الدوري الإسباني تقريرا شاملا لشرح الخطة التي تضمنت تولي الذكاء الاصطناعي مسؤولية تعيين الحكام واتخاذ قرارات مصيرية مثل الترقية أو الهبوط.

إعلان

كما سيقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل مجموعة واسعة من المتغيرات والاحتمالات والاحصائيات، من أجل تحديد اثنين أو 3 حكام يعتبرهم الأمثل لإدارة مباراة ما.

???? ¡La IA toma el control de los árbitros!

???? LaLiga y RFEF estudian desarrollar una herramienta para decidir quién pita y quién evita el descenso. El Real Madrid, a favor

⁉️ ¿Qué te parece? pic.twitter.com/L9EOzjpXGq

— Diario AS (@diarioas) April 11, 2025

وأوضحت "آس" أن من النقاط التي تمت مناقشتها في اجتماع سابق إمكانية إلغاء قاعدة "الانتماء الجغرافي" التي تمنع الحكام من إدارة مباريات فرق تنتمي إلى مناطقهم.

وفيما يتعلق بهذه النقطة تحديدا لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيلتزم بهذه القاعدة أم سيتم برمجته لأخذها بعين الاعتبار.

ومن المقرر أن تعقد رابطة الدوري الإسباني خلال الأسابيع المقبلة اجتماعات مع أعضاء لجنة التحكيم التابعة للاتحاد وخبراء تقنيين لمناقشة ما إذا كان من الممكن دمج معايير محددة ونماذج إحصائية ضمن هذه الأداة الجديدة.

وفي الوقت نفسه لاقت فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم أداء الحكام خلال الموسم الكروي ترحيبا واسعا، فحسب المقترح فإن الذكاء الاصطناعي سيتولى بشكل تلقائي تحديد الحكام الذين تجب ترقيتهم أو إنزالهم رغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت لجنة الحكام ستحتفظ بحق الاعتراض أو التعديل على النتائج الصادرة.

وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي مسؤولي كرة القدم في إسبانيا نحو التغيير استجابة لمخاوف متزايدة بشأن الشفافية وتباين القرارات التحكيمية لدى الحكام.

ولم يواجه المقترح أي معاضة تُذكر من الأندية الكبرى في إسبانيا بما فيها ريال مدريد، الذي حضر مسؤولوه الاجتماع الأخير ولم يُبدوا أي ملاحظة وفق "آس".

وعلّقت الصحيفة على هذا المقترح بالقول "خطة روبوت الذكاء الاصطناعي تُحدث زلزالا في الليغا" وتساءلت "هل سينتهي عصر الحكّام البشر؟".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)

 

 

عبيدلي العبيدلي **

 

التعريفات والمفاهيم الأساسية

من أجل فهم عميق وشمولي يحدد أبعاد ومعالم الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي، من الضروري الوقوف على المفاهيم الأساسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؛ فالمفهوم الشائع يُشير إلى قدرة الأنظمة الحاسوبية على أداء مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل التعرف على الصور والأصوات، فهم اللغة الطبيعية، اتخاذ القرارات، والتعلّم من التجارب السابقة. لكن في السياق الاقتصادي، يكتسب المفهوم أبعادًا أوسع، تتضمن:

الذكاء الاصطناعي العام (AGI): والمقصود بها تلك الانظمة القادرة على أداء أي مهمة معرفية يستطيع الإنسان القيام بها، مع قدرة على التكيف والتعلم المستمر. لذا فالذكاء الاصطناعي العام هو مجال نظري في علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء حاسوب قادر على التفكير المنطقي وحل المشكلات المعقدة، على غرار الذكاء البشري أو أفضل منه. الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI): وتحتويها أنظمة متخصصة في مهام محددة، وهي الأكثر انتشارًا في الاستخدامات الاقتصادية الحالية، مثل التنبؤ بالطلب أو إدارة سلاسل الإمداد. الذكاء الاصطناعي الضيق، وهو المعروف أيضًا بالذكاء الاصطناعي الضعيف. التعلُّم العميق (Deep Learning): وهو فرع من التعلم الآلي يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية لمحاكاة طريقة عمل الدماغ البشري، وقد أحدث طفرة في تطبيقات الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة. والتعلم العميق هو مجال متخصص ضمن التعلم الآلي، يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية متعددة الطبقات (الشبكات العصبية العميقة) لتحليل من الناحية الاقتصادية، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تقنية مُضاعفة للقوة الإنتاجية، نظرًا لقدرتها على تحسين الكفاءة، وخفض التكاليف، وفتح أسواق جديدة.

الخلفية التاريخية للجدل الاقتصادي حول التقنيات

ولكي يتسنى لنا الوصول إلى فهم أفضل للجدل الحالي، يجدر استعراض الخلفية التاريخية للنقاشات الاقتصادية التي رافقت التحولات التقنية الكبرى:

الثورة الصناعية الأولى (أواخر القرن 18 – أوائل القرن 19): أثارت الماكينات البخارية مخاوف من بطالة واسعة النطاق، لكن المدى الطويل شهد توسعًا في الإنتاج وفرص العمل. الثورة الصناعية الثانية (أواخر القرن 19 – أوائل القرن 20): الكهرباء وخطوط الإنتاج الآلي عززت الإنتاجية وخفضت الأسعار، لكنها أعادت تشكيل علاقات العمل وضاعفت من شدة التركيز الصناعي. الثورة الرقمية (سبعينيات القرن 20 – اليوم): وهي الحواسيب والإنترنت، التي أعادت تعريف الاقتصاد العالمي، ومهدت الطريق أمام العولمة الرقمية، وخلقت فجوات بين الاقتصادات المتقدمة والنامية.

في ضوء ذلك يمكن النظر إلى ثورة الذكاء الاصطناعي، على أنها امتدادًا لتلك الموجات، لكنه يتميز بسمتين أساسيتين: السرعة في الانتشار والعمق في التأثير، إذ أن قدرته على التعلم الذاتي والتطوير المستمر تجعله أكثر ديناميكية من أي تقنية سابقة.

ثالثًا: الإطار النظري للجدل الاقتصادي

يمكن تأطير الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي في ثلاثة محاور نظرية رئيسية:

نظرية النمو الاقتصادي المدفوع بالتكنولوجيا: ترى هذه النظرية أن الابتكار التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، هو المحرك الأساسي للنمو طويل الأجل. ووفقًا لـ"نموذج" روبرت سولو وهو اقتصادي وأكاديمي أمريكي ينتمي إلى المدرسة الكينزية في الاقتصاد (نسبة إلى الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز)، واشتهر بنظريته بشأن النمو الاقتصادي، حصل على جائزة نوبل في علم الاقتصاد عام 1987 تكريمًا لإسهاماته النيرة والمهمة في يرفع إنتاجية العمل ورأس المال، ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة. نظرية الإزاحة التكنولوجية (Technological Displacement): تحذر هذه النظرية من أن التكنولوجيا قد تُقصي فئات من سوق العمل، خاصة الوظائف الروتينية، مما يزيد معدلات البطالة ويعمّق الفجوات الاجتماعية. نظرية التغيير الهيكلي (Structural Change): تشير إلى أن إدخال تكنولوجيا جديدة يغيّر البنية الاقتصادية نفسها، بما في ذلك القطاعات المهيمنة، سلاسل القيمة، ومراكز القوة الاقتصادي.

لقد تحوّل الذكاء الاصطناعي من كونه مجالًا متخصصًا داخل المعامل والمختبرات إلى كونه عنصرًا جوهريًا في قلب السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية للدول. ويمثّل اليوم لحظة انعطافيه في مسار تطور الاقتصاد العالمي، على غرار الثورة الصناعية أو الثورة الرقمية. غير أن ما يميز هذه الطفرة هو تسارعها غير المسبوق، وتأثيرها المركب على بنى العمل، والملكية، والمعرفة، والسلطة الاقتصادية.

الدروس المستفادة:

السياسات هي الفارق: الذكاء الاصطناعي ليس نعمة أو نقمة بذاته؛ السياسات الحاكمة هي التي تحدد ذلك. الإدماج الرقمي شرط للنجاح: لا يمكن تحقيق استفادة جماعية من الذكاء الاصطناعي دون بنية تحتية تتيح الوصول للجميع. ضرورة إشراك المجتمع: المشاريع التي تُبنى بالتشارك بين الحكومة والمجتمع تحقق نتائج أفضل من تلك التي تُفرض من الأعلى. الاستثمار في المهارات الرقمية: يعد هذا الاستثمار خط الدفاع الأول ضد البطالة التكنولوجية.

وتكشف التجارب الواقعية أن الذكاء الاصطناعي قد يكون محركًا للنمو والابتكار أو أداة لتعميق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، بحسب كيفية إدماجه في السياسات العامة. وتؤكد هذه الحالات أن الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي لا يُحسم في القاعات الأكاديمية، بل يُحسم في الميدان، حيث تؤدي السياسات الجيدة إلى التمكين، والسياسات الفاشلة إلى التهميش.

لقد تحوّل الذكاء الاصطناعي من كونه مجالًا مُتخصصًا داخل المعامل والمختبرات إلى كونه عنصرًا جوهريًا في قلب السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية للدول. ويمثّل اليوم لحظة انعطافيه في مسار تطور الاقتصاد العالمي، على غرار الثورة الصناعية أو الثورة الرقمية. غير أن ما يميز هذه الطفرة هو تسارعها غير المسبوق، وتأثيرها المركب على بنى العمل، والملكية، والمعرفة، والسلطة الاقتصادية.

وعلى هذا الأساس، من الخطأ القاتل التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة تقنية فقط؛ بل بوصفه "ظاهرة اقتصادية كونية" يُعاد من خلالها تعريف مفاهيم مثل القيمة، الكفاءة، النمو، والعدالة، كما يطرح أسئلة وجودية على مستوى مستقبل البشرية في ظل الخوارزميات.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عضو رابطة الأندية: كدا فعلا ممكن تطبّق اللائحة رسمي لو دا حصل
  • المفتي: ثورة الذكاء الاصطناعي من أكبر التحديات التي عرفها العصر الحدي
  • يصاب بالتسمم باستشارة من «الذكاء الاصطناعي»
  • أبوظبي تكتب قصة نجاح في الذكاء الاصطناعي
  • هل بقى عندهم خوف وقلق؟.. شوبير يعلق على مستوى الحكام في الدوري
  • رابطة الأندية: سنعاقب الزمالك بسبب واقعة زيزو.. وليس لنا علاقة بشكوى الأهلي
  • رابطة الأندية تعلن موعد تطبيق اللائحة على جمهور الزمالك بعد سَبّ زيزو
  • رابطة الأندية: سنعاقب الزمالك بسبب «زيزو»
  • ريال مدريد يتلقى ضربة قوية قبل انطلاق الدوري الإسباني
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)