الجامعة والإعلام والدراما والمسؤولية المجتمعية
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
بقلم: د. حامد محمود
كاتب صحفى واعلامى
القاهرة (زمان التركية)ــ للجامعة مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، ولما لا فهي نموذج المصغر من المجتمع، الذى يضم شباب من كل فئاته المختلفة، وتتعاظم المسؤولية حينما تكون الكلية مرتبطة بالمجتمع بشكل مباشر تؤثر فيه وتتأثر به، ويظهر ذلك بوضوح فى كليات الاعلام التى تخرج صحفيين واعلاميين، يلعبون دورا مؤثرا فى تشكيل وعى وهوية هذا المجتمع .
ولعل دراما شهر رمضان الذى غادرنا قبل أيام قليلة، أثارت الكثير من الغضب والاستنكار ومعها تساؤلات عده طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه متسائلا حول العنف والمخدرات والاشكال المسيئة للمجتمع ولصورته ولشبابه ولاسم وصورة الدولة المصرية.
ولقد أعجبتني المبادرة السريعة والقوية للدكتورة دينا فاروق أبوزيد عميد كلية الإعلام وفنون الاتصال قبل أيام لإقامة ملتقى “تقييم دراما رمضان ٢٠٢٥ ” بمشاركة نخبة من النقاد والصحفيين الفنيين والأكاديميين، تحت رعاية الدكتور ممدوح غراب رئيس الجامعة ومحافظ الشرقية السابق.
وبالطبع فأهمية الملتقى تنبع في تسليط الضوء على تأثير الدراما في المجتمع المصري، وخاصة في القضايا الاجتماعية والمرأة، وأهمية مواكبة صناعة الدراما للتطورات التكنولوجية.
وهذا ما ناقشه الملتقى عبر ثلاث جلسات رئيسية، تم خلالها مناقشة أبرز قضايا الدراما المصرية الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى التطرق إلى دور الدراما في معالجة القضايا الاجتماعية.
المشاركون ناقشوا جودة النصوص، الإخراج، والأداء الفني، بالإضافة إلى تأثير تلك الأعمال على المجتمع، كما ناقشوا صورة المرأة في دراما رمضان 2025 من مختلف جوانبها الاجتماعية والنفسية.
فقد كان من أبرز التو صيات التي تم طرحها في الملتقى، ضرورة إعادة صياغة الأهداف من وراء الأعمال الدرامية بما يتماشى مع مصلحة المجتمع ويعكس القيم الاجتماعية الإيجابية؛ وضرورة وضع معايير محددة يمكن من خلالها ضبط جودة الأعمال الدرامية المصرية، لضمان تقديم محتوى يتسم بالموضوعية والاحترافية؛ ودمج أهداف التنمية المستدامة في المعالجة الدرامية.
ولعل التوصية الأبرز والأهم هنا تلك التي طرحتها الدكتورة منى الحديدى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فى ختام أعمال الملتقى من ضرورة منع الاحتكار فى إنتاج الدراما من أجل خلق التنوع الفكري والإبداعي فضلا عن التنوع ما بين الدراما الاجتماعية والتاريخية والدينية وغيرها من الأشكال المختلفة.
بالإضافة إلى ضرورة تطوير المناهج في كليات الإعلام بحيث تكون هناك أشكال متعددة للنقد ما بين النقد للدراما الاذاعية والتلفزيونية والنقد البرامجي.
نهاية؛ من المهم أن تكون الجامعة مرتبطة بالمجتمع فهي جزء منه تتناول مشاكل وتدرسها بشكل علمي للوصول لمعالجة صحيحة لها، ولذلك فالتحية هنا واجبة لجامعة 6 اكتوبر وللدكتورة دينا فاروق أبوزيد صاحبة المبادرات المجتمعية الهادفة.
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الدراما جامعة 6 اكتوبر دراما رمضان 2025 دور الاعلام دينا فاروق أبوزيد
إقرأ أيضاً:
ليلى عبد المجيد: إدماج الكفاءات الشابة في الإعلام ضرورة لإنقاذ المؤسسات الحكومية من الجمود
في اجتماع موسع اليوم بالقاهرة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري، ترتكز على الاستعانة بالكفاءات المتخصصة، وإتاحة البيانات والمعلومات للإعلام خاصة في أوقات الأزمات، مع تعزيز دور الكوادر الشابة وبرامج التدريب والتثقيف.
وشدد الرئيس على أهمية ترسيخ مبدأ “الرأي والرأي الآخر” ودعم حرية التعبير، معلنًا موافقته على صرف البدل النقدي للصحفيين وحل أزمة مكافأة نهاية الخدمة للعاملين في ماسبيرو.
غياب الدماء الجديدة عن الإعلام الحكومي منذ أكثر من 10 سنوات يهدد مستقبلقالت الدكتورة ليلى عبد المجيد العميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة لـ صدى البلد، إن هذا الملف يرتبط بأمرين؛ الأول هو إتاحة الفرصة لبعض الكفاءات الشابة لتولي مواقع إدارية وقيادية بالمؤسسات، والثاني هو معالجة مشكلة غياب الدماء الجديدة عن المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة منذ أكثر من عشر سنوات، سواء كانت صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية، مؤكدة أن هذا الوضع يمثل خطورة على مختلف المستويات.
وبينت أن دخول الشباب الجديد يضخ أفكارًا مبتكرة ويرتبط بالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، خاصة أن الجيل الحالي هو جيل رقمي منذ طفولته، يجيد التعامل مع التكنولوجيا، والإنترنت، والهواتف الذكية، وبالتالي فهو قادر على فهم احتياجات الأجيال الشابة من جيل “زد” و”ألفا” والتواصل معهم بلغة وأسلوب يتناسبان مع طبيعتهم، فضلًا عن تطوير الأداء الإعلامي والصحفي بما يجذب هذا الجمهور.
وأضافت: “هؤلاء الشباب يمكنهم تقديم محتوى مهني جديد قادر على مواجهة ما يجري عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مصدرًا أساسيًا للمعلومات والأخبار لدى قطاعات واسعة، رغم ما تحمله من أخطاء ومشكلات مهنية وأخلاقية، أبرزها غياب التحقق من المعلومات، وعدم الالتزام بمعايير الدقة والتوازن، فضلًا عن انتهاك الخصوصية”.
خريجو كليات الإعلام يصابون بالإحباط لغياب الفرص الحقيقية في المؤسساتوأكدت أن كليات الإعلام في مصر تخرج سنويًا أعدادًا كبيرة من الشباب الموهوب والمتفوق، المتمكنين من أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلا أنهم يصابون بالإحباط لغياب الفرص الحقيقية سواء في الإعلام الحكومي أو الخاص، وفي بعض الأحيان تتم إزاحتهم لصالح أشخاص غير مؤهلين أكاديميًا.
وشددت على أن انتقاء المتميزين من هؤلاء الخريجين وتوظيفهم في بيئة عمل محفزة سيحدث نقلة نوعية في الإعلام، بفضل طاقتهم العالية وقدرتهم على الإبداع.
وتطرقت عبد المجيد إلى بيئة العمل الإعلامية، مشيرة إلى ضرورة وضع خطة واضحة، ربما لثلاث سنوات، لتطوير الإعلام المملوك للدولة من خلال إيجاد موارد بديلة، وتحسين البيئة التكنولوجية، وتجهيز الاستوديوهات، وتشجيع الإنتاج البرامجي والدرامي، مع تبني أساليب إدارية حديثة تستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة والتسويق.
وقالت إن الصحف والقنوات الحكومية تمتلك بالفعل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المطلوب هو تفعيل استخدامها بشكل أكبر لجذب الجمهور مجددًا، لأن استعادة المشاهدين والمتابعين هي الخطوة الأساسية لزيادة الموارد، فلا يمكن أن تأتي الإعلانات أو الدعم لمحتوى لا يحظى بالمشاهدة.
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على ضرورة الانتقال من مرحلة الرغبة في التطوير إلى مرحلة الإرادة والتنفيذ الفعلي، مشيرة إلى أن القيادة السياسية طرحت بالفعل هذه الرؤية، وعلى الهيئات الإعلامية ومجالس إدارات المؤسسات الحكومية والخاصة أن تتحرك بجدية لترجمة هذه المبادئ إلى واقع، حتى يستعيد الإعلام المصري مكانته ودوره بحرية ومسؤولية.