الباشاوية تطل برأسها من جديد؟!
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عموده المنشور بـ"الأهرام" تحت عنوان "نداء إلى باشوات مصر"، اقترح الدكتور أسامة الغزالي حرب إعادة العمل بلقب "باشا"، ولكن بشكل جديد "منظم ومدروس"، ليمنح – بحسب وصفه – لمن يقومون بأعمال "جليلة" ذات قيمة عالية وعالمية، في مجالات الثقافة والصناعة والزراعة.
وبدلاً من أن يضرب أمثلة من أهل الفكر أو العلماء أو العاملين في خدمة المجتمع، اختار الدكتور قائمة شبه كاملة من رجال المال والأعمال المعروفين، ليقترح أن يحملوا جميعًا لقب "باشا"، مثل نجيب ساويرس، وطلعت مصطفى، وأحمد أبو هشيمة، وغيرهم.
وعلى الرغم من أن الاقتراح قدم في سياق غير مألوف، إلا أنه يعكس رؤية أوسع: أن المكافأة الاجتماعية يمكن أن تُمنح للثروة، لا للفكرة، وللقوة الاقتصادية، لا للعطاء المجتمعي!.. وأن الألقاب -التي تخلصنا منها مع نهاية العهد الملكي- يمكن أن تعود، لكن هذه المرة بثوب "برلماني" حديث، وبرعاية "هيئة رفيعة المستوى" على حد وصفه!.
إن الأزمة هنا يا دكتور أسامة ليست فقط في الحنين إلى رموز طبقية بائدة، بل في اختزال التقدير المجتمعي في أداة شكلية، تُمنح لِمن يملك، لا لِمن يجيد أو يخلص.!
والسؤال هنا هو ، هل يحتاج الوطن الآن إلى توزيع ألقاب؟ أم يحتاج إلى منظومة تضمن تكافؤ الفرص، وحماية الحقوق، وخلق بيئة إنتاج حقيقية تقوم على الكفاءة لا النفوذ؟
المجتمع المصري غني فعلا -كما يقول الدكتور- ولكن ليس فقط بأصحاب المليارات، بل أيضا بمن يكدون في صمت، من الباحثين والمعلمين والأطباء والعاملين في الأرض والمصانع والمختبرات. فهل هؤلاء أيضا مرشحون للقب "باشا"؟! أم أن الباشاوية حكر على من يظهر في الإعلانات ويتصدر بورصات العقارات؟!.. نريد الإجابة من فضلك !
والحقيقة أن هذا الاقتراح لا يبدو معزولاً عن السياق العام، بل يأتي منسجماً مع نمط متصاعد لإعادة إنتاج النخبة، وترسيخ أدوار رمزية لرجال المال، ليس فقط في الاقتصاد، بل في الفضاء الاجتماعي والسياسي أيضاً!.
ففي الوقت الذي تراجعت فيه الأدوار الحقيقية للمثقفين، وتضاءل فيه حضور الكفاءات العلمية، تفتح الأبواب أمام من يملكون الثروة، ليحصلوا على رموز اجتماعية إضافية، تعزز مكانتهم وترسخ وجودهم كقوة مهيمنة، لها دورها في رسم ملامح الدولة كما يراد لها أن تكون.!!
اقتراح الألقاب - مهما بدا بسيطاً أو رمزياً - يطرح تساؤلات أعمق عن نوع المجتمع الذي نريده: هل هو مجتمع يتسابق فيه الأفراد على اللقب والهيبة؟ أم على قيمة ما يقدمونه من علم، وعدالة، وإسهام حقيقي في حياة الناس؟
قد يرى البعض، منهم د.الغزالي حرب، أن هذه الألقاب تشجيع لأصحاب الثروة على التفاعل الإيجابي مع الشأن العام، لكن الأجدى -والأكثر عدالة - أن تبنى القيمة على العطاء الحقيقي، وأن تكون مكانة الإنسان نابعة مما يضيفه، لا مما يملكه.!
فالجمهورية الجديدة في وطننا الغالي مصر، لكل فئات المجتمع وليس لأصحاب الألقاب والثروات فقط!.. وذلك رد متواضع من السيد: فتحي حسين ـ أفندي ـ عامر !
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فتحي حسين أسامة الغزالي حرب
إقرأ أيضاً:
هند الضاوي تتصدر مواقع التواصل بردودها الجريئة على الإسرائيليين.. من تكون؟ (شاهد)
تصدر اسم الإعلامية المصرية هند الضاوي منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، بعد تداول واسع لمقاطع من مناظرات تلفزيونية أظهرت أسلوبها الحاد والجريء في الرد على محللين وصحفيين إسرائيليين، ما أثار تفاعلاً وجدلاً واسعين بين المستخدمين.
وانتشرت تسجيلات مصورة على منصات "إكس" و"فيسبوك" و"تيك توك" تُبرز مواجهات كلامية بين الضاوي ومعلقين إسرائيليين في برامج حوارية دولية، وتركز معظمها على مداخلاتها الحادة التي لاقت إشادة شريحة واسعة من المتابعين العرب، ممن اعتبروها "صوتاً جريئاً في وجه الخطاب الصهيوني الإعلامي"، بحسب وصفهم.
خيرُ الكلامِ ما قلّ ودلّ . مقطعٌ قصيرٌ للإعلاميةِ المصريةِ هِند الضاوى والتى أصبحت حَديث العالم العربى . فهىَ نموذجٌ مشرفٌ للجرأةِ والثقافةِ والمِهنية . ومتخصصةٌ أيضاً بضربِ الأمثالِ المصريةِ بِمحلها spot on بكلِ معنىٰ الكِلمة????وصَدقت بِقولها كيانٌ عَويل ولسانهُ طَويييل ... ???? pic.twitter.com/9Rxh54WhCh — أبو الحسن عوض (@albashaawad) June 21, 2025
????دكتوره #هند_الضاوي تلقن أيدي كوهين درساً علي الهواء في RT بعد تدليسه ومقاطعاته
[شرف لنا أن تنقطع الكهرباء في مصر ولم نقبل التهجير والإغراءات الاسرائيليه والبركه فيك سمائك منوره بالصواريخ لأن حتي الأن لم تأتيك الموافقه من امريكا بالرد علي ايران ]
pic.twitter.com/WcB7I8E2sZ — ????️Ashgaan Nabil????️ (@DrJian_Nabil) August 7, 2024
وبدأت شهرة الضاوي تتسع عربياً منذ أيار/مايو 2024، عقب مشاركتها في حلقة على قناة "روسيا اليوم"، حيث دخلت في مواجهة محتدمة مع الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، المعروف بتصريحاته الاستفزازية.
وخلال الحوار، خرج كوهين عن السياق الصحفي ليطلق تعبيراً وصفته الضاوي بـ"المهين للنساء"، حين قال: "النسوان ما بيخلوك تحكوا، النسوان بيحكوا كل الوقت، بالعين راديو"، في محاولة للتقليل من شأنها.
لكن رد الضاوي كان حاسماً وصادماً، إذ أجابت: "النسوان اللي ربتك، إحنا عندنا 7 آلاف سنة حضارة.. الست المصرية كانت ملكة، مش بس بتحكي"، ما أدى إلى موجة من الإشادة على مواقع التواصل.
وتراوحت ردود الفعل على ظهور الضاوي بين الإشادة بها كـ"نموذج نسائي عربي وطني لا يخشى المواجهة"، وبين من اعتبر أن أسلوبها "صدامي ويفتقر أحياناً إلى المهنية"، لكن الغالبية من التعليقات ركزت على أهمية وجود أصوات عربية قوية تواجه الطرح الإسرائيلي في الإعلام العالمي، لا سيما في ظل تصاعد حملات التبرير التي تتبناها بعض وسائل الإعلام الغربية بشأن السياسات الإسرائيلية في المنطقة.
من هي هند الضاوي؟
وُلدت الضاوي عام 1981، وتخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قسم العلوم السياسية، قبل أن تبدأ مسيرتها الإعلامية عام 2005.
تنقلت بين عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية، مكتسبة خبرة عميقة في التغطيات السياسية والحوارات الساخنة، ما جعلها تحظى بمكانة متميزة في المشهد الإعلامي العربي، خاصة في برامج المناظرات والنقاشات ذات الطابع الجدلي.
وعُرفت هند الضاوي أيضاً كباحثة في العلاقات الدولية، وقدّمت عدة مقاربات تحليلية حول قضايا الشرق الأوسط، لا سيما ملف التطبيع، والهيمنة الغربية، والتحولات الإقليمية بعد الثورات العربية.