تعثر مفاوضات غزة بسبب مقترح إسرائيلي باستمرار العدوان
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعثرت مقترحات وقف إطلاق النار في غزة التي قدمها الوسيطان مصر وقطر أي تقدم، مع وجود خلافات بين إسرائيل وحماس حول قضايا رئيسية، حيث قدمت إسرائيل تعديلًا عن مقترحات الهدنة تشمل تخفيض مدة الهدنة رغم الموافقة على إطلاق سراح الأسرى، مع رفض إسرائيلي لوقف الحرب بشكل نهائي.
وقالت مصادر إن نقاط الخلاف تشمل عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومدة الهدنة المقترحة، والطريق الذي ستسلكه الأراضي الفلسطينية بعد الحرب.
ونقلت صحيفة “ذا ناشيونال” الناطقة باللغة الإنجليزية عن مفاوضي حماس الذين أجروا محادثات مع القطريين والمصريين في القاهرة في نهاية الأسبوع أنهم وافقوا على إطلاق سراح تسعة رهائن على دفعتين إلى جانب رفات خمسة قتلى، بما في ذلك رفات أربعة مواطنين إسرائيليين أمريكيين مزدوجي الجنسية.
مطالب المقاومة
وطالبت حماس أيضا باستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن، وبدء المفاوضات بشأن وضع نهاية دائمة للحرب المستمرة منذ 18 شهرا، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجيب الساحلي.
وتطالب الحركة أيضا الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل والداعم لها، بتقديم ضمانات مكتوبة لحماس باستمرار المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق نهائي يقضي بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة بشكل نهائي.
وقالت المصادر إن إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الأحياء والرفات البشرية سيعتمد على ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بجانبها من الاتفاق.
وتُصرّ إسرائيل والولايات المتحدة على إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء - أو 11 على الأقل - بالإضافة إلى رفات 16 متوفى "دفعةً واحدة"، وفقًا للمصادر. كما يقترحان هدنة لمدة 45 يومًا، وليس 70 يومًا التي اقترحها الوسطاء المصريون والقطريون.
مطالب إسرائيلية
وتُصرّ إسرائيل أيضًا على أن تُزوّدها حماس بتفاصيل كاملة عن الرهائن الأحياء، بما في ذلك أسماؤهم وحالتهم الصحية، في منتصف مدة الهدنة المقترحة التي تستمر 45 يومًا، كما تُطالب حماس بالكف عن استعراض الرهائن علنًا بعد إطلاق سراحهم أمام مئات الفلسطينيين وعشرات المقاتلين الملثمين والمسلحين من الحركة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تسمه بأنّ "إسرائيل وافقت مبدئيًا على الانسحاب التدريجي، شريطة أن تحتفظ بالمناطق العازلة التي أنشأتها في غزة، والتي تُشكّل حوالي 30% من مساحة القطاع". وأضاف: "لكنها لا ترغب في الحديث عن المرحلة الثانية من اتفاق يناير أو الدخول في أي محادثات بشأنها".
ودخلت تلك الصفقة حيز التنفيذ في 19 يناير، وأسفرت عن هدنة لمدة 42 يوما وإطلاق سراح 33 رهينة كانت تحتجزهم حماس مقابل مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا في إسرائيل، فضلا عن زيادة المساعدات الإنسانية.
كان من المفترض أن يتفاوض الجانبان على المرحلة الثانية من الاتفاق في أوائل فبراير. وكان من المفترض أن تشمل تلك المحادثات إنهاء الحرب نهائيًا وانسحابًا إسرائيليًا، لكن المحادثات لم تبدأ قط، حيث انتهى وقف إطلاق النار في الأول من مارس، وظلت غزة هادئة نسبيًا حتى 18 مارس، عندما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية وعملياتها البرية التي أسفرت منذ ذلك الحين عن مقتل مئات الفلسطينيين.
وتطالب إسرائيل الآن حماس بتسليم سلاحها ومغادرة قادتها في غزة إلى المنفى. رفضت حماس هذه المطالب، لكن المصادر قالت إن الحركة مستعدة للنظر في مغادرة بعض كبار مسؤوليها شريطة ألا يكونوا هدفًا لإسرائيل في المنفى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل وحماس إطلاق سراح الأسرى إطلاق النار في غزة الأراضي الفلسطينية المحادثات وقف اطلاق النار إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
تحريض إسرائيلي لاتخاذ خطوات حاسمة ضد حماس داخل غزة وخارجها
اعتبر مراسل ومحلل الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" آفي أشكنازي، أن "إسرائيل" في الوقت الراهن في "أدنى مستوياتها، ولكن بضعة إجراءات يمكن أن تغير مجرى الأمور؛ فهي تحتاج إلى قيادة تتسم بالمسؤولية البالغة، واتخاذ القرارات المهنية، وليس فقط السياسية، والعمل الحازم في جميع مسارح الحرب في غزة والخارج".
وقال أشكنازي، إن رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال إيال زمير، زار غزة الجمعة الماضية في "منطقة القتال التابعة للفرقة 162.. الفرقة التي تقاتل بشكل متواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في قطاع غزة".
وأضاف أن "مقاتلي الفرقة خاضوا معارك في جميع أنحاء القطاع، وينفذون عملياتهم ضمن عملية "عربات جدعون" في شمال القطاع بأكمله: جباليا، وبيت حانون، وبيت لاهيا، والأحياء الشمالية لمدينة غزة. ومن المتوقع أن يُكملوا تطهير المنطقة ومهمتهم في القطاع مع بداية هذا الأسبوع، على حد قوله.
وأضاف أن "إسرائيل تواجه وضعًا حرجًا في الأيام الأخيرة، نظرا لأن اختلال المستوى السياسي يقود إسرائيل إلى واحدة من أكبر إخفاقاتها: السياسية والاستراتيجية، والأهم من ذلك، أنها لم تحقق الأهداف التي حددتها لنفسها؛ إطلاق سراح الخمسين رهينة وإخراج حماس من قطاع غزة".
وأوضح أنه "كان من المهم سماع كلام رئيس الأركان لقادة وجنود الفرقة 162 في غزة، ولحسن الحظ، يوجد هنا شخص بالغ مسؤول، لا، ليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولا الوزير إسرائيل كاتس ، ولا بتسلئيل سموتريتش".
قال زامير: "أتوقع أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة ما إذا كنا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح رهائننا. وإلا، فسيستمر القتال دون توقف . لقد حققتم إنجازات باهرة وغير مسبوقة في إطار عملية "عربات جدعون". أينما عملتم، سحقتم العدو وألحقتم أضرارًا ممنهجة بالبنى التحتية للإرهاب، فوق الأرض وتحتها".
وأضاف: "الحرب مستمرة، وسنُكيّفها مع الواقع المتغير بما يتناسب مع مصالحنا - الإنجازات التي حققتموها تُتيح لنا مرونة عملياتية. سنُثابر ونُغيّر، ونُجهّز أنفسنا بشكل صحيح، ونعمل على تعظيم مزايانا، وتقليص نقاط الضعف العملياتية والاستنزاف، ووضع حماس في ضائقة مُتزايدة. سنُغيّر ونُكيّف أساليب عملنا".
وأضاف: "بفضل تطهير خطوط التماس في المناطق التي تسيطر على قطاع غزة، أنشأنا مساحة أمنية تتيح فرصًا عملياتية، بما في ذلك دفاع قوي عن مجتمعاتنا والقدرة على إطلاق سلسلة من العمليات الهجومية. جهد هجومي يعتمد على الاستخبارات والدقة في إطلاق النار وعمليات المناورة، مصمم لضرب حماس بشكل منهجي حتى تحقيق أهداف الحرب. سنقلل من استنزاف قواتنا، ولن نقع في فخ حماس".
واعتبر أشكنازي أن "هذه الأمور تُدار على المستوى السياسي، كما حدث مع سفينة تايتانيك، حين ركزت عمليات الإنقاذ على توجيه الأوركسترا لمواصلة العزف رغم بدء غرق السفينة، تستطيع إسرائيل أن تتخلص من الورطة التي جلبتها على نفسها بسبب سوء إدارتها للحملة. يجب أن تكون الأوركسترا من نوع مختلف، وأن تعزف بتناغم بين الموسيقيين".
وأوضح "أولاً، لدى الجيش الإسرائيلي خطتان لمواصلة القتال في غزة. من المرجح أن يتلقى أمرًا بتطويق مدينة غزة، وسيقصف سلاح الجو، إلى جانب البحرية والمدفعية، المباني والمناطق في المدينة بنيران كثيفة، ومسألة المساعدات الإنسانية هي أبسط ما في الأمر.. ويكمن خطأ إسرائيل في أنها تصرّفت بدافع الشجاعة لا العقل، وانساقت وراء نزوة سموتريتش لتقليص المساعدات وتوزيعها في محطات التوزيع في رفح".
وأشار إلى أنه "منذ البداية، كان على إسرائيل إغراق غزة بكميات هائلة من الغذاء والدقيق (بتمويل من منظمات أوروبية وأمريكية) إلى مستوى لا تستطيع حماس حتى إشباعه، وكلمات الرئيس الأمريكي أمس تُعبّر تمامًا عن هذا التوجه: إغراق غزة بالغذاء حتى يفوق الطلب".
وذكر أنه "الآن بخصوص مسألة الضغط لتعزيز المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين. منذ فترة، يُسمع في الجيش الإسرائيلي وفي أجهزة الأمن انتقادات للموساد ورئيسه دادي برنياع، حيث يُعتقد أنهما يتعمدان تجنب التعامل مع حماس في الخارج. في أجهزة الأمن، يرون أن الموساد يبذل جهودًا قليلة جدًا في قضية حماس في الخارج، مما أجبر الشاباك على إنشاء وحدة للتعامل مع حماس في الخارج، وهذا ليس من المهمات الطبيعية للشاباك".
وأضاف "حقيقة أن قادة حماس، الذين تم تصنيفهم كأهداف للقتل، يواصلون التحرك بحرية في فنادق فاخرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا - وإن عناصر الموساد لا يتمكنون من إحباطهم - هي خطأ ونقطة سوداء للموساد الإسرائيلي الذي غفا أثناء الحراسة".
وأكد أن "إسرائيل الآن في نقطة متدنية، لكن بعض الإجراءات يمكن أن تقلب الموازين. لذلك، تحتاج إسرائيل إلى ثلاثة أشياء: قيادة مع مسؤول بالغ، اتخاذ قرارات مهنية وليست سياسية فقط، وتنفيذ عمليات حاسمة في جميع ساحات القتال في غزة وخارجها، سواء في الميدان العسكري أو السياسي".