اعترفت طالبة في المرحلة الثانوية من نيوجيرسي – الولايات المتحدة عمرها 17 عاما أنها غشّت في مادة اللغة الإنجليزية والرياضيات والتاريخ في العام الماضي، وروت تجربتها لصحيفة وول ستريت جورنال، وأظهرت كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتدخل في النظام التعليمي ويسمح للطلاب بالغش والاستعانة بمصادر خارجية سريعة بدلا من البحث في الكتب والاعتماد على الذات.

وذكرت أنها استخدمت الذكاء الاصطناعي في عشرات الواجبات العام الماضي لأن العمل كان مملا وصعبا، وهي أرادت الحصول على درجة أفضل، وفي بعض المرات أجلت العمل ووجدت نفسها بلا وقت كاف لإكمال المهام.

ولجأت الطالبة إلى نموذج "شات جي بي تي" و"جيميني" للمساعدة في توليد الأفكار ومراجعة المفاهيم، وهو أمر يسمح به العديد من المعلمين، وفي أغلب الأحيان، كان الذكاء الاصطناعي يكمل عملها، وقالت الطالبة إن "جيميني" كان يحل المسائل الرياضية حلا ممتازا، بينما "شات جي بي تي" أجرى حسابات لمختبر العلوم، وشرح جزءا صعبا من بحث في التاريخ، والطالبة عدلته وأعادت كتابته لتجنب اكتشافه.

ورغم استخدام الذكاء الاصطناعي في الغش فإن بعض المعلمين يرون أن له فوائد في المرحلة الدراسية، ومع ذلك يتركون مهمة المراقبة لأولياء الأمور لأنهم المسؤول الأول عن منع استخدام التكنولوجيا في تجاوز عملية التعليم، فشركات الذكاء الاصطناعي لا تقدم سوى القليل من المساعدة مقارنة بالمنهج الدراسي.

بحسب إحصائية أجرتها شركة "إمباكت ريسيرتش" العام الماضي فإن طلابا اعترفوا باستخدامهم الذكاء الاصطناعي. (شترستوك) الطلاب يستخدمون "شات جي بي تي" لحل واجباتهم

أفادت شركة "أوبن إيه آي" أن نحو 400 مليون شخص يستخدمون "شات جي بي تي" أسبوعيا، ويُعد الطلاب أكثر المستخدمين له، إذ تأمل الشركة أن يكتسب الطلاب عادة دائمة في استشارة "شات جي بي تي" كلما كان لديهم سؤال، وهي خدمة توفرها غوغل منذ 3 عقود.

إعلان

وبحسب إحصائية أجرتها شركة "إمباكت ريسيرتش" (Impact Resear) العام الماضي، فإن ما يقارب 40% من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية استخدموه دون إذن المعلمين لإكمال واجباتهم، أما طلاب الجامعات الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي فقد بلغت نسبة مستعمليه، ما يقارب النصف، وأفاد تحليل نشرته "أوبن إيه آي" أن طلاب الجامعات يستخدمون نموذجها باستمرار للمساعدة في كتابة الأبحاث والدراسات.

والطلاب الذين يستخدمون الهواتف الذكية والحواسيب دون إشراف الكبار لهم خياران، إما استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو الخيار السهل ويسمح لهم بتحصيل أعلى الدرجات سرا، وإما الاعتماد على أنفسهم. ومن الجدير بالذكر، أن الطلاب الصغار يمكنهم التحايل على قيود العمر التي تفرضها "أوبن إيه آي" بسهولة، وعليه تبقى هذه القيود غير فعالة في منع الطلاب من استخدام هذه الأدوات.

وقال مارك واتكينز، وهو مدرس وباحث في جامعة ميسيسيبي ومتخصص في تقاطع الذكاء الاصطناعي والتعليم "هذه تجربة عامة ضخمة لم يطلبها أحد" مشيرا إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم يحدث بسرعة ودون تخطيط كافٍ مما يثير مخاوف بشأن العواقب غير المقصودة.

وبالعودة إلى طالبة نيوجيرسي فقد نجحت في دروسها باستخدام الذكاء الاصطناعي العام الماضي، ولكنها أدركت في النهاية أنها لم تتعلم بالقدر المطلوب، وقررت التوقف عن استخدامه في سنتها الأخيرة والاعتماد على قدراتها العقلية الخاصة، إذ قالت "حاولت التوقف قليلا عن استخدام الذكاء الاصطناعي والاعتماد على نفسي".

يُعد الذكاء الاصطناعي فرصة لكثير من الطلاب لتسهيل أمورهم الدراسية وإنجاز واجباتهم بسرعة. (شترستوك) كيف يستخدم الطلاب الذكاء الاصطناعي في الغش؟

يُعد الذكاء الاصطناعي فرصة لكثير من الطلاب لتسهيل أمورهم الدراسية وإنجاز واجباتهم بسرعة دون أن يهتموا بمدى التأثير السلبي الذي يلحق ذلك، وسنذكر أبرز 10 طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الغش.

استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات والأبحاث: يستخدم العديد من الطلاب نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" في كتابة المقالات مستغلين تقنية التعلم العميق في هذه النماذج التي تساعد في فهم السياق وكتابة أي موضوع تقريبا في دقائق معدودة، وسيكون المحتوى مميزا وغير مكرر في كل مرة، وهذا ما يساعد في تجاوز أدوات كشف النسخ التي تبحث عن تطابقات نصية بسيطة. أدوات التدقيق والتحرير بالذكاء الاصطناعي: إحدى أشيع هذه الأدوات هي "غرامرلي" (Grammarly) التي تحدد الأخطاء الإملائية والنحوية في المحتوى وتقترح خيارات مناسبة، ويستغل بعض الطلاب هذه الأداة في تحويل موضوعاتهم المتوسطة إلى موضوعات عالية المستوى لا تعكس قدراتهم الحقيقية في الكتابة، مما يضلل المعلمين عن مهاراتهم الحقيقية في الكتابة الإبداعية. الإجابة عن الأسئلة في وقت قصير: أصبح "شات جي بي تي" أساسيا لدى كثير من الطلاب في حل الأسئلة وإنجاز الوظائف دون أي عناء، مستغلين قدرة روبوتات الدردشة على فهم مجموعة واسعة من الأسئلة والرد عليها فورا، وهكذا يتحول الاختبار المغلق إلى كتاب مفتوح بدون أي مراقبة. حل المسائل الرياضية: يستغل الطلاب أدوات مثل "فوتوماث" (Photomath) و"وولفرام" (Wolfram) المصممة لمساعدة الطلاب في فهم الرياضيات، وليس حل واجباتهم، وهذه الأدوات لا توفر الإجابة فقط، بل تقدم الحل مفصلا خطوة خطوة مما ينعكس سلبا على المهارات الأساسية في الرياضيات. التزييف العميق: هي تقنية متقدمة جدا، ولكن هناك بعض الطلاب المحترفين يستغلونها في إنشاء فيديو مزيف يظهر أنهم يقومون بعرض تقديمي على أكمل وجه، وهذه التقنية هي أخطر أداة يمكن أن تكون في أيدي الطلاب لما لها من تبعات أخلاقية ويجب التعامل معها بحزم فورا. التنبؤ بنمط الامتحان: يعتمد بعض الطلاب على تحليل البيانات بالذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنمط الأسئلة، وتعتمد أدوات تحليل البيانات المتقدمة على خوارزميات التعلم الآلي لمراجعة الاختبارات والامتحانات السابقة وتحديد نمط الأسئلة. استغلال منصات حل الواجبات المدرسية: توفر بعض المنصات مثل "تشيغ" (Chegg) المساعدة على حل الواجبات المدرسية على مدار الساعة، ورغم أن هذه الخدمة مفيدة في بعض الأحيان فإن بعض الطلاب يستغلونها في الغش أثناء الامتحان أو حل الواجبات المدرسية، ورغم سياسة "تشيغ" ضد الغش، لكنها لا تكشف هوية المستخدمين مما يجعلها خيارا مغريا لكثير من الطلاب الذين يسعون إلى الغش.
الطلاب مختلفون في مهاراتهم الكتابية فمنهم من يستغرق 20 دقيقة ومنهم من يستغرق أكثر من ساعة. (غيتي) كيف يمكنك اكتشافهم؟

أفضل شيء يمكنك فعله لمعرفة ما إذا كان أطفالك يستخدمون الذكاء الاصطناعي في واجباتهم، هو متابعتهم في كل خطواتهم، فإذا قال لك طفلك، إنه أنهى واجباته بسرعة كبيرة فلا تستعجل في الفرح بأن طفلك ذكي جدا، لأن هذا الذكاء قد يكون اصطناعيا، وسنذكر أبرز الإستراتيجيات لكشفهم.

إعلان أدوات كشف المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي: تتوفر العديد من الأدوات التي تكشف المحتوى المكتوب بالذكاء الاصطناعي أبرزها "سكريبر" (Scribber) و "جي بي تي زيرو" (GPTZero)، ولكن مشكلتها الوحيدة أنها ليست دقيقة ويمكن للغشاشين المتمرسين تخطيها. عامل الوقت: يختلف الطلاب في مهاراتهم الكتابية، فمنهم من يستغرق 20 دقيقة، ومنهم مَن يستغرق أكثر من ساعة، ولكن هذا الأمر لا يستغرق سوى 3 ثوانٍ عند استخدام الذكاء الاصطناعي، فإذا كان طفلك ينجز واجباته أسرع من المعتاد وفي عجالة فهذه علامة حاسمة على أنه لا يعتمد على مهاراته. أسلوب الكتابة: لكل شخص أسلوبه في الكتابة يميزه عن غيره، وكذلك الذكاء الاصطناعي لديه أسلوب كتابة واحد يُدركه الجميع، فإذا وجدت طفلك يستخدم كلمات لا يستخدمها في العادة أو مصطلحات أكبر من مداركه، فهناك احتمال كبير أنه استعان بروبوتات الدردشة. النمطية المبالغ فيها: صممت نماذج الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابات نمطية جدا، أي أنها تتبع صيغة أو هيكلا محددا، لتغطية جميع النقاط المطلوبة بشكل منظم ومختصر، بينما يميل الطلاب الحقيقيون إلى عدم التوازن في إجاباتهم، فالعديد من الطلاب لا يجيبون عن السؤال بدقة أو لا يتناولون كل نقطة معطاة، حيث يميلون إلى الكتابة بشكل أوسع عن النقاط القوية أو الأشياء التي يعرفونها أكثر. المثالية المبالغ فيها: يرتكب جميع الأطفال الأخطاء ومن دونها لا يوجد تعلم، فإذا وجدت طفلك يقوم بواجباته بشكل مثالي دائما، فمن المرجح أن هنالك روبوت دردشة يساعده على ذلك. نقص الأمثلة: إحدى أبرز مشكلات مخرجات الذكاء الاصطناعي هي قلة الأمثلة لأنه يركز على الإجابة أكثر من شرحها، وكثير من الطلاب يستخدمون أمثلة وحكايات لتوضيح أفكارهم، وعليه فإن النقص التام في الأمثلة أو الاقتباسات أو القصص القصيرة قد يُشير إلى استخدام الذكاء الاصطناعي. إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات استخدام الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی العام الماضی شات جی بی تی بعض الطلاب من الطلاب فی الغش

إقرأ أيضاً:

مقدمة لعصر جديد من القتال.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في الحرب الأخيرة على غزة؟

تحوّلت الحرب الأخيرة على غزة إلى ساحة اختبار لتقنيات الذكاء الاصطناعي في ميادين القتال، في مشهد قد يُنذر بمستقبل الحروب في عصر الذكاء الاصطناعي. اعلان

اسخدمت الدولة العبرية في حربها على غزة مزيجًا غير مسبوق من أنظمة الذكاء الاصطناعي، بعضها مدعوم من شركات تكنولوجيا أمريكية عملاقة، لتحديد الأهداف، وتوجيه الضربات، ومراقبة السكان. وبينما تنكر تل أبيب بعض الادعاءات، فإن تقارير صحافية وتحقيقات لمنظمات غير ربحية تقدم صورة مختلفة تمامًا.

أنظمة تولّد أهدافًا.. وقرارات قتل آلية

في عام 2021، دخل مصطلح "الإنجيل" قاموس الحروب الحديثة. كان هذا الاسم الرمزي لنظام ذكاء اصطناعي استخدمته إسرائيل خلال حربها التي استمرت 11 يومًا ضد غزة، والتي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "أول حرب تعتمد على الذكاء الاصطناعي".

يقوم "الإنجيل" بتحليل بيانات المراقبة وصور الأقمار الصناعية ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعي لتوليد قائمة سريعة بالمباني المرشّحة للقصف. ومنذ ذلك الوقت، تسارعت وتيرة التطور في هذا المجال بشكل غير مسبوق.

وقد اعتمد الجيش أيضًا على برنامجين آخرين: "الكيميائي" الذي يرسل تنبيهات عند رصد "حركات مريبة"، و"عمق الحكمة" المخصص لتحديد شبكة أنفاق غزة، ويُقال إن كليهما لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم.

فلسطينيون يسيرون قرب مبانٍ مدمّرة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، بعد اتفاق حماس وإسرائيل على هدنة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقّين، الأحد 12 أكتوبر 2025. Abdel Kareem Hana/ AP

لكن التطور الأخطر تمثّل في نظام "لافندر"، الذي يُنتج فعليًا "قائمة قتل" للفلسطينيين عبر تقييم احتمال انتماء كل شخص إلى جماعة مسلّحة. فإذا كانت النسبة مرتفعة، يُدرج اسمه ضمن الأهداف العسكرية.

ووفقًا لتقرير مجلة "+972" الإسرائيلية، "اعتمد الجيش بشكل شبه كامل" على هذا النظام في الأسابيع الأولى من الحرب الأخيرة، رغم علمه بأنه يخطئ في تحديد المدنيين كإرهابيين. ورغم اشتراط الموافقة البشرية على قراراته، كشف التقرير أن "التحقق" كان يقتصر غالبًا على التأكد من كون الهدف رجلًا فحسب.

كما أشار ضباط استخبارات إلى برنامج آخر يُعرف باسم "أين الأب؟"، صُمم لاستهداف الأفراد في منازلهم العائلية، إذ قال أحدهم للمجلة: "كان الجيش يقصف عناصر حماس في منازلهم دون تردد، كخيار أول، والنظام صُمم لتسهيل ذلك".

المراقبة الرقمية في خدمة الحرب

لم يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على ميدان القتال، بل امتد إلى فضاء المراقبة الرقمية، فقد كشفت صحيفة "ذا غارديان" في آب/أغسطس أنّ إسرائيل خزّنت وسجّلت مكالمات الفلسطينيين عبر منصة "Azure" التابعة لمايكروسوفت.

وبعد احتجاجات واسعة، أعلنت الشركة الشهر الماضي قطع بعض خدماتها عن وحدة في الجيش الإسرائيلي، ورغم نفي مايكروسوفت معرفتها المسبقة، ذكر التقرير أن المدير التنفيذي ساتيا ناديلا التقى عام 2021 برئيس عمليات التجسس في الجيش الإسرائيلي لبحث استضافة البيانات الاستخباراتية على سحابة الشركة.

وبحسب تحقيق لوكالة "أسوشييتد برس"، استخدم الجيش الإسرائيلي نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة من شركة "OpenAI" عبر خدمات مايكروسوفت السحابية لترجمة الاتصالات، خصوصًا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية.

وخلال العامين الماضيين، أودت الحرب بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم ما يزيد على 20 ألف طفل. وبحسب تحقيق أجرته وكالة رويترز، فقد أُبيدت بالكامل أكثر من 1,200 عائلة حتى آذار/مارس 2025.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرن
  • مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تستهلك الأرض
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • مقدمة لعصر جديد من القتال.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في الحرب الأخيرة على غزة؟
  • تعزيز مهارات موظفي البريمي في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجية العمل
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • وزير الاتصالات: تعاون مع «الري» لتوظيف الذكاء الاصطناعي لإدارة الموارد المائية و استخدام المياه الجوفية
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
  • جوجل تطلق Gemini Enterprise.. ثورة في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الشركات