برعاية منصور بن زايد.. تكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي اليوم
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةبرعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، يشهد قصر الإمارات في أبوظبي اليوم حفلاً رسمياً رفيع المستوى لتكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دورتها السابعة عشرة لعام 2025.
وأكد الدكتور عبد الوهاب زايد الأمين للجائزة على أن هذا التكريم يأتي تتويجاً لجهود رائدة في تنمية وتطوير قطاع نخيل التمر والابتكار الزراعي على المستويين العربي والدولي، حيث سيتم تكريم نخبة من الشخصيات والمؤسسات المتميزة التي قدمت إسهامات بارزة انعكست على تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، ونقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا.
وأضاف: أن قائمة المكرمين تشمل الدكتور عبد القادر جيجلي، تطبيق النماذج الجينية المتقدمة لتحسين نخيل التمر فئة البحوث والدراسات المتميزة والتكنولوجيا الحديثة (مناصفة)، ويركّز جيجلي في دراسته على فهم التركيب الوراثي لصفات نخيل التمر، وهو أمر معقد بسبب طبيعة النخيل المعمّرة وطول دورة حياته. استخدم الباحث نماذج الارتباط الجينومي الواسع (GWAS) والتنبؤ الجيني، لتحليل صفات مثل الحموضة، نسبة السكر، الأبعاد، واللون في الثمار، باستخدام بيانات منشورة سابقاً.
كشفت النماذج متعددة المتغيرات عن سبعة مواقع جينية (QTL) منها خمسة جديدة، توضح الجوانب الوراثية المؤثرة في هذه الصفات. وأظهرت نتائج النماذج أن صفات اللون كانت الأكثر دقة في التنبؤ، بينما أظهرت الصفات الأخرى دقة متوسطة. كما تبين أن النماذج متعددة الصفات تفوقت على النماذج الأحادية في التنبؤ بأبعاد الثمار.
مكافحة الآفة
والدكتور خالد ميشيل حزوري فائز عن فئة البحوث والدراسات المتميزة والتكنولوجيا الحديثة (مناصفة)، وقدّم الدكتور ميشيل دراسة علمية نوعية بعنوان جينوم سوسة النخيل الحمراء كأداة لمكافحة الآفة بالوسائل الجينية، توصلت إلى تركيب جينوم شبه مكتمل لسوسة النخيل الحمراء (Rhynchophorus ferrugineus)، وهي إحدى أخطر الآفات التي تهدد نخيل التمر، خصوصاً في منطقة الخليج العربي. يبلغ حجم الجينوم الجديد نحو 779 ميغاباز، وبلغت نسبة اكتماله 99.5%، مما يجعله من أكثر التسلسلات الجينية دقة وشمولاً لهذه الآفة حتى الآن.
حددت الدراسة 29,666 جيناً مشفراً للبروتينات، إلى جانب جينات tRNAوrRNA، مما يفتح المجال لفهم أعمق للخصائص البيولوجية للآفة مثل التكيف مع البيئات القاحلة، والقدرة على مقاومة المبيدات.
الطاقة الشمسية الكهروضوئية
والدكتور نواف سالم الهاجري جامعة الكويت، مشروع التكامل المستدام للطاقة الشمسية الكهروضوئية وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في الزراعة القاحلة: طريق نحو المرونة الاقتصادية والبيئية فائز عن فئة المشاريع التنموية والانتاجية الرائدة (مناصفة) ففي ظل تحديات ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة، طوّر د. نواف الهاجري مشروعاً مبتكراً يدمج الزراعة المستدامة مع الطاقة الشمسية وتحلية المياه، وفق نموذج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء (WEF)، ويعتمد المشروع على أنظمة زراعة متكاملة تشمل الحقول المفتوحة والبيوت الزجاجية، مدعومة بطاقة شمسية ووحدة تحلية تعمل بالتناضح العكسي.
الاستزراع المائي
كما سيتم تكريم شركة إيدن للابتكارات، أبوظبي، لتربية الأحياء المائية، فائزة عن فئة المشاريع التنموية والإنتاجية الرائدة (مناصفة)، إذ تُعد أنظمة الاستزراع المائي الدائرية (RAS) من الحلول المستدامة لتربية الأسماك، حيث تُعيد تدوير المياه ومعالجتها واستخدامها مجدداً، ما يجعلها مثالية للبلدان التي تعاني من شح المياه مثل الإمارات.
والمهندس القدري بن محمد شركة إعمار الواحة/ من الجمهورية التونسية فائز عن فئة «المنتجون والمصنعون والمسوقون المتميزون» (مناصفة)، إذ بعد تخرجه في كلية الزراعة، لم يكن حلم الشاب القدري مجرد الحصول على وظيفة، بل سعى إلى تطوير القطاع الزراعي في قريته الفوّار، التي تعاني من مناخ صحراوي قاسٍ رغم وفرة المياه والأراضي. بدأ بإنشاء نقطة بيع للمواد الزراعية، ثم مكتب خدمات زراعية، وتوسعت مشاريعه ليؤسس شركة «إعمار الواحة»، التي هدفت إلى استصلاح الأراضي الصحراوية. وأسّست الشركة مكتب خدمات احترافياً بإشراف مهندس زراعي، وتم اختبار المواد الحديثة في مزرعته الخاصة قبل تسويقها، مما ضمن جودة الخدمات المقدمة. من أبرز ابتكارات الشركة تطوير آلة ضبابية متعددة الاستخدامات ساعدت مزارعي النخيل، خاصةً ذوي الأشجار المرتفعة، على التغلب على تحديات صعبة بطريقة فعالة وتكلفة منخفضة.
مزرعة قطوف
خميس محمد خميس فريح القبيسي - فئة «المنتجون والمصنعون والمسوقون المتميزون» (مناصفة)، ومزرعة قطوف، المملوكة لخميس القبيسي، تمثل نموذجاً رائداً للابتكار والاستدامة الزراعية في منطقة الظفرة بمدينة ليوا، الإمارات العربية المتحدة.
وكذلك شركة سبوتا من المملكة المتحدة عن ابتكار حول استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لاستكشاف سوسة النخيل الحمراء، فائز عن فئة الابتكارات الرائدة والمتطورة لخدمة.
القطاع الزراعي
الشخصية المتميزة: الدكتور غلام ساروار مرخند - الجمهورية الاسلامية الباكستانية، فئة الشخصية المتميزة في مجال النخيل والتمر والابتكار الزراعي (مناصفة) والدكتور شريف فتحي على إبراهيم الشرباصي - جمهورية مصر العربية فائز عن فئة الشخصية المتميزة في مجال النخيل والتمر والابتكار الزراعي (مناصفة).
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الابتكار الزراعي عبد الوهاب زايد جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي الإمارات منصور بن زايد التمر والابتکار الزراعی نخیل التمر
إقرأ أيضاً:
التمر اليمني.. من حقول تهامة إلى أسواق الوطن
استلام الدفعة الأولى من »التمور« ضمن سياسة خفض فاتورة الاستيراد وفق برنامج استراتيجي، يربط بين القطاع التجاري والإنتاج المحلي وفرة إنتاجية هذا الموسم تتراوح ما بين 500 إلى 600 طن من التمور في مديريات تهامة وحدها
في ساحة الجاح بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، أقيم مهرجان التمور الشعبي والذي مثل إعلاناً دراماتيكياً عن انطلاق جبهة جديدة في معركة الصمود اليمنية؛ جبهة الإنتاج الزراعي. يأتي هذا الحدث، الذي تزامن مع سلسلة من الخطوات الاستراتيجية في عدة محافظات، ليؤكد أن اليمن، بقيادته الثورية، يتبنى خيار الاكتفاء الذاتي كدرع حصينة في مواجهة العدوان والحصار الاقتصادي.
تبلور الاهتمام بالزراعة في حراك وطني شامل يربط المزرعة بالسوق، ويُسخر التكنولوجيا المحلية لخدمة الفلاح، ويفتح آفاقاً جديدة لتسويق منتج بات يمثل رمزاً للصمود والخير. هذه التحولات هي ثمرة رؤية عميقة وخطوات متراكمة رسمت ملامح طريق جديد للإنتاج الوطني.
الثورة / يحيى الربيعي
في تهامة، حيث احتفى مزارعو التمور بموسمهم، جاءت تأكيدات المسؤولين لتُعطي الحدث أبعاداً تتجاوز الفلكلور. مدير المديرية، حسين زين، أكد أن الزراعة «جبهة إنتاجية لا تقل أهمية عن بقية الجبهات»، في إشارة واضحة إلى ربط النضال العسكري والاقتصادي. هذا الربط ذاته تجسد في زيارة وفد رسمي لمزارع النخيل في محافظة الجوف، بقيادة الشيخ صالح بن ثيبه، حيث جرى تقييم جودة المحصول ووضع خطة تسويقية متكاملة.
وفي خطوة سباقة، أعلنت الهيئة العامة للعلوم والبحوث والتكنولوجيا والابتكار عن إنجاز نوعي يمثل ثورة في مجال المعالجة ما بعد الحصاد. فقد نجحت الهيئة، وبكفاءة عالية، في تصنيع وتطوير مجففات شمسية محلية الصنع، تمثل نقلة نوعية في مواجهة الفاقد الزراعي. ووفقاً لنائب رئيس الهيئة، الدكتور عبد العزيز الحوري، فإن هذا الإنجاز جاء نتيجة «هندسة عكسية دقيقة لنموذج ألماني» وبكلفة لا تتجاوز 30 % من تكلفة الاستيراد. هذا النموذج، الذي دخل حيز التجريب بالفعل في مزارع التحيتا بالحديدة، أظهر نتائج «مشجعة للغاية» في تجفيف التمور والبن والعنب، مؤكداً أن التكنولوجيا، عندما تُوطن، تصبح أداة قوة اقتصادية وسيادية.
أداة للتمكين الاقتصادي
لعل أبرز مؤشر على جدية التوجه نحو الاكتفاء الذاتي كان في محافظة الحديدة، حيث دشن المحافظ عبدالله عطيفي عملية استلام الدفعة الأولى من التمور ضمن سياسة خفض «فاتورة الاستيراد». هذا البرنامج الاستراتيجي، الذي يربط بين القطاع التجاري والإنتاج المحلي، استوعب دفعة أولى بلغت 120 طناً من التمور من مناطق السويق، والجاح، والنخيلة.
أكد المحافظ عطيفي أن هذه الخطوة «تتويج لجهود وطنية متواصلة لدعم الإنتاج المحلي»، ومؤشراً على سياسة حكومية تهدف إلى تقليص الاعتماد على الخارج. الأرقام تتحدث بوضوح عن حجم هذا التحول، حيث أشار نائب مدير وحدة الزراعة التعاقدية، إبراهيم وهاس، إلى أن هذا العام شهد توقيع 23 عقداً مع تجار محليين بكمية تعاقدية بلغت 1850 طناً، مقارنة بـ350 طناً العام الماضي، بقيمة 140 مليون ريال. هذا التدفق النقدي المباشر للمزارعين يعزز دور الجمعيات الزراعية، ويشجع المزارعين على التمسك بأرضهم ومضاعفة جهودهم.
وفي السياق ذاته، جاء مشروع إسناد الجمعيات المنتجة للتمور في الحديدة ليقدم دعماً لوجستياً مباشراً، حيث تم توزيع تسعة آلاف سلة تسويقية على ثلاث جمعيات، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة التعبئة والتغليف، وتقليص الفاقد بعد الحصاد، وهو ما أكده مدير وحدة تمويل المشاريع يحيى الوادعي.
أفق جديد للأمن الغذائي
تتكامل هذه المبادرات في إطار استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي. فبينما يوجه عبدالرحمن هزاع، ضابط سلاسل القيمة للتمور، المزارعين في لقاء توعوي بمديرية الدريهمي إلى أهمية «التجفيف السليم» و»التسويق عبر الجمعيات»، تؤكد التقديرات الأولية التي أشار إليها رئيس دائرة التسويق بالاتحاد التعاوني الزراعي، بكيل طاهر، على وفرة إنتاجية هذا الموسم تتراوح ما بين 500 إلى 600 طن في مديريات تهامة وحدها.
هذه الأرقام والإنجازات لا ترسم صورة لحظية للنجاح، بل تضع حجر الأساس لمستقبل زراعي مستدام. إن التمور اليمنية، التي أثبتت جودتها العالية، باتت الآن مدعومة بمنظومة متكاملة من التوعية والتكنولوجيا والتمويل والتسويق. إنه تحول جذري، من التعامل مع المحصول كسلعة محلية تقليدية، إلى اعتباره أداة اقتصادية استراتيجية ورمزاً من رموز الصمود الذي يتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل.