سوريا: نشاط دبلوماسي وعسكري مكثف وملامح تغيّرات في علاقات الخارج مع دمشق
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
تشهد الساحة السورية حراكًا لافتًا على الصعيدين السياسي والعسكري، في وقت تتعزز فيه المؤشرات على تحولات تدريجية في تعاطي المجتمع الدولي مع الحكومة السورية الجديدة، خاصة من قبل الاتحاد الأوروبي، واليابان، والولايات المتحدة.
وزير الداخلية السوري يستقبل رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي
أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الوزير أنس خطاب استقبل مساء الثلاثاء رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، ميخائيل أونماخت، في زيارة رسمية إلى دمشق تهدف إلى “تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي، بما يسهم في تحقيق استقرار مستدام في المنطقة”، وفق بيان الوزارة.
وتأتي هذه الزيارة بعد تصريحات لأونماخت يوم السبت الماضي، أكد فيها “استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة”، واصفًا إياها بأنها “تسعى إلى الخير لمواطنيها على عكس النظام السابق”. كما أشار إلى أن “العلاقة بين الطرفين انتقلت من الطابع الإنساني البحت إلى “انخراط سياسي مباشر”، مع استمرار فرض العقوبات على شخصيات وكيانات متورطة في جرائم وانتهاكات.
وأكد الدبلوماسي الأوروبي “أهمية منظمات المجتمع المدني ودور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ملف المهجرين السوريين، مع التلميح إلى إمكانية توسيع الاستثناءات الإنسانية لتشمل مجالات النقل والطاقة والمصرف المركزي”.
الجيش الأمريكي يخطط لتقليص قواته في سوريا
في تطور ميداني، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن الجيش الأمريكي يستعد لدمج قواته المنتشرة في سوريا خلال الأسابيع المقبلة، في خطوة قد تؤدي إلى تقليص عددها إلى نحو ألف جندي، بدلاً من ألفي جندي حاليًا.
وقال أحد المسؤولين، مشترطًا عدم الكشف عن هويته، إن التقليص يأتي في وقت تتفاوض فيه الإدارة الأمريكية مع إيران، وتعيد تقييم تمركز قواتها في الشرق الأوسط. وتتركز القوات الأمريكية بشكل رئيسي في شمال شرق سوريا، حيث تعمل بالتعاون مع قوات محلية لمنع عودة تنظيم “داعش”.
وتعليقا على تقارير حول تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، أكد البنتاغون “أنه يعيد نشر قواته بشكل دوري هناك لتلبية المتطلبات الميدانية، نافيا تقليصها”.
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” لوكالة “نوفوستي” قائلا: “تعيد وزارة الدفاع نشر قواتها بصورة دورية استجابةً للمتطلبات التشغيلية والظروف الطارئة”.
وأضاف: “تعكس هذه التحركات مرونة الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية وقدرتها على التكيف مع التهديدات الأمنية المتغيرة، فضلا عن إمكانية الانتشار السريع في أي مكان حول العالم”.
اليابان تقدم مساهمة جديدة لإعادة إعمار سوريا
من جهة أخرى، أعلنت السفارة اليابانية في دمشق “عن تقديم مساهمة مالية بقيمة 3 ملايين يورو لصالح صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا، وهو الصندوق الذي تأسس عام 2013 من قبل ألمانيا والإمارات والولايات المتحدة لتمويل مشاريع إعادة تأهيل الخدمات الأساسية داخل البلاد”.
وقال القائم بالأعمال الياباني في سوريا، أكيهيرو تسوجي، عبر منصة “إكس”: “سنواصل التزامنا بتعزيز الاستقرار والصمود في سوريا، ونتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا للشعب السوري من خلال دعم جهود التعافي والتنمية”
آخر تحديث: 16 أبريل 2025 - 09:32المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا.. مظاهرات في مدن مختلفة للتضامن مع فلسطين
دمشق – شهدت عدة محافظات سورية، امس الاثنين، مظاهرات شعبية تندد بحرب الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل على قطاع غزة واستهدافها الصحفيين الفلسطينيين هناك.
وتجمع المتظاهرون في العاصمة دمشق، ومحافظات حماة، وحمص، وحلب، وإدلب، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومرددين هتافات مناهضة لإسرائيل، كما حملوا لافتات كتب عليها شعارات مثل “الحرية لغزة” و”فلسطين ليست وحدها”.
ودعا المشاركون المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، مؤكدين تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني.
وفي دمشق، نظم صحفيون وقفة احتجاجية مرتدين الدروع الواقية، تنديدا بقتل إسرائيل لصحفيين فلسطينيين، واستذكارا لزملائهم الذين قُتلوا الأحد جراء قصف إسرائيلي على غزة.
أما في إدلب شمال غربي البلاد، فقد شارك صحفيون ونشطاء في مظاهرة مماثلة، عبّروا خلالها عن رفضهم لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين.
وقال الصحفي والناشط أحمد حموش، في حديثه للأناضول، إن الهجمات الإسرائيلية ضد الصحفيين في غزة تمثل “محاولة لطمس الحقيقة”.
وأشار إلى أن 273 صحفيا فلسطينيا قُتلوا في القطاع حتى اليوم جراء الهجمات الإسرائيلية.
من جانبها، أكدت الناشطة نور قرمش أن السوريين أكثر من يشعر بمعاناة الفلسطينيين، نظرا لما عانوه سابقا من ظروف مشابهة زمن النظام المخلوع.
وأضافت أن قصف خيمة الصحفيين في غزة دليل على الاستهداف المباشر والمتعمد للصحافة والصحفيين من قبل إسرائيل.
ومساء أمس الأحد، قتلت إسرائيل 6 صحفيين، بينهم 4 من قناة “الجزيرة” القطرية، بقصف خيمتهم بمحيط “مستشفى الشفاء” بمدينة غزة مساء الأحد، ضمن إبادة جماعية مستمرة للشهر الـ22.
والصحفيون الستة هم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل، فضلا عن محمد الخالدي الذي توفي صباح الاثنين متأثرا بجراحه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و499 قتيلا و153 ألفا و575 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
الأناضول