زونجشان- (أ ف ب) - يؤكّد العاملون في مصانع صينية أنهم يلمسون الآثار الأولى للرسوم الجمركية الطائلة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المنتجات المصنوعة في الصين، مع تسجيل الطلبيات تراجعا حادا قد يرغمهم على التخلي عن السوق الأميركية.

وتشتدّ وطأة هذه الزيادات الجمركية خصوصا في إقليم غوانغدونغ (جنوب الصين) القلب الصناعي للعملاق الآسيوي حيث تصنّع المنتجات على أنواعها، من الملابس إلى الأجهزة الإلكترونية، في آلاف المصانع التي تلبّي طلبيات الاستهلاك اللامتناهية في العالم من خلال الإنتاج بأسعار بخسة لا تنافس، ومنذ عقود يؤدّي هذا الإقليم دور المحرّك في تنامي القوّة الاقتصادية للصين غير أن معركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنعاش القطاع الصناعي في الولايات المتحدة وحربه التجارية على بكين قد تقلبان المعادلة.

ويقول شياو جونيي الذي يملك مصنع نسيج في كانتون عاصمة غوانغدونغ وكالة فرانس برس أن السوق الأميركية تشكّل 20 إلى 30 % من الطلبيات التي يتلّقاها، ويقرّ صاحب المصنع الشاب البالغ 24 عاما بأن "للزيادات الجمركية تداعيات علينا"، مشيرا إلى "الانخفاض الشديد في المبيعات والطلبيات"، وهو يبيع جزءا من بضائع مصنعه إلى الأميركيين عبر موقع "تيمو" الإلكتروني للسلع المنخفضة الكلفة التابع للعملاق الصيني "بي دي دي هولدينغز".

وإثر التعرفات الجمركية الأميركية الجديدة التي تبلغ 145 % بالنسبة إلى معظم المنتجات وقد تصل إلى 245 % في بعض الأحيان، نشرت "تيمو" مذكّرة جاء فيها أنها ستخفّض استثماراتها الترويجية في الولايات المتحدة، على حدّ قول شياو جونيي.

- منافسة لا نهاية لها

وبات الشاب يبحث عن بدائل غير الولايات المتحدة، باعتبار أنه "يمكننا المتاجرة مع العالم أجمع" لكنه يدرك جيّدا أنه من الصعب للغاية أن تحلّ بلدان أخرى محلّ الولايات المتحدة بالكامل بقوله: "تبقى الولايات المتحدة بلدا متقدّما كبيرا مع طلبيات أكبر بكثير" من البلدان الأخرى.

وعلى مقربة من مصنع شياو جونيي، يقام معرض كانتون، وهو حدث تجاري كبير ينظّم مرّتين في السنة، ويتيح هذا المعرض التجاري للشراة من العالم أجمع التعرّف شخصيا على المصنّعين الصينيين ومعاينة بضائعهم عن قرب وإقامة سلاسل إمداد جديدة، لكن الزبائن الأميركيين قلائل جدّا هذه السنة، وهؤلاء الحاضرون رفضوا الردّ على أسئلة وكالة فرانس برس عندما سُئلوا عن المنتجات التي تهمّهم وعما إذا كانت الحرب التجارية تعقّد أعمالهم.

ومن بين الشركات الصينية المشاركة في المعرض "ووزن لايتينغ تكنولوجي" التي تطوّر حلول إنارة بتقنية الليد (الثنائي الباعاث للضوء) وتزوّد خصوصا عملاق التجارة الإلكترونية "أمازون" منتجاتها.

وتقول أندي لين المسؤولة عن التنمية التجارية في أحد مصانع الشركة في زونغشان قرب كانتون "هو فصل جديد من فصول الحرب التجارية"، وتعرب عن أسفها لأن "رسوما جمركية تضاف إلى رسوم جمركية في منافسة لا نهاية لها".

وترى لين أن "هذا الوضع لا يمكن أن يدوم لأن تداعياته ملموسة على كلّ البلدان. وهي ستؤثّر خصوصا على الحياة اليومية للأميركيين".

- زبائن جدد

وقد يؤثّر تباطؤ الصادرات إلى الولايات المتحدة أيضا على القطاع الصناعي في البلاد حيث تساهم "ووزن" في توظيف مئات الأشخاص، وفي المصانع التي زارتها وكالة فرانس برس هذا الأسبوع في غوانغدونغ، كان النشاط في أوجه مع عمّال منكبّين على سلاسل الإنتاج وسط هدير الأحزمة المتحرّكة، وأقرّ مصنّعون بأن اشتداد الحرب التجارية ارتدّ سلبا على نشاطاتهم، لكنهم يأملون بالتعاون مع زبائن جدد خارج الولايات المتحدة، ومن شأن الزيادات الجمركية التي أقرّها دونالد ترامب أن تؤثّر على المستهلكين في الولايات المتحدة من خلال زيادة التضخّم، على ما حذّر هذا الأسبوع رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول.

أما الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية في الصين، فلن يكون لها أثر ملموس على حياة الصينيين، بحسب أندي لين، وهي تخبر أنها لا تستعمل منتجات أميركية كثيرة وتشتري من منصات صينية للتجارة الإلكترونية تتعامل بدورها مع مصنعين محليين.

وتلفت أندي لين إلى أنه "من الممكن تصنيع كلّ هذه السلع في الصين في نهاية المطاف"، مشيرة إلى أن "التداعيات ستكون محدودة جدّا إلا في حال السعي إلى اقتناء منتجات محدّدة".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الجمعة، فرض عقوبات ضد إيران، شملت كيانين مقرهما في هونج كونج، وعقوبات أخرى متعلقة بمكافحة الإرهاب.
 

عقوبات ضد إيران

قال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأمريكية، إن العقوبات ضد إيران تستهدف ما لا يقل عن 20 كيانًا و5 أفراد و3 سفن، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز” للأنباء.

يأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الأيرانية  الإسرائيلية التي اندلعت الجمعة الماضية.

وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيمنح أسبوعين للدبلوماسية، قبل اتخاذ قرار بشأن شنّ ضربة على إيران. 

وبينما يجتمع مسؤولون أوروبيون وإيرانيون في جنيف، اليوم، صرّح وزير خارجية المملكة المتحدة بوجود "فرصة سانحة" لإنهاء أزمة الشرق الأوسط. 

ورغم تشكيك المسؤولين الأمريكيين في جدوى المحادثات، أبقى مسؤول في البيت الأبيض الباب مفتوحًا أمام إحراز تقدّم.

قصف إيراني ضد إسرائيل

أطلقت إيران وابلًا جديدًا من الصواريخ باتجاه إسرائيل، اليوم، حيث سقط واحد على الأقل على مدينة حيفا الشمالية. 

ويأتي هذا الهجوم الأخير، في الوقت الذي تبادلت فيه إيران وإسرائيل الضربات الجوية خلال الليل، دون أي مؤشرات على تهدئة الصراع المستمر منذ أسبوع.

ولم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قائلًا: "لا ينبغي لأحد في إيران أن يتمتع بالحصانة"، وذلك بعد أن صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي بأنه لا يمكن السماح لآية الله علي خامنئي "بالبقاء".

طباعة شارك الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران عقوبات ضد إيران الحرب الأيرانية  الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي المرشد الأعلى الإيراني العقوبات الامريكية ضد ايران

مقالات مشابهة

  • هل ستخوض الولايات المتحدة حربًا ضد إيران؟ اسألوا سارية العلم!
  • ماذا وراء التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة؟
  • 6 طائرات شبح تقلع من الولايات المتحدة!
  • من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • كيف يمكن أن تتعثر مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ضد إيران؟
  • أونكتاد: الرسوم الجمركية تعمق ركود الاستثمارات حول العالم
  • الولايات المتحدة تعتمد رسميا أول لقاح ضد الإيدز
  • الأخضر يخسر من الولايات المتحدة في الكأس الذهبية .. فيديو
  • أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة