«بطلت عياط وبدعيلك».. صلاح عبد الله يودع سليمان عيد بهذه الكلمات
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
ودع الفنان صلاح عبد الله، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» الفنان سليمان عيد، اليوم السبت، وذلك بعد رحيله عن عالمنا أمس الجمعة عن عمر يناهز الـ 63 عاما.
وفي هذا السياق، كتب صلاح عبد الله، عبر حسابه الرسمي على «إنستجرام» معربا عن حزنه لوفاة سليمان عيد، قائلا: «أطمن ياسولوم متقلقلش عليَّا أنا بقيت كويس وبطلت عياط وبدعيلك من قلب قلبي ياعشرة العمر ياغالي، نومة هنية في الجنة ونعيمها ياسليمان بإذن الرحمن الرحيم، الفاتحة والدعاء لأطيب خلق الله».
ومن المفترض، أن تستقبل أسرة سليمان عيد عزائه اليوم السبت الموافق لـ 19 إبريل عن عمر يناهز الـ 63 عاما في مسجد الشرطة.
وكشف عبد الرحمن، نجل الراحل عن موعد ومكان عزاء والده سليمان عيد، والذي من المقرر أن يقام اليوم السبت بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.
وقال «عبد الرحمن» عبر حسابه الرسمي بـ«فيس بوك» منشور قائلاً فيه: «عزاء والدي المغفور له بإذن الله.. غدًا السبت بعد صلاة المغرب بمسجد الشرطة بطريق المحور بالشيخ زايد، شكر الله سعيكم جميعًا.. الرجاء الدعاء».
وفاة سليمان عيدرحل سليمان عيد عن عمر ناهز الـ64 عامًا، عقب تعرض بشكل مفاجئ إلى هبوط حاد في الدورة الدموية، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات في الشيخ زايد، إلا أنه فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى.
اقرأ أيضاً«سنفتقدك ونظل نحبك».. هنادي مهنا تودع سليمان عيد بكلمات مؤثرة
«رجل متوفي» كان آخر أعماله.. الظهور الأخير للفنان سليمان عيد قبل وفاته المفاجئة
سليمان عيد يراهن على نجاح «بيت فرح».. ويفاضل بين عدد من الأعمال الفنية الجديدة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ابن سليمان عيد الفنان سليمان عيد جنازة سليمان عيد رحيل سليمان عيد سليمان عيد سليمان عيد وكريم عبد العزيز صلاح عبدالله عزاء سليمان عيد وفاة الفنان سليمان عيد وفاة سليمان عيد سلیمان عید
إقرأ أيضاً:
أن تضع الكلمات المتجمدة تحت المدفأة!
في واحدة من أجمل قصائدها تتحدث الشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا عن أغرب ثلاث كلمات يمكن أن نصادفها في حياتنا، تقول: ((عندما أنطق كلمة «المستقبل» سرعان ما يصبح المقطع الأول منها في الماضي/ عندما أنطق كلمة «الصمت» أكون قد دمَّرتُها/ عندما أنطق كلمة «لا شيء» فإني أصنع شيئًا لا يمكن للوجود أن يحمله)). في هذه القصيدة البديعة تتأمل شيمبورسكا عجز اللغة وكلماتها عن الإمساك بالزمن، والقبض على المعنى، بل وحتى مجاراة العدم، وأظن أن هذا ما يكابده كل المبدعين الذين يقوم إبداعهم على نسج الكلمات ونحتها، وشَدِّها من شَعرها، وتأمل الذات والعالم عبرها. ومن هؤلاء الكاتب العُماني يوسف الكندي؛ الذي خصص مجموعته القصصية الجديدة «نجار الكلمات» (دار لبان للنشر، 2025) لمعالجة هذا الموضوع تحديدا، والنظر إليه من أكثر من زاوية.
في مقدمة الكتاب المعنونة «مقدمة الحياة والكلمات» (التي يحار المرء في نهايتها هل يعدها مقدمة فعلًا أم القصة الأولى من قصص المجموعة) يعود بنا الكندي إلى القرون السحيقة عندما «كان العربي يملك لسانا فتّاكًا، لم يترك أمامه في هذه البادية الجافة شيئًا إلا بلّله بكلماته»، كانت الكلمات معادلًا للحياة، بل وسببًا من أسباب البقاء، و«كان القدامى يؤمنون بقوة الكلمة، ويبجلون تأثيرها على الكائن حظًّا أو نحسًا»، ولذلك فحين يمرض طفل كانوا ببساطة يعالجونه بتغيير اسمه، فيُشفى على الفور. لكن الكلمات فقدت مع الزمن هيبتها وسحرها، وصارت اليوم بلا قيمة تذكر، هذه هي الخلاصة التي توصل إليها المؤلف في نهاية مقدمته/ قصته، حين صار «الزمن يحك كلمات الجريدة ويحفر في ورقها دون أن ينتبه أحد»؛ هذه الجريدة التي نسيها عجوز فوق طاولة الشرفة ومضى. وهنا يتوصل الكندي إلى أن «هذا العجوز ابتلعه العدم لأنه لم يترك أي كلمات تحكي قصته».
وإذن؛ فإن بقاء الإنسان مرهون ليس بقدرته على نطق الكلمات فقط، وإنما الكلمات التي تسرد حكاية، هذه الفكرة يؤكدها الكندي في أكثر من قصة، نص «الكلمات العادية في مواجهة القصص» - على سبيل المثال - يخبرنا في بدايته أنه «في أحيان كثيرة يمكن للكلمات العادية أن تدمر النسق الطبيعي للأحداث»، ويضرب لنا مثلًا بحكاية تراثية عن امرأة أراد زوجها الخروج ذات ليلة لقضاء حاجة، فرددت كلمات عادية هي أقرب إلى دعاء: «يا ظلام الليل احمل زوجي برفق» وهي لا تعلم أن شيطانًا مريدًا يدعى «ظلام الليل» كان يقف خلف البيت متربصًا، ولم يكن أمام الرجل الذي اختطفه الشيطان بحجة أنه امتثل لطلب الزوجة سوى أن يسرد له حكايات جيدة عن بطولات السندباد البحري، وكليلة ودمنة، وحي بن يقظان، وغيرها من سير الأبطال والأوغاد، ليشعر الشيطان في النهاية بالصداع من هذه الحكايات فيرخي قبضته عليه ويتركه، وحين عاد الرجل إلى زوجته أخبرها بخلاصة التجربة المريرة: «القصص الجيدة تنفع أكثر من الحظ، وتتفوق على الكلمات العادية»، وهذا ما أكدته القصة الأخرى في المجموعة «حليب الحكايات»؛ فقد كانت الطفلة «بديعة» تتلعثم بالكلمات العادية لأن أمها لا تجيد سرد القصص، وحين زارت الأم أختها وقضت معها عدة أيام كانت الأخت خلالها تسرد حكايات ما قبل النوم لأطفالها ومعهم بديعة، تألقت عينا الطفلة ونما ذهنها، إلى الدرجة التي جعلت الأم تتساءل: كيف تغيرت ابنتي؟!
لقد تغيرت الطفلة لأنها وجدت من يُخرِج لها الحكايات من أعماق روحه، وهو عين ما فعله الرجل للشيطان الذي اختطفه فانهزم. والمفارقة أن هذا الشيطان انتصر في قصة أخرى في المجموعة (هي قصة «الكلمات العتيقة») لأن الكلمات التي حاول بها ابن المتصوف علاج الرجل الممسوس (كما فعل أبوه سابقا بنجاح، وبالكلمات ذاتها) كانت بلا روح. عندما يكبر هذا الابن قليلا ستتكشف له الأشياء التي تكشفت لصموئيل؛ بطل رواية «ميدييا وأبناؤها» للروائية الروسية لودميلا أوليتسكايا (ترجمة تحسين رزاق عزيز)، وهي «أن الأفكار لا تُنقَل بالكلمات كاملةً تمامًا بل بدرجة كبيرة من التقريب، وأنَّ ثمة فجوة معينة بين الفكر والكلمة، وهذه الفجوة أو الثغرة تمتلئ بأعمال الوعي المكثفة الجهيدة، التي تعوِّض الإمكانات المحدودة للغة وتسد ثغراتها».
تظهر هذه الإمكانات المحدودة للغة وعجز الكلمات عن سد ثغراتها في أقصوصة «الكلمات المنسية»، حيث ينسى بطلها هاتفه في أحد المتاجر، وحين يعود إليه يجد العامل في انتظاره ليسلمه هاتفه وهو يضحك دون أن يتفوه بكلمة، ثم يضحك عامل آخر متضامنًا مع البطل قائلًا - بضحكته فقط - إن هذا يحدث له أيضا. اكتفى الثلاثة بالضحك لأنه «لم تكن هناك أية كلمات. بدلًا منها حضرت معانيها».
كان لافتًا أن مفردتَيْ «الكلمات» و«كلمات» تكررتا في عناوين خمسة عشر نصًّا من نصوص «نجار الكلمات» التي زادت عن الخمسين بقليل، ومن هذه النصوص نصّ «الموسيقى والكلمات العادية» التي ترد فيها عبارة تصلح لوصف ما فعله يوسف الكندي في هذا الكتاب ككل: «أحضرنا مقلاة ووضعنا فوقها الكلمات المتجمدة، ثم قربناها من المدفأة». ثمة تنويعات مختلفة على الكلمات ودورها في حياتنا: كلمات صامتة تحتج على حرب لا تأتي (قصة «الحرب التي لا تتكلم»)، كلمات لا يُسمح لها بالخروج إلا في الظلام الدامس حتى تتجانس مع فضائح الليل (قصة «الكلمات والقنوات الرسمية»)، كلمات مضللة تدغدغ مشاعر محطَّمي الآمال (قصة «بائع الكلمات»)، كلمات يمكن أن تكون جميلةً كعبارة امتنان لكنها في الوقت نفسه مخيفة (قصة «الكلمات الخفية»)، كلمات كاذبة يدعي قائلها أنه يرى كل شيء، فتتسبب في إرعاب الضعفاء (قصة «أفعال الهواة»)، وغيرها من الكلمات وحكاياتها التي تؤثث قصص هذا الكتاب.
ختاما؛ إنه لمن المؤسف ألّا أستطيع إطراء «نجار الكلمات» في النهاية إلا بالكلمات. لكن عزائي أنني أمتثل لنصيحة شاعري المفضل وديع سعادة: «على الكلمات التي نحبّها أن تبقى دائمًا في أفواهنا، وأن نعيد كتابتها مرارًا على الورق، علينا أن نردّدها دائمًا لأنّها تمنحنا شعورًا بأنَّ الحياة لا تزال فيها كلماتٌ حبيبة، وبأنّنا لا نزال نستطيع قول شيء نحبُّه».
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني