ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني

في شهر مايو من العام الماضي، اعتقلت القوات الداخلية الأمريكية المؤرخ اليهودي المشهور على مستوى العالم «إيلان بابي»، وذلك أثناء رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واحتجزته لمدة ساعتين.

في تلك الأثناء كان «إيلان بابي» يبلغ من العمر 69 عامًا، وقد وُجّهت إليه العديد من الأسئلة في الشأن السياسي وأمور أخرى، كان من بين الأسئلة سؤال عن رأيه في حماس، كما سُئل إن كان يعتبر ما تقوم به القوات الإسرائيلية في قطاع غزة «إبادة جماعية» أم لا، فأجاب بـ«نعم»، ومما طُلب إليه تقديم أرقام هواتف معارفه من الجالية العربية والجالية الإسلامية المقيمة في أمريكا.

وبعد أشهر من استجوابه من قبل الأمن الداخلي الأمريكي، وتحديدًا في شهر ديسمبر، تم استبعاد «إيلان بابي» من برنامج «الصراع» حول الشرق الأوسط الذي يقدمه بودكاست «بي بي سي» في اليوم الذي كان من المفترض أن يسجل فيه رأيه، دون إبداء أسباب واضحة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن «إيلان بابي» واحدٌ من المؤرخين الإسرائيليين الذين يسعون جاهدين للبحث عن الحقيقة فيما يتعلق بـ«حرب الاستقلال» الإسرائيلية في عام 1948. وبالحديث عن الحرب، فإنها بدأت عندما أعلنت إسرائيل استقلالها بعد تقسيم دولة فلسطين، وهذا الأمر باركته واعترفت به الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إضافة إلى دول أخرى، وفي المقابل واجهت خطة التقسيم هجومًا من عدة دول أعربت عن رفضها لما يحدث، منها مصر والعراق ولبنان وسوريا والأردن، وبعد انتهاء الحرب في يوليو من عام 1949، كانت الدولة الجديدة قد أُقيمت فعليًّا على مساحة تزيد عمّا تم الاتفاق عليه بالخُمس، وقد رفضت العودة إلى ما تم الاتفاق عليه.

ومنذ ذلك الحين فقد أطلق العرب والفلسطينيون على عام 1948 عام «النكبة»، إذ شهد تهجيرًا جماعيًّا للفلسطينيين بشكل عنيف، وطردهم من أرضهم، ويُشار إلى أن عام النكبة خلّف وراءه حوالي 750 ألف لاجئ فلسطيني رحلوا إلى الدول العربية.

وهذا ما يعترف به «إيلان بابي»، الذي يبحث في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني والتاريخ المتداخل بينهما، ويُعرف «إيلان بابي» بأنه مدافع شرس عن حقوق الفلسطينيين، وقد أصدر كتابًا ذاع صيته في عام 2007 حول إنشاء دولة إسرائيل، وحمل الكتاب عنوان «التطهير العرقي في فلسطين»، إلى جانب كتب أخرى أصدرها، وكتابه الأخير بعنوان «الضغط من أجل الصهيونية على جانبي الأطلسي»، الذي سعى من خلاله إلى فهم كيفية تشكيل مجموعات ضاغطة تؤيد إسرائيل، سواء أكانت في بلد إقامته المملكة المتحدة، أو في أمريكا، أكثر الدول حماسة في الدفاع عن إسرائيل.

لذلك نجد هذا الاهتمام بـ «إيلان بابي»، فهو الباحث في شؤون اللوبي الإسرائيلي، وهو ضحية هذا اللوبي ومساعيه الهادفة إلى إسكاتِه وعدم ظهوره في وسائل الإعلام، إلى جانب الحد من ظهور وجهات النظر المؤيدة للجانب الفلسطيني.

لوبي «عدواني»

هذه حكاية لوبي يُوصف بأنه «عدواني»، ويسعى بكل شغف إلى طمس الروايات التي تتناول سلب الفلسطينيين أراضيهم ومعاناتهم، خوفًا من أن تمنح تلك الروايات شرعية للمطالب الفلسطينية بإقامة دولة، أو أن تستجلب تعاطفًا دوليًا مع الفلسطينيين في ظل حرمانهم من حقوقهم السياسية والمدنية في الأراضي المحتلة.

بدأت هذه القوى الضاغطة المؤيدة لإسرائيل منذ القرن التاسع عشر، لكنها اتخذت أشكالًا أكثر وضوحًا وتنظيمًا بعد عام 1948، وقد خصص المؤرخ «إيلان بابي» جزءًا كبيرًا من كتابه للحديث عن الجماعات البرلمانية الضاغطة، مثل «أصدقاء إسرائيل في حزب العمال» ويسمون اختصارا (LFI)، و«أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين» (CFI) في المملكة المتحدة، وكذلك لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) في الولايات المتحدة. وتُعرف هذه الأخيرة بإنفاقها موارد مالية ضخمة لضمان التزام الحكومة الأمريكية بالأهداف الإسرائيلية.

ويؤكد «إيلان بابي» في كتابه أن اللوبي الإسرائيلي العدواني يعاني من القلق، إذ قلّما نجد دولة تسعى بهذا القدر من الإلحاح لـ«إقناع العالم ومواطنيها بأن وجودها شرعي».

وبمناسبة الذكرى السنوية لهجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس، كتب الصحفي في «الجارديان» جوناثان فريدلاند، وهو من أصول إسرائيلية من جهة والدته، قائلاً: «بالنسبة لكثير من المراقبين من الخارج، تبدو إسرائيل قوة إقليمية كبرى، مدعومة من قوة عظمى عالمية، وتبدو في موقع القوة والأمان. لكن من الداخل، لا يبدو المشهد كذلك. فالإسرائيليون يرون مجتمعهم صغيرًا ـ بحجم ولاية نيوجيرسي ـ محاصرًا ومعرضًا للخطر».

ولشرح هذا التناقض، كتب فريدلاند أن إسرائيل، رغم كونها «دولة ذات جيش قوي مرعب»، إلا أن يهودها شعروا يوم السابع من أكتوبر بأنهم «عاجزون، تمامًا كما كان أسلافهم في البلدات اليهودية الصغيرة في أوروبا الشرقية (الشتيتل)».

ويُشير «إيلان بابي» إلى أن مصطلح «اللوبي الإسرائيلي» لا يدل على كيان موحد، بل هو مجموعة متنوعة من «الأفكار، والأفراد، والمؤسسات». وعندما يتحدث عن «اللوبي الصهيوني»، فهو يعني الأفراد أو المجموعات التي تنشر دعاية مؤيدة لإسرائيل، وتسعى في الوقت ذاته إلى تشويه صورة أي شخص «يدين أو ينتقد إسرائيل أو الصهيونية». إلا أن هذه المجموعات تتغير بمرور الوقت من حيث تكوينها، واتجاهاتها، وأساليبها، كما يشير «إيلان بابي».

يروي كتاب «إيلان بابي» قصة منظمات وأفراد «مخلصين» عملوا، منذ القرن التاسع عشر، على إقناع صانعي السياسات والحكومات بضرورة إقامة وطن قومي لليهود.

الاستعمار والفصل العنصري

منذ أوائل القرن العشرين، بدأت الصهيونية تتكيّف مع الظروف السياسية المعاصرة، فصورت نفسها على أنها حركة من أجل «الحق في تقرير المصير الوطني»، تنسجم مع نموذج «حقوق الأقليات».

ويستند «إيلان بابي» إلى أعمال المفكر والناقد الفلسطيني الأمريكي الراحل «إدوارد سعيد»، ليؤكد أن الصهيونية بدأت ترتبط أكثر فأكثر بسرديات الحداثة الغربية والتقدم، ومن خلال هذا الارتباط ـ كما يرى ـ ساهمت الصهيونية في ما يُعرف بـ«الاستشراق»، وهو الفهم الغربي النمطي للعالم العربي والإسلامي باعتباره متخلفًا وغير متطور.

ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، كان يُنظر إلى الفلسطينيين على أنهم، في أحسن الأحوال، «مشهد غريب»، وفي أسوأ الأحوال، «إزعاج بيئي»، على حد وصف «إيلان بابي». ومؤخرًا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ارتباط الفلسطينيين بأرض غزة لا يتعدى كونه «صفقة عقارية ضخمة». ومع ترسخ ثقافة مناهضة العنصرية في الغرب، أصبحت إسرائيل ــ كغيرها من الدول ــ تخشى المقارنات التي تُعقد بينها وبين نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. لكن هذه المقارنات ليست جديدة، إذ تعود إلى عقود مضت. وفي العقود الأخيرة، عزز اللوبي الإسرائيلي خطاب «معاداة السامية» ليستخدمه كأداة دفاعية، يصفها «إيلان بابي» بأنها «تسليح لمعاداة السامية من أجل كسب الدعم العام لإسرائيل».

ويذكر أن إسرائيل كانت على علاقة تحالف عسكري وثيق مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل أن تتسلم السلطة حكومة «المؤتمر الوطني الإفريقي» المناهضة للفصل العنصري عام 1994، وفي وقت سابق، رفعت جنوب إفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة الفصل العنصري بحق الفلسطينيين. وفي سرد مؤلم، يتناول «إيلان بابي» حملة شرسة شنها اللوبي الإسرائيلي ضد زعيم حزب العمال البريطاني السابق «جيريمي كوربن»، والذي دعا إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين.

فعلى سبيل المثال، اتهمت صحيفة «جويش كرونيكل» كوربن بأنه على صلة بـ«منكرين للهولوكوست، وإرهابيين، ومعادين صريحين للسامية»، بحسب ما ورد في كتاب «إيلان بابي». وقد تنحى كوربن عن زعامة الحزب في عام 2019.

وفي عام 2020، خلص تقرير صادر عن «هيئة المساواة وحقوق الإنسان» في المملكة المتحدة إلى أن الثقافة السائدة داخل حزب العمال خلال قيادة كوربن «في أحسن الأحوال، لم تبذل ما يكفي لمنع معاداة السامية، وفي أسوأ الأحوال، قد يُنظر إليها على أنها قبلت بها ضمنًا».

ويشير «إيلان بابي» إلى أن حالات معاداة السامية داخل حزب المحافظين البريطاني تُعامَل بمعايير أخف بكثير. فعلى سبيل المثال، وصف السياسي المحافظ «جايكوب ريس موغ» بعض الأعضاء اليهود في حزبه بأنهم «من النخبة المستنيرة (الإلوميناتي) الذين يسعون للسيطرة على السلطة». ويرى «إيلان بابي» أن هذا التفاوت في المعاملة يرجع إلى كون كوربن كان في موقع سياسي مؤثر «يمكن أن يؤثر في السياسات البريطانية تجاه إسرائيل».

اللوبي والولايات المتحدة

في النصف الثاني من كتابه، يوجّه «إيلان بابي» اهتمامه نحو الولايات المتحدة، التي أصبحت اليوم الراعي الجيوسياسي الأبرز لإسرائيل. ويؤكد أن واشنطن حريصة على استثناء إسرائيل من أي مساءلة أمام القانون الدولي.

ويتناول «إيلان بابي» نشأة «المجلس الأمريكي الصهيوني للطوارئ»، الذي يُعد سلفًا لمنظمة «إيباك» (AIPAC)، وقد بدأ هذا المجلس نشاطه في خمسينيات القرن العشرين. ومن أبرز نجاحات هذه المنظمات في بداياتها، إقناع الولايات المتحدة بدعم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر عام 1947، والذي دعا إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية، مع وضع القدس تحت إدارة دولية خاصة.

وقد أسفر ذلك عن اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، والتي انتهت بقيام دولة إسرائيل على مساحة أكبر من تلك التي خُصّصت لها في قرار التقسيم. ويُعد الاعتراف السريع من جانب الولايات المتحدة بإسرائيل في ذلك الحين إنجازًا مبكرًا مهمًا للوبي الإسرائيلي.

ومن الإنجازات الرئيسية لهذا اللوبي، استمرار تدفق السلاح والمساعدات إلى إسرائيل، وكذلك استخدام الولايات المتحدة لموقعها الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسلطتها الدولية بشكل عام، لتمكين إسرائيل من التملص من تنفيذ عدد لا يُحصى من قرارات الأمم المتحدة.

لكن «إيلان بابي» يُوضح أن اللوبي لم ينجح دومًا في فرض إرادته. فمنذ نشأته، كان عليه أن يواجه وزارة الخارجية الأمريكية، التي اتسمت ــ في بعض أجنحتها ــ بمواقف أكثر تشككًا تجاه إسرائيل، بل و«مؤيدة للعرب» أحيانًا، نظرا إلى أن الوزارة توظف خبراء في شؤون الشرق الأوسط غالبًا ما يكونون أكثر تعاطفًا مع شعوب المنطقة. وكانت هناك فترات من التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من بينها خمسينيات القرن الماضي، حين علّقت واشنطن مؤقتًا المساعدات الاقتصادية لتل أبيب.

ويُبرز «إيلان بابي» أن استراتيجيات الضغط التي تطورت منذ خمسينيات القرن الماضي تستحق التوقف عندها. فإذا تردد الجهاز التنفيذي الأمريكي (الرئاسة والإدارة) في تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل، فإن اللوبي الإسرائيلي يلجأ إلى كسب دعم الكونجرس. أما في المملكة المتحدة، فيسعى اللوبي لكسب تأييد أعضاء البرلمان من حزبي العمال والمحافظين، من خلال تنظيم رحلات مدفوعة إلى إسرائيل عبر منظمات حليفة، مثل «أصدقاء إسرائيل في حزب العمال» و«أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين».

وفي الولايات المتحدة، تدعم منظمة إيباك (AIPAC) الحملات الانتخابية للمرشحين المؤيدين لإسرائيل، كما تنظم مؤتمرات ضخمة تستعرض فيها القوة والنفوذ، يشارك فيها مشرعون وسياسيون من الصف الأول. ومن بين من حضروا هذه المؤتمرات دونالد ترامب، والرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ونائب الرئيس الأسبق مايك بينس، حيث عبّروا جميعًا عن التزامهم القوي بالوقوف إلى جانب إسرائيل.

اللوبي والمجتمع المدني

يؤكد «إيلان بابي» أن سعي اللوبي الإسرائيلي لاستمالة النخب السياسية يُهدد بتوسيع الهوة بين هذه النخب ــ السياسية والإعلامية ــ من جهة، والمجتمع المدني العالمي من جهة أخرى، بما يشمله من نقابات عمالية وكنائس وجمعيات أكاديمية ومنظمات غير حكومية ومجموعات ناشطة. ويمكننا أن نلحظ ذلك جليًّا في ظل الحرب الجارية على غزة. وفي العقود الأخيرة، تنامى أيضًا حجم الاختلاف داخل المجتمع اليهودي الأمريكي حيال سياسات إسرائيل. إذ بات جزءٌ معتبر من الجاليات اليهودية في الشتات يعيد التأكيد على قيمه التقدمية، المستمدة من تجربة اليهود مع الاضطهاد وغياب الدولة، وذلك في تعاطيه مع قضية إسرائيل.

يشير «إيلان بابي» إلى بروز منظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام» عام 1996، والتي تصف نفسها بأنها «أكبر منظمة تقدمية يهودية مناهضة للصهيونية في العالم». كما يتطرق إلى لوبي «جي ستريت» الصهيوني الليبرالي، الذي يدعو إلى قيام وطن يهودي ديمقراطي في إسرائيل عبر تسوية تفاوضية يوافق عليها كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

يسعى «جي ستريت» إلى تطبيع صورة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ملتزمة بحل الدولتين، ويشعر بعدم الارتياح إزاء دور إسرائيل كقوة احتلال. وقد أعلن بوضوح رفضه «أي اقتراح بأن تقوم إسرائيل أو الولايات المتحدة بترحيل سكان غزة قسرًا أو احتلال القطاع».

ويلفت «إيلان بابي» إلى أن المجتمع المدني البريطاني يشهد دعمًا قويًا لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وربما يعود ذلك إلى شعور بريطانيا بالذنب الاستعماري بعد أن ساهمت في تمكين قيام دولة إسرائيل ثم انسحبت دبلوماسيًّا من الساحة. أما اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، والذي يجد صوتًا دائمًا في وسائل إعلام مردوخ على وجه الخصوص، فيعمل باستمرار على ترسيخ الربط الذهني بين معاداة السامية وانتقاد إسرائيل.

الخيبة عن قرب

ورغم نفوذه الكبير في الوقت الحاضر، لا يعتقد «إيلان بابي» أن مستقبل اللوبي الإسرائيلي كقوة سياسية مضمون بالضرورة. إذ يؤكد، طيلة الكتاب، أن هذا اللوبي مدفوع في جوهره بانعدام الأساس الأخلاقي لدولة إسرائيل. وكباحث تاريخي حريص، يعتقد أن معظم جهود هذا اللوبي هي في صدام مباشر مع الحقيقة نفسها.

فمثلًا، غالبًا ما يُصوَّر مؤيدو حقوق الفلسطينيين على أنهم معادون للسامية، مع أن دوافعهم الحقيقية تنبع في العادة من الإحساس بالظلم الواقع على الفلسطينيين نتيجة الاحتلال، ومن فهم نضالهم من أجل نيل حقوقهم المدنية والسياسية.

هذا لا يعني إنكار وجود معاداة السامية، فهي قائمة وقد تتداخل أحيانًا مع النقد الموجَّه إلى إسرائيل. وكما كتب دينيس ألتمن العام الماضي: «لقد أيقظ ردّ إسرائيل المتصاعد على هجمات حماس صورًا نمطية عمرها قرون عن اليهود باعتبارهم غرباء وأصحاب نفوذ مطلق»، ما يجعل التمييز بين معاداة إسرائيل وكراهية اليهود في بعض الأحيان غير واضح.

لكن لائحة الذين خاب أملهم في الخطاب الإسرائيلي تضم شخصيات بارزة، مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، والصحفي المخضرم في الشؤون الدولية جون ليونز، الذي عمل مراسلًا في الشرق الأوسط. وقد كتب ليونز في كتابه «شرفة تطل على القدس» عن تعرضه في السابق «لكل الأساطير التي روّجتها جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل»، لكنه بات اليوم من أبرز المدافعين عن حقوق الفلسطينيين بعدما عايش النزاع عن قرب.

أما الكاتب الأمريكي من أصول إفريقية، تا نيهيسي كوتس، فقد فتحت زيارته إلى فلسطين في مايو 2023 عينيه على نظام شبّهه بنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وبنظام جيم كرو العنصري في جنوب الولايات المتحدة.

«الضعيف الشجاع»

وفي ختام كتابه، يرى «إيلان بابي» أنه لم يعد ممكنًا الترويج لصورة «داوود الإسرائيلي الضعيف والشجاع» الذي يقاتل «جالوت العربي» الضخم في سبيل البقاء. هذه الصورة، وإن كانت قد دعمت إسرائيل في الوعي الغربي بعد المحرقة، فإنها تعتمد على تصور دائم لليهود كضحايا، متجاهلة تحولات موازين القوى.

وقد حذّر المؤرخ الإسرائيلي الأمريكي البارز والمتخصص في دراسات المحرقة، عمر بارتوف، في نوفمبر 2023 من «نية إبادة» تتجلى في الخطاب السياسي الإسرائيلي المُمعن في نزع الإنسانية عن الفلسطينيين خلال الحرب على غزة.

ويُعدّ تحريك جنوب إفريقيا لدعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل، وكذلك المساعي التي يقودها المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤشرات على أن الدرع الدولي الذي طالما حمى إسرائيل من المحاسبة على «انتهاكاتها للعدالة والقانون الإنساني»، قد بدأ يتشقق ــ بحسب ما يخلص إليه «إيلان بابي» في خاتمة كتابه. وفي مقابلة أجراها مع قناة الجزيرة في يناير الماضي، وصف «إيلان بابي» أحداث الشهور الخمسة عشر الأخيرة بأنها «محاولة من قيادة صهيونية جديدة لإكمال المشروع الذي بدأ في عام 1948، والمتمثل في السيطرة الكاملة على كل أرض فلسطين التاريخية، والتخلص من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين». ويعتقد «إيلان بابي» أن إسرائيل ستعتمد بشكل متزايد في تفوقها العسكري على «اليمين المتطرف في دول الشمال العالمي»، بما يشمل إدارة ترامب، وكذلك على أنظمة استبدادية وديكتاتورية في الجنوب العالمي.

ومع تصاعد الاستعمار الإسرائيلي وقمع الفلسطينيين وتكثيف العمليات العسكرية التي تستهدف إفراغ مناطق فلسطينية من سكانها، يرى «إيلان بابي» أن إسرائيل ستُهجر تمامًا من قِبل ما تبقى من المجتمع المدني التقدمي والنخبة الفكرية المتعلمة ــ بما في ذلك كبار باحثي دراسات الإبادة الجماعية، الذين ينبغي أن نصغي لتحذيراتهم.

من المهم ألا يتم تجاهل كتاب «إيلان بابي»، وأن نُدرك بوضوح مدى التحدي الذي يُشكّله اللوبي الإسرائيلي لحرية التعبير والتضامن مع المظلومين.

نيد كورتويز أستاذ مشارك في الدراسات الأدبية بجامعة ويسترون بأستراليا

عن آسيا تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللوبی الإسرائیلی الولایات المتحدة المملکة المتحدة العنصری فی جنوب معاداة السامیة الفصل العنصری دولة إسرائیل جنوب إفریقیا هذا اللوبی حزب العمال إسرائیل من أن إسرائیل على أن من أجل إلى أن فی عام الذی ی عام 1948

إقرأ أيضاً:

حرب إسرائيل الأبدية ومنطق الإبادة الجماعية في غزة

منذ حدث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الذي قوض مرتكزات الأمن القومي الإسرائيلي القائم على الردع، دخلت المستعمرة الصهيونية في حالة شك وقلق، وسوّقت للجمهور الدولي دور الضحية التي تخوض حرب وجودية بمنطق الدفاع عن النفس. وقد حرّض وزراء إسرائيليون وشخصيات سياسية وضباط عسكريون وخبراء إعلاميون على تدمير غزة وإبادة سكانها الفلسطينيين دون مواربة. ونظرا لخبرة الولايات المتحدة الاستعمارية الحديثة، نصح المسؤولون الأمريكيون نظراءهم المستعمرين الإسرائيليين بتحديد أهداف سياسية قابلة للتحقيق ودمجها في أي عمليات عسكرية قد تترتب على ذلك، ونصحت الولايات المتحدة إسرائيل بعدم الوقوع في الأخطاء التي ارتكبتها أمريكا في فيتنام والعراق وأفغانستان. لكن قادة إسرائيل لم يمتثلوا للنصيحة الأمريكية، وغدت حرب إسرائيل بلا نهاية وأصبحت الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة الهدف الجوهري للحرب والاستراتيجية الأساسية لطرد من يتبقى حيا من الشعب الفلسطيني، وذلك للحفاظ على مشروع المستعمرة الاستيطانية اليهودية في إسرائيل واستعادة التفوق الديموغرافي اليهودي المفقود في فلسطين، والذي تم تحقيقه عام 1948 من خلال عمليات القتل والتهجير الجماعية.

لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد في تصريحاته أنه لن ينهي الحرب في غزة قبل أن تحقق إسرائيل "نصرا مطلقا"، ومع ذلك، فهو يرفض توضيح الأهداف السياسية للقتال، فهل يعني هذا أن إسرائيل تشن حربا دون استراتيجية واضحة المعالم؟ وإذا لم تكن هذه الحرب امتدادا لسياستها بوسائل أخرى، فهل هي حربٌ لذاتها، أم حربٌ مطلقة، أم حرب إبادة؟ أم أن إسرائيل تمتنع عن الإعلان عن أهدافها السياسية لأن ذلك من شأنه أن يُقوّض ادعاءها بأنها منخرطة في الدفاع المشروع عن النفس؟ وفي حقيقة الأمر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تواترت تصريحات قادة المستعمرة بشن حرب إبادة جماعية، فالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ صرّح بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر بقليل بأن "الأمة [الفلسطينية] بأكملها مسؤولة"، ثم صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بالقول: "أمرتُ بحصار شامل على قطاع غزة. لن يكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا وقود، كل شيء مُغلق. نحن نُقاتل حيوانات بشرية، ونتصرف بناء على ذلك". ومع توالي التصريحات بإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، كانت جنوب أفريقيا قد جمعت بحلول كانون الأول/ ديسمبر 2023 سجلا شاملا بهذه التصريحات لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية، مؤكدة أن إسرائيل تنوي ارتكاب إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني.

بات واضحا أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية ليس مجرد رد فعل عاطفي انفعالي مؤقت، فهي تواصل إلحاق مستويات هائلة من الموت والدمار والتجويع والحرمان لا يمكن تبريرها بالضرورة العسكرية، فقد تحولت غزة إلى كومة من الأنقاض، حيث دمّرت آلة الإبادة الإسرائيلية الأحياء السكنية والمدارس والجامعات والمساجد والمكتبات والمستشفيات والشركات والمواقع الثقافية والتاريخية
منذ قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير الماضي ثم اقتراحه في شباط/ فبراير أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة وتعيد تطويرها إلى "ريفييرا" بدون فلسطينيين، تحللت إسرائيل من أي ضوابط في تحديد أهدافها، وأصبحت الإبادة برنامجا علنيا، ولم تعد القيادة الإسرائيلية ملزمة بصياغة رؤية لما بعد الحرب، وتراجعت الخطابات الموجهة للجمهور الدولي والتي تحدد الأهداف العسكرية الأضيق المتمثلة في هزيمة حماس وإنقاذ الأسرى الإسرائيليين.

وقد تبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة ترامب، واستخدمها كغطاء سياسي لإعلان غزة غير صالحة للسكن والدعوة إلى إعادة توطين سكانها الباقين على قيد الحياة بشكل دائم خارج القطاع. وسرعان ما استأنفت إسرائيل حرب الإبادة في آذار/ مارس، منهية وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين، وفرضت حصارا شاملا على الغذاء والمياه، مما أدى إلى حالة مجاعة في جميع أنحاء غزة. وقد صف نتنياهو العملية بأنها "خطوات ختامية"، تهدف إلى ضمان "اختيار سكان غزة الهجرة خارج القطاع". وأعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في أيار/ مايو أن غزة ستختفي من الوجود خلال ستة أشهر، وأضاف أن السكان الناجين سيُجمعون في "منطقة إنسانية" واحدة، وسيغادرونها -وقد حطمهم اليأس- "مدركين أنه لا أمل ولا شيء يُنتظر في غزة".

لقد بات واضحا أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية ليس مجرد رد فعل عاطفي انفعالي مؤقت، فهي تواصل إلحاق مستويات هائلة من الموت والدمار والتجويع والحرمان لا يمكن تبريرها بالضرورة العسكرية، فقد تحولت غزة إلى كومة من الأنقاض، حيث دمّرت آلة الإبادة الإسرائيلية الأحياء السكنية والمدارس والجامعات والمساجد والمكتبات والمستشفيات والشركات والمواقع الثقافية والتاريخية، وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 54 ألفا و772 شهيدا، بينهم أكثر من 18 ألف طفل، بالإضافة إلى 125 ألفا و734 جريحا بإصابات متفاوتة بينها إصابات خطيرة، غالبيتهم من النساء والأطفال، وسط أعداد كبيرة لا تزال تحت الأنقاض، وهو ما يذكرنا بما وصفه نائب رئيس البرلمان الإسرائيلي، عضو الكنيست نيسيم فاتوري، بأنه "الهدف المشترك الوحيد" للبلاد بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو "محو قطاع غزة من على وجه الأرض".

ثمة تصور شاع لدى العديد من المحللين والمراقبين بأن نتنياهو يرفض الاتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بالسجناء مع حماس بسبب خوفه من أن الوزراء المتطرفين على يمينه -بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير- الذين يدعمون احتلالا عسكريا دائما واستيطانا نهائيا لقطاع غزة، سيُسقطون حكومته، وأن ذلك قد يؤدي إلى إنشاء لجنة تحقيق في فشل 7 أكتوبر، واستئناف محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، مما قد ينهي مسيرته السياسية ويدخله السجن، ومن هنا يأتي اهتمام نتنياهو بمواصلة الحرب في غزة والهجوم في لبنان وسوريا. وهي تصورات صحيحة جزئيا، لكن ذلك لا يجعل ديمومة حرب الإبادة مسألة شخصية، فنتنياهو يمتلك استراتيجية طويلة المدى، سعى إليها طوال مسيرته السياسية الطويلة، وهي استراتيجية تتشابه مع السياسات الصهيونية التي تعود إلى فترة ما قبل قيام الدولة، وهي الاستراتيجية التي تُحرّك حرب الإبادة الحالية.

فالهدف الجوهري من الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، ومن المخططات المتنوعة لطرد من يتبقى منهم على قيد الحياة، حسب جوزيف مسعد، هو الحفاظ على مشروع المستعمرة الاستيطانية اليهودية في إسرائيل عبر استعادة التفوق الديموغرافي اليهودي المفقود، والذي تم تحقيقه أول مرة عام 1948 من خلال عمليات القتل والتهجير الجماعية. فمنذ بدايات مشروعهم الاستعماري الاستيطاني في فلسطين، أدرك الصهاينة أن فرصة بقاء كيانهم مرهونة بإنشاء أغلبية يهودية في البلاد، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون طرد الفلسطينيين. وقد وضع ثيودور هيرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية في تسعينيات القرن التاسع عشر، خططا مسبقة لهذا الغرض، سعت المنظمة الصهيونية إلى تحقيقها منذ عشرينيات القرن العشرين. ومع ذلك، لم يصبح الطرد والتهجير ممكنا إلا بعد الغزو الصهيوني العسكري لفلسطين. ومع تفوق عدد الشعب الفلسطيني على اليهودي رغم سياسات التفوق العرقي الصهيوني، شكل الواقع الديموغرافي صدمة لا يمكن احتمالها بالنسبة لدولة الفصل العنصري، وعلى هذه الخلفية أصدر الكنيست الإسرائيلي "القانون الأساسي الجديد: إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي" في تموز/ يوليو 2018، مؤكدا أن "أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، حيث تأسست دولة إسرائيل" وأن "ممارسة حق تقرير المصير الوطني في دولة إسرائيل هو حق حصري للشعب اليهودي".

لم يعد من الممكن الرهان على قدرة الولايات المتحدة على ضبط المنطقة وتطويع الأنظمة الاستبدادية العربية للإذعان لمشروع الإبادة والتهجير، فقد برهنت الشعوب العربية إبان انتفاضات الربيع العربي على أنها تمتلك القدرة على تقويض الواقع، والفعل والحركة في لحظات تاريخية
لم يعد بالإمكان تبرير تصريحات القيادات الإسرائيلية باعتبارها مجرد انفعالات عاطفية وخطابات انتقامية بعد تسعة عشر شهرا من حملة إسرائيل لتصفية وإبادة غزة، فقد بات واضحا للجميع أنها تعكس منطقا استراتيجيا ورؤية بعيدة المدى. وقد أوضح نتنياهو، في مستهل اجتماع الحكومة الإسرائيلية في 30 آذار/ مارس 2025، أن الضغط العسكري الإسرائيلي المرافق للضغط السياسي هو الأمر الوحيد الذي يعيد المحتجزين الإسرائيليين. وأضاف أنّ خطة الحكومة الإسرائيلية لليوم التالي للحرب هي: نزع سلاح حماس وإبعاد قادتها إلى خارج قطاع غزة، ووضع الأمن العام في القطاع تحت سيطرة إسرائيل، وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لـتهجير الفلسطينيين طوعيا من قطاع غزة. وفي آذار/ مارس 2025، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على إنشاء "هيئة لإدارة الهجرة الطوعية [للفلسطينيين] من غزة".

وقد وصف جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السابق، هذه التصريحات الإسرائيلية بأنها "إعلانات واضحة عن نية الإبادة الجماعية"، مشيرا إلى أنه "نادرا ما سمعت زعيم دولة يحدد بوضوح خطة تتناسب مع التعريف القانوني للإبادة الجماعية". فوفقا لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، يشمل هذا التعريف الأفعال المرتكبة "بقصد تدمير جماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، كليا أو جزئيا"، مثل قتل أفراد من الجماعة أو فرض شروط تهدف إلى تدميرهم جسديا. وعندما يتحدث المسؤولون الإسرائيليون صراحة عن جعل غزة غير صالحة للعيش بشكل دائم لتحفيز نزوح جماعي، فإنهم يصفون هذا السيناريو بالضبط.

خلاصة القول أن المستعمرة اليهودية لم تعد تخفي نواياها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، في ظل الخوف من تحول المستوطنين اليهود إلى أقلية ديموغرافية، ومع تواصل عجز إسرائيل عن تحقيق هدفها الجوهري رغم دعم ومشاركة الولايات المتحدة فإن حربها الإبادية في غزة مستمرة، وباتت أبدية بلا نهاية. لكن بوادر الانقسام بدأت تظهر حتى مع أقرب حلفائها غير الولايات المتحدة، 20 أيار/ مايو الماضي، حذرت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا من أنها ستفرض عقوبات إذا استمرت إسرائيل في منع المساعدات الإنسانية وتصعيد عملها العسكري في غزة، وأصدرت ألمانيا وإيطاليا بيانات استياء. وتتخلى بعض الشخصيات في أروقة السلطة الدولية ووسائل الإعلام عن مواقفها، ومع تصاعد الانتقادات سوف تجد المستعمرة نفسها في عزلة على المدى البعيد.

فمع تصاعد الوقاحة الصهيونية وتقويض مبادئ القانون الدولي، أجبرت إسرائيل العالم على مواجهة حالة طوارئ أخلاقية وقانونية، ولم يعد من الممكن الرهان على قدرة الولايات المتحدة على ضبط المنطقة وتطويع الأنظمة الاستبدادية العربية للإذعان لمشروع الإبادة والتهجير، فقد برهنت الشعوب العربية إبان انتفاضات الربيع العربي على أنها تمتلك القدرة على تقويض الواقع، والفعل والحركة في لحظات تاريخية، وأن طاقتها الانفجارية استثنائية وغير متوقعة، وكما فشلت المستعمرة في تحقيق أهدافها في ظروف مثالية سابقة، فإن فشلها بديمومة الحرب والإبادة والتهحير في الظروف الحالية مصيره الفشل.

x.com/hasanabuhanya

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 54,880 شهيدًا
  • حرب إسرائيل الأبدية ومنطق الإبادة الجماعية في غزة
  • ولي العهد السعودي يطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين
  • العدو الإسرائيلي ينذر آلاف الفلسطينيين للإخلاء من شمال قطاع غزة
  • سياسة بريطانيا وجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • مقرر أممي معني بالحق في الغذاء: إسرائيل تستدرج الفلسطينيين للمساعدات في غزة ثم تقتلهم كالحيوانات
  • المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء: إسرائيل تشن حملة لتجويع الفلسطينيين في غزة..وترامب: تأخر الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة كارثة| اخبار التوك شو
  • مقرر أممي معني بالحق في الغذاء: إسرائيل تستدرج الفلسطينيين للمساعدات في غزة ثم تقتلهم
  • كبير الدبلوماسيين الفرنسيين الأسبق: إسرائيل تتحول إلى دولة منبوذة
  • المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء: إسرائيل تشن حملة لتجويع الفلسطينيين في غزة