صحيفة الاتحاد:
2025-06-22@01:37:42 GMT

«تيم لاب فينومينا أبوظبي».. هنا يزدهر الخيال

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

هزاع أبوالريش

أخبار ذات صلة الفن التشكيلي في زمن الذكاء الاصطناعي! «الفجيرة الدولي للمونودراما».. منصة عالمية لمسرح «الممثل الواحد»

«على مر العصور وحتى الآن، صنع البشر عشرات الآلاف من الإبداعات الفنية باستخدام مواد صلبة، كاستخدام الحجارة في صناعة التماثيل، أو الرسم على لوحات ثابتة. وهو ما جعل الإبداع الفني يقتصر على صورته الجامدة، التي لا تتحرك أو تتفاعل.

لكن في «تيم لاب فينومينا»، الأمر مختلف. هنا، تتنفس الأعمال الفنية، وتنبض بالحياة، بل وتتفاعل مع البيئة المحيطة بها. إنها ليست مجرد قطع فنية للمشاهدة، بل تجارب حية تدعوك للمشاركة والاندماج معها، فتصبح أنت نفسك جزءاً من العمل الفني. هنا تتحول عناصر الحياة من ماء وهواء وضوء إلى ظواهر مدهشة، وتتفاعل مع البيئة المحيطة بها، وتخلق عالماً فريداً من الغموض والإبداع».
تضيء هذه السطور في كثافتها ودلالتها على الأهمية القصوى لافتتاح متحف «تيم لاب فينومينا- أبوظبي» للفنون الرقمية، الذي يعرض تجارب فنية تفاعلية متنوعة، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى إثراء المشهد الثقافي والفني في المنطقة الثقافية في السعديات. وحسب الموقع الرسمي (www.teamlababudhabi.com)  فإن تيم لاب هو تعاون فني عالمي، حيثُ تمكن فريق تيم لاب من صياغة نقطة التقاء بين عوالم الفن والعلوم والتكنولوجيا والطبيعة. ويضم الفريق مجموعة من الفنانين، والمبرمجين، والمهندسين، ومصممي الرسوم المتحركة، وعلماء الرياضيات، والمعماريين المبدعين الذين يعملون من أجل هدف واحد وهو فهم العلاقة بين الإنسان والكون من حوله، وخلق أشكال جديدة من الإدراك والتفاعل مع العالم، وذلك من خلال تجربة فنية غامرة وفريدة من نوعها. 
ويشير الفنان التشكيلي والحروفي محمد مندي إلى أن وجود مثل هذا النوع من المتاحف «يعطي فرصة للفنانين داخل الدولة لعرض تجاربهم وأفكارهم وفنونهم للمتذوقين من جميع الجنسيات، وبالتالي فإن متحف «تيم لاب فينومينا- أبوظبي» للفنون الرقمية  يُعزز مكانة أبوظبي كمركز ثقافي عالمي، ويُرسّخ دورها الريادي في احتضان الإبداعات المعاصرة. أما على المستوى الشخصي فآمل زيارة المتحف في أقرب فرصة ممكنة كي أتمكن من استلهام الأفكار الجديدة في أعمالي القادمة».
من جانبه يقول أحمد محمد العنزي، خبير استراتيجيات الفنون والثقافة، منقي للفنون البصرية، وفنان تشكيلي: «افتتاح متحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» يشكّل خطوة متقدّمة في المشهد الثقافي والفني في المنطقة. كما أن هذا النوع من المتاحف لا يقدّم مجرّد تجارب بصرية أو تفاعلية فحسب، بل يُقيم جسراً دائماً لنقل الإلهام والمشاعر، ويجسّد تواصلاً حيّاً بين واقعنا الحسيّ المليء بالإنسانية والتنوّع، وبين البُعد الرقمي الذي يمثّل الامتداد اللامرئي للخيال والفكر». ويضيف: « في ظل التقدّم التكنولوجي، تصبح هذه المساحات ضرورية كمنصات تعبير جديدة، تُمكّن الإنسان من إعادة اكتشاف نفسه وثقافته من خلال وسائط غير تقليدية. وهي في الوقت نفسه تعكس التزام الإمارة برؤية مستقبلية تحتضن الفن، وتحتفي بالهوية، وتبني على الإرث الثقافي من أجل الأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق، فإن متحفاً كهذا لا يضيف فقط للمنطقة، بل يثري الحوار العالمي حول دور الفن الرقمي كوسيلة للتواصل العابر للحدود، ويجعل من أبوظبي منصة رائدة في المزج بين الإنسان، والتكنولوجيا، والإبداع».
وبيّنت نورة عبدالله الطنيجي، أنّ افتتاح متحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» للفنون الرقمية يُعد نقلة نوعية في المشهد الثقافي لإمارة أبوظبي؛ العاصمة التي لها مكانة خاصة على قلوبنا. هذا النوع من المتاحف لا يكتفي بعرض الأعمال الفنية فحسب بل يصنع تجارب حسية وتفاعلية تغمر الإنسان المُطلع وتشجعه ليكون جزءاً من العمل الفني ذاته، وهو ما يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والفن ويعزز علاقة القلب بالعقل. ومثل هذه المبادرات تعد فلسفة عقلية - فكرية وثقافية تعيد صياغة المشهد الثقافي وتضيف بُعداً جديداً للفن عموماً، حيث يمتزج الإبداع بالتكنولوجيا بشكل خلاب وجاذب، كما تحفز الخيال ليرقى في الأفق، وتدفع الزائر المشاهد نحو التفكير والتساؤل بطرق فنيّة غير تقليدية.
يذكر أن متحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» يمتد على مساحة 17.000 متر مربع، وهو ثمرة تعاون بين المجموعة الفنية العالمية «تيم لاب» ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وتم تصميمه لإطلاق العنان للخيال الفني لدى الزوّار، حيث يتطور التصميم الفني لكل قطعة فنية من خلال التفاعل بين الضوء والصوت والحركة. ويتكون المتحف من منطقتين متميزتين، هما: المنطقة الجافة والمنطقة الرطبة، ويضم مناطق تفاعلية تمكن الزوّار من خوض تجارب فنية من خلال عروض مرئية وأعمال رقمية متنوعة تسمح بالتواصل مع البيئة المحيطة. ويشكّل إضافة جديدة ومهمة للمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، والتي ستُصبح عند اكتمالها من بين أهم وأكبر التجمُّعات الثقافية في العالم، لتوفّر للزوار رحلة ثقافية وفنية عبر متاحفها ومؤسساتها الثقافية كمتحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تيم لاب فينومينا أبوظبي الرسم الفنون الفن التشكيلي تیم لاب فینومینا أبوظبی المشهد الثقافی من خلال

إقرأ أيضاً:

على هامش معرض «أرت بازل» بسويسرا.. المياسة بنت حمد: قطر تمتلك بنية تحتية ثقافية قوية

أكدت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، أن دولة قطر تمتلك بنية تحتية ثقافية قوية توفر منصة لعرض الفنون واقتناء الأعمال وتتيح فرصة للتعرف على المواهب الموجودة بالمنطقة، مشيرة إلى أن الشراكة مع «آرت بازل» يتمثل في المساهمة في بناء منظومة الثقافة والرياضة التي أرساها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لتكون ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في البلاد.
وقالت سعادتها خلال مشاركتها في حلقة نقاشية بعنوان «خارج الإطار التقليدي: الفن والعمارة والتصور العالمي»، على هامش مشاركة متاحف قطر في معرض «آرت بازل» بمدينة بازل السويسرية:» إننا بدولة قطر ندرك أنه حان الوقت المناسب لدعم البنية التحتية الثقافية التي استثمرنا فيها من خلال توفير منصة لعرض الفنون واقتناء الأعمال.
وأضافت:» قسمنا استراتيجيتنا الممتدة على مدى خمسة وعشرين عاما إلى ثلاثة أجزاء، إذ يعكس الجزء الأول، صوتا وهوية محلية أصيلة بعد افتتاح متحف الفن الإسلامي، والمتحف العربي للفن ثم متحف قطر الوطني، فيما يدور الجزء الثاني، والذي نكمله بافتتاح متحف قطر الأولمبي والرياضي، حول التنمية الاجتماعية وكيفية تشجيع الناس على استخدام المؤسسات الفنية والثقافية كمراكز للمعرفة وليست مجرد أماكن ترفيه».
 وتابعت:» افتتحنا المتحف الرياضي تزامنا مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ونعمل الآن على متحف الأطفال، والذي يُسمى «ددُ» في حديقة البدع، وهي أكبر حديقة عامة في قطر، وقريبة جدا من مطافئ -مقر الفنانين الذي حالفنا الحظ في تحويله لاستوديوهات جديدة للفنانين والمبدعين من المنطقة». وأوضحت سعادة رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، خلال الحلقة النقاشية، أن مشاركة دولة قطر بهذا المعرض جاءت لإطلاق مشاريع التواصل العالمي. وأشارت في هذا الصدد إلى مشروع «متحف لوسيل» الذي يتمحور حول فكرة «ما بعد الاستعمار وأزمة الهوية» التي تواجهها المنطقة، وكيفية معالجة الصراع باستخدام الفنون والثقافة كأداة للتعافي وجمع الناس معا، فيما يكمن المشروع الثاني بـ «متحف قطر للسيارات»، والذي أقام معرضا مؤخراً بالشراكة مع متحف السيارات الوطني في تورينو، بالإضافة إلى «متحف مطاحن الفن»، وهو عبارة عن ترميم لمبنى مطاحن الدقيق القديمة الوحيدة والتي بُنيت في الثمانينيات، لتصبح متحف الفن الحديث والمعاصر.وأردفت سعادتها :» أن متحف لوسيل هو جزيرة متكاملة، حيث يعتمد مشروع الجزيرة المتكاملة على المقتنيات التي جمعناها على مر السنين، والتي ركزت على الاستشراق، واللوحات الاستشراقية، وما يعنيه ذلك لمنطقتنا من العالم، لكون العديد من هؤلاء الرسامين جاؤوا من الغرب، ورسموا الشرق، واستوحوا أعمالهم منه».وقالت سعادتها»إن هذه هي خريطة طريقنا، مدعومة بالطبع بالمراكز الإبداعية، مثل؛ مطافئ مقر الفنانين، ومؤسسة الدوحة للأفلام، و»M 7» للأزياء والتصميم والتكنولوجيا، و»استديوهات ليوان» للتصميم»، لافتة إلى أنه يجري العمل الآن على إنشاء مدرسة مهنية لدعم الفنانين وتنمية مواهبهم بهذا المجال.‎وأضافت:»لدينا رؤية وطنية في دولة قطر قادتنا لتطوير الفنون والثقافة للاستثمار الحقيقي في التنمية البشرية، وهذا هو النموذج المميز الذي اتبعته قطر مقارنة بالعديد من الدول التي استثمرت في الثقافة انطلاقا من التنمية البشرية. 

الدب المصباح
ولفتت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إلى أن مدينة لوسيل هي مدينة مستقبلية، وفيها يوجد ملعب لوسيل المونديالي من تصميم المعماري نورمان فوستر، وكذلك جميع مكاتب القطاع المالي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن لوسيل مدينة مبتكرة للغاية بفضل منطقتها الحرة، ومن الأماكن القليلة التي يمكن للأجانب فيها امتلاك مقراتهم ونقلها إليها.
‎وأشارت سعادتها إلى أن متحف لوسيل يضم مركزا فكريا، بالشراكة مع مؤسسات ثقافية متعددة، مثل؛ متحف أورسيه في باريس، ومع جامعات أخرى، مثل؛ جامعة براون، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة جورج تاون في قطر، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، وجامعة قطر.
‎وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني: « حين رأيتُ منحوتة «الدب المصباح»، الموجودة حالياً في مطار حمد الدولي، للفنان أورس فيشر في نيويورك في مزاد كريستيز، كان لدى والدي صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رؤية لإدخال الفن إلى المطار، الذي كان قيد الإنشاء آنذاك، ولأننا كنا نُحوّل بلدنا إلى مركز ثقافي للتنمية البشرية، أراد سموه أن يُرحّب بالعالم بهذه البادرة».
‎وأضافت سعادتها:» كان من الصعب إدخال منحوتة «الدب المصباح” إلى مبنى المطار مع وزنها الثقيل، وبعد فتح المطار أمام المسافرين، وجدنا الجميع يمرّون بجانب الدب ويلتقطون الصور معه».
‎وأشارت سعادتها إلى أن سويسرا دائماً ما ينظر إليها كمعيار في التعليم عالي الجودة وأسلوب الحياة الراقية، لافتة إلى أن ذلك يتفق مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تستثمر في التنمية البشرية بجودة حياة تدعو الجميع للاندماج في المجتمع.‎ونوهت سعادتها بأنه سيكون هناك العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة مستقبلاً، معربة عن شكرها لفريق «آرت بازل» وشركائهم المتحمسين للغاية لفعاليتنا التي ستقام في فبراير المقبل، والشركاء القطريين، وهم؛ شركة قطر للاستثمار الرياضي، وشركة كيو سي بلس.

مقالات مشابهة

  • ورشة "مغامرات على ورق" تُنمي الخيال القصصي لدى ناشئة الظاهرة
  • مودرن إسطنبول.. أول متحف للفن الحديث والمعاصر في تركيا
  • على هامش معرض «أرت بازل» بسويسرا.. المياسة بنت حمد: قطر تمتلك بنية تحتية ثقافية قوية
  • خطاب في زمن التيه – بين الخيال والجنون
  • الصفاقسي يعلن مدربه الجديد
  • تشكيلتنا : تجارب من عالم آخر
  • داكار-جيبوتي.. بعثة فرنسية سرقت كنوز أفريقيا الفنية
  • إطلاق الدورة الـ28 من مفاجآت صيف دبي 27 الجاري
  • متحف زايد يطلق صندوقاً لتمويل الأبحاث للعلماء والباحثين
  • عمرو يوسف يقتحم عالم الخيال العلمي بـ”موسم صيد الغزلان”