جريدة زمان التركية:
2025-08-02@23:49:22 GMT

ترامب في ورطة درامية

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

بقلم: دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)ــ لا شك في كون الرئيس دونالد ترامب رجلًا عظيمًا ناجحًا، وقد حقق الكثير لنقسه ولبلده عبر سنوات وعقود طويلة من العمل الخاص والعام. ولكن كل هذا النجاح لا يعطى الحصانة لأحد ضد الوقوع في الخطأ أو في سوء التقدير أو في الفشل حتى. فكل الفرص متاحة في جميع الأحوال تقريبًا أمام كل الناس، مع اختلاف الإمكانات الفردية واختلاف التصورات وإمكانيات الرد ولتصرف.

ولذلك، فعلى الكل أن يواصل الاجتهاد والصبر والابتكار في كل عمل جديد وفى كل مرحلة جديدة، وإلا وقع  المرء في سوء التقدير ووقع في أخطاء تستوجب العلاج والإصلاح وتحمل المسؤولية المرتبة عليها وربما فشل رغم نجاحاته السابقة في مساره المهني أو الحياتي. والوقت من سيف، والرئيس ترامب يرى هذه الجملة طوال الوقت أمام ناظريه واضحة قوي، وهو ما دفعه -في الغالب الأعم- إلى فتح كل الجبهات التي فتحها في آن واحد.

ففترة أربع سنوات ربما لا تكفي لتحقيق بعض من الأهداف المنفردة الكثيرة التي أعلنها الرئيس ترامب، خاصة وأنه يصعب حصر ردود الفعل -من مختلف أنحاء الدنيا- ويصعب توقع مدى ومنتهى هذه الردود الآن وفي المستقبل. ففي الغالب، ستستغرق الدول والقادة وقتًا طويلًا لاستيعاب تحولات الولايات المتحدة واستيعاب ما صدر عنها وفهم فكرها الجديد وإدراك ما يترتب على هذه التحولات ومعرفة ما يحب عمله وما يتطلبه وكيفية عمله. وستكون هناك ردود فعل أولية -لعلاج المواقف الراهنة أو الأعراض المستجدة- وردود فعل لاحقة أكبر وأشد وأبعد أثرًا، لعلاج مشاكل الحاضر وتفادى الأزمات المماثلة في المستقبل القريب والبعيد أيضًا. فمن لا يتعلم ويطور نفسه ويستعد يستأهل ما قد يحيق به في الحاضر وفي المستقبل.

وبرؤية هذا المشهد، يتضح لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تواجه موجات كثيرة كبيرة وصغيرة قادمة -من كل الدنيا- في مواجهتها اليوم وكل يوم وحتى بعد رحيل الرئيس ترامب عن السلطة بسنوات طويلة. فالرئيس ترامب لا يتحدث ولا يقرر لنفسه ولا لصالحه الخاص، وإنما لصالح بلده وشعبه وباسمهما. وما يتخذه الرئيس من قرارات تنتفع بها بلده وتدفع ثمنها بلده أيضًا كما هو الحال في الحياة -ولو طال الوقت- إذ لا مهرب من المسؤولية ولا ضياع للحقوق أبدًا. والسؤال هو: ما هي حسابات الرئيس ترامب للتعامل مع هذه الموجات الرهيبة المتوقعة في مواجهة قراراته في الداخل الأمريكي وفي الخارج؟ من أين يمكن للرئيس ترامب المجيئ بمزيد من الطاقة النفسية والجسدية والنفسية والذهنية لعلاج ما قد يهب صوبه من أمواج الصعوبات المقابلة؟ كيف يمكن للرئيس ترامب أن يفرغ الصبر على الداخل الأمريكي الذي ولا شك سيحتاج إلى بحر من الصبر والتحمل لمواصلة الحياة في ظل التغيرات السريعة الكبيرة غير المستساغة أحيانًا في ظل المواجهات مع مختلف دول العالم؟ هل يمكن للشعب الأمريكي المرهف المرفه أن يخوض غمار الخشونة في الحياة ويقبل بها ويتعايش معها في الداخل وفى الخارج؟ فما قد يلقاه الغير من معاملة لا يحبها في الولايات المتحدة الأمريكية سوف يلقاها أبناء السعب الأمريكي في دول هذا الغير. إن الواقع الحالي ربما شابه ورطة درامية ذات حبكة واضحة، ولكنها للعجب صيغت وكتبت بيد بطل الدراما نفسه.

Tags: ترامبجهود ترامب

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: ترامب جهود ترامب الرئیس ترامب

إقرأ أيضاً:

القضاء الأمريكي يوجّه صفعة لإدارة ترامب بشأن اعتقال المهاجرين في لوس أنجليس

أيدت محكمة استئناف اتحادية أمريكية، في قرار صادر مساء أمس الجمعة، حكماً ابتدائياً يمنع السلطات الفيدرالية من تنفيذ اعتقالات متعلقة بالهجرة في مدينة لوس أنجليس دون وجود مبررات قانونية واضحة، وذلك في خطوة اعتبرها نشطاء حقوقيون انتصاراً دستورياً في وجه سياسات التمييز العنصري التي انتهجتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ورفضت هيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف بالدائرة التاسعة الطعن المقدم من إدارة ترامب، التي كانت تسعى لتعليق قرار المحكمة الأدنى درجة، والقاضي بوقف ممارسات احتجاز المهاجرين استناداً إلى "المظهر أو اللغة أو مكان الإقامة والعمل". 

ورأت المحكمة أن المدّعين في القضية لديهم فرصة قوية لإثبات أن الاعتقالات التي نُفذت خلال تلك الفترة استندت إلى معايير عنصرية وتنميطية تخالف الدستور.

وكانت إدارة ترامب قد أرسلت في حزيران/يونيو الماضي من عام سابق قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية الأمريكية إلى لوس أنجليس، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، وذلك بهدف دعم الشرطة المدنية في التصدي للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت رفضاً لحملات المداهمة التي استهدفت مجتمعات المهاجرين، في مشهد غير معتاد من عسكرة الشؤون الداخلية الأمريكية.

ويعود أصل القضية إلى دعوى قضائية رفعها "الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" في حزيران/يونيو الماضي، بدعم من مجلس مدينة لوس أنجليس وعدة مجالس محلية أخرى في جنوب كاليفورنيا، ضد مسؤولين فيدراليين، متهمين إياهم باستخدام أساليب غير قانونية لتحقيق أهداف محددة مسبقاً لعدد من الاعتقالات التي فرضتها إدارة ترامب، بما في ذلك التنميط القائم على العرق واللغة والموقع الجغرافي.

وفي قرار سابق، منع قاضٍ اتحادي في كاليفورنيا الإدارة الأمريكية من مواصلة هذه الممارسات، بما في ذلك منع المعتقلين من حقهم في الاستعانة بمحامٍ أثناء الاحتجاز، معتبراً أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الدستورية.


وفي القرار الأخير، شددت محكمة الاستئناف على أن السلطات الفيدرالية لا يحق لها تنفيذ اعتقالات تستند إلى عوامل مثل "لون البشرة، أو التحدث بالإسبانية أو الإنجليزية بلكنة أجنبية، أو التواجد في أماكن مثل مواقف الحافلات، مغاسل السيارات، ساحات الانتظار، مواقع العمالة اليومية أو المزارع"، معتبرة أن هذه المعايير لا تستوفي الحد الأدنى من الشبهة المقبولة قانوناً.

ولم تصدر وزارة الأمن الداخلي أو إدارة الهجرة والجمارك أي تعليق فوري على القرار، بينما رحبت شخصيات محلية وحقوقية بالحكم باعتباره "انتصاراً دستورياً حاسماً".

وقالت رئيسة بلدية لوس أنجليس، كارين باس، في بيان: "الأمر القضائي المؤقت سيظل سارياً، وسيوفر الحماية لسكان مدينتنا من ممارسات غير قانونية اعتمدت على التنميط العنصري والترويع الأمني".

من جانبه، قال المحامي محمد تاغسار، من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في جنوب كاليفورنيا، إن قرار المحكمة "يمثل تأكيداً إضافياً على أن الاجتياح شبه العسكري الذي قامت به إدارة ترامب في لوس أنجليس كان انتهاكاً واضحاً للدستور، وتسبب بأضرار جسيمة لا يمكن إصلاحها".

ويُتوقع أن يشكّل هذا الحكم سابقة قانونية في الحد من استخدام الأدوات الأمنية الفيدرالية ضد المجتمعات المهاجرة، في وقت تستمر فيه المعركة القضائية حول إرث سياسات الهجرة التي تبنتها إدارة ترامب خلال ولايتها.

مقالات مشابهة

  • بعد تحريك ترامب لوحدات نووية.. لمحة عن أسطول الغواصات الأمريكي
  • القضاء الأمريكي يوجّه صفعة لإدارة ترامب بشأن اعتقال المهاجرين في لوس أنجليس
  • ترامب: يجب عزل رئيس البنك المركزي الأمريكي
  • الفيدرالي الأمريكي يخفي اسم ترامب من قضية إبستين
  • الرئيس الأمريكي: علينا الحذر من التهديد النووي
  • كمبوديا ترشح الرئيس الأمريكي لجائزة نوبل للسلام
  • السفير الأمريكي يحذف منشورا زعم فيه أن سكان غزة يحبون ترامب
  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • رسائل بين دمشق وتل أبيب.. المبعوث الأمريكي: الشرع شريك يمكن الوثوق به
  • الرئيس الإيراني: لا يمكن لأي قوة أن تقف في وجه شعبنا الموحد