كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أعلنت دار الإفتاء المصرية، متابعتها باهتمام بالغ النقاشات الدائرة حول الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي.

وأوضحت في بيان لها، اليوم، أنه انطلاقًا من مسئوليتها وواجبها تؤكد على ما يلي:

أولًا: التبرع الفردي لا ينتج تشريعًا عامًا يلغي أصل جواز التبرع ويجعله إلزامًا قانونيًّا.

وأشارت إلى أنه لا خلاف بين العلماء في جواز تبرع الشخص لأخته أو غيرها من ماله أو نصيبه من الميراث، كما لا يوجد ما يمنع من تبرع الأخت لأخيها ومساعدته من مال الميراث أو غيره أيضًا، إذ التبرع باب من أبواب الإحسان، ولكن أن يُتخذ هذا الجواز الفردي ذريعة لاقتراح تشريع عام ملزم يُلغي أصل جواز التبرع علاوة على أحكام المواريث القطعية، فذلك خلط بين التصرف الفردي والتشريع الإلزامي، وهو مغالطة لا تخفى على ذوي العقول والبصيرة.

ثانيًا: الفرضيات الجدلية لا تُنتج أحكامًا شرعية

حين يُقال "لو تراضى المجتمع على المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث، فلماذا لا يُشرّع ذلك؟"، فهذه فرضية مفتعلة لا تُغير من الحقيقة شيئًا؛ فإن الأحكام الشرعية توقيفية لا تُغيَّر بالتصويت ولا بالتوافق المجتمعي، خصوصًا وأن من يدعون إلى ذلك أوينادون به يتغافلون أن من أسماء هذا العلم علم الفرائض، جمع فريضة، وهو ينزع عنه صفة الفريضة والواجب عند التوزيع إلى صفة الحق فقط، وينسى أن الله تعالى قال في آيات الميراث: {فريضةً من الله} [النساء: 11]، فأحكام الميراث ليست حقًا فقط لصاحبه التبرع به؛ بل واجب وفريضة وليس رأيًا بشريًّا قابلاً للإلغاء أو التطويع.

ثالثًا: مغالطة القياس على التبرع

القياس بين التبرع (وهو مباح) وبين تغيير فريضة الميراث (وهو محظور) هو قياس فاسد، أشبه بمن يقترح توزيع أموال الأغنياء بين الفقراء بالقوة لأنهم "يستطيعون التبرع بها!" فلو كان هذا منطقًا سليمًا، لما بقي حقٌ ثابت ولا مالٌ مصون.

رابعًا: المقصد الحقيقي هو زعزعة قدسية النص

إن ما يُراد فعليًا من هذه الدعوات ليس المساواة كما يُدعى؛ بل نزع القداسة عن النصوص القطعية، وتحويلها إلى ساحة نقاش وجدال، لكنها أمور محفوظة بحفظ الله لها، لأنه إذا قُبل هذا المنطق غير المستقيم، فستُفتح الأبواب لكل تأويل باطل، يُقاس فيه المشروع «التبرع» على غير المشروع «تغيير الفرائض»، ويمهد لهدم الضروريات الخمس، تحت غطاء «الاجتهاد المجتمعي»، والواقع أنه إلغاء للشريعة باسم الاجتهاد.

خامسًا: هل يبقى التبرع حقًّا بعد تحويله إلى قانون؟

إذا ما تم تشريع المساواة في الميراث، فلن يعود التبرع خيارًا؛ بل يُصبح حقًا قانونيًّا يُمكن أن يُقاضى الأخ إن لم يعطِ أخته ما لم يُفرض عليه شرعًا، فيُسلَب الإنسان ماله، ويُحمّل ما لم يُكلّفه الله به، وهذا هو عين الظلم.

سادسًا: الثوابت ليست محل تصويت

إن الثوابت ليست قاصرة على العبادات أو أركان الإسلام، بل كل قطعيات الدين، أي التي ثبتت بنص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة- سواء في كل مجالات التشريع الإسلامي كما لا يخفى ذلك على العامة فضلًا عمن ينتسب للعلم.

ولفتت إلى أن هذه الدعوى من شأنها قلب الموازين فبدل أن يحمى التشريع القانوني الحق الشرعي ويضمن تنفيذه على خير وجه، يحاول صاحب هذا الطرح أن يجعل التشريع القانوني معتديًا على الحقوق الشرعية وطريقًا لسلب الناس حقوقهم وأموالهم، مستندًا في سلبه إلى قابلية الحق للتبرع بعد وجوبه، وهو من أغرب أوجه الاستدلال وأبعدها عن قواعد النظر السليم، وتحريفٌ لمفهوم الإحسان عن موضعه الصحيح.

ولفتت إلى أن الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي، ليست إلا ستارًا خادعًا يراد به نقض الحكم الشرعي، وإسقاط القدسية عن النص، وإلحاق الأمة بركب مفاهيم دخيلة لم تُنتج إلا اضطرابًا وانهيارًا في مجتمعاتها فالنص القطعي ليس مادة لإعادة التشكيل؛ بل هو نور يُهتدى به، وحدٌّ لا يُتجاوز.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

دار الإفتاء المصرية للمساواة في الميراث الأحكام الشرعية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة حدث في 8ساعات| مدبولي يعلق على هجرة الأطباء للخارج.. وزيادة جديدة في منحة أخبار بعد بدلة رقص محمد رمضان.. "الإفتاء": الملبس عنوان خلق و راية مروءة أخبار وزير الأوقاف يهنئ د. شوقي علام بتعيينه عميدًا للمعهد العالي للدراسات الإسلامية أخبار هل يجوز الذهاب إلى عرفات مباشرة وترك المبيت يوم التروية؟.. أمين الفتوى يجيب أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

بيان من دار الإفتاء بشأن الدعوة المطلقة للمساواة في الميراث

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

أول بنك يخفض العائد على حساباته بعد قرار المركزي خفض الفائدة قبل وقف العمل بها.. بنكا الأهلي ومصر يتيحان شراء الشهادة الـ27% عبر الإنترنت البنكي بالإجازة صيِّفوا بالنهار فقط.. موعد انتهاء موجة الحرارة وعودة البرودة مجددًا 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: سعر الفائدة الرسوم القضائية أسعار البنزين الرسوم الجمركية الحرب التجارية سكن لكل المصريين صفقة غزة مقترح ترامب لتهجير غزة دار الإفتاء المصرية للمساواة في الميراث الأحكام الشرعية مؤشر مصراوي صور وفیدیوهات دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: خريجو الأزهر قدوة في المجتمع .. ويحملون أسمى رسالة

شارك الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة، نيابةً عن فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، اليوم الخميس، في حفل تخرُّج الدفعة الرابعة والأربعين من كلية الدعوة الإسلاميَّة بجامعة الأزهر.

وفي كلمته، نقل الدكتور حسن خليل تحيات وتهنئة فضيلة الأمين العام الدكتور محمد الجندي إلى الخريجين، متمنيًا لهم التوفيق في أداء رسالتهم الدعويَّة السامية.

امسح ذنوب الأسبوع كله بدعاء واحد.. ردده الآندعاء التوبة والرجوع إلى الله.. احرص على الاستغفار من الذنوب والمعاصي

وأكَّد الدكتور خليل أنَّ هذا اليوم يمثِّل ثمرة جهد مشترك بين الآباء والأبناء، وأنَّ خريجي كليَّة الدعوة الإسلاميَّة يحملون أمانة عظيمة في خدمة الدِّين والوطن، مشيرًا إلى أنَّ نجاح الأفراد والمؤسسات يُقاس بأداء واجبهم في الدعوة إلى الله على بصيرة، خاصَّة في ظل التحديات التي تواجهها الأمَّة اليوم.

وأضاف أنَّ الأزهر الشريف -بصفته مؤسسة تعليمية ودعوية- يضطلع بمسئوليَّة الحفاظ على القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة واللغة العربية، وأنه خطا خطواتٍ جادةً خلال السنوات الماضية لتطوير التعليم الأزهري والمناهج الدراسية بما يتواكب مع متطلبات العصر، خاصَّة مع تحديات مثل جائحة (كورونا).

وشدَّد الأمين المساعد على أنَّ طالب كليَّة الدعوة الإسلاميَّة يجب أن يكون قدوة في مجتمعه، وأنَّ القدوة الحقيقية تبدأ من سيرة النبي الكريم محمد ﷺ، الذي جسَّد القدوة الحسنة في جميع مجالات الحياة، فكان القائد والمعلِّم والقاضي العادل.

واختتم الدكتور حسن خليل كلمته بتأكيد أنَّ الاقتداء بالنبي ﷺ في أقواله وأفعاله هو السبيل الأقوم لرفعة الأمَّة وإصلاح المجتمعات، سائلًا الله -تعالى- التوفيق للخريجين في خدمة دِينهم ووطنهم.

طباعة شارك الأزهر محمد الجندي حفل تخرُّج الدفعة الرابعة والأربعين من كلية الدعوة الإسلاميَّة بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • “تراث عمان الثقافية” تشارك في ورشة تدريبية لتعزيز الاتصال الداعم للمساواة وتمكين المرأة
  • «خيرية الشارقة»: شاشات ذكية في 9 مواقع لاستقبال التبرعات
  • تنسيق المرحلة الأولى 2025.. قرار من التعليم العالي بشأن تقليل الاغتراب
  • محامِ: توثيق قسمة الميراث قبل الوفاة يجنب الورثة النزاعات
  • رئيس جامعة الأزهر لـ «الخريجين»: أنتم حملة ميراث النبوة
  • البحوث الإسلامية: خريجو الأزهر قدوة في المجتمع .. ويحملون أسمى رسالة
  • الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر
  • قرار من السياحة بشأن بيع التذاكر المجمعة للمواقع الأثرية
  • نشرة المرأة والمنوعات.. ليلى عبد اللطيف تفجر مفاجأة عن أزمة وفاء عامر.. هل التبرع بفص من الكبد يؤدي للموت؟
  • محاضرة عن طلب العلم ضمن صيف البوادي بأدم