تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خضم تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، وجهت الصين رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أنها لن تقبل بأن تكون الطرف الذي يُضحى به في أي تسويات تجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى. 

جاء ذلك عبر بيان رسمي أصدرته وزارة التجارة الصينية يوم الإثنين، حذّرت فيه من مغبة إبرام "صفقات تجارية" مع واشنطن يكون ثمنها تقليص التجارة مع الصين مقابل إعفاءات جمركية.


وأكد المتحدث باسم الوزارة أن الصين تحترم سعي الدول الأخرى لحل خلافاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة عبر الحوار والمشاورات المتكافئة، لكنها في الوقت ذاته ستتخذ إجراءات مضادة صارمة ومتبادلة تجاه أي طرف يتعامل معها بمنطق الإقصاء أو المقايضة السياسية.


استراتيجية الضغط الأمريكي.. أدوات الجمركة مقابل الولاء


وجاء هذا الرد الصيني في أعقاب تقارير نشرتها وكالة "بلومبرج" تشير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كانت تعتزم الضغط على عدد من الدول لتقليص تعاملها التجاري مع الصين، في مقابل الحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية الأمريكية. 

وتفيد المعلومات بأن نحو 50 دولة تواصلت مع الممثل التجاري الأمريكي لمناقشة الرسوم الإضافية المرتفعة، ما يعكس حجم القلق الدولي من استخدام واشنطن للأدوات الجمركية كسلاح تفاوضي قاسٍ.
ويُذكر أن ترامب، في خطوة تصعيدية، قرر في الثاني من أبريل تعليق معظم الرسوم الجمركية التي فرضها على عدد كبير من الدول، باستثناء الصين، التي بقيت هدفًا رئيسيًا لنهجه الاقتصادي القائم على "أمريكا أولاً".

بكين: مستعدون للرد ولكن نفضل التعايش


من جهته، سعى السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، شيه فِـنغ، إلى تقديم مقاربة أكثر توازناً خلال مشاركته في فعالية عامة بواشنطن. دعا شيه إلى التعايش السلمي والتوافق الاستراتيجي بين بكين وواشنطن، محذرًا في الوقت ذاته من أن استمرار الحرب التجارية ستكون له تداعيات مدمرة على الاقتصاد العالمي.
ولفت السفير إلى أن التاريخ يُعيد نفسه، مشيرًا إلى الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي تفاقم بسبب السياسات الحمائية والرسوم الجمركية. واستعان شيه في حديثه بمفاهيم مستمدة من الطب الصيني التقليدي، مشبّهًا العلاقة بين الصين والولايات المتحدة بعلاقة "اليين واليانج" التي تتطلب التوازن لتحقيق الانسجام والنتائج الإيجابية.
وأكد أن العالم يتسع للبلدين معًا، وأن من الأفضل السعي إلى النجاح المشترك بدلًا من لعبة صفرية محكومة بالخسارة المتبادلة.

قراءة تحليلية في المواقف الصينية

الصين، في موقفها هذا، تمزج بين التحذير الاستراتيجي والمرونة الدبلوماسية. فهي تعلن أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تهميشها أو إضعافها عبر تحالفات تجارية أمريكية، لكنها في ذات الوقت تفتح الباب للتعاون والحوار، مستفيدة من الخطاب الناعم الذي يُقدمه ممثلوها في الغرب، كما فعل السفير شيه.
ويأتي هذا التوازن في وقت تحاول فيه الصين إعادة صياغة علاقتها الاقتصادية مع العالم وسط تحولات جيواقتصادية معقدة، إذ لم تعد المعركة فقط على الرسوم الجمركية، بل أيضًا على سلاسل الإمداد، ونقل التكنولوجيا، والتأثير الجيوسياسي للتجارة العالمية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بكين الصين الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة

يرى موقع "بلومبيرغ" أن الاتفاقات التجارية الأخيرة التي أبرمتها إدارة البيت الأبيض مع الاتحاد الأوروبي واليابان قد تأتي بنتائج عكسية وتصبح الولايات المتحدة الخاسر الأكبر من سياسة الرسوم الجمركية.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن البيت الأبيض يتفاخر باتفاقه التجاري الجديد مع الاتحاد الأوروبي، بعد اتفاق مماثل مع اليابان، باعتباره انتصارًا كبيرا.

الخاسر الأكبر
ويفرض الاتفاقان رسومًا جمركية بنسبة 15 بالمائة على معظم الصادرات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب شروط أخرى، ما يبدو وكأنه خطوة لإنهاء خطر الحرب التجارية المفتوحة وتجديد التأكيد على هيمنة الولايات المتحدة، وهو ما تفاعلت معه الأسواق المالية بشكل إيجابي.

لكن الموقع يعتبر أنه لا يوجد ما يستحق الإشادة، لأن الاتفاقين يشكلان خسارة لجميع الأطراف، وأفضل ما يمكن أن يتحقق هو أن تنتقل الإدارة الأمريكية إلى أولويات أخرى قبل أن تتسبب في مزيد من الأضرار.

من الناحية الاقتصادية البحتة، فإن الادعاء بأن الولايات المتحدة خرجت منتصرة من الاتفاقين هو ادعاء باطل، وفقا للموقع. فالرسوم الجمركية ما هي إلا ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلكون الأمريكيون معظم الزيادة في التكاليف، إن لم يكن كلها. 

ولا تكمن المشكلة فقط في أن الواردات ستصبح أكثر تكلفة، بل إن المنتجين الأمريكيين للسلع المنافسة سيتعرضون لضغط أقل من حيث المنافسة والابتكار، مما سيدفعهم أيضًا لرفع الأسعار. وبمرور الوقت، ستؤدي هذه العوامل إلى تراجع مستوى المعيشة في الولايات المتحدة، وسيكون  الخاسر الأكبر من الرسوم الجمركية هو غالبًا البلد الذي فرضها.



تصاعد التوترات
يرى البعض أنه يمكن التعامل مع تكاليف الرسوم على المدى الطويل، طالما أن الاتفاقيات تضع حدًا للنزاعات التجارية.

وقد شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أبرمت الاتفاق مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع، على هذه النقطة لتبرير خضوع الاتحاد الأوروبي للمطالب الأمريكية، مؤكدة أن الاتفاق وسيلة لاستعادة الاستقرار والتوقعات الواضحة للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.

وأشار الموقع إلى أن كلا الاتفاقين، شأنهما شأن الصفقة التي أُبرمت سابقا مع المملكة المتحدة، يُنظر إليهما على أنهما اتفاقيات إطارية أكثر من كونهما صفقات نهائية.



وتنص الاتفاقية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على منح بعض السلع الأوروبية إعفاء من الرسوم الجمركية في السوق الأمريكية، لكنها لم تحدد بعد ما هي هذه السلع.

وحسب الموقع، يشعر المواطنون في أوروبا واليابان بأن حكوماتهم قد استسلمت أمام الضغوط الأمريكية، مما يزيد احتمالات عدم الاستقرار وتصاعد موجات المعارضة السياسية.

وأضاف الموقع أنه حتى في حال إبرام هذه الاتفاقيات، ستظل هناك نزاعات قائمة لا تقتصر على التجارة فقط، وقد تواصل واشنطن استخدام الرسوم العقابية أو التهديدات الأمنية كأدوات ضغط، بما يعني أن الاستقرار الذي تتحدث عنه فون دير لاين سيكون وهميا.

وختم الموقع محذرا من أن شعور الإدارة الأمريكية بأن الاتفاقات التجارية الأخيرة دليل على قدرتها على فرض كلمتها بدلًا من بناء شراكات حقيقية، يهدد بتصاعد التوتر عالميا وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل الاستراتيجية الحالية.

مقالات مشابهة

  • بين 10% و41%.. ترامب يزيد الرسوم الجمركية على عشرات الدول
  • ترامب يزيد الرسوم الجمركية على عشرات الدول
  • إدارة ترامب تكشف عن خطتها الجديدة للرسوم الجمركية.. ما أبرز ملامحها؟
  • الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة
  • الأزمة بين «أمريكا وروسيا» تتصاعد بسبب الرسوم الجمركية والحرب الأكرانية
  • ترامب يرفع الرسوم الجمركية على واردات أمريكا من الهند إلى 25%
  • بسبب رسوم ترامب الجمركية.. أبل تبتعد عن الصين وتعتمد على هذه الدولة
  • أمريكا والصين على استعداد لتمديد هدنة الرسوم الجمركية
  • كندا وأمريكا تكثفان محادثاتهما بشأن الرسوم الجمركية
  • تراجع أسعار الذهب وارتفاع الدولار وسط ترقب لمصير الهدنة التجارية الأمريكية مع الصين