مفاجأة علمية.. تاريخ ظهور القطط المنزلية في العالم بدأ من تونس
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
لطالما اعتقد الباحثون أن القطط المنزلية شقت طريقها إلى أوروبا بهدوء، متتبعة خطى المزارعين الأوائل في العصر الحجري الحديث، إذ انجذبت إلى وفرة القوارض حول مخازن الحبوب.
غير أن دراستين حديثتين، اعتمدتا على بيانات جينية وأثرية موسّعة، تقلبان هذا التصور رأسا على عقب، مشيرتين إلى أن القطط لم تصل إلى أوروبا إلا في مراحل لاحقة، وأنها لم تأتِ من مناطق الشرق الأوسط كما كان يُظن، بل من تونس في شمال أفريقيا.
وقد قاد هاتين الدراستين فريقان من جامعتي تور فيرغاتا في روما وإكسيتر البريطانية، بالتعاون مع عشرات المؤسسات البحثية، وخلصا إلى أن ظهور القطط المنزلية الأليفة في أوروبا لم يحدث إلا بعد مرور آلاف السنين على قيام الزراعة، وأن عوامل دينية وثقافية ربما لعبت دورا حاسما في انتشارها.
حلّل فريق جامعة تور فيرغاتا، بالتعاون مع 42 مؤسسة بحثية، 70 جينوما قديما، و17 جينوما حديثا، إضافة إلى بقايا قطط مؤرخة بالكربون المشع من 97 موقعا أثريا في أوروبا والأناضول. والجينوم هو مجموعة التعليمات الوراثية الكاملة التي تحملها خلايا الكائن الحي، وتحدد صفاته ووظائفه البيولوجية.
وأظهرت نتائج التحليل وجود موجتين واضحتين من التوسع: أولاهما في القرن الثاني قبل الميلاد، نُقلت خلالها قطط برية من شمال غرب أفريقيا إلى جزيرة سردينيا، في حين شهدت الثانية، التي وقعت خلال العصر الروماني الإمبراطوري بداية القرن الميلادي الأول حتى القرن الخامس، جلب قطط ذات صفات وراثية تُشبه السلالات المنزلية الحديثة إلى أنحاء مختلفة من أوروبا، وكلها تعود بأصولها إلى تونس.
وفي دراسة مشابهة، فحص فريق جامعة إكسيتر أكثر من 2400 عظمة قطط أثرية من 206 مواقع متنوعة، وكشف عن أدلة تؤكد وجود القطط المنزلية في أوروبا منذ بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، أي قبل ازدهار النفوذ الروماني بقرون.
إعلانكما بيّنت التحليلات الجينية وجود سلالات قطط في بريطانيا تعود إلى العصر الحديدي، مما يدعم فرضية الانتقال على شكل موجات متفرقة شملت العصور الرومانية المتأخرة، ثم الفايكنغ، مع التأكيد أيضا أن تونس كانت مركزا محوريا في نشأة القطط المستأنسة.
ما بين الرمزية الدينية والرغبة البشريةبعكس النظرة التقليدية التي اختزلت استئناس القطط في علاقتها التكافلية بالإنسان كوسيلة لمكافحة القوارض، تسلط الدراستان الضوء على أبعاد دينية وثقافية كانت حاسمة في تعزيز مكانة القطط وانتقالها عبر الحضارات.
ففي مصر القديمة، حظيت القطط بمكانة مقدسة وارتبطت بالإلهة الأسطورة "باستيت"، وبالتالي كانت تُحنط القطط كذلك رفقة الملوك. وفي الحضارتين اليونانية والرومانية، ارتبطت القطط بالأسطورتين "أرتميس" و"ديانا"، بينما ظهرت في الأساطير الإسكندنافية كحيوانات ترافق الأسطورة "فريا"، وهو ما يعزز فرضية أن المعتقدات لعبت دورا في انتشار القطط كان أكثر من مجرد المنفعة.
وتظهر نتائج الدراستين أيضا أن القطط المنزلية الوافدة اصطدمت بيئيا وجينيا بالقطط البرية المحلية، مما أدى إلى تراجع أعداد الأخيرة منذ الألفية الأولى للميلاد. وتشير الأدلة إلى حصول اختلاط وراثي وتنافس بيئي، وربما انتقال للأمراض، ساهم في تقلص أعداد القطط البرية التي كانت تعيش في القارة منذ آلاف السنين.
ومن أبرز ما تكشفه هذه النتائج، هو نقض الرواية التقليدية التي كانت تفترض وجود القطط في مستوطنات العصر الحجري الحديث، حيث أثبتت الدراسات أن الاعتماد على الحمض النووي الميتوكونديري وحده قد يكون مضللا، نظرا لتشابه الصفات الجينية بين القطط البرية والمنزلية. أما التحليل الأعمق للحمض النووي، فقد كشف عن مسارات أوسع وأكثر تعقيدا، كان للثقافة والتجارة والدين فيها دور أساسي.
وتشير هاتان الدراستان إلى الغاية التي دفعت الإنسان إلى استئناس القط لم تكن لغرض الحماية من القوارض والحيوانات الصغيرة الضارة بالمحاصيل، بل يبدو أن القطط انتقلت إلى أوروبا في موجات لاحقة مدفوعة بالمعتقدات والطقوس الدينية، وبواسطة الطرق التجارية والإمبراطوريات القديمة.
إعلانومن تونس إلى سفن الفايكنغ، يظهر أن مسيرة القط المنزلي المستأنس نحو العالم لم تكن عبثية، بل خريطة ثقافية ممتدة، رسمتها الرموز والأساطير القديمة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ظهور صادم على سرير المستشفى.. إصابة غامضة تطارد بيكهام بعد المونديال
شهدت الساعات الماضية خضوع النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام لعملية جراحية دقيقة في معصمه، بعد نقله إلى أحد المستشفيات، إثر معاناته من آلام حادة استدعت تدخلاً طبيًا فوريًا.
ورغم ظهوره مؤخرًا في افتتاح بطولة كأس العالم للأندية 2025 خلال مباراة إنتر ميامي ضد الأهلي المصري، فإن بيكهام بدا في صورة نُشرت له لاحقًا وهو مستلقٍ على سرير طبي داخل المستشفى، مرتديًا جبيرة زرقاء على معصمه، ما أثار تساؤلات حول حالته الصحية.
ووفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن الإصابة التي خضع بيكهام على أثرها للجراحة ليست جديدة، بل تعود إلى مايو 2003 حين تعرض لكسر في المعصم خلال مشاركته مع منتخب إنجلترا في مباراة ودية أمام جنوب إفريقيا بمدينة ديربان.
ورغم تعافيه الظاهري حينها، فإن اللاعب المعتزل ومالك نادي إنتر ميامي بدأ يشعر مؤخرًا بآلام مزمنة في نفس المكان، دفعت الأطباء لإجراء فحوصات كشفت عن كسر لم يلتئم بشكل صحيح، ما استدعى تدخلًا جراحيًا لإزالته وتخفيف الألم المستمر.
فيكتوريا بيكهام تدعم زوجها برسالة إنسانيةوحرصت فيكتوريا بيكهام، زوجة النجم الإنجليزي، على توجيه رسالة دعم مؤثرة لزوجها عبر حسابها على "إنستجرام"، إذ نشرت صورة له وهو يبتسم على سرير المستشفى، وكتبت عليها:
"تعافَ بسرعة يا أبي"، في إشارة لعاطفة العائلة ودورها في دعمه خلال فترة النقاهة.
وتتزامن إصابة بيكهام مع استعدادات ناديه إنتر ميامي لخوض مواجهة قوية أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 من مونديال الأندية، ما سيجعل ظهوره خلال اللقاء محل شك، سواءً في أرضية الملعب أو حتى على المدرجات.