الأسواق العالمية في مهب رياح سياسات ترامب
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد الأسواق المالية العالمية اضطرابات متصاعدة على خلفية تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية المرتبطة بالرئيس الأميركي دونالد ترمب. فقد سجل الدولار الأميركي تراجعاً ملحوظاً إلى أدنى مستوياته في عشر سنوات مقابل الفرنك السويسري، وثلاث سنوات ونصف أمام اليورو، مما يعكس ضعف الثقة الدولية في الاستقرار المالي للولايات المتحدة.
هذا الهبوط ليس معزولًا عن السياق السياسي؛ بل يأتي وسط تصعيد متكرر من ترمب ضد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي وصفه في منشور على منصته "تروث سوشيال" بـ"الخاسر الكبير"، مطالبًا إياه بخفض أسعار الفائدة فوراً. هذا الهجوم العلني على استقلالية البنك المركزي الأميركي أثار قلق المستثمرين، الذين باتوا يرون في هذه التصريحات تهديداً لمصداقية السياسات النقدية الأميركية.
تراجع واسع النطاقالنتيجة كانت تراجعًا واسع النطاق في مؤشرات الأسهم العالمية، حيث فقد مؤشر ناسداك 3.4% من قيمته، متأثراً خصوصاً بانخفاض حاد في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "تيسلا". أما في اليابان، فتأثرت أسواق طوكيو بتداعيات وول ستريت، وتراجع مؤشر "نيكي" بنسبة 0.4%، مدفوعاً بخسائر في قطاع الرقائق الإلكترونية.
سياسيًا، أظهر استطلاع حديث أجرته "رويترز/إبسوس" انخفاضاً جديداً في شعبية ترمب، حيث لم يعد سوى 42% من الأميركيين يؤيدون أداءه، وهو أدنى مستوى له منذ عودته إلى البيت الأبيض. اللافت في نتائج الاستطلاع أن ثلث الجمهوريين أنفسهم أعربوا عن قلقهم من فقدان الولايات المتحدة لمصداقيتها الدولية، مما يعكس انقساماً داخلياً حول سياسات الرئيس.
على صعيد العملات، ظل الدولار ضعيفاً أمام معظم العملات الرئيسية، بينما حافظ اليورو والجنيه الإسترليني على مكاسبهما، وسط تزايد العزوف عن الأصول الأميركية. حتى الدولار الأسترالي، الذي يُعد عملة عالية المخاطر، ارتفع أمام نظيره الأميركي، في مؤشر آخر على تدهور الثقة.
مشهد قاتموفي ظل هذا المشهد القاتم، لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، ما دفع سعره إلى مستويات قياسية تجاوزت 3472 دولاراً للأوقية، مدعوماً بمخاوف من تباطؤ اقتصادي وشيك.
أما في آسيا، فقد أظهرت بورصات الصين وهونج كونج مرونة نسبية، إذ سجلت مكاسب محدودة رغم التراجع الإقليمي العام، مدفوعة بأداء جيد للقطاع المصرفي الصيني. إلا أن شركات التكنولوجيا مثل JD.com وMeituan تكبدت خسائر كبيرة نتيجة احتدام المنافسة في السوق المحلية.
وتدل المؤشرات الاقتصادية والسياسية مجتمعة على تزايد القلق العالمي من السياسات الشعبوية التي ينتهجها ترمب، والتي لا تكتفي بإثارة الجدل داخلياً، بل تترك بصمتها على الاقتصاد العالمي. وبينما يواصل الدولار هبوطه، تتنامى الشكوك حول استقرار الاقتصاد الأميركي، في وقت يبدو فيه الرئيس منشغلاً بصراعاته الشخصية أكثر من تركيزه على بناء الثقة الدولية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المالية اضطرابات
إقرأ أيضاً:
استقرار الدولار مع تركيز الأسواق على التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
استقر الدولار الأمريكي وتعافى من عمليات بيع في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين الموافق 13 أكتوبر، مع أمل المستثمرين في أن تخفف واشنطن من تصعيدها الأخير للحرب التجارية مع بكين، في حين أضعفت التطورات السياسية في فرنسا واليابان اليورو والين.. وفقاً لرويترز.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات، إلى 99.002، مستعيدا بعض الخسائر التي تكبدها بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين.
وأثار ذلك مخاوف من احتمال فرض ترامب تعريفات جمركية شاملة في أبريل بمناسبة يوم التحرير، مما أثار موجة بيع في الأسهم والعملات المشفرة يوم الجمعة.
وفي وقت سابق من اليوم، قال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام! لقد مرّ الرئيس شي جين بينج، الذي يحظى باحترام كبير، بلحظة عصيبة".
وأضاف ترامب: "هو لا يريد كسادًا لبلاده، وأنا أيضًا لا أريد ذلك.. الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها!".
قد تتأثر سيولة السوق بالعطلات، حيث تحتفل الولايات المتحدة بيوم كولومبوس/يوم الشعوب الأصلية اليوم، بينما اليابان مغلقة أيضًا للاحتفال بيوم الصحة والرياضة.
ومقابل الين، سجل الدولار 151.985 ين، بارتفاع 0.5% مع تقييم الأسواق للمسار الذي ستتخذه زعيمة الحزب الديمقراطي الليبرالي الجديدة ساناي تاكايتشي بعد استقالة كوميتو من الائتلاف الحاكم يوم الجمعة، مما وجه ضربة لآمالها في أن تصبح أول رئيسة وزراء انثى لرابع أكبر اقتصاد في العالم.
فيما استقر اليورو عند 1.1609 دولار، منخفضا 0.1%، بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية عن تشكيلة الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو يوم أمس الأحد، حيث أعادت تعيين رولان ليسكور، الحليف الوثيق لإيمانويل ماكرون، وزيرا للمالية.
وتذبذبت أسواق العملات المشفرة بين المكاسب والخسائر بعد موجة بيع حادة يوم الجمعة، حيث ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 0.4% ليصل إلى 115,486.04 دولارًا أمريكيًا.
فيما تم تداول اليوان الصيني في الخارج عند 7.137 يوان مقابل الدولار، بزيادة قدرها 0.1% في التعاملات الآسيوية المبكرة.
وسجل الدولار الأسترالي 0.6513 دولار أمريكي، مرتفعا 0.6% في التعاملات المبكرة، بينما جرى تداول الدولار النيوزيلندي عند 0.57345 دولار أمريكي، مرتفعا 0.3%.
وسجل الجنيه الإسترليني 1.33415 دولار، مرتفعا 0.1% حتى الآن خلال اليوم.