الرياض تجمع مكونات الشرعية: معركة وشيكة أم رسائل سلام وفرز للمواقف؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
في تطور لافت جاء بعد سلسلة من الإشارات السياسية والعسكرية المتضاربة، احتضنت العاصمة السعودية الرياض لقاءً ضم رئاسة هيئة التشاور والمصالحة اليمنية وقيادات المكونات والأحزاب السياسية المنضوية في الهيئة، مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.
السفير السعودي قال في تغريدة له على منصة إكس: “استمرارًا لدعم المملكة لجهود السلام والمصالحة الوطنية الشاملة، وتثبيت الاستقرار في اليمن، التقيت اليوم مع رئاسة هيئة التشاور والمصالحة اليمنية، وقيادات المكونات والأحزاب السياسية في الهيئة.
في المقابل، غرّد القيادي اليمني وعضو الهيئة عبد الملك المخلافي قائلاً: “لقاء رئاسة هيئة التشاور والمصالحة وقيادات المكونات والأحزاب السياسية في الهيئة اليوم في الرياض مع سعادة الأخ السفير محمد بن سعيد آل جابر يؤكد مجددًا على حرص المملكة وقيادتها على تحقيق المصالحة في اليمن وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، والشراكة الأخوية الإستراتيجية بين المملكة واليمن من أجل الوصول لتحقيق هذه الأهداف النبيلة”.
هذان التصريحان يأتيان في لحظة إقليمية مشحونة؛ إذ تتردد أحاديث عن وجود ترتيبات لعملية برية في اليمن، فيما تستمر المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، كما أن زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران ولقائه بالمرشد الأعلى الإيراني قبل أيام لم تكن حدثًا عابرًا.
في سياق التحركات السعودية الإقليمية والدولية المرتبطة بالملف اليمني، يُلفت الانتباه لقاءان بارزان عقدهما وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، خلال الأشهر الأخيرة، يؤشران إلى سعي سعودي مكثف لإعادة ضبط التوازنات الإقليمية ذات الصلة بالوضع في اليمن.
اللقاء الأول جرى في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال فبراير الماضي، حيث اجتمع وزير الدفاع السعودي مع نظيره الأمريكي ومسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية. وقد ركّز اللقاء، بحسب ما نُشر، على التنسيق الأمني والإقليمي، بما في ذلك الملف اليمني والحوثيين، أما اللقاء الثاني، فكان في أبريل الجاري بطهران.
واللافت أن السفير السعودي نفسه، كان حاضرًا في كلا اللقاءين، ما يؤكد أن الملف اليمني كان حاضراً بقوة، سواء في أروقة واشنطن أو في دوائر القرار بطهران.
كل ذلك يطرح تساؤلات حقيقية: هل تسعى المملكة إلى تهيئة موقف سياسي موحد من المكونات اليمنية قبل أي تطور قادم؟ أم أنها تسعى لتأكيد موقفها أمام الحوثيين والمجتمع الدولي كراعية للسلام في ظل ما يقال عن تصعيد بري محتمل نفت علاقتها به؟
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال ملاحظة مهمة تتعلق بازدواجية الرسائل القادمة من الرياض، إذ في الوقت الذي تتجه فيه التصريحات السياسية السعودية نحو التهدئة ودعم جهود السلام، كما عكستها لقاءات السفير السعودي وتصريحاته، يواصل الإعلام السعودي بث رسائل مختلفة تتحدث عن الحسم العسكري وتهيئة الأجواء لمعركة وشيكة.
هذا التباين قد يعكس توزيعاً مقصوداً للأدوار، أو ربما يكشف عن تردد في القرار النهائي، لكنه في كل الأحوال يُبقي المشهد في حالة غموض تستوجب القراءة الدقيقة.
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل نحن أمام مرحلة جديدة من السلام في اليمن برعاية سعودية، أم أمام محاولة أخيرة لفرز المواقف قبل أن تنفجر جولة جديدة من المواجهة؟
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الحكومة اليمنية هيئة التشاور والمصالحة السعودية جماعة الحوثي السفير السعودي السفیر السعودی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة الترفيه يثمن دعم القيادة للاتحاد السعودي للملاكمة وموسم الرياض
أكد معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه ورئيس الاتحاد السعودي للملاكمة المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، دعم المملكة المستمر لرياضة الملاكمة، مثمنًا دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- للاتحاد السعودي للملاكمة وموسم الرياض.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي بمدينة نيويورك المحطة الثانية من الجولة الترويجية العالمية للنزال المرتقب بين الملاكم المكسيكي ساؤول “كانيلو” ألفاريز، والأمريكي تيرينس كروفورد، بحضور كبار الشخصيات الرياضية والإعلامية ونجمي النزال، في إطار استعدادات المملكة لاستضافة الحدث الكبير ضمن فعاليات موسم الرياض.
وقال معاليه: “أشكر سمو ولي العهد على دعمه اللامحدود، وشريكي الدكتور راكان الحارثي من صلة، والأسطورتين كانيلو وكروفورد، هذا الحدث الكبير يتحقق اليوم، ونحن سعداء بأننا نسعدكم”.
وأشار إلى أن حقوق النقل الحصرية للنزال منحت لمنصة “نتفليكس”، مبينًا أن القرار جاء بعد مفاوضات مع عدة منصات كبرى.
وثمّن معالي المستشار جهود الرئيسة التنفيذية لنتفليكس بيلا باغاريا، مشيرًا إلى أن أمورًا تقنية تسببت في تأجيل المؤتمر من موعده الأصلي في 16 مايو، مؤكدًا في ذات الوقت أن العقد الموقع يُعد الأغلى في تاريخ رياضة الملاكمة.
وقال كانيلو ألفاريز خلال المؤتمر الصحفي: “أحترم كروفورد كثيرًا، فهو من أعظم المقاتلين في السنوات الأخيرة، وأخي تركي آل الشيخ كان دائمًا يطلب مني خوض هذا النزال، وها نحن هنا اليوم”.
من جهته، قال تيرينس كروفورد: “أنا في مهمة مطاردة، وسأنتزع كل شيء في 13 سبتمبر، هذا النزال جاء في الوقت المثالي بالنسبة لي، وسأجعل الجماهير تتأثر بما سأقدمه في الحلبة”.
ومن المقرر أن تختتم الجولة الإعلامية يوم الجمعة المقبل في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، في فعالية يتوقع أن تحظى بتغطية إعلامية كبيرة، في ظل الزخم المتواصل الذي رافق المحطات السابقة، والاهتمام العالمي المتزايد بنزال الوزن المتوسط الفائق المرتقب ضمن موسم الرياض.