تعلم فن الخط بعد السبعين.. تركي خطّ بيده مصحفا يورّثه
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
تركيا – تعلم المواطن التركي حلمي شهيد اوغلو البالغ من العمر 84 عاماً فن الخط العربي في سن الـ71، بدافع ترك إرث دائم لأبنائه، فكتب نسخة من القرآن الكريم بالكامل بخط يده، ليعيش بعدها سكينة فريدة نابعة من شعوره بترك أثر ينير درب الأجيال القادمة.
شهيد أوغلو المولود في قضاء تورطوم التابع لولاية أرضروم شرق تركيا، كان يقطع يومياً 10 كيلومترات للوصول إلى مدرسته، وتخرج عام 1966 في أكاديمية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة أنقرة بفضل اجتهاده وطموحه.
لم تفارق الكتب شهيد أوغلو يوماً، حتى بعد تقاعده، إذ واصل القراءة وقرر أن يفتح صفحة جديدة في حياته بتعلّم التركية العثمانية من خلال دورة متخصصة.
وفي الوقت ذاته، بدأ يُبدي اهتماماً كبيراً بفن الخط العربي بعد أن بلغ من العمر 71 عاماً، ليشرع في مشروعه الكبير وهو نسخ القرآن الكريم بخط يده.
ووصف شهيد أوغلو القرآن الذي نسخه بـ”أقدس إرث أتركه لأبنائي”، إذ استغرق في كتابته ست سنوات عمل فيها ليلاً ونهاراً، معتبراً ما قام به عبادة وهدية تنير طريق الأجيال القادمة.
– تعلم فن الخط بعد سن السبعين
وفي حديث للأناضول، أشار شهيد أوغلو إلى أنه أدرك جيداً قيمة التعليم والكتب خلال طفولته، وعاش عمره ملازماً للقراءة.
وأضاف: “بعد سن السبعين بدأت أقرأ وأكتب الأحرف العربية. أخبرني من حولي أن خطّي جميل وشجعتني زوجتي التي فقدتها فيما بعد، فبدأت أتساءل، هل يمكنني أن أكتب القرآن الكريم؟ فبدأت بكتابة بعض السور القصيرة”.
وأشار إلى أن رحلة كتابة القرآن استغرقت 8 أعوام، بدءاً من إيجاد الورق المناسب، وحتى مراحله النهائية من التدقيق والمراجعة.
– عزيمة لا تلين
وتحدث شهيد أوغلو عن صعوبات واجهها قائلاً: “لا أنسى أبداً، كنت قد وصلت إلى الصفحة 240، وكان قد مرّ نحو ثلاث سنوات ونصف إلى أربع سنوات، وقلت، لن أستطيع إكماله، فتوقفت. لكنني عدت مجدداً وواصلت العمل”.
واستطرد: “بدأت كتابة القرآن الكريم في سن الـ71، وأتممته بالكامل في سن الـ76. لكن بعدها بدأت مرحلة تدقيق طويلة، وكتبت من جديد نحو 400 إلى 450 صفحة. وبعد الانتهاء، لاحظت أن شكل الخط في بداية بعض الصفحات يختلف عن الخط في آخرها فأعدت كتابة 150 صفحة إضافية”.
وأردف: “لم تكن هناك أخطاء، لكن شكل الخط تغيّر. في البداية، كنت أستغرق من 3 إلى 5 أيام لإنهاء صفحة واحدة، أما في النهاية فكنت أنتهي من الصفحة خلال ساعة إلى ساعة ونصف”.
– “إرث خالد”
وأوضح أن الدافع الأكبر الذي منحه الطاقة للاستمرار في كتابة نسخة من القرآن الكريم، هو رغبته في ترك “إرث خالد”.
وتابع: “كتابة القرآن وما يمنحه من سكينة روحية تركت أثراً عظيماً في نفسي، ومنحتني سكينة لا توصف”.
وختم قائلا: “لقد تركتُ إرثاً روحياً سيبقى إلى الأبد. طبعت نسخة لكل واحد من أبنائي الثلاثة، أما النسخة الأصلية فهي معي. أقرأ فيها وأختم بها، وأجد فيها راحتي. هذا هو أعظم ما أنجزته في حياتي”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
رئيس منطقة الغربية الأزهرية يُكرم عميد كلية القرآن الكريم بطنطا تقديرًا لجهوده
استقبل فضيلة الدكتور مجدي السعيد بدوي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الغربية الأزهرية، معالي الأستاذ الدكتور أحمد عبد المرضى، عميد كلية القرآن الكريم، وذلك بمقر ديوان عام المنطقة.
تفاصيل اللقاءوجاء ذلك في إطار التعاون المشترك بين منطقة الغربية الأزهرية وكلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بطنطا.
جاء هذا اللقاء تقديرًا لجهود الكلية في دعم البرامج التدريبية التي تستهدف رفع كفاءة المعلمين والعاملين بالمنطقة الأزهرية، والتي أُقيم بها "البرنامج التثقيفي العقدي لمعلمي العلوم الشرعية بالغربية" في الفترة الأخيرة، وشهدت مشاركة متميزة من كوادر التعليم الأزهري.
وحضر اللقاء رشا الرفاعي، مدير إدارة التدريب التربوي بالمنطقة، والأستاذة راجية موسى، مسؤول العلاقات العامة، إلى جانب أعضاء إدارة التدريب بالمنطقة.
وخلال اللقاء، قدّم فضيلة الدكتور مجدي السعيد درع التقدير إلى الأستاذ الدكتور أحمد عبد المرضى، تعبيرًا عن الشكر والعرفان لما قدمته الكلية من تعاون علمي وتدريبي مثمر، أسهم في تنمية المهارات المهنية والعلمية للمعلمين والمعلمات، ودعم منظومة التطوير المهني بالأزهر الشريف.
من جانبه، عبّر الأستاذ الدكتور أحمد عبد المرضى عن تقديره لهذه اللفتة الكريمة، مؤكدًا حرص كلية القرآن الكريم على استمرار التعاون مع المنطقة الأزهرية بما يحقق الأهداف التعليمية والتربوية المشتركة، ويسهم في خدمة رسالة الأزهر الشريف.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية تعزيز الشراكة بين الجانبين، واستمرار التنسيق في تنفيذ الدورات التدريبية النوعية والفعاليات المشتركة، بما يتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية والتحديات المستقبلية.