أسبوع الأصم العربي الخمسون تحت شعار "الذكاء الاصطناعي"
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
هناء السكاكري
تحتفي جميع الدول العربية في الأسبوع الأخير من شهر أبريل من كل عام بأسبوع الأصم العربي؛ لتوعية المجتمع بحقوق الصم وأبرز تحدياتهم.
وفي هذا العام 2025، أُطلق شعار "الذكاء الاصطناعي" لتعليم ورفع مستوى ثقافة الصم وتقيم الجمعيات والمؤسسات الخاصة والهيئات العاملة من خلاله برعاية الصم في الوطن العربي أسبوعا حقوقيا مكثفا يطلق عليه "أسبوع الأصم العربي" وهو يقام بشكل سنوي على امتداد وطننا العربي؛ وهو عبارة عن تظاهرة إعلامية شاملة وحقوقية للتعريف بالصمم وطرق الوقاية منه، وأيضًا معرفة أحدث المستجدات في علاجه.
وينطلق أسبوع الأصم العربي بناءً على توصيات المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للهيئات العاملة للصم، والذي يرجع تاريخ انعقاده في دمشق من 24 إلى 26 أبريل 1974 وهذا العام 2025 دعا الاتحاد العربي للصم وخبراء متخصصون إلى ضرورة تسليط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تعليم ورفع مستوى ثقافة الصم، وحث المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة على توظيف التقنية الحديثة في مجالات التعليم المختلفة من خلال المنصات والمواقع التعليمية المعروفة؛ والتدريب عليها. وأيضا تدشينها، بهدف تحسين بيئة العمل لذوي الإعاقة وتسهيل تواصلهم وتمكينهم من العمل في ظروف عادلة. وأردف البعض خاصة أولياء الأمور؛ مطالبين الهيئات العامة والخاصة بهذا الحق وعدم تجاهله في كل عمل شامل ومتكامل يسعى إلى تمكين الأشخاص الصم من القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك بكل سهولة ويسر والتأكيد على هذا الحق وجعله على قائمة الأولويات وذلك لبناء بيئة ممكنة للأشخاص الصم بكل جوانبها التشريعية والتأهيلية والاجتماعية والثقافية والتعليمية وغيرها.
وتهدف الاحتفالية إلى التوعية بحقوق الصم ومعرفة قدراتهم وشتى أنواع مشاكلهم، والتوعية بوسائل تربية وتأهيل الأصم وقنوات تواصله اللغوي والنطقي والإشاري مع أقرانه وأسرته وأفراد مجتمعه.
وتهدف الفعاليات السنوية لأسبوع الأصم العربي إلى تعريف المجتمع وتوعيته بخصائص فئة الصم وقدراتهم، وتسليط الضوء على قضايا الصم وحقوقهم الأساسية الصحية والنفسية والثقافية والتعليمية الاجتماعية والعملية، وتمكين الأشخاص الصم وضعاف السمع وجمعياتهم من ممارسة دورهم والقيام به بشكل فعال وإيجابي في عمليات التنمية الاجتماعية، والاقتصادية الشاملة والمستدامة، والدعوة إلى تحسين الخدمات المقدمة لهم، ونشر لغة الإشارة وتعزيز ثقافة تقبل الآخر.
وفي كل عام تجتمع مؤسسات الصم العربية والحكومية والأهلية وأيضاً الخاصة تحت شعار وموضوع موحَّد يتم اختياره من قبل الجمعيات الخاصة بالصم بالتنسيق مع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم ويكون هذا الشعار متفق عليه من قبل الجميع، وقد وقع اختيار هذا العام شعار أسبوع الأصم العربي الخمسين هو "الذكاء الاصطناعي"، وجاءت فكرة الشعار "جدوى استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم ورفع المستوى الثقافي للصم"، في ظل وجود شريحة كبيرة منهم على مستوى الوطن العربي وفي المجتمع والكثير منهم لديهم مهارات عالية، ومواهب في جميع المجالات، فقط يحتاجون إلى تطويرها وتدعيمها ومراعاتها بالطرق الصحيحة لصالح الأصم وكيانه وشعوره بأنه جزء لا يتجزأ من النسيج المتلاحم في المجتمع "نحو تعزيز الذكاء الاصطناعي لخدمة الأشخاص الصم". وتفسير دلالات الشعار بأنه، يدعو إلى تبني الابتكار في خدمة الصم وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة لتمكينهم من الاستقلال والمشاركة الكاملة في المجتمع.
الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية تسهم في تحسين حياة ذوي الإعاقة السمعية، من خلال: تطبيقات الترجمة الفورية بلغة الإشارة، وأدوات التعليم الذكية التي تراعي احتياجات الصم، وبرمجيات تحويل الكلام إلى نص لتسهيل التواصل.
ويعمل الذكاء الاصطناعي على توفير بيئة تعليمية متميزة باستخدام التقنيات الحديثة لتعزيز المهارات المستقبلية ومهارات القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة الصم، وتعتمد أحدث الأنظمة والأساليب التعليمية والإدارية. ويرى الكثير من المهتمين والمتخصصين أن التقنية أثبتت فاعليتها في تعزيز التواصل وفتح آفاق جديدة للطلاب الصم وضعاف السمع وتأهيلهم، وأنه مع تقدم الذكاء الاصطناعي ودمجه في العملية التعليمية سيسهم في جعل الفصول الدراسية أكثر شمولية للجميع، كما أنه يوفر بيئة تعليمية متميزة.
وتسهم الفعاليات في إقامة علاقات تعاونية مع الجمعيات والمراكز ذات الأهداف المتشابهة لتبادل الخبرات وتمثيل الدولة في المحافل الدولية وكسر حاجز الخوف في المجتمع بين الصم والعاديين، والعمل على فهم خصائصهم وإيجاد قاعدة معلومات لخدمة احتياجات فئة الصم، وتعريف المجتمع بلغة الإشارة ونشرها من خلال عمل الدورات والمشاغل الخاصة بها والعمل على النهوض بالخدمات المقدمة للصم وتطويرها، والقيام بدور الرعاية الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي بالتعاون مع الجهات المختصة وتشجيع البحوث المتعلقة بالصم والصمم ونشر الوعي في المجتمع للحد من درجة الإعاقة في المجتمع، وأهمية التدخل المبكر لإنقاذ الحالة وعلاجها في وقت مبكر أو التخفيف من درجة الإعاقة وعدم تفاقمها وتأهيل فئة الصم وإعدادهم بشكل علمي ومهني في المجتمع.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا آمنا للعلاج النفسي
مع التوسع المتزايد في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، بدأ البعض يلجأ لهذه الأدوات كمساعدات نفسية، أو حتى كبدائل عن الأطباء المختصين إلا أن خبراء الصحة النفسية يحذرون من هذه الممارسات، ويؤكدون أنها قد تحمل عواقب خطيرة على الصحة النفسية والخصوصية الشخصية.
خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا آمنا للعلاج النفسيوفي هذا السياق، صرحت الدكتورة يكاتيرينا أورلوفا، نائبة مدير معهد علم النفس السريري والعمل الاجتماعي بجامعة بيروغوفسكي الروسية، لصحيفة "غازيتا.رو"، بمجموعة من التحذيرات الهامة.
قالت أورلوفا إن "الذكاء الاصطناعي لا يمكنه تقديم دعم نفسي مؤهل، لأنه يفتقر إلى التعاطف الحقيقي، وغير قادر على التقاط الإشارات غير اللفظية الدقيقة التي تحمل في طياتها معانٍ نفسية عميقة".
وأشارت إلى خطورة أن يفشل النظام في لحظات حرجة من اليأس أو الاضطراب النفسي، وربما يقدّم نصائح غير ملائمة أو حتى مؤذية.
خطر على خصوصية المرضىأحد أكبر التحديات في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي هو الخصوصية وأوضحت أورلوفا: المشاعر والمخاوف التي يبوح بها المستخدم للذكاء الاصطناعي يمكن أن تُستخدم بشكل ضار إذا وقعت في أيدي جهات غير نزيهة، خاصة أن إعادة التعرف على هوية الأشخاص من بيانات مجهولة أصبح أمرًا ممكنًا في بعض الحالات.
وشدّدت الخبيرة على أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي ليست محايدة، فهي تتعلم من بيانات أنشأها بشر يحملون تحيّزاتهم، مما يجعل الذكاء الاصطناعي عرضة لإعادة إنتاج الصور النمطية أو التمييز ضد فئات معينة من المرضى النفسيين.
أشارت أورلوفا إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في خلق وهم لدى الناس بأن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يحل محل الطبيب النفسي، ما قد يؤدي إلى تأجيل طلب المساعدة الحقيقية حتى في الحالات الحرجة.
في الختام، رغم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة في جمع البيانات أو تقديم دعم أولي، فإنه لا يجب اعتباره بديلًا للعلاج النفسي الحقيقي الذي يقدمه مختصون قادرون على التفاعل الإنساني والتعاطف وفهم السياق العاطفي بدقة.