ناصر بن حمد العبري
بعد تشرُّفي باعتمادي كعضو في الجمعية الكونفوشيوسية الصينية الدولية تلقيت العديد من الرسائل من الأصدقاء يتساءلون عن أهداف هذه الجمعية والمدرسة الكونفوشيوسية وهنا أوضح بعض الأهداف التي تنتمي لهذه الشخصية المؤثرة، فإنك عندما تحط الرحال في جمهورية الصين الشعبية أو في أي مقاطعة فيها، تقفُ في حيرة وتحاول أن تفهم أو تحاول أن تفك لغز الطريقة التي يتعامل بها الشعب الصيني العظيم في يومياته؛ سواء في احترامهم للشعوب أو احترامهم للعمل اليومي.
والعمل بالنسبة للصينين يعتبر عبادة وحب واحترام الشعوب لديهم هو نهج اتخذوه من شخصية كونفوشيوس، الفيلسوف الصيني الكبير، الذي وُلد في الصين حوالي عام 551 قبل الميلاد. ويُعتبر كونفوشيوس واحدًا من أهم العلماء والفلاسفة في تاريخ الصين، وكان له تأثير كبير على الثقافة والأخلاقيات الصينية.
كونفوشيوس كان يسعى إلى تحقيق النظام الاجتماعي والسياسي الذي يستند إلى الأخلاق والتقاليد. قام بتلقين تلاميذه بالقيم والأخلاقيات، وأسس مدرسة فلسفية تعرف بالكونفوشيوية. ركز على أهمية الأخلاق والتربية في تحسين المجتمع وتحقيق السلام والعدالة.
ومن بين الأفكار الرئيسية لكونفوشيوس، أنه أكد أهمية التعامل مع الآخرين برقة وليونة، وركز على أهمية الأخلاق في الحياة اليومية ودور الأدب في تنمية الشخصية واحترام الشعوب ونبذ الحروب والتعصب، وقد أسس فلسفته على فكرة تحقيق العدالة والتوازن في المجتمع وركز على التعليم وكان يعتبره الوسيلة الوحيدة لتحسين الفرد والمجتمع. كذلك أكد على أهمية الأمانة والوفاء في العلاقات الإنسانية.
لقد تأثرت الثقافة الصينية بشكل كبير بأفكار كونفوشيوس، ولا يزال له تأثير كبير حتى اليوم في الفهم الصيني للأخلاق والتقاليد والحياة الاجتماعية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تحذّر من القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة
بينما تتصاعد الحرب الاقتصادية بين أميركا والصين، دخلت أوروبا على خط القلق من تداعياتها، إذ عبّرت الحكومة الألمانية عن "قلق بالغ" تجاه القيود التي فرضتها بكين على تصدير المعادن النادرة والمواد الحيوية، في خطوة اعتبرت مؤشرا على اتساع نطاق التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية.
ووسعت الصين مؤخرا قيودها على تصدير المعادن النادرة والعناصر الإستراتيجية، مضيفة 5 فئات جديدة إلى قائمة العناصر الـ17، ليشمل الحظر الآن جميع المعادن النادرة الثقيلة باستثناء 5 فقط.
وتعدّ هذه المعادن أساسا لتقنيات حيوية تشمل المغناطيسات العالية الأداء وأشباه الموصلات والأنظمة العسكرية الدقيقة.
وتوضح البيانات الجمركية التي جمعتها بلومبيرغ أن كوريا الجنوبية واليابان وأميركا وألمانيا وكندا تُعد من أكبر مستوردي هذه المواد التي أصبحت محورا للخلافات التجارية العالمية.
قلق كبيروقالت الحكومة الألمانية إن القيود الجديدة "مصدر قلق كبير" لأنها تهدد الإمدادات الصناعية في قطاعات تعتمد بشدة على هذه المواد، خصوصا الإلكترونيات والسيارات والطاقة المتجددة.
وأضافت برلين أن احتكار الصين شبه الكامل لإنتاج المعادن الثقيلة وفصلها يمنحها "نفوذا مفرطا في الأسواق"، محذّرة من أن الخطوة قد "تخلق موجات صدمة جديدة عبر الصناعة الأوروبية".
تحركات مدروسة بغايات إستراتيجية
ونقلت بلومبيرغ عن جوليان إيفانز-بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في شركة كابيتال إيكونوميكس، قوله إن "النهج المتشدد من جانب بكين ينطوي على مخاطرة كبيرة وقد يعقّد المحادثات مع أميركا، حتى لو كانت نتائجه مثمرة على المدى البعيد".
وأضاف أن توقيت القيود "قد يبدو انتهازيا، لكنه في جوهره يخدم أهدافا جيوسياسية متوسطة الأجل تهدف إلى احتفاظ الصين بتفوقها في مجالات إستراتيجية".
وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه الإجراءات تأتي قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في كوريا الجنوبية هذا الشهر.
إعلانوتضيف الوكالة أن الجانبين "يكدّسان أوراق ضغط متبادلة" استعدادا للمفاوضات، في حين ينتهي وقف إطلاق النار الجمركي بين البلدين في 10 نوفمبر/تشرين الثاني ما لم يتم تمديده.
الزراعة والتجارة رهائن التوتروتلفت بلومبيرغ إلى أن الصين أوقفت مؤخرا مشترياتها من فول الصويا الأميركي، مما يفاقم الضغوط على المزارعين الذين شكّلوا قاعدة انتخابية رئيسية لترامب.
في المقابل، لوّح الرئيس الأميركي بإجراءات مضادة تشمل "تقييد بيع بعض المنتجات للصين"، قائلا: "نستورد منهم كميات هائلة، وربما علينا التوقف عن ذلك، لا أحد يعرف بالضبط ما سيكون عليه الوضع".
تأثيرات متشعبة على الصناعات العالميةوتشير بلومبيرغ إلى أن تأخيرات سابقة في إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة تسببت هذا العام في "مشكلات كبيرة لشركات أوروبية وآسيوية"، وأن توسيع القيود الحالية "قد يخلق عبئا بيروقراطيا يهدد بخنق خطوط الإنتاج مجددا".
وتضيف أن ثقل الصين في سلاسل التوريد يجعل أي خطوة تقييدية منها بمنزلة "زلزال صناعي عالمي".
وتختم بلومبيرغ تحليلها بالتحذير من أن "مسار التراجع من حافة الهاوية بين واشنطن وبكين أصبح أكثر خطورة"، مؤكدة أن استمرار تبادل الإجراءات الانتقامية قد يجرّ الاقتصاد العالمي إلى مرحلة اضطراب جديدة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والدفاع.